ويسألونك عن "السيد القصير " .. الذي لم ينسَ جذوره في " سمنود"

في زمن يبحث فيه الناس عن النماذج المضيئة وسط عتمة المسؤوليات الرسمية، يظهر اسم السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السابق ، كواحد من القلائل الذين جمعوا بين الكفاءة الوزارية والانتماء الصادق لأرضهم وأهلهم.
القصير لم يكن مجرد وزير يؤدي مهام مكتبه، بل كان دومًا شعلة نشاط لا تنطفئ، وحالة فريدة من الحب والانتماء لبلدته سمنود، تلك البلدة العريقة التي لا تغيب عن وجدانه مهما علت المناصب.
في سمنود، لا يُذكر اسمه إلا مقرونًا بالخير، فهو داعم دائم لكل من يحتاج، صاحب أيادٍ بيضاء لا تُعد ولا تُحصى. من مساعدة المرضى، وتقديم العون للأسر البسيطة، إلى دعم المشروعات الصغيرة، والعمل الخيري المنظم - كل هذا وأكثر يجري بصمت وبدون ضجيج، إيمانًا منه بأن العطاء لا يحتاج إعلانًا.
ولعل أبرز ما يُجسد هذا النهج الإنساني، هو مؤسسة القصير الخيرية التي أسسها الوزير في قلب سمنود. تلك المؤسسة أصبحت ملاذًا لكل محتاج، ومصدرًا للعون المستمر، حيث تقدم الدعم الطبي، والمادي، وتوفر المساعدات الغذائية، وترعى المبادرات التعليمية والاجتماعية التي تخدم المجتمع بكل شرائحه.
مؤسسة القصير لم تُبنَ من أجل الظهور، بل من أجل الأثر.
وهي اليوم واحدة من أبرز المؤسسات التي يلمس المواطن البسيط خدماتها دون وسيط أو انتظار.
القصير جسّد المعنى الحقيقي للمسؤول القريب من الناس، لم تفسده المناصب، ولم تُبعده الكراسي عن الشارع الذي نشأ فيه، والبيوت التي عرفته صغيرًا وأحبته كبيرًا.
أبناء سمنود اليوم يفخرون بواحد منهم أصبح رمزًا للعطاء والتواضع، ويتمنون لو كل مسؤول في موقعه يحمل نفس الروح التي يحملها السيد القصير، والتي تثبت كل يوم أن الأصل الطيب لا يذبل مهما علت المراتب.
سمنود مدينة محظوظة بأحد أبنائها، ومصر كلها بحاجة لنهج رجال من طراز السيد القصير، الذين يضعون بلدهم في القلب، وأهلهم في العين، والخير منهجًا لا يبتغون به إلا رضا الله.