خالد الطوخى يكتب: "طيبة -١" بداية لدخول عالم الأقمار الصناعية المخصصة للاتصالات
القمر الصناعى المصرى يحقق نقلة نوعية فى استخدام تكنولوجيا المعلومات
من بين اهتماماتى على المستوى الشخصى أننى أحرص دائماً على متابعة ما يتعلق بالتكنولوجيا ووسائل الاتصالات سواء كان ذلك على المستوى المحلى أو الإقليمى أو العالمى ، وهو ما جعلنى أتوقف كثيراً أمام هذا الدعم الكبير والاهتمام الملحوظ الذى توليه القيادة السياسية لهذا المجال الحيوى الذى لم يعد بالنسبة لمصر مجالاً مهماً وحسب بل هو مجال شديد الأهمية وفى منتهى الأهمية.
لذا فإنه ليس بالشيء المستغرب أن يكون هذا المجال على هذا النحو الذى تمثل فى اجتماع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين وهم الدكتور محمد عفيفى الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، واللواء عبد الحميد مصطفى مدير الشركة الوطنية لخدمات الاتصالات ، فما تضمنه هذا الاجتماع من مناقشات مستفيضة وتوجيهات رئاسية فى منتهى الأهمية سيعزز بكل تأكيد من تفعيل واستخدام القمر الصناعى المصرى «طيبة 1» على كافة المستويات سواء كان فى العمل الحكومى أو المدنى خاصة أن الرئيس السيسى وجه وبشكل مباشر بضرورة تفعيل منظومة هذا القمر الصناعى الجديد المخصص لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات حتى يكون رابطاً للجهاز الإدارى فى الدولة ويحقق الأمان بين كافة المؤسسات مما سينعكس وبشكل كبير على سرعة الأداء ودفع خطط التنمية الشاملة التى تسعى الدولة إلى تحقيقها وفق الإستراتيجية الشاملة المعروفة باسم "رؤية مصر 2030" والتى من المستهدف فيها أن تصبح الحكومة فيها عبارة عن قطعة واحدة فى كافة الأنشطة والمجالات وخاصة فيما يتعلق ببحث المشاكل والموضوعات التى تستهدف فى المقام الأول رفع المستوى المعيشى للمواطنين وتحقيق نقلة نوعية من حيث استخدام التكنولوجيا الحديثة.
والأمر الذى يدعو للتفاؤل ويبعث فى النفس الشعور بالأمل فيما هو قادم أن هذا الاجتماع المهم قد تطرق أيضاً إلى موضوع آخر فى منتهى الأهمية وهو أنه سيتم إطلاق القمر الصناعى الجديد (طيبة 2) وذلك بعد 4 سنوات من الآن وبالتالى فإنه يمكننا القول إننا سنشهد طفرة هائلة فى هذا المجال من خلال القمر الأول والقمر الثانى حيث سيتم الاستفادة بكل شبكات الإنترنت المتقدمة، لأن القمر الجديد سيظهر وسط منظومة عامة تعتمد فى المقام الأول على قمة التكنولوجيات الحديثة المرتبطة بمجال الاتصالات خاصة أنه سيكون مزوداً بالكثير من الإمكانيات الفريدة التى يتم استخدامها فى كبرى دول العالم المتقدم والتى تمتلك قدرات هائلة فى هذا المجال.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن الحديث عن الاستغلال الأمثل لتطبيقات القمر الصناعى المصرى طيبة-1 وأيضا طيبة ٢ فيما بعد لصالح قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالدولة، يدفعنى لأن أتناول وبشيء من التفصيل جانباً مهماً يتعلق بشبكات التراسل الحكومية الجارى تنفيذها الآن لربط الجهاز الإدارى للدولة بالكامل، ارتباطاً لتطبيق النظم الحديثة للعمل الحكومى وتمهيداً للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، .. لذا فإنه من الضرورى الآن الإشارة إلى أمر غاية فى الأهمية هو أن القمر الصناعى المصرى "طيبة -1"يمثل وبكل تأكيد مرحلة فارقة فى عمر الوطن كما أنه يمثل أيضاً بداية لدخول مصر عالم الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بما يحقق نقلة كبيرة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما أنه من شأنه أن يساهم أيضاً فى دعم جهود التنمية الشاملة التى تقوم الدولة حاليا بتنفيذها على كل شبر من أرض مصر ووفقاً لخطة علمية دقيقة تحقق الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية والصناعية والبشرية وذلك لتوفير حياة كريمة للمواطن المصرى الذى تضعه القيادة السياسية فى أولوية اهتماماتها وصولاً إلى ما تستهدفه على المدى البعيد فى قضية بناء الإنسان وخلق جيل جديد قادر على التعامل مع مفردات العصر الحديث باحتراف شديد.
وحسب تصريحات صحفية للرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، فإن القمر الصناعى "طيبة.1" موجود حالياً فى المدار المخصص له منذ الاحتفال بإطلاقه خلال شهر نوفمبر ٢٠١٩ وهو المدار الثابت على ارتفاع 36 ألف كيلو من سطح الأرض ، أما الأمر الذى يدعو للتفاؤل والفخر أن هذا القمر يتم التحكم فيه حالياً من مصر حيث يخضع لما يسمى بالضبط الدقيق لأجزائه ومن المخطط له أنه عندما يتم الانتهاء منه بنسبة 100% من هذا الضبط سوف يبدأ فى تقديم خدماته لأجهزة التليفونات ولشبكات الإنترنت فائق السرعة وفقا لما هو محدد بدقة لتلك المهام الموكلة إليه ، المهم أنه لا توجد أية مشاكل فى هذا القمر حتى الآن فكل أجهزته سليمة وتعمل بكفاءة عالية والهوائيات الخاصة بالقمر توجهت بالفعل نحو الأرض دون حدوث أية مشاكل فنية ومن المقرر أن يسهم قريباً فى توفير اتصالات وخدمات إنترنت مستمرة على مدار 24 ساعة طوال اليوم دون انقطاع للمواطنين وذلك ليس فى القاهرة فقط بل فى جميع أنحاء مصر .. واللافت للنظر أن الحكومة هى التى تتولى عملية الإدارة والتحكم فى القمر الصناعى "طيبة -1 " وذلك بعد إطلاقه وتشغيله لتقديم خدمات الاتصالات للمؤسسات الحكومية.
والحق يقال فإنه يمكننا القول إن القمر الصناعى المصرى "طيبة ١ " وهو يحظى بهذا الدعم الكامل من جانب القيادة السياسية سوف يكون وبكل تأكيد سبباً رئيسياً فى تحقيق الكثير من الأهداف التى تسعى مصر من أجل الوصول إليها ، وهو ما يمكننى أن أوجزه فى عدة عناصر مهمة أولها : أن مصر بهذا القمر الصناعى طيبة ١ ، تكون قد دخلت بالفعل عالم الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الاتصالات من أوسع الأبواب فهو فى الأساس معد ومخصص لهذا الأمر بما يضمن تحقيق طفرة نوعية كبيرة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وكلنا نعى جيداً أهمية هذا المجال بالنسبة للمواطنين على اختلاف أعمارهم وأيضاً على نمط مستوياتهم المعيشية وعلى جانب آخر فإن هذا القمر الصناعى من شأنه أيضاً دعم جهود التنمية الشاملة وخاصة تلك الطفرة الهائلة فى المشروعات التنموية التى تنفذها الدولة فى جميع محافظات الجمهورية إلى جانب وضع مصر فى المكانة التى تليق بها والتى تستحقها إقليميا ودولياً خاصة فى ظل هذا التطور الكبير فى علاقات مصر بدول العالم شرقاً وغرباً حيث أصبحت تتبوأ الآن مكانة مرموقة على كافة الأصعدة ، لذا فإنه من المنطقى أن تكون لها مكانتها فى مجالات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات التى أصبحت هى بالفعل تمثل لغة العصر.. كما يمكن أن يساهم القمر الصناعى "طيبة ١" فى توفير تغطية شاملة لبعض دول شمال إفريقيا ودول حوض النيل بما يتوافق مع توجه مصر نحو القارة السمراء وانطلاقاً من دورها فى قيادتها وحرصها الدائم على تقديم كافة أشكال الدعم لدول قارة إفريقيا .. ليس هذا فحسب بل إنه سوف يسهم أيضاً فى توفير بنية تحتية للاتصالات والإنترنت واسعة النطاق للمناطق النائية والمنعزلة فى مختلف محافظات مصر الحدودية ، وسد الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية. ومن ناحية أخرى فإنه سيكون له عظيم الأثر فى النهوض بشكل فعال بقطاعات متنوعة ومهمة من بينها على سبيل المثال قطاعات البترول والطاقة والثروة المعدنية والتعليم والصحة .. وبعيداً عن كل هذا وذاك فإن استخدامات القمر الصناعى المصرى طيبة ١ سوف تمتد أيضاً لدعم كل أجهزة الدولة فى القيام بدورها الأساسى المرتبط بمكافحة الجريمة ومحاربة الإرهاب وتوجيه ضرباتها الاستباقية لقادة التطرف، وبهذا نكون أمام حدث تاريخى فى منتهى الأهمية يضعنا بالفعل فى مصاف الدول الكبرى فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.