الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

الرسائل مستمرة... حكاية الشعب والجيش

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشيفية

- لى ذكريات كثيرة مع الندوات التثقيفية التى تعقدها القوات المسلحة والتى ترفع بها وعى المواطنين بالقضايا الكبرى

- سمعت وزير الدفاع بنفسى وهو يحذر من الاقتراب من المصريين بسوء... والآن سعدت برسالة مصر الكبرى عن القوة والسلام

- قواتنا المسلحة قادرة على حسم المعارك بقوة وصلابة.. والتحية لها واجبة طوال الوقت 

كتبت إليكم الأسبوع الماضى عن رسائل مصر القوية، تلك الرسائل التى جاءت فى كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى عن امتلاك مصر القوة وامتلاك الجيش المصرى القدرة على أن يحقق الانتصار فى معاركه، لكن القوة جُعلت للحفاظ على السلام، هذا السلام لن يأتى إلى المنطقة إلا بعد أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم فى أن تكون لهم دولة مستقلة ذات سيادة. 

رسائل مصر وصلت إلى الجميع، فى الداخل والخارج وعلى مستوى الإقليم كله، فقد كانت واضحة ومباشرة بحيث يفهمها الكل.

وكم سعدت وأنا أتابع أعمال الندوة التثقيفية الأربعين التى قدمتها القوات المسلحة للاحتفال بالذكرى الـ 51 لنصر أكتوبر العظيم. 

وسر سعادتى فى الحقيقة أن هذه الندوة التثقيفية أعادت إلىّ ذكريات عزيزة علىّ، فقد حضرت عدة ندوات تثقيفية فى مسرح الجلاء، وشاركت فيها بإيجابية، وكنت موجودا عندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى وكان وقتها وزيرا للدفاع أن الجيش المصرى العظيم سيقف فى مواجهة كل من يفكر فى الاعتداء على الشعب المصرى، وكم كانت هذه الرسالة فيها طمأنة للجميع، خاصة أن حالة من الخوف كانت تسيطر على الناس فى الشوارع. 

فى هذا اليوم وقفت هتفت لوزير الدفاع وهتفت للجيش المصرى، ومن يومها وتعلقت قلوب المصريين بالقائد الذى تحدث إلى الناس برسائل الثقة والهدوء واليقين بأن مصر ستظل باقية. 

المشهد تكرر بالنسبة لى فى الندوة التثقيفية الأخيرة، كنت أتابع الفقرات الفنية الرائعة، والأغانى التى تعبر عن روح مصر، والأطفال الصغار الذين يشاركون فى العمل المسرحى المهم الذى يرفع من درجة الوعى لدى الجميع، فهؤلاء هم أبناء المستقبل الذى سيكون مشرقا بإذن الله على أيديهم.

لكن ما لفت انتباهى أكثر هو الكملة التى ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسى، سواء الكلمة الرسمية أو ما قاله بعدها فى حديث مباشر مع الناس. 

فقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن القوات المسلحة هي الدرع الحصينة التى تحمى مقدرات الوطن مدعومة بصلابة الشعب ووحدته.

 وقال الرئيس إن الشعب المصري بجميع فئاته ضرب مثالا يحتذى به في مساندة جيشه ماديا ومعنويا خلال حرب أكتوبر، مضيفا أن أبناءه قدموا الكثير فداء للوطن رغم مرارة الفراق.

وتابع: "نصر أكتوبر ملحمة سطرها الجيش والشعب المصري وستظل محفورة في ذاكرة مصر ونفخر بها جيلا بعد جيل، وما زال النصر يفيض بالعبر والدروس التي تفيدنا في التخطيط العملي والتنفيذ الدقيق والتكاتف، وهي السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف، وهي رسالة متواصلة للشعب المصري على مر التاريخ".

وقال: "نجتمع في تقليد سنوي متجدد، للاحتفاء بانتصار -كان وسيظل- علامة فارقة في تاريخ وطننا العزيز"، معبراً عن إرادة أمة حولت الهزيمة إلى نصر ورفعت أعلام مصر على أرض سيناء في ملحمة سطرها الجيش والشعب، ليحفروا في ذاكرة هذا الوطن بطولات النصر الذي نفخر به جيلاً بعد جيل".

وذكر أنه رغم مرور واحد وخمسين عاماً، مازال معين نصر أكتوبر، يفيض بالعبر والدروس والتجارب، التي نستلهم منها رؤيتنا لحاضرنا ومستقبلنا، وتؤكد لنا أن التخطيط العلمي والتنفيذ الدقيق والتكاتف أمام التحديات هو السبيل المضمون لتحقيق الأهداف، وهذه رسالة متكررة من الشعب المصري، على مدار السنوات مع اختلاف الصعاب والتحديات.

وواصل: "لقد سجل التاريخ العسكري بحروف من نور عظمة انتصار أكتوبر إلا أنني أود التركيز اليوم على دور الشعب المصري بأكمله في تحقيق هذا الانتصار، حيث قدم بجميع فئاته مثالاً يحتذى في مساندة جيشه مادياً ومعنوياً وأثبت أن النصر لا يتحقق فقط على جبهات القتال، وإنما يتحقق أولاً بوحدة الشعب، وصموده ووعيه وإيمانه، وإرادته في التحدي والنصر".

وتابع: "نصر أكتوبر كان حقاً حكاية شعب، حكاية آباء وأمهات، قدموا أبناءهم فداء لهذا الوطن، حكاية زوجات وأبناء وبنات، عانوا مرارة الفراق، حكاية كل مواطن من شمال مصر لجنوبها، ومن شرقها لغربها، تحمل وصبر من أجل بلده، حكاية تجلت فيها الشخصية المصرية بكل عبقريتها، فصنعت ما كان يعتقده البعض أنه المستحيل لتؤكد أن هذا الشعب يبذل الغالي والنفيس لحماية أمنه وسلامة أرضه ضد أي تهديد أو اعتداء، وأن القوات المسلحة هي الدرع الحصينة التي تحمي مقدرات هذا الوطن مدعومة بوحدة شعبها وصلابته وإرادته".

ولفت الرئيس السيسي إلى أن نصر أكتوبر يتزامن هذا العام مع أحداث متلاحقة وأوضاع مضطربة، يشهدها محيطنا الإقليمي تؤكد لنا من جديد أن خيارنا للسلام العادل والمستدام يفرض علينا الاستمرار فى بناء قدرات القوة الشاملة لهذا الوطن، كونها السبيل الوحيد لصون وحماية السـلام وردع أي محاولة للتفكير في الاعتداء عليه.

وأكد أن مساعي مصر الدائمة للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة تنبع من موقع القدرة والقوة والقناعة بأن السلام العادل والشامل يجب أن يراعي حقوق الشعب الفلسطيني وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والتخلى عن أوهام التوسع وسياسات العداء لضمان التعايش السلمي بين شعوب المنطقة وتجنيب الأجيال القادمة ويلات الصراع.

وقال: "اسمحوا لي في ختام كلمتي بأن أتقدم بأسمى آيات التقدير إلى أبطال مصر من شهداء القوات المسلحة في حرب أكتوبر وجميع الحروب، وأقول لأسرهم وذويهم: إن شعب مصر أصيل لا ينسى من ضحوا من أجله، وأن مصر ستظل بارة بكم، كما كان أبناؤكم بارين بها".

وهنأ الرئيس السيسي قيادات وأبناء القوات المسلحة المصرية في عيد النصر، قائلا: "فقد كنتم على مدار التاريخ حصن الوطن ويده الضاربة في حماية أرضه وحفظ كرامته، وتحية من القلب إلى المواطن المصري صاحب الإرادة والقرار في معادلة مواجهة التحديات وتنمية القدرات".

وتابع: "بتلاحمنا وإخلاصنا ووعينا قادرون على تجاوز الظروف الصعبة كما تجاوزناها من قبل مهما كانت صعوبتها، وفي ذات الوقت نحرص على الاستمرار في التنمية لتحسين ظروف المعيشة ولبناء مستقبل أفضل تحظى فيه مصر بالمكانة اللائقة التي تستحقها بين الأمم".

وفي كلمة ارتجالية، عقب ختام كلمته الرسمية، قال الرئيس إنه على مر التاريخ كان تماسك الشعب المصري ووحدته عاملا للحفاظ على أمن البلاد، وأن القيادة المصرية ستظل حريصة على بناء قدرات الجيش والحفاظ عليها لصون وحدة وأمن مصر.

ولفت الرئيس إلى أن مصر نبهت كثيرا بأن حل القضية الفلسطينية وإعطاء أمل للشعب الفلسطيني كان سيكون المفتاح لكي تعيش كل الشعوب في المنطقة بأمن وسلام، مشددا على ضرورة إيجاد حل للقضية وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وقال: "إن مصر بخير بفضل الله سبحانه وتعالى، وأن قدرات الجيش كافية للدفاع عنها ليس لأن نقوم بأفعال ضد أحد".

وأشار الرئيس إلى بعض التساؤلات التي كانت تطرح حول ضرورة شراء أسلحة خلال السنوات العشر الماضية، قائلا: "لن أجيب على هذا السؤال، ويجب أن يعرف الجميع أن الحفاظ على قوة الدولة الشاملة بكل معانيها سواء العسكرية والاقتصادية والثقافية وقوة الوعي، أمر هام جدا ونشارك فيه جميعا، وكان لابد أن تكون القوات المسلحة والشرطة في أعلى جاهزية وقدرة لحماية البلد".

ودعا الرئيس البرلمان والحكومة والمفكرين والمثقفين إلى أن يتحدثوا مع الناس دائما لتوضيح ذلك، معربا عن تشرفه بلقاء القادة المشاركين في حرب أكتوبر، وقال إن له عظيم الشرف، موجها التحية مرة أخرى للقادة المشاركين في الحرب سواء المتواجدين حاليا أو غير المتواجدين.

وفي ختام كلمته الارتجالية، جدد الرئيس السيسي تهنئته للقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى نصر أكتوبر المجيدة قائلا: "كل سنة وأنتم طيبون.. حفظ الله بلدنا من كل شر وسوء".

إننا أمام تجديد للرسالة الكبرى التى تحملها مصر الآن، وهى أنها فى الوقت الذى يجب أن يعرف الجميع أنها قادرة على الحرب، فإنها تعمل من أجل السلام... وأتمنى أن يعرف العالم ذلك ويدركه جيدا. 

الصفحة الثانية عشر من العدد رقم 383 الصادر بتاريخ 17 أكتوبر2024

 

 

 

     

 

 

 

تم نسخ الرابط