"الأخيضر" قرية على الخريطة لكنها خارج حسابات المسؤولين بسوهاج

محافظ سوهاج
محافظ سوهاج

"قرى فى طى النسيان سقطت من حسابات المسئولين"، ما أكثرها داخل محافظة سوهاج، بجميع مراكزها، وخاصة القرى الواقعة فى الأماكن المترامية الإطراف بعيدة عن الخدمات المتواجدة فى المدن التابعة لها.

وتعد قرية الأخيضر، التابعة لمركز المراغة ، بمحافظة سوهاج، من أكثر قرى المحافظة، ندرة فى الخدمات.

تقع قرية الأخيضر، التابعة لمجلس قروي أولاد إسماعيل بالمراغة قرية يسكنها أكثر من 10 آلاف نسمة، لكنها تعيش واقعًا مريرًا أشبه بكونها منطقة منسية، بلا خدمات، بلا بنية تحتية، وبلا أدنى اهتمام من المسؤولين.

لا وجود لشبكة صرف صحي رغم المطالبات المتكررة واستعداد الأهالي للتبرع وشراء قطعة أرض لإنشاء محطة، لكن الصوت يضيع في دهاليز البيروقراطية.

الوحدة الصحية التي كانت تخدم الأهالي تم هدمها، وحلّ مكانها مبنى "مركز تنمية وصحة الأسرة" بلا أي مضمون علاجي فعّال، لتترك القرية بلا رعاية طبية حقيقية.

الشوارع التي كانت يومًا ما عنوانًا للحياة، تحولت إلى مسرح للإهمال، طرق محطمة، أعمدة إنارة بلا لمبات، وظلام يلف أرجاء القرية كل مساء.

وعلى ضفاف الترعة، أكوام القمامة التي تهدد البيئة وصحة المواطنين، في مشهد يختصر حجم الغياب التام للرقابة والخدمات.

ورغم هذه الصورة القاتمة، تبقى الأخيضر معروفة بتاريخها المشرف في التعليم، وكثرة حفظة القرآن الكريم، وكرم وشهامة أهلها.

حتى حين تعرضت لفترة وجيزة لوجود بعض الخارجين عن القانون، استطاعت الجهود الأمنية المخلصة أن تُعيد لها أمنها واستقرارها.

السؤال الذي يفرض نفسه كيف تتحول قرية بهذه القيم وهذا التاريخ إلى نموذج للإهمال؟ وأين دور الأجهزة المحلية بالمراغة وسوهاج التي يبدو أن مسؤوليها لا يغادرون مكاتبهم المكيفة إلا لخدمة أصحاب الحصانات والنفوذ ؟!

إن صبر الأهالي بدأ ينفد، وصرخاتهم تتعالى "سنطرق كل باب، حتى لو وصل صوتنا لرئيس الجمهورية"، 
فربما يجدون عنده ما حُرموا منه سنوات طويلة بسبب تقاعس ولامبالاة المسؤولين بداية من محلس قروي أولاد إسماعيل ومرورا بمحلس مدينة المراغة وانتهاءا بالمحافظة، وسوف يواصلون الأهالي احتجاجهم بسبب تجاهل الجهات المعنية لمطالبهم ونقص الخدمات في قريتهم.

تم نسخ الرابط