الجمعة 20 سبتمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

دراما "البلوجرز" فى ذمة الله

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشفية

- قرارات حاسمة لنقابة الممثلين لوقف مهزلة اقتحام البلوجرز مجال التمثيل

- الضرب بيد من حديد وفرض غرامة مليون جنيه لمن يستعين بهم دون تصريح

- الحفاظ على مهنة التمثيل وحماية حقوق الممثلين المحترفين أمر ضرورى

- حلم "الدخلاء" بمهنة التمثيل يتبخر.. والمشهد الفنى يعود لمساره الصحيح

- مشاهير مواقع التواصل الاجتماعى "فقاعات هواء" ولا يمتلكون الموهبة التمثيلية

يبدو أن ظاهرة الاستعانة بمشاهير مواقع التواصل الاجتماعى فى التمثيل ستبدأ الانحسار، حيث تشير العديد من المؤشرات إلى نهاية عصر هؤلاء البلوجرز في الدراما، خاصة بعد أن قامت نقابة الممثلين بتوجيه ضربات قاضية لهم، بالإعلان عن فرض غرامة مالية تصل إلى مليون جنيه على المؤثرين ونجوم مواقع التواصل الاجتماعي الذين يعملون في مجال التمثيل دون الحصول على تصريح رسمي من النقابة.

فقد شهدت السنوات الأخيرة ظاهرة لافتة للنظر، هي دخول البلوجرز التيك توكرز ونجوم مواقع التواصل الاجتماعي إلى عالم التمثيل،إذ استغل المنتجون شهرتهم وجماهيريتهم في جذب الجمهور إلى الأعمال الدرامية، رغم أن ذلك يأتى بمردود سيئ على الأعمال الفنية.

وللحق فإن هذا القرار من نقابة الممثلين يأتي في إطار سعي النقابة للحفاظ على مهنة التمثيل وحماية حقوق الممثلين المحترفين، وحفاظا على المهنة من الدخلاء، حيث ترغب نقابة المهن التمثيلية في الحفاظ على مستوى الأعمال الفنية وحماية حقوق الممثلين المحترفين، وترى النقابة أن دخول صناع المحتوى إلى مجال التمثيل دون الخضوع للتدريب اللازم والتأهيل المهني يؤثر سلباً على جودة الأعمال الدرامية ويقلل من قيمتها الفنية، كما تشدد النقابة على أهمية الحصول على تصريح مزاولة المهنة من أجل تنظيم هذا المجال وضبطه، ولاقى موقف النقابة دعما كبيرا من الفنانين، يرون أن الحفاظ على مستوى الأعمال الفنية أمر ضروري، وقد أوضح نقيب الممثلين، الدكتور أشرف زكي، أن هذا القرار جاء بعد ملاحظة تزايد ظاهرة استعانة المنتجين بنجوم مواقع التواصل الاجتماعي في الأعمال الدرامية، وهو ما يضر بمهنة التمثيل ويقلل من قيمتها الفنية، وأكد زكي أن النقابة لن تتهاون مع أي مخالف لهذه القوانين، وسيتم تطبيق الغرامة المالية على جميع المخالفين دون استثناء، وذكر أشرف زكى :"النقابة حذرت أكثر من مرة من الاستعانة بالبلوجرز في الأعمال الفنية، وأن هناك من يسمون أنفسهم منتجين وهم ليسوا كذلك يحاولون تحقيق الانتشار من خلال الاستعانة بالبلوجرز، فأخبرتهم أن النقابة ستتخذ إجراءات قانونية وستفرض غرامة على من يفعلون ذلك قد تصل إلى مليون جنيه، وأضاف :«من لديه موهبة نشجعه، وهناك قنوات لذلك، ونحن نبحث عن أصحاب المواهب والهواة، لكن هذا لا يعني أن يصبح التمثيل مهنة من لا مهنة له»، ووجّه كلامه للبلوجرز: «ابحثوا عن عمل آخر وابتعدوا عن التمثيل"، وأكمل :"المسؤولية الأولى لا تقع على عاتقهم ولكن العيب في المنتجين الذين يلهثون وراءهم ويرجونهم أن يشاركوا معهم، وهؤلاء سأوقف التعامل معهم، وأكد نقيب الممثلين: «النقابة لها قانون، وهذا القانون لا بد من احترامه، وأي شخص سيعمل بالتمثيل دون تصريح من النقابة سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله»، مضيفاً: «سيتم مواجهة هذا الأمر بغرامات ضد من يعمل دون تصريح وضد شركات الإنتاج التي تستعين به".

وربما يتساءل البعض: هل هذا القرار سيساهم في رفع مستوى الأعمال الفنية وحماية حقوق الممثلين المحترفين؟ بالطبع نتمنى ذلك، ونتمنى أن تظل النقابة تضرب بيد من حديد على هؤلاء الدخلاء على المهنة، فقد أثبتت التجربة أن الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي لا تعني بالضرورة امتلاك الموهبة التمثيلية، فالكثير من البلوجرز الذين شاركوا في أعمال درامية لم يتمكنوا من تقديم أداء مقنع، مما أثر سلبًا على جودة الأعمال، كما بدأ الجمهور الشعور بالملل من رؤية الوجوه نفسها في كل مكان، وتطلع إلى مشاهدة ممثلين محترفين يقدمون أداءً متميزًا، وربما يدرك المنتجون أن الاعتماد على البلوجرز قد لا يكون الخيار الأفضل من الناحية الاقتصادية، حيث إن تكلفة الاستعانة بهم قد تكون مرتفعة ولا تضمن النجاح التجاري للعمل، وشهدت الفترة الأخيرة دخول أكثر من «بلوجرز» و«تيك توكرز» و«رابرز» إلى مجال التمثيل، ومن بينهم كروان مشاكل وتغريد محمد والطفل عبد الرحمن طه الذي يعد أصغر بلوجرز "10 سنوات"، وحظي بشهرة بعد مشاركته في الجزء السادس من مسلسل «الكبير قوي»، والرابرز «كزبرة» و«ويجز"، والبلوجر أحمد رمزى فقد شارك  فى الجزء الثانى من مسلسل «فى بيتنا روبوت»، وحقق نجاحًا كبيرًا، كما شارك البلوجر محمد ربيع، الشهير« بـمحمد الجنتل»، فى مسلسل «اللغز»، كما شارك البلوجر محمود عادل مع النجم محمد رمضان فى فيلم «هارلى"، أما اليوتيوبر محمد أمين فشارك فى مسلسل «سوشيال»، إخراج رؤوف عبد العزيز، بينما شارك اليوتيوبر إكرامى هجرس فى مسلسل «الرواية»، وكذلك مسلسل «هدر اتفاق»، بينما شارك اليوتيوبر صلاح الدالى بالتمثيل فى العديد من الأعمال منها: فيلم «جدو مشاكل»، وآخرها مشاركته فى فيلم «200 جنيه»، فى حين شارك «توأم مصر» -وهما شقيقان معروفان كبلوجر على صفحات السوشيال ميديا- فى مسلسل «شغل عالى» مع فيفى عبده وشيرين رضا، وأيضًا شاركت البلوجر بيلا ثروت فى «صوت بالعربى".

وهنا أود أن أضع يدى على مسألة فى غاية الأهمية هى يجب على صناع الدراما أن يعودوا إلى التركيز على الممثلين المحترفين ذوي الخبرة والتدريب، فالممثل المحترف يمتلك الأدوات اللازمة لتقديم أداء متقن، ويستطيع التعامل مع مختلف الأدوار والتحديات التي تواجهه، كما أن الاعتماد على الممثلين المحترفين يضمن مستوى معينًا من الجودة الفنية للأعمال الدرامية، مما يساهم في جذب جمهور أكبر وأكثر ولاءً، خصوصا أن هناك الكثير من النجوم المحترفين لا يعملون ولا يظهرون فى أعمال، بل إن بعضهم يعانى من قلة المعروض عليهم من النصوص الفنية، بينما الكثير من البلوجرز كانوا يرون في التمثيل فرصة للانتقال إلى مستوى جديد من الشهرة والثروة، ومع تضاؤل هذه الفرص فى الدراما والفن، قد يضطرون إلى إعادة النظر في إستراتيجياتهم التسويقية والبحث عن طرق جديدة للوصول إلى جمهورهم، ويمكننا القول إن تجربة دخول البلوجرز إلى عالم التمثيل كانت تجربة غير مرضية بالمرة،وأثبتت أن الموهبة والخبرة هما العاملان الأساسيان للنجاح في هذا المجال، وأن التمثيل موهبة وعلم بالأساس، بعيدا عن "الفهلوة"، وأتمنى أن تشهد الفترة المقبلة عودة قوية للممثلين المحترفين، وتركيزًا أكبر على الجودة الفنية للأعمال الدرامية، بعيدا عن تصدر البلوجرز وأشباههم المشهد الفنى.

ولعلى أنتهز الفرصة وأوجه رسالة إلى كل نجوم الفن والممثلين المحترفين، أدعوكم إلى إعادة النظر في مسيرتكم الفنية، وأن تسعوا جاهدين للتجديد والتطور، تذكروا أن الجمهور هو الحكم النهائي، وأن استمرارية نجاحكم مرتبطة بقدرتكم على تقديم أعمال فنية جديدة ومبتكرة، لا تستسلموا لحالة الركود، بل ابحثوا عن كل ما هو جديد، واستثمروا في أنفسكم لتقديم أفضل ما لديكم، فالتجديد والتطور هما السبيلان الوحيدان للحفاظ على نجومية الفنان، والحفاظ على مكانته في قلوب الجمهور، والفن عالم متجدد، ومن لا يتجدد يزول.

الصفحة السابعة من العدد رقم 379 الصادر بتاريخ 19 سبتمبر2024

 

تم نسخ الرابط