السياسة والثقافة والاستثمار فى مهرجان العلمين
- المهرجان يترجم حالة الاستقرار والأمن التى تعيشها مصر ويعكس سياستها ومواقفها
- تخصيص ٦٠ بالمائة من أرباح المهرجان لدعم ومساندة أهالينا فى فلسطين رسالة إنسانية راقية
- الاستثمارات التى قامت بها الدولة نجحت فى جذب السياحة وتوقعات بعدد السياح فى الموسم الصيفى
قضيت سنين طويلة من عمرى وأنا فى قلب العمل الثقافى والفنى والسياسى أيضا، ومن هذه الخبرة أعرف جيدا قيمة ما يحدث فى مهرجان العلمين الذى يحمل شعار " العالم علمين"
وتبدأ نسخته الثانية يوم ١١ يوليو الحالى، وأعلنت تفاصيله قيادات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المنظمة للمهرجان والراعية له.
لا يمكن التعامل مع مهرجان العلمين على أنه مجرد مهرجان ترفيهى فنى، رغم أن المهرجانات الفنية الترفيهية مطلوبة وبشدة، من أجل السياحة والترويج لها، فالسياح فى الغالب يقبلون على مصر وغيرها من أجل قضاء وقت جميل ومريح، والترفيه فى حد ذاته هدف وقيمة كبيرة، ولا يمكن التقليل من أهميته.
تتوفر عناصر الترفيه فى مهرجان العلمين بدرجة كبيرة، لكنه كذلك مهرجان نرى فيه رائحة السياحة والثقافة. ثم وهذا هو الأهم أننا نرى فيه قيمة الاستثمار العليا، التى تسعى إليها الدولة المصرية، ويمكننى أن أوضح لكم ما أقصده بكلامى، لأن الحدث بالفعل ضخم وكبير ولابد أن نتوقف أمامه بشكل عميق بعيدا عن كلام اللجان الإلكترونية وحديث غير الفاهمين أو المدركين لحقائق الأمور.
كان القائمون على المؤتمر الصحفى لمهرجان العلمين حريصين كل الحرص على تأكيد عدة معانٍ وإيصال رسائل سياسية بعينها، ووضحت هذه المعانى والرسائل فى رفع علم فلسطين العزيزة إلى جوار علم مصر، ثم الإعلان عن تخصيص ٦٠ بالمائة من أرباح المهرجان لأهالينا فى فلسطين للتخفيف عنهم ودعمهم والوقوف إلى جوارهم.
هذه الرسالة لا تعبر فقط عن موقف القائمين على تنظيم المهرجان، ولا عن الشركة المتحدة بكل ما تمثله فى الحياة الثقافية والفنية، ولكنها تعبر عن الموقف المصرى الكبير الذى أخذته الدولة المصرية منذ بداية الأحداث فى غزة فى ٧ أكتوبر الماضى، وهو ما عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته التى وجهها إلى الأمة المصرية بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة ٣٠ يونيو العظيمة.
لقد قال الرئيس فى كلمته بوضوح : لا يخفى عليكم ما تمر به المنطقة من تغيرات خطيرة.. خلال الفترة الأخيرة.. فما بين الحرب الإسرائيلية الغاشمة فى قطاع غزة.. التى غاب فيها ضمير الإنسانية.. وصمت عنها المجتمع الدولى.. وأدار وجهه عن عشرات الآلاف.. من الضحايا الأبرياء والمشردين والمنكوبين .. وما بين محاولات خبيثة، لفرض التهجيـر القسـرى نحـو أراضـى مصر، كان موقف مصر، نبيلا وشريفا ووطنيا ..لم تصمت مصر – بالفعل قبل القول – عن إغاثة الأشقاء الفلسطينيين..بكل ما أوتيت من قوة وعزم ..وكذلك، صمدت بعزة وكرامة أمام مساعى التهجير.. وأسمعت صوتها واضحا جليا.. حماية لأمنها القومى.. ومنعا لتصفية الحق الفلسطينى.
هنا إشارة مهمة إلى أن كل جهود الدولة المصرية تصب فى النهاية فى هدف واحد، وأن ما يحدث فى مهرجان العلمين ليس منفصلا ولا منعزلا عن سياسات الدولة المصرية بل متسقا معها تماما بل ويخدم عليها بقوة.
يحرص المهرجان على أن يعكس صورة مصر الحقيقية، وحتى نفهم معا ذلك وكيف يكون المهرجان بالفعل قادرا على رسم الصورة الحقيقية التى أصبحت عليها مصر الآن بعد سنوات من الجهد والمشقة ومواجهة الإرهاب وضرورات البناء والتنمية.
يقول مهرجان العلمين إن الدولة المصرية مستقرة وآمنة، وإنها يمكن أن تكون وجهة مناسبة ليس للسياح فقط ولكن للمستثمرين أيضا، وهذا أمر مهم جدا، فالمهرجان لا يقول إننا يمكن أن نستقبل السياح ونوفر لهم إقامة مريحة وآمنة ومستقرة، ولكن أيضا يمكننا أن نكون بيئة مناسبة للاستثمار، ولم يكن هذا ليحدث من الأساس إلا بعد جهد بذلته مؤسسات الدولة المختلفة لتمهيد الأرض أمام السياحة والاستثمار.
يمكن أن نقول ببساطة وراحة تامة إن مهرجان العلمين يعد تتويجا لكل جهود الدولة المصرية على مختلف المسارات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، ثم إن العلمين الجديدة نفسها حيث يقام المهرجان تعتبر ترجمة واقعية وحقيقية وكاملة لفكر الإدارة المصرية التى قررت أن تقوم بأكبر عملية تعمير دائمة ومستدامة فى مصر.
كان الساحل الشمالى مهجورا طوال العام ، لا نستغله إلا لمدة شهرين فقط، وبعده يتحول إلى بيوت أشباح، لكن الفكرة والخطة كانت أن يتحول الساحل الشمالى إلى مقصد طوال العام، لا يقصده السياح فقط من داخل مصر وخارجها، ولكن يكون مجتمعات عمرانية دائمة تعمل وتنتج طوال العام، وأعتقد أننا على الطريق لتحقيق ذلك.
لقد قرأت تصريحات عديدة خلال الأيام الماضية منها على سبيل المثال: إن الموسم السياحى الصيفى سيشهد تدفقات سياحية كبيرة على منطقة الساحل الشمالى وخاصة من السائحين العرب وعلى رأسهم السعوديون والإماراتيون والكويتيون، وأنه من المتوقع زيادة الأعداد السياحية الوافدة إلى منطقة الساحل الشمالى تصل لـ35% .
وفى التصريحات التى احتفت بها المواقع الصحفية وما يخص مهرجان العلمين أنه خلال الموسم السياحى الصيفى الماضى قد وصل إلى مدينة العلمين الجديدة نحو مليون سائح، وذلك بفضل الأجندة الترفيهية التى نظمتها الشركة المتحدة، من خلال مهرجان العلمين الجديدة وجذب المهرجان السائحين العرب من كل الجنسيات لمتابعة هذه الأجندة والتى تضمن حفلات غنائية وفعاليات رياضية واستعراضات وغيرها، لافتا إلى أن هذا الأمر سيتكرر خلال الموسم المقبل ويتم تنظيم مهرجان العلمين فى دورة جديدة تم الإعلان عنها قبل الموسم، فى مؤتمر صحفى يليق باسم المهرجان وأهدافه.
كل المؤشرات تقول إنه من المتوقع أن يشهد الموسم الصيفى تدفقات أكبر على منطقة الساحل الشمالى وذلك بعد ضخ العديد من الاستثمارات الفندقية وزيادة الطاقة الفندقية لاستيعاب أعداد أكبر من السائحين وزوار المدينة وخاصة أن العديد من الاستثمارات الجديدة كانت ولا تزال تحت الإنشاء العام الماضى.
وفى ذات السياق، تستعد وزارة السياحة والآثار للمشاركة فى سوق السفر والسياحة العربى atm؛ والذى من المقرر عقده بإمارة دبى بالإمارات العربية المتحدة خلال شهر مايو المقبل، للترويج للموسم الصيفى المقبل حيث إن سوق السفر العربى يعد واحدا من أهم الملتقيات السياحية التى تعقد فى منطقة الشرق الأوسط ويشارك به القائمون على صناعة السياحة والسفر من مختلف دول العالم، وفى إطار الترويج والتسويق للموسم السياحى الصيفى يتم حاليا المناقشة حول تنظيم قافلة سياحية مهنية مصرية لدولة الكويت لتعزيز التعاون المشترك بين شركاء المهنة ودفع معدلات الحركة السياحية البينية، وذلك بالتزامن مع معرض دبى.
إننا أمام طفرة هائلة لا تخفى على أحد يترجمها مهرجان العلمين الذى تقف خلفه أيادٍ مخلصة تخطط وتنفذ وتقوم بالعمل على أكمل وجه، وهو ما كنا نسعى إليه من سنوات طويلة، وهو أن يكون هناك مهرجان كبير بقيمة مصر يعكس صورتها ودورها، وها هو يتحقق على الأرض.