الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

شريف القلينى يكتب: مبادرة “بداية”.. خطوة مهمة نحو بناء الانسان المصري

شريف القلينى - صورة
شريف القلينى - صورة أرشيفية

تعد مبادرة “بداية”، التي أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، واحدة من تلك المحطات الوطنية التي تستوقفنا طويلًا لنفكر في أبعادها وتأثيرها الحقيقي ، فاللافت للنظر هنا ليس فقط توقيت المبادرة، ولكن أيضًا فلسفتها التي ترتكز على تمكين الشباب وفتح آفاق جديدة تتيح لهم فرصة المشاركة الفعالة في بناء المستقبل.

لقد كنت وما زلت على قناعة تامة بأن أي مشروع وطني حقيقي لا يمكن أن ينجح دون أن يحمل في طياته رؤية تستند إلى الإنسان، باعتباره المحرك الرئيسي للتنمية ، وهنا أجد أن “بداية” ليست مجرد عنوان لمبادرة رئاسية ، بل هي في جوهرها رسالة أمل تحمل دعوة للجميع للانخراط في مسيرة البناء والإصلاح.

والحق يقال فإننى توقفت طويلًا أمام مفهوم “بداية”، فهو يعكس أكثر من مجرد خطوة على طريق التنمية. بل إنه يحمل بين طياته فكرة أساسية، وهي أن لكل فرد دور في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ مصر ، والشباب، على وجه الخصوص، يمثلون القلب النابض لهذه المبادرة ، فحين تتحدث المبادرة عن دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فإنها تُحدث نقلة نوعية في فكر ريادة الأعمال الذي طالما افتقدنا إلى دعم حقيقي له.
في تقديري، ما يجعل هذه المبادرة فريدة هو تركيزها على الإنسان كعنصر أساسي في عملية التنمية. الدعم الذي تقدمه “بداية” ليس فقط ماديًا، بل يمتد ليشمل التدريب والتوجيه، مما يعكس اهتمامًا ببناء القدرات وتطوير المهارات، وهي عناصر محورية لنجاح أي مشروع.

ما أراه أكثر أهمية هنا هو الروح الجديدة التي تنبض بها المبادرة. هناك شعور حقيقي بأن الدولة تُعيد صياغة العلاقة بينها وبين المواطن. هذه العلاقة، التي كانت لسنوات طويلة محكومة بالبيروقراطية والتحديات، تبدو اليوم وكأنها تستعيد توازنها، حيث يتحول المواطن إلى شريك حقيقي في عملية البناء.

لذا يمكنني القول إن “بداية” ليست مجرد مشروع اقتصادي، بل هي رسالة وطنية تحمل في طياتها أبعادًا اجتماعية وثقافية. حين ننظر إلى هذه المبادرة، نجد أنها تقدم للشباب منصة لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، وفي الوقت نفسه تضع أسسًا لتنمية مستدامة تنعكس إيجابًا على الاقتصاد والمجتمع ككل.

في النهاية، أرى أن “بداية” ليست فقط مبادرة ننتظر نتائجها على المدى القريب، بل هي خطوة استراتيجية تستهدف بناء جيل جديد قادر على مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات. نحن بحاجة إلى المزيد من هذه المبادرات التي تعكس روحًا جديدة في الإدارة والتنمية، وتعزز من قيمة العمل الجاد والشراكة المجتمعية.

أقف هنا مع قناعة راسخة بأن الحلم المصري يتحقق خطوة بخطوة. ومثلما كان لكل قصة نجاح نقطة انطلاق، فإن “بداية” تحمل بين طياتها مفتاحًا لبداية جديدة لمصر أكثر إشراقًا وقوة.

تم نسخ الرابط