"سجينة بين قضبان الزّمن" رواية للكاتبة زينة جرادي
أعلنت الكاتبة زينة جرادى عن روايتها الجديدة"سجينة بين قضبان الزّمن"وقالت الرواية مستوحاة من صميم الواقع الاجتماعي سردتها باسلوب بسيط بعيد عن المكياجات اللغوية المعقدة , اضافت انها تدور احداثها حول معاناة انسانية بالغة الخطورة وتكشف واقعا اليما مازل يتحكم في مصير المرأة بسبب هيمنة ذكورية للرجل وسلطة العادات والتقاليد الشرقية عنا .
و خلعت الرواية بصريح العبارة رداء الوصف والتوصيف لاننا في زمن الصورة والمرئيات وباتت تجاري عصرها من الشكليات انما ثوابتها الحقيقية مضمونا وصياغة وحبكة كلها اسس ظلت على حالها .
وقال الناقد الدكتور عبد الرحمن البنا ان العناصر الرئيسية للرواية
(الظُّلم)... ظُلُمات
(الزَّمن)... جراح
(الأمل)... نور
تدور الرّواية بين الظّلم والجراح والأمل
الظُّلم ظلمات... وليل الظُّلم حالكُ السّواد
واستطاعت الفنّانة الجميلة "غريد جحا" أن توظّف الألوان لتعبِّر بإتقان عن الظّلم والجراح والأمل؛ فاختارت الألوان الثّلاثة: الأسود، الأحمر والأبيض.
اللّون الأسود: وهو اللّونُ السّائد على أغلب مساحة الغلاف، في وسط تلك المساحة، تطلُّ علينا "إلهام" من خلف نافذة يعلوها قضبان الزّمن، تلمحُ في نظرة عينيها انكسار وخوف ووجع.
اللّون الأحمر: وكتبت به الفنّانة المُبدعة كلمة "الزّمن" في إشارة واضحة لنزيف الدَّم طوال حياة "إلهام"، ودلالة على أنّ زمن القصّة كلّه جراح وأوجاع.
اللّون الأبيض: أجادت الفنّانة توظيفه، ربطت بين كلمة "سجينة" التي لم يفارقها "الأمل" بِنُورِه، وكلمة "زينة جرادي"، التي تسرد لنا حكاية "إلهام" وتحاول إخراجها من ظلمات اللّيل البهيم إلى أنوار الفجر المأمول... ولا يفوتتا أن نلحظ جمال أن تكون كلمة "القضبان" مكتوبة بالأسلاك الشّائكة.
الغلاف والرّواية يتكاملان في جعل المشاعر والأحاسيس التي تنتاب بطلة الرّواية تصل إلى القارئ، فيكون العنوان والغلاف والسَّرد، عناصر رئيسة في توصيل المعاني.
فصول الرّواية:
إليف شافاك، جبران خليل جبران، أفلاطون، فولتير، غاندي، جيفارا، جلال الرّومي، شمس الدين التّبريزي، دوستويفسكي وأوستر، وعلي بن أبي طالب، والسّيد المسيح: أعلام تمّ اختيار عبارات لهم توزّعت على 18 فصلًا، هي فصول الرّواية، ببراعةٍ ومهارة...
تمّ اختيارُ عبارة لأحدهم بحيث تكون عنوانًا للفصل، وجزءًا لا يتجزّأ من النّسيج العامّ لهذا الفصل، وتميهدًا له، وجعل ذهن القارئ مُعَدًّا لاستقبال أحداث الفصل ووقائعه، وكأنَّ العبارةَ تلخيصٌ وافٍ لما سيتناوله الفصل.
العبارات كلّها منتقاة بدقّة شديدة، ويبدو أنّها اختيرت خلال فترة زمنيّة طويلة، والعجيب أنّك لو حاولت استبدال عبارة مكان أخرى سيختلُّ التّناغمُ بين البناء السَّرديّ للفصل والعبارة الأصليّة التي تتصدّره؛ فالعبارات موحيةٌ وتكملُ النّصّ السَّرديّ، بل وتضيفُ إليه... فها هي تختار عبارة لجيفارا تتّسق مع الفصل الذي تصدّرته، ما يدلّ على ذكاء الكاتبة وسعة ثقافتها، فالموقف يحتاج إلى المقاومة والصّمود والتّغلب على الأحزان، والوقوف، وأن الحياة لا تتوقّف
في تجربتها الأولى، في فنّ الرّواية، نجحت الكاتبة زينة جرادي في عرض قضية اجتماعية تتعلّق بقضيّة زواج القاصرات واغتيال براءتهن في بعض المجتمعات العربية، بحجّة أنّ البنت مصيرها إلى بيت زوجها، وأنّ الزواج (سترة للبنات).