الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الاعلامى محمد فودة
الاعلامى محمد فودة

الفيلم يجسد قوة الجيش المصرى وقدرته على الردع السريع والعاجل 

الجمهور متعطش لهذه النوعية من الأفلام التى تزيد الشعور بالوطنية والانتماء

حينما أعلن "مايسترو الإنتاج" تامر مرسى عن البرومو التشويقى للفيلم أثار غضب المتآمرين وأربك "الإعلام المعادى"

ظهور عدد كبير من النجوم فى الفيلم يعكس قوة مصر الناعمة وقدرتها على تجسيد قضايا الوطن

 

ما إن أعلن مايسترو الإنتاج المنتج الكبير تامر مرسى عن البرومو التشويقى لفيلم "السرب" عبر حسابه الرسمى على مواقع التواصل الاجتماعى حتى انتفض الخونة ومرتزقة الإعلام المعادى للدولة المصرية محاولين بشتى الطرق التقليل من أهمية الفيلم والتشكيك فى قيمته التاريخية والفنية حتى قبل أن يتم عرضه أو الانتظار لحين معرفة رأى الجمهور الذى أصبح متعطشاً لهذه النوعية من الأفلام فجميع المؤشرات تؤكد أن رأى الجمهور سيكون قاسياً ضد هؤلاء الخونة بل سيصبح هذا الإعجاب بالفيلم بمثابة صفعة قوية على وجه هؤلاء الخونة الذين لا هدف لهم من وراء ما يقومون به عبر الفضائيات سيئة السمعة سوى التقليل من حجم الإنجازات التى تجرى على أرض مصر حتى لو كانت هذه الإنجازات مجرد فيلم سينمائى، فهذه الحالة من الهلع والرعب التى أصبح عليها هؤلاء المرتزقة من الإعلاميين المأجورين ترجع فى الأساس إلى أنهم على دراية تامة بقدرة القوة الناعمة على تشكيل وجدان المواطنين وتوعيتهم بالأخطار التى يتعرض لها الوطن.

وكيف لا يكون الأمر على هذا النحو ونحن نعلم جيداً أن هذا الفيلم روائى طويل، مستوحى من واقعة حقيقية، ويوثق أحداثا مهمة مرت بها مصر فهو يُجسد وبشكل على قدر كبير من الحرفية بطولات القوات المسلحة حينما قامت بقرار من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بالثأر لـ21 مصريا قبطيا تم ذبحهم على أيدى تنظيم "داعش" الإرهابى فى ليبيا يوم 15 فبراير 2015.. وتكمن قيمة وأهمية ما قام به سرب الطيران المصرى فى أنه حينما بات الشعب المصرى بكافة فئاته من مسلمين وأقباط ليلة سوداء عقب هذا الحادث الإرهابى الغاشم فإنهم مع بزوغ ضوء فجر اليوم التالى كانوا قد نفذوا عملية الثأر والقصاص ليستيقظ الشعب المصرى والعالم كله على هذا الخبر الذى أسعد الجميع بتلك الملحمة الرائعة التى قام بها الجيش المصرى فى مطاردة الإرهابى هشام عشماوى فى مدينة درنة الليبية، ليس هذا فحسب بل إن هذا الحدث منحنا شعوراً بالفخر بقواتنا المسلحة التى تأكدنا وبما لا يدع مجالاً للشك أنها تمتلك الآن بالفعل القوة والقدرة على الردع السريع وتمتلك يداً طويلة قادرة على الوصول إلى الهدف فى أى مكان.

فيلم "السرب" يضم عددًا من النجوم أبرزهم أحمد السقا وشريف منير وآسر ياسين، وكريم فهمى وهند صبرى وقصى خولى وأحمد حاتم ومحمود عبد المغنى وغسان مسعود، بخلاف عدد كبير من ضيوف الشرف، وهو من تأليف عمر عبدالحليم، وإخراج أحمد نادر جلال، وإنتاج شركة "سينرجى" تامر مرسى المنتج الكبير الذى حينما نشر عبر صفحته بوست موجزا عن الفيلم قال فيه: "عملنا الاختيار وخافوا منه قمنا عاملين السِّرب وهيخافوا منه، رئيس مصر وعد بالقصاص فأوفى، السرب قريبًا فى دور العرض"، وتابع بقوله: "هدية المتحدة للشعب المصرى، المجد للشهداء.. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" مصحوبا ببرومو الفيلم.. فتحول البرومو التشويقى للفيلم إلى تريند فى مصر عبر مواقع التواصل الاجتماعى خلال وقت قصير جداً.

وقد تضمن هذا البرومو فى بدايته مقطعاً مصوراً للرئيس عبد الفتاح السيسى، فى 15 فبراير 2015، يقول فيه: "شعب مصر العظيم، إن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد وبالأسلوب والتوقيت المناسب بالقصاص من هؤلاء القتلة" وذلك عقب بثّ تنظيم داعش الإرهابى فيديو لعملية ذبح الأخوة الأقباط المختطفين والتى أظهرت الصور معاملة مشينة من عناصر التنظيم للأسرى، حيث ساقوهم واحداً واحداً. 

وأظهرت إحدى الصور تلون مياه البحر بلون الدم، فى استعراض متوقع من التنظيم الدموى، وللعلم فإن اسم "السرب" مشتق من دور القوات الجوية المعتاد وهو فيلم يوثق هذه الواقعة، على الرغم من أن الفيلم يوثق أيضا الحالة العامة التى عاشتها مصر خلال هذه الفترة العصيبة التى كانت كلها عمليات إرهابية واغتيالات وانفجارات.

والحق يقال فإن إنتاج الدولة لعمل درامى يوثق بطولات الجيش المصرى فى تقديرى الشخصى يعتبر توثيقاً تاريخيا رائعا ً للمرحلة الحالية، خاصة أن الأحداث قريبة، ورأيناها جميعاً خلال سنوات قليلة مضت الأمر الذى يدفعنى لأن أقدم تحية خاصة جداً إلى الشركة المتحدة ومايسترو الإنتاج تامر مرسى على هذا العمل الرائع الذى يحمل العديد من الرسائل القوية أبرزها بل أهمها على الإطلاق التأكيد على أن الدولة لا تفرط فى حق أبنائها، وأن مصر قادرة على أن تسترد حقوقها، فالضربة كانت قوية جداً ضد الإرهابيين، وهو ما يتطلب منا جميعاً توجيه التحية العظيمة للجيش المصرى الذى جعلنا نرى هذه الوثيقة المهمة فى تاريخنا الحديث والمعاصر من خلال فيلم السرب، وهى وثيقة إن دلت على شيء فإنما تدل على تقديم الدولة دعماً حقيقياً لدور الفن فى خدمة المجتمع.

لذا فإننى أرى أن النجاح الحقيقى لهذا الفيلم حتى قبل أن يتم عرضه ومشاهدته يكمن فى ردود الأفعال التى توالت حول الفيلم والدعوات لمزيد من تقديم الأعمال الوطنية التى تبرز ما تواجهه مصر من حروب ضد الإرهاب وما يقوم به رجال القوات المسلحة فى كل مكان، وإبراز دور الدراما والفن كأداة توثيق مهمة للأحداث بل يمكننى القول إن الدراما المصرية سواء التليفزيون أو السينما قد دخلت بالفعل مرحلة جديدة لقراءة صفحات التاريخ المجيد.

واللافت للنظر أن نجاح فيلم "الممر" الذى جسد أيضاً بطولات الجيش المصرى أثناء حرب الاستنزاف كان سببا فى أن العمل الحربى قد عاد إلى اهتمامات صناع الدراما والسينما، ومن الجيد أن تعود الأعمال الوطنية لنشاطات الدراما والسينما، فمثلما جلس المتابعون لمشاهدة (رأفت الهجان) و(دموع فى عيون وقحة) كان لابد من الحفاظ على ثقافة الأجيال الجديدة من تلك الأعمال الوطنية، والوصول لهم عبر المنازل، فالجمهور متعطش بالفعل لأعمال وطنية تثرى وجدانه من جديد، خاصة أن الجميع يدركون جيداً أن السينما والدراما قصرت إلى حد كبير فى تناول بطولات أبناء مصر من رجال الجيش والشرطة على مدى سنوات طويلة حتى إن الأعمال التى قدمت لا يمكن أن تتعدى العشرين عملا ما بين السينما والتليفزيون، وهو عدد قليل مقارنة بالأعمال التى تنتج كل عام فى السينما، والدراما تحفل بالآلاف من الأفلام والمسلسلات ، فى الوقت الذى سجلت فيه ملفات المخابرات الآلاف من قصص البطولة والفداء لضباط ومجندين وقيادات سياسية وتاريخية كانت وستظل قدوة للجميع، وما يحدث الآن من عودة للأعمال العسكرية يمكن تفسيره بأن تلك العودة هى تصحيح لخطأ كان قائما وهو الخوف من إنتاجها أو تكلفتها المادية الكبيرة، لأنه لا يوجد خوف على السيناريو لأن القصص الحقيقية موجودة ولدينا كتاب وسيناريستات بارعون، لكن تنقص منتجينا الجرأة والإقدام على هذه النوعية من الأعمال التى تزيد من العزة والفخر بأبناء العسكرية المصرية.

ونحمد الله على أن مايسترو الإنتاج تامر مرسى يمتلك من القدرة والجرأة على اقتحام هذه النوعية من الأعمال الفنية سواء فى السينما أو التليفزيون.. ولا أحد يستطيع أن ينكر أن الفن هو مرآة للمجتمع، ومثلما نرى فى الواقع تضحيات أبناء الجيش والشرطة فإن السينما والدراما التى كانت بمنأى عن تناول تلك الأحداث فى الألفية السابقة، فالأحداث الإرهابية وحالة الحرب التى تعيشها البلاد مع العدو الداخلى والخارجى تجعل صناع الفن يقبلون على هذه الخطوة ويقبلون التحدى كنوع من تأدية الدور المنوط بالفنان ورسالته ليخدم شعبه ويحتفى ببطولات صناع مجده وتاريخه، وأرى أن هذا الاتجاه ضرورة قومية ووطنية فى الوقت الحالى.

تم نسخ الرابط