السبت 07 ديسمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

المجلس الوطني "للتعليم والبحث والابتكار" خطوة إستراتيجية لتطوير التعليم

خالد الطوخى - صورة
خالد الطوخى - صورة أرشيفية

- المجلس يمثل نقلة نوعية لمواكبة متطلبات سوق العمل في مصر والعالم 

- يجب أن نضع سياسات تعليمية تتسم بالمرونة والإبداع لضمان أن تكون مخرجات التعليم متناسبة مع احتياجات الاقتصاد المتغير

- المجلس الجديد سيكون بمثابة الحارس الذي يضمن أن تظل السياسات التعليمية متوافقة مع متطلبات العصر

- التوجه نحو ربط التعليم بسوق العمل خطوة محورية لتجنب فجوة المهارات التي يعاني منها العديد من الخريجين

- يجب وضع السياسات التي تضمن أن التعليم في جميع مراحله يتماشى مع الاحتياجات الفعلية لسوق العمل

- التعليم اليوم يجب أن يكون ديناميكيًا يعتمد على التكنولوجيا ويشجع الطلاب على التفكير النقدي والإبداعي

مع تزايد التحديات التي تواجهها أنظمة التعليم حول العالم، تبرز الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في سياسات التعليم الوطنية وتطويرها لتواكب التحولات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية ، من هذا المنطلق، جاء طرح مشروع قانون إنشاء المجلس الوطني للتعليم والبحث والابتكار في مجلس النواب المصري كخطوة هامة وإستراتيجية نحو تحديث النظام التعليمي في مصر.

وانطلاقا من اهتمامي بمتابعة شؤون التعليم والابتكار، أرى أن هذا الموضوع في غاية الأهمية ويستحق تسليط الضوء عليه ، ليس فقط لأنه يعالج إحدى القضايا الأكثر إلحاحًا في عصرنا الحالي، بل لأنه يقدم تصورًا مستقبليًا طموحًا لكيفية تطوير التعليم بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل على المستويين المحلي والدولي.

التعليم اليوم لا يمكن فصله عن التطورات التكنولوجية الحديثة أو عن الاقتصاد العالمي المتسارع. ولذلك، يجب أن نضع سياسات تعليمية تتسم بالمرونة والإبداع لضمان أن تكون مخرجات التعليم متناسبة مع احتياجات الاقتصاد المتغير. وهذا ما يجعل إنشاء المجلس الوطني للتعليم والبحث والابتكار ضرورة قصوى وليس مجرد خيار، إذ أنه سيكون الجهة التي تقود مسيرة التعليم والبحث العلمي نحو مستقبل مشرق يعزز الابتكار والإبداع، وهو الأمر الذي أعتقد أنه سيكون له تأثير طويل الأمد على نهضة مصر.

إن فكرة إنشاء المجلس الوطني للتعليم والبحث والابتكار تعكس إدراك الدولة أهمية تطوير نظام التعليم وتحديثه بشكل شامل، بما يحقق التكامل بين مراحله المختلفة ويراعي التغيرات السريعة في سوق العمل.

فالتعليم في مصر اليوم يواجه تحديات كبيرة، سواء من حيث المناهج أو السياسات أو حتى البنية التحتية.

وهنا يأتي دور هذا المجلس ليكون القوة الدافعة وراء وضع سياسات شاملة لجميع أنواع ومراحل التعليم.

من وجهة نظري، هذه الخطوة ليست فقط ضرورية، بل ملحة.

فنحن نعيش في عصر تسوده الابتكارات والتكنولوجيا الحديثة، ويجب على أنظمتنا التعليمية أن تكون قادرة على مواكبة هذا التغيير السريع.

المجلس الجديد سيكون بمثابة الحارس الذي يضمن أن تظل السياسات التعليمية متوافقة مع متطلبات العصر، ويعمل على تحسين جودة التعليم بشكل مستدام.

أحد أهم الجوانب التي يركز عليها مشروع القانون هو تحقيق التكامل بين التعليم والبحث العلمي.

لا يمكن أن ننكر أن البحث العلمي هو المحرك الأساسي لأي تقدم اقتصادي أو اجتماعي. لذلك، أرى أن توجيه الدولة نحو إنشاء هذا المجلس الذي يشرف على كلٍ من التعليم والبحث العلمي يعكس حرصًا حقيقيًا على تعزيز الابتكار وفتح آفاق جديدة للبحث في جميع المجالات.

المجلس سيعمل أيضا على وضع إستراتيجيات تدمج بين احتياجات التعليم وسوق العمل، بحيث تصبح مخرجات التعليم ذات صلة مباشرة بما يتطلبه سوق العمل.

وهذا التكامل ليس فقط ضرورة ملحة للتنمية الاقتصادية، بل هو أيضًا حاجة اجتماعية لضمان أن تكون الأجيال القادمة مجهزة بالمهارات والمعرفة التي تؤهلها لمواجهة تحديات المستقبل.

يتضح من تقرير اللجنة المشتركة أن الهدف الأساسي من إنشاء المجلس هو تطوير مخرجات التعليم بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل على المستويين المحلي والدولي.

هذه الرؤية الطموحة تشير إلى وعي الدولة بضرورة تأهيل الطلاب بالمهارات العملية التي تمكنهم من الاندماج بسهولة في سوق العمل المتغير.

وكونى مراقباً للشأن التعليمي، أرى أن التوجه نحو ربط التعليم بسوق العمل خطوة محورية لتجنب فجوة المهارات التي يعاني منها العديد من الخريجين في مصر.

يجب أن نتذكر أن التعليم لم يعد مجرد اكتساب معرفة نظرية، بل أصبح يتطلب تطبيقات عملية تعزز من فرص توظيف الخريجين.

هنا يأتي دور المجلس الجديد في وضع السياسات التي تضمن أن التعليم في جميع مراحله يتماشى مع الاحتياجات الفعلية لسوق العمل، سواء كان ذلك على المستوى المحلي أو العالمي.

لا يمكن لأي نظام تعليمي أن ينهض بدون بنية تحتية قوية تدعمه.

ومن هنا، أرى أن اهتمام مشروع القانون بتطوير البنية التحتية للمؤسسات التعليمية هو نقطة غاية في الأهمية.

تحسين البنية التحتية لا يعني فقط بناء مدارس جديدة أو تطوير الجامعات، بل يشمل أيضًا تعزيز القدرة التكنولوجية لتلك المؤسسات، بما يسمح للطلاب باستخدام أحدث الأدوات والبرامج التي تؤهلهم لسوق العمل.

في الوقت الذي تشهد فيه العديد من الدول تقدمًا ملحوظًا في مجال التعليم الرقمي والتعليم عن بُعد، يجب على مصر أن تتبنى هذا النهج أيضًا.

المجلس الجديد سيكون الجهة التي تشرف على تحسين البنية التحتية التعليمية وضمان توزيع الجامعات والمعاهد بما يخدم المشاريع القومية ويعزز من التنمية الشاملة.

من أهم ما يميز المجلس الوطني للتعليم والبحث والابتكار هو مسؤوليته عن وضع السياسات العليا للدولة في مجال التعليم والبحث العلمي.

هذه السياسات لن تكون مجرد توجهات عامة، بل ستكون مبنية على خطط إستراتيجية واضحة تضمن تحقيق الأهداف الوطنية.

واللافت للنظر أن المجلس الجديد لن يقتصر دوره على وضع السياسات فقط، بل سيكون أيضًا مسؤولًا عن متابعة تنفيذها وضمان تحقيق الأهداف المرجوة.

هذا يضمن أن تكون هناك جهة واحدة مسؤولة عن متابعة التقدم في مجالات التعليم والبحث، مما يسهم في تقليل التداخل بين الجهات المختلفة وتحقيق التنسيق بينها.

ولا يمكننا الحديث عن التعليم في القرن الحادي والعشرين دون التطرق إلى الابتكار ، فالابتكار في التعليم هو ما يميز الدول المتقدمة عن الدول النامية.

ومن هذا المنطلق، يأتي دور المجلس الوطني لتعزيز ثقافة الابتكار في جميع مراحل التعليم. التعليم اليوم يجب أن يكون ديناميكيًا، يعتمد على التكنولوجيا ويشجع الطلاب على التفكير النقدي والإبداعي.

رؤيتي لهذا المجلس هي أنه سيكون القوة المحركة لتعزيز الابتكار في التعليم المصري، سواء من خلال تحسين المناهج أو إدخال تقنيات حديثة تسهل عملية التعلم.

الابتكار في التعليم ليس ترفًا، بل هو ضرورة لضمان أن يكون لدينا جيل قادر على مواكبة التحديات المستقبلية.

ختامًا، لا يسعني إلا أن أعبر عن تفاؤلي بمستقبل التعليم في مصر في ظل إنشاء المجلس الوطني للتعليم والبحث والابتكار.

هذه الخطوة ليست مجرد تعديل تشريعي، بل هي رؤية متكاملة تهدف إلى تحسين التعليم في جميع مراحله، وتطوير البحث العلمي بما يحقق النهضة التي نطمح إليها جميعًا.

وأعتقد أن هذا المجلس سيكون المحرك الرئيسي للتغيير في النظام التعليمي المصري، وسيعمل على تحقيق التكامل بين مختلف الجهات المسؤولة عن التعليم والبحث العلمي.

ومع التركيز على ربط مخرجات التعليم بسوق العمل وتطوير البنية التحتية التعليمية، نحن على أعتاب مرحلة جديدة من التقدم والنهوض بمصر إلى مصاف الدول الرائدة في مجال التعليم والابتكار.

الصفحة الخامسة من العدد رقم 384 الصادر بتاريخ 24 أكتوبر2024

 

تم نسخ الرابط