يا أبى أحمد: «إنت ابن مين فى إفريقيا؟!!»
- بعد أن جاع شعبك.. وازدادت مشاكله تأتي سياستك لتزيد الأحوال تعقيدا ولكن:إن غدا لناظره قريب
- مفتاح الأمل أو "قفل" النهاية!
- "كلنا إيد واحدة" أصابت الهدف.. وحددت خريطة الطريق
- نعم انخفضت الأسعار .. وتوفرت السلع والبقية تأتي
- هذه التصرفات النشاز من جانب حكومة إثيوبيا يستحيل أن تصب في بوتقة مصالح شعبها.. بالعكس بل ستضره ضررا كبيرا.
وأنا لا أقول هذا الكلام من عندياتي بل ذلك ما تزخر به سجلات التاريخ القديم والحديث ؛لأن حكم الدول له قواعد وأصول إذا ما خرج الحاكم عنها فسيكون سببا في أن يدفع شعبه الثمن باهظا وباهظا جدا.
الأخ أبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا يبدو أن الغرور سوف يودي به إلى أسفل سافلين..فهو يتحدث وكأنه ملك الدنيا وما عليها بينما شعبه حتى الآن مازال يتضور جوعا ومازال معظم أبنائه يعيشون في أكواخ متهالكة بالقرب من الغابات ومحطات تموين السيارات وغيرها.
من هنا.. فإن الخطاب الذي بعث به وزير خارجية مصر د. بدر عبد العاطي يتضمن كلاما صريحا وجريئا وجادا وطبعا هذا شيء طبيعي مادام الخطاب يصدر من دولة راقية متقدمة العالم كله يشيد بسياستها الداخلية والإقليمية والدولية.
لقد قال الوزير إن مصر ترفض رفضا قاطعا التصرفات الأحادية الإثيوبية المخالفة لقواعد مبادئ القانون الدولي والتي تشكل خرقا صريحا لاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان في عام 2015.
لكن يبدو أن خرق القانون الدولي أصبح موضة هذه الأيام لدى الحكام الذين أصابهم الغرور دون مبرر والذين يتصورون أنهم يعيشون في هذا العالم وكأنهم في جزر بعيدة لا علاقة لها بالجيران وغير الجيران.
الأدهى والأمر أن رئيس وزراء إثيوبيا يكذب في تصريحاته وهو في ذلك لا يختلف كثيرا عن سميه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الذي يتنفس زورا وبهتانا وضلالا حتى وصل بشعبه إلى ما وصل إليه الآن.. فها هي المظاهرات في كل مكان.. وها هم وزراؤه في الائتلاف الحكومي يضربون بعضهم البعض.. وها هم عائلات الأسرى يهلون التراب فوق رأسه في اليوم مائة مرة ومرة.
أما أبي أحمد فقد أصبح مثار غضب واستياء جيرانه من دول إفريقيا الذين كما يقول وزير خارجيتنا إنهم كانوا يطمحون لتعزيز التفاؤل في بلادهم لكنه يزرع بذور الفتن والاختلافات بين الشعوب فضلا عن أن سياسة أديس أبابا تتستر خلف ادعاءات لا أساس لها من الصحة فيكفي أن مصر بشهادة الدنيا بأسرها في طليعة الدول الداعمة للتنمية التي لا تتحقق إلا في حالة التزام الجميع بالممارسات التعاونية التي تقوم وفقا لمبدأ عدم الإضرار بالغير.
المهم.. الآن ماذا سيفعل مجلس الأمن؟
إن أبسط الأشياء أن يصدر بيانا يستنكر فيه هذه التصرفات المخزية من جانب إثيوبيا ويحثها على أن تعيش كدولة تحترم القانون والمواثيق الدولية وليس العكس.
وفي النهاية نصيحة للأخ أبي أحمد:
أفق يا رجل ولا يغرك بالله الغرور لاسيما وأنت أول من يعلم أنك قد أرهقت شعبك بما فيه الكفاية.
استيقظ عسى الله أن يرحمك قبل فوات الأوان.
العنوان يعتبر عاملا مهما للترويج لكل الأشياء المادية والمعنوية والثقافية والترفيهية والرياضية .. وكم من سلع راجت وذاع صيتها وحقق أصحابها أرباحا هائلة بسبب عنوانها الأخاذ والذي يشد الانتباه.
على الجانب المقابل توجد سلع أخرى تبور قبل أن تحتل مكانها في الأسواق .. أي أسواق.
وغني عن البيان أن عنوان الصحيفة أو بالأحرى المانشيت هو الذي يميز هذه عن تلك وهو الذي يشجع القارئ لكي يقرأ صحيفة ورقية وينصرف عن نظيرتها الإلكترونية..!
هذه مقدمة أردت أن أعرج بها إلى إنجاز حقيقي من إنجازات الدولة المصرية وأعني به المبادرة الهادفة والمتميزة التي تبنتها وزارة الداخلية والتي اختير لها عنوان"كلنا واحد" والتي تستهدف محاصرة الأسعار ومنع الاستغلال والاحتكار أيضا..
بصراحة.. لقد أعجبني العنوان.. ومنذ أن بدأت المبادرة نشاطها عام 2018 وأنا أتابعها بشغف واهتمام فالعنوان –كما أشرت آنفا - ينطوي على حزمة من المشاعر النفسية تدور كلها حول عدم التعرض وعدم التمييز بين الناس وبعضهم البعض وعلى ترسيخ مبادئ الغيرية الاجتماعية والمشاركة الوجدانية وهذه كلها لها قواعد ثابتة ومتينة لبنيان اجتماعي متكامل متصل الحلقات كل حلقة تشد من أزر الأخرى بحيث نأتي جميعا وقد تمكن كل منا من الحصول على احتياجاته بسهولة ويسر بل وأيضا بأسعار متهاودة.
ولا شك أن اختيار وزارة الداخلية لتولي تحويل المبادرة إلى واقع قائم اختيار موفق ولا شك لاعتبارات عديدة أولها: ضمان الانضباط في القول والفعل وانتفاء أية نزعات شخصية ناهيك عن حسن المعاملة التي تجعل الناس يقبلون ولا يرجعون خصوصا أن وزارة الداخلية في عهدها الحالي بقيادة الوزير النشط في صمت والحازم دون إثارة أي نوازع.. أقول إن الوزارة في عهده تشجع الناس على الاقتراب في مودة وليس العكس.
ثم..ثم.. فإن السؤال الذي يثور بين كل فترة وأخرى: هل الناتج عن هذه المبادرات ساعد بالفعل في خفض الأسعار وعلى تهيئة المناخ الرائق لربات البيوت.. ليحصلن على احتياجاتهن دون ضغوط.. وبلا توتر وتجنب الخلافات الأسرية؟
الإجابة : نعم طبعا.. لذا فإنه بمرور الوقت سيضطر الذين عاشوا حياتهم وهم يستنزفون دماء أهلهم وإخوانهم وجيرانهم إلى الانسحاب رويدا.. رويدا.. لنضرب جميعا المثل والقدوة في الحفاظ على علاقات اجتماعية نظيفة بل تشع ضوءا عبر الأزمنة والعصور.
و..و..شكرا