الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
محمد فودة
محمد فودة

تعاطى المخدرات فى الدراما يؤثر بالسلب على الشباب ويدفعهم نحو الإدمان 

العنف والبلطجة فى السينما والتلفزيون ينشر العادات والتقاليد المرفوضة بين فئات المجتمع

لماذا لا تعود الدراما كما كانت من قبل وسيلة للتوعية والتوجيه وإعلاء شأن القيم بين المشاهدين؟

الكرة الآن فى ملعب "مايسترو الدراما" تامر مرسى لتقديم أعمال درامية نظيفة

 

حينما يتعلق الأمر بالدراما وتأثيرها على المشاهدين فإنه لا يمكن بأى حال من الأحوال إغفال حقيقة مؤكدة هى أن الدراما التليفزيونية تمتلك قدرة فائقة على التأثير بشكل مباشر فى تشكيل وجدان المشاهدين وأنماط سلوكياتهم سواء كانت تلك السلوكيات سلبية أو إيجابية، ليس هذا فحسب بل إن الدراما بمختلف أنواعها وأشكالها تمتلك أيضاً قدرة فائقة على تغيير حياة المجتمع بالكامل وتشكيل ملامحه الأساسية بشكل جمعى.. وعلى الرغم من منطقية هذه الحقيقة واقترانها بالواقع بالفعل فإن هناك من يرى أن المتلقى هو الذى يشكل محتوى ومضمون العمل الدرامى أى أن المشاهدين هم الذين يمثلون المصدر الأساسى فى تحديد الموضوعات والمضامين التى يجب على الدراما أن تتناولها، بمعنى أن المشاهد هو من يسيرها حسب طبيعته وحسب مزاجه العام وليست الدراما هى من يوجه المشاهد نحو محتوى بعينه.

وبعيداً عن كل هذا وذاك فإن الواقع يقول بل يؤكد أيضاً أن لا شيئاً يُغير المجتمع إلا المجتمع نفسه.. وهنا يبدو التساؤل المثير للدهشة وهو: "من يسبق من؟" ، ومن الذى يتأثر بالآخر ويؤثر فيه.. هل الدراما تؤثر أم تتأثر بما يجرى فى المجتمع؟

من خلال متابعتى الدقيقة وتحليلى لمحتوى الكثير من الأعمال الدرامية التى تم عرضها خلال السنوات الأخيرة وعلى وجه الدقة فى مرحلة ما بعد عام ٢٠١١ وما ترتب عليها من حالة انفلات فى كل شيء، أكاد أجزم بأننا أمام كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. فما تم تقديمه من محتوى ضعيف خلال الكثير من الأعمال الدرامية ترك تأثيراً بالغاً فى عقول المشاهدين وتسبب فى ترك تأثيرات سلبية  على الجميع وعلى فئة الشباب على وجه الخصوص، لدرجة أن المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية  أعد دراسة فى منتهى الخطورة تشير إلى تزايد نسبة الإدمان بين الشباب وذلك فى أعقاب عرض مسلسل شهير حقق نسبة مشاهدة عالية منذ حوالى عامين ، فقد تضمن هذا المسلسل الكثير من مشاهد تعاطى المخدرات وتوضيح الطرق الصحيحة للتعاطى ونوعية المخدرات والجرعات المناسبة التى من شأنها أن تمنح المدمن قدراً من المتعة.. وهنا تبرز الكارثة فى أسوأ صورها فكأن صناع هذا العمل أرادوا إعطاء الشباب دروساً خصوصية مجانية وعلى الهواء مباشرة فى فنون وطرق تعاطى المخدرات وتعليم الشباب كيف يصبح مدمناً بشكل آمن.

والكارثة الحقيقية فى هذا الأمر أن المسألة بالنسبة لصناع المسلسل تتعلق فقط بالترند والسعى من أجل تحقيق أعلى نسبة مشاهدة بما ينشط معه سوق الترويج الإعلانى، وتسويق المنتج الدرامى نفسه بغض النظر عن مضمون هذا العمل أو ذاك، وما يحمل من رسالة ومضمون وهدف ثقافى أو تربوى أو إصلاحى بعيداً عن مجرد الترفيه والتسلية، علماً بأن المحتوى الذى يتم تقديمه وهو على هذا النحو من الانفلات من شأنه تدمير جيل بالكامل.. وهو ما يضع أيدينا على مسألة فى منتهى الخطورة وهى أن ترك عملية تقديم أى عمل درامى لأهواء المنتجين هى بمثابة الاشتراك فى جريمة القتل العمد لذا فإننى أرى أنه يجب أن تخضع العملية الإنتاجية للعديد من الآليات التى من شأنها "فرملة" هذا التوحش الذى أصبحت عليه شركات الإنتاج خاصة تلك التى لا تضع نصب عينيها سوى كسب المزيد من الربح وتحقيق أكبر عائد من جلب الإعلانات أثناء فترات العرض والمشاهدة .

وهنا أرى أنه ومع وجود كيان إنتاجى كبير يتمثل فى شركة سينرجى صاحبة الاسم العريق والرصيد الكبير من الأعمال الدرامية والسينمائية الناجحة فإنه يمكن أن يستقيم هذا الجانب وأن تتم السيطرة على تلك المسألة لأن وجود مايسترو الإنتاج المنتج الكبير تامر مرسى فى صدارة المشهد الإنتاجى سوف يكون وبكل تأكيد بمثابة صمام أمان للعملية الإنتاجية بالكامل وهو ما يمكننى القول بأن الكرة أصبحت الآن فى ملعب مايسترو الإنتاج تامر مرسى الذى ننتظر منه القيام بتقديم المزيد من الأعمال الدرامية ذات المضمون الذى يليق بريادة مصر فى هذا المجال، مضمون بعيد كل البعد عن مشاهد العنف والبلطجة وتعاطى المخدرات فهو ومن خلال خبرته الطويلة فى هذا المجال يدرك جيداً مدى تأثير مضامين الدراما التلفزيونية على الطفل والمراهق ومدى انعكاسات متابعتهم للدراما التلفزيونية على سلوكياتهم وقيمهم الاجتماعية خاصة أن الدراما التلفزيونية تحتل مكان الصدارة وتمثل النصيب الأوفر فى برامج الترفيه والتسلية وعلى وجه الخصوص فى المواسم التى فى مقدمتها بالطبع موسم دراما رمضان،  فساعات طويلة تقضيها هذه الفئة العمرية لمتابعة ما تعرضه الشاشة الصغيرة من مسلسلات لذلك فإن التأثيرات التى تفرزها لا تشكل تحديات لثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا فحسب بل تشكل خطراً يمس سلوكيات تلك الفئة العمرية.. تأثيرات تعمل على تثبيت ملامح عامة لنماذج مضمون ومحتوى الدراما المعروضة على الشاشة حيث إن غالبيتها وكما قلت من قبل إنها ترويج للعنف والتمرد والوحشية وتمجيد للمغامرات الفردية التى تلحق الأذى بالشخص نفسه أو للغير.

وللأسف الشديد فإن الجريمة والعنف.. والوحشية والتمرد والانحراف أصبحت  أبرز سمات غالبية الدراما التلفزيونية مما شجع المسلك السلبى المقيت لدى بعض الشباب والأطفال والمراهقين تقليداً لشخصيات الدراما المعروضة.. وخير دليل على ذلك أننا كثيراً ما نقرأ أو نسمع عن أطفال وشباب دفعتهم الأحداث الدرامية إلى سلوك منحرف أو حملتهم على ارتكاب جرائم لم تكن سوى انعكاسات لمضامين شاهدها عبر الشاشة.

وعلى الرغم من أنه قد تباينت الآراء ما بين مؤيد ومعارض حول تأثير الدراما التليفزيونية على مفهوم وحقيقة الترابط الأسرى، والتواصل بين أفراد الأسرة الواحدة، وسلوك الشباب والأطفال واتجاهاتهم ونظرتهم إلى الحياة، وعلاقاتهم الأسرية البينية، وانعكاسها أيضاً على سلوكياتهم اليومية، فإنه بعيدا عن كل هذا وذاك فإننا أمام حقيقة مؤكدة كما قلت من قبل هى أن الكثير من الأعمال الدرامية وما تتمتع به من نسبة مشاهدة عالية تساهم بشكل مباشر وغير مباشر فى تدمير عقول الشباب و"تشويش" اتجاهاتهم وإهدار أوقاتهم، بل إن الكثير من المحتوى غير المنضبط يؤدى أحياناً إلى حدوث مشاكل سلوكية واضطرابات نفسية واجتماعية وربما بعضها يثير الرعب فى قلوب الأطفال، والبعض الآخر يعمق مشاعر سلبية عديدة بما يقدم من نماذج تاريخية هشة أو غير صحيحة أو مشوهة، أو شخصيات عادية يتم تضخيمها بشكل يساعد على انتشار العنف أو اللغة الهابطة بين الأطفال والشباب وربما أيضاً فى طريقة تعاملهم مع من حولهم سواء فى البيت أو فى الشارع مما يترتب على ذلك خلق مناخ غير صحى لا ينبئ بأى خير خاصة فى مجال تربية الأجيال الجديدة لأننا نعلم جيداً أن ما يتم تقديمه عبر الشاشة ينعكس وبشكل كبير على المجتمع ككل.  

تم نسخ الرابط