الجمعة 23 مايو 2025
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

صابر سالم يكتب : كنوز تحت الماء

صابر سالم - صورة
صابر سالم - صورة أرشيفية

- مصر تتحرك لاستغلال الآثار الغارقة بخليج أبي قير سياحيًا

في تحرك يعكس توجه الدولة نحو الاستفادة من مواردها الأثرية الفريدة، ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا رفيع المستوى، ناقش خلاله سُبل استغلال الآثار الغارقة بخليج أبي قير، وفتح آفاق جديدة للسياحة الغارقة في مصر، بحضور وزير السياحة والآثار، ومحافظ الإسكندرية، ومسؤولي الأمن والآثار والهيئات المعنية.

وأكد مدبولي في بداية الاجتماع أن الإسكندرية تحتضن كنوزًا أثرية مدفونة تحت سطح البحر، يمكن أن تُحدث فارقًا كبيرًا في جذب أنماط جديدة من السياحة، مشيرًا إلى ضرورة التحرك بسرعة للاستفادة من هذه الثروات بما يخدم الاقتصاد الوطني، ويعزز مكانة مصر على الخريطة السياحية العالمية.

خطة متكاملة للحصر والاستخراج والعرض

وجّه رئيس الوزراء بضرورة إجراء حصر شامل للآثار الغارقة في خليج أبي قير، وتحديد ما يصلح منها للاستخراج والعرض داخل المتاحف، وما يمكن تركه في موقعه الأصلي ليتحول إلى مقصد للغطس السياحي، على غرار النماذج العالمية الناجحة.

كما طالب بوضع خطة تنفيذية عاجلة تتضمن:

• مسارات واضحة لاستخراج الآثار الممكن انتشالها.

• تصميم رؤية لمتحف تحت الماء لعرض القطع الأثرية الغارقة في بيئتها الطبيعية.

• تحديد المواقع التي يمكن تطويرها للغطس السياحي وفقًا للمعايير الدولية.

السياحة الغارقة… فرصة واعدة

من جانبه، أكد وزير السياحة والآثار أن وزارته تعمل بالتنسيق مع المجلس الأعلى للآثار ومنظمة اليونسكو لوضع تصور دقيق ومدروس حول كيفية تطوير هذا الملف، مشيرًا إلى أن الغطس الأثري يمثل مجالًا متصاعدًا عالميًا، ومصر تملك مقومات تنافس بها دول العالم.

وأوضح الدكتور محمد إسماعيل، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، أن التعامل مع الآثار الغارقة يخضع لقواعد دقيقة لضمان سلامتها، مؤكدًا أن البعثات الدولية تعمل بالفعل في عدة مواقع بحرية، وهناك مؤشرات لوجود كنوز لم تُكتشف بعد تحت مياه خليج أبي قير.

الإسكندرية… البوابة الجديدة للكنوز البحرية

خلال الاجتماع، استعرض محافظ الإسكندرية فرص التعاون مع البعثات الدولية العاملة في استكشاف الآثار الغارقة، مؤكدًا أن المدينة الساحلية تملك بنية تحتية مؤهلة لاستقبال هذا النوع من السياحة. كما اقترح عددًا من المواقع التي يمكن تحويلها إلى وجهات للغطس ومزارات أثرية بحرية، مما يفتح بابًا جديدًا أمام السياحة الثقافية والترفيهية في المدينة.

 تكليفات حاسمة ورؤية خلال شهر

اختُتم الاجتماع بتكليف مباشر من رئيس الوزراء بإعداد قائمة شاملة بالآثار الغارقة القابلة للاستخراج، إلى جانب خطة لاستثمارها داخل المتاحف، أو إبقائها في أعماق البحر كجزء من مسارات الغطس السياحي. كما طالب مدبولي بتقديم رؤية متكاملة خلال شهر، تتضمن دراسة دقيقة للمواقع الصالحة للاستغلال السياحي، في إطار المعايير التي وضعتها منظمة اليونسكو.

تحليل:

يمثل هذا التحرك نقلة نوعية في التفكير السياحي المصري، حيث يتم لأول مرة دمج الآثار الغارقة في خطط التنمية السياحية بشكل منهجي. وإذا أُحسن تنفيذ هذه الرؤية، فقد تتحول الإسكندرية إلى مركز إقليمي للسياحة الغارقة، بما يسهم في تنويع مصادر الدخل القومي، ويمنح السائح تجربة فريدة تجمع بين الغوص والتاريخ.

الصفحة الثامنة من العدد رقم 413 الصادر بتاريخ 22 مايو 2025
تم نسخ الرابط