الإثنين 01 يوليو 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

"30 يونيو".. ثورة شعب بطعم الدراما

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشفية

- "30 يونيو".. ثورة شعب بطعم الدراما

- الدراما انحازت للثورة والمسرح والسينما لم تكن على مستوى الحدث

- الأعمال الوطنية أعادت الاعتبار للثورة بأعمال  كشفت الحقائق أمام العالم

- مسلسل "الاختيار" أيقونة الثورة ونموذج فنى فريد لدراما الواقع

- 30 يونيو أنقذت الفن المصرى و"القوى الناعمة" من جماعة الإخوان الإرهابية

على الرغم من مرور 11 عاما على ثورة الشعب المصرى ضد قوى الظلام والشر فى 30 يونيو، فإن الفن لم يعط هذه الملحمة الوطنية حقها حتى الآن، خصوصاً السينما والمسرح، ورغم دور الفنانين والمثقفين فى التمهيد لاندلاع هذه الثورة عن طريق اعتصامهم ضد الجماعة الإرهابية، وأعمالهم الفنية التى شجعت على الثورة ضد ذلك النظام الفاشى، فإن معظم هؤلاء الفنانين بقيام الثورة عادوا إلى صفوف المتفرجين ناسين أن دورهم هو التأريخ لهذا الحدث العظيم بأعمالهم الفنية سواء الدرامية أو السينمائية أو المسرحية، وحتى من خلال الأغنية، والاستثناء الوحيد هو ملحمة "الاختيار" بأجزائها الثلاثة.

وبكل أسف معظم الأعمال السينمائية التى تناولت ثورة 30 يونيو جاءت هزيلة مخيبة للآمال، ولم تكن أحداث الثورة وتفاصيلها حاضرة بقوة، فجميع الأعمال التى قدمتها السينما حتى الآن تعتبر قشورا لثورة عظيمة، ولم نر حتى الآن عملا سينمائيا ملحميا يتحدث عن هذه الثورة، ويتحدث عن هذه السنوات السوداء التى شهدتها مصر فى حكم الإخوان والتآمر على مصر والدول المشاركة فى المؤامرات، ربما القائمون على صناعة السينما يجدون صعوبة فى أن تناقش السينما تاريخا معاصرا، وهناك الكثير من الملفات التى ربما يخشى السينمائيون الاقتراب منها لسبب أو لآخر، وعادة ما تكون الحجة هى الإمكانيات وضعفها، فى حين أن بعض الكتاب والمفكرين يرون أن أى حدث تاريخى يجب أن يمر عليه بضع سنوات ليتم بعدها تناول هذا الحدث وتداعياته، ففى السينما تناول فيلم «اشتباك» أحداث 30 يونيو، وتغير أحوال البلد السياسية بعد أحداثها، وقد تمكن الفيلم من تحقيق نجاح جماهيرى كبير وقتها، وإيرادات جيدة فى شباك التذاكر، هذا إلى جانب مشاركته فى عدد من المهرجانات السينمائية، وفوزه بجوائز منها، حيث تدور أحداث الفيلم بعد 30 يونيو، داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة، مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين لحكم جماعة اﻹخوان الإرهابية، بعد خلع محمد مرسى من الحكم، وقد جاءت رؤية الفيلم بشكل مختلف من حيث طريقة عرضه، تضمنت أحداث الثورة والعديد من الجوانب الإنسانية، منها لحظات العنف، الرومانسية والكوميديا أيضًا، بالإضافة إلى جزء كبير مما يحدث فى مصر، والفيلم لعب بطولته نيللى كريم، طارق عبد العزيز، هانى عادل، أحمد مالك، وخالد كمال، وهو من تأليف الأخوين محمد وخالد دياب، ومن إخراج محمد دياب، كما ألقى فيلم "القرموطى فى أرض النار" الضوء على ثورة 30 يونيو، فهو عمل درامى كوميدى ساخر تدور أحداثه حول شخصية القرموطى الذى يسافر بصحبة زوجته لقضاء إجازة المصيف ويقع له حادث بعد تصادم قاربهما بقارب "جبهة النصرة" يجعله يقع أسيرًا لتنظيم "داعش"، ويوضح من خلال العمل مدى فهمهم الخاطئ للدين وتأثير الجهل عليهم وينتهى الفيلم برسالة مباشرة عن توجيه ضربات موجعة لأوكار التنظيم الإرهابى فى ليبيا، وقام ببطولة الفيلم أحمد آدم وأحمد صيام وعلاء مرسى، ومن تأليف محمد نبوى وعلاء حسن، وإخراج أحمد البدرى، وإنتاج أحمد السبكى.

وإذا كانت السينما أخفقت فى التأريخ عن هذا الحدث وأهميته، فإن الدراما ناقشت الثورة من خلال بضعة أعمال هى مسلسل «الداعية» بطولة هانى سلامة، و«سلسال الدم» بطولة عبلة كامل ورياض الخولى تأليف مجدى صابر وإخراج مصطفى الشال، ويعد هو العمل الذى تناول صعود الإخوان للحكم بعد ثورة 25 يناير وصولا لثورة 30 يونيو، التى أطاحت بهذا الحكم الغاصب.

لكن يظل مسلسل "الاختيار" بأجزائه الثلاثة أهم ملحمة درامية فى تاريخ الدراما العربية عبر سنواتها الأخيرة، عبرت عن ثورة 30 يونيو المجيدة، فالمسلسل بأجزائه الثلاثة يعتبر قطعة فنية شديدة الروعة يفوح منها عبق الوطنية والارتباط بقواتنا المسلحة ورجال الشرطة المصرية الذين كانوا ومازالوا صمام الأمان للدولة المصرية، فموضوع المسلسل جاء فى التوقيت المناسب خاصة فى ظل النجاح الساحق الذى حققته الأجزاء الثلاثة الأول والثانى والثالث وهو ما خلق حالة من الشعور بالانتماء وروحا جديدة سرت بين جموع الشعب المصرى تمثلت فى هذا الاصطفاف والالتفاف الواضح حول قواتنا المسلحة الباسلة فى حربها ضد الإرهاب.

 فقد ألقى الجزء الأول الضوء على تضحيات قواتنا المسلحة الباسلة، وقدم الجزء الثانى الجانب المضيء فى العمل الوطنى المشرف والمتمثل فى بطولات أبناء جهاز الشرطة المصرية جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة فى مواجهة العناصر الإرهابية والتكفيرية التى كانت تخطط لخراب هذا البلد، والجزء الثالث الذى أكمل الملحمة بالحديث عن أخطر الساعات فى تاريخ مصر والقرار المصيرى الذى أنقذ البلد من الجماعة الإرهابية المتطرفة.

وقد حققت ملحمة الاختيار نجاحا ساحقا وأرّخت بحق وبالتفاصيل عن أهم ثورة هى ثورة 30 يونيو، خصوصا الجزء الثالث الذى كشف للشعب المصرى ما كان يحاك من مؤامرات ضد الدولة المصرية سواء فى الداخل أو الخارج، إذ تناول أخطر 96 ساعة فى تاريخ مصر الحديث تعود إلى عام 2013، وكواليس تلك الفترة، حتى ثورة 30 يونيو والتى خرج فيها الشعب إلى جميع ميادين مصر ليعبروا عن رفضهم حكم جماعة الإخوان.

فالعمل بلا شك كشف للأجيال القادمة حجم التضحية التى قدمتها القوات المسلحة ورجال الشرطة فى حماية الوطن من السقوط فى الهاوية، ووضح نوايا وأفعال جماعة الشر والإرهاب التى أرادت وأد الهوية المصرية وتطويع الوطن إلى مخططات وأفكار بعيدة عن ديننا الإسلامى الحنيف وبعيدة عن معتقداته وثوابتنا الوطنية السليمة التى بنى عليها الوطن أركانه منذ آلاف السنين، واستطاع الجزء الثالث من المسلسل وبجدارة أن يكشف ويفضح ألاعيب عصابة الإخوان، ورغبتهم فى السيطرة على مصر، ووثق المسلسل بمقاطع حية بالفيديو اعترافات قيادات الإخوان بالصوت والصورة على أنفسهم والتى كشفت نواياهم الخبيثة، وحجم المؤامرة التى كانت تقوم بها جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات المتطرفة التى كانت تدعمها، حيث إن التسجيلات الخاصة بالإخوان، التى تم عرضها فى نهاية كل حلقة من المسلسل بالصوت والصورة، أكدت مدى خطورة الإخوان، ومخططاتهم ودمويتهم، وأن بطولات أبناء القوات المسلحة والشرطة ودماءهم التى سالت وروت شجرة الأمان والحرية لننعم بالاستقرار والازدهار ستظل خالدة.

ومن أبرز الأعمال الدرامية التى رصدت أحداث ثورة 30 يونيو، مسلسل "هجمة مرتدة" الذى رصد جانباً آخر للجهود المكثفة التى بذلها جهاز المخابرات المصرية فى تعقب تدخلات سافرة من دول ومؤسسات حدثت ما قبل وبعد 25 يناير 2011 وصولاً إلى ثورة 30 يونيو، والدأب المتواصل من رجال الجهاز الوطنيين لإفشال مخططات سواء كانت من أطراف دولية أو إقليمية استخدمت جميع الوسائل لتهديد استقرار مصر.

ومازلنا نتمنى أن نرى أعمالا سينمائية ودرامية وغنائية ومسرحية أكثر عن ثورة المصريين فى 30 يونيو التى أعادت العزة والكرامة للشعب المصرى، ونجونا من الهلاك لنحيا "حياة كريمة" فى عهد الرئيس السيسى الذى أسس دعائم الجمهورية الجديدة ونجّا البلاد من الهلاك المحقق.

الصفحة السابعة من العدد رقم 367 الصادر بتاريخ 27 يونيو 2024
 
تم نسخ الرابط