وسام الاحترام للوزيرة المبدعة إيناس عبدالدايم .. "عازفة الفلوت" التى حققت نقلة نوعية فى وزارة الثقافة
أعادت تطوير وتحديث الكثير من الصروح الثقافية فى جميع المحافظات
"شعلة نشاط" وتضع قضية "بناء الإنسان" فى صدارة اهتماماتها
تواجه التطرف الفكرى بأساليب مبتكرة وتسعى لتعميق الولاء والانتماء لدى الشباب
قدمت "كشف حساب" بما حققته فى قطاع الثقافة فشكرها رئيس البرلمان على "جو البهجة" الذى أشاعته فى الجلسة العامة
تسعى لتحقيق "العدالة الثقافية" انطلاقاً من قناعة بأنها لا تقل فى أهميتها عن "العدالة الاجتماعية"
حين وقفت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، أمام مجلس النواب، لتقدم "كشف حساب" بما أنجزته خلال الفترة الماضية، كان حضورها طاغيًا، وكلماتها واثقة، وعباراتها واضحة، فكان طبيعًيا أن تنال إشادات ممثلى الشعب، بل إن المستشار حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، شكرها على "جو البهجة" التى أشاعته فى الجلسة العامة للبرلمان، والحق يقال فإن الدكتورة إيناس عبدالدايم، ومنذ توليها مسئولية هذه الوزارة المهمة، لم تتوقف عن العمل يوما واحدا حتى فى ظل أزمة فيروس كورونا، بل كانت "شعلة نشاط" تجوب البلاد من أقصاها إلى أقصاها، لتنشر الوعى والثقافة، ولمَ لا؟.. وهى فنانة ومبدعة قبل كل شيء، قلبها لا يعرف إلا الخير والجمال، وعقلها مرتب ومنظم، ورؤيتها لا تعرف التشويش، فلم تغرق فى "دهاليز الوزارة" كما كان يتوقع كثيرون، بل نجحت فى الخروج بها إلى "النور"، مقتدية فى ذلك بتجارب عظيمة فى الوزارة وعلى وجه الخصوص تجربة الوزير الفنان فاروق حسنى صاحب الإنجازات العظيمة والأفكار التى لاتزال تنبض بالحياة.
وطوال الفترة الماضية، رفعت الدكتورة إيناس عبدالدايم شعار "بناء الإنسان"، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعملت بكل جد واجتهاد على وصول "ينابيع الثقافة" لكل شبر على أرض مصر، إيمانا منها بالعدالة الثقافية التى لا تقل فى أهميتها أبدا عن العدالة الاجتماعية التى نطالب بها جميعا، فتراها تتحرك فى كل الاتجاهات وعلى كل المحاور، تصلح هنا، وتعيد البناء هناك، تفتح نافذة للثقافة هنا، وتعيد الروح لقصر هناك، تبنى بيتا للإبداع فى الصعيد، وترمم منبرا للثقافة فى القاهرة، وأولت الوزيرة المبدعة كل اهتمامها لتطوير المؤسسات الثقافية وتنمية القيم الإيجابية بالمجتمع ومكافحة التطرف الفكرى، بجانب تعزيز قيم المواطنة وتعميق الولاء والانتماء للهوية المصرية، وكذلك الارتقاء بشتى المجالات الثقافية والفنية بشكل إبداعى مبتكر وتنمية الموهوبين والمبدعين، ودعم الصناعات الثقافية ونشرها دون تمييز تحقيقاً للعدالة الثقافية، إضافة إلى تعزيز مكانة قوة مصر الناعمة وتحقيق ريادتها على الخريطة الثقافية العالمية.
كما عملت على التوسع فى إنشاء المراكز الفكرية والثقافية، تنفيذًا لإستراتيجيتها الهادفة إلى تحقيق العدالة الثقافية بين أفراد المجتمع، إذ افتتحت وأعادت تطوير وتحديث عدد من الصروح الثقافية والتعليمية، ما بين قصور وبيوت ومكتبات ومسارح ومبانٍ إدارية وتطوير وتحديث متحف الفن الحديث بساحة الأوبرا، وتحديث وتطوير سينما ومسرح السادات الشتوى فى المنوفية وافتتاح مشروعات تعليمية وإبداعية. كما نجحت الوزيرة فى إحلال وتطوير وتحديث 420 مشروعًا من إجمالى 549 مشروعًا، بمبلغ مليار و28 مليون جنيه، كما رفعت كفاءة العديد من دور العرض والمسارح كما افتتحت الوزارة أيضاً 18 بيت ثقافة متكاملًا فى مختلف محافظات مصر، و7 مسارح جديدة، والعديد من المكتبات العامة، ومتحف نجيب محفوظ، ومبنى الرقابة على المصنفات الفنية بعد التطوير والتحديث.. هذا إلى جانب ربط 130 موقعًا ثقافيًا بشبكة المعلومات الدولية، مع تنفيذ 1368 برنامجًا لتدريب العاملين بالوزارة، وتقديم العديد من الخدمات المميكنة فى المجالات الثقافية، وكذلك تقديم الجولات الافتراضية داخل المتاحف والمعارض.
وأدركت الدكتورة إيناس عبدالدايم مبكرا أن معركة الوطن الآن هى "معركة وعى" مع تيار إرهابى متطرف يسعى لاختطاف عقول الشباب، فأشرفت على تنفيذ نحو 712 نشاطًا متنوعًا، بتكلفة 96 مليون جنيه، تضمنت عروضًا مسرحية وصالونات ثقافية، لمواجهة التطرف الفكرى، بجانب التعاون مع وزارة الأوقاف لتنفيذ وطباعة سلسلة "رؤية" التى تضم عددًا من الكتب، تهدف فى المقام الأول إلى رفع الوعى لدى الشباب وتوعيتهم بمخاطر أفكار الجماعات المتطرفة، فضلًا عن سلسلة كتب عن الهوية والمواطنة، وعدد من البرامج، ومنها الدمج الثقافى لأبناء المدن الحدودية وملتقى المرأه الحدودية.
وعملت الدكتورة إيناس عبدالدايم ولا تزال على رعاية عشرات الموهوبين فى مختلف المجالات من خلال مراكز تنمية المواهب التى بدأت فى التوسع بها فى مختلف أقاليم مصر، بجانب تحفيزهم من خلال جوائز المسابقات التى يتم الإعلان عنها أو عن طريق الدعم اللوجستى لهم إضافة إلى استكمال ورشة (ابدأ حلمك) لتدريب وتبنى شباب الموهوبين على فنون المسرح المختلفة، وبدأ تعميم التجربة على محافظات مصر وتم تخريج الدفعة الثانية من الدارسين به فى القاهرة خلال شهر أكتوبر 2019 وبلغ عددهم 170 فنانا. كما تم تدشين تدريب الدفعة الثالثة بمشاركة 60 متدربا جديدا، أما فى المحافظات فبدأت أولى مراحل المشروع فى سبتمبر 2018 بمحافظات الشرقية وأسيوط والفيوم وتم قبول 166 شابا، وتشجيعًا للمبدعين والنابغين تم زيادة قيمة جوائز النيل فى الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية لتكون قيمة كل جائزة 500 ألف جنيه بدلًا من 400 ألف جنيه.
وليس بعيدا عن ذلك استحداث جائزة جديدة تحت مسمى «جائزة الدولة للمبدع الصغير»، تُمنح سنويًا لمن يقدم منتجًا فكريًا أو ماديًا مبتكرًا ولم يتجاوز عمره 18 عامًا فى مجالات الثقافة والفنون، التى تأتى كالتزام من الدولة برعاية صغار المبدعين، وتشجيعًا لهم على الإبداع فى مجالات الثقافة والفنون، وذلك تجسيدًا للنصوص الدستورية التى تمنح الحق فى الثقافة لكل مواطن، كما تكفل حرية الإبداع للنهوض بالفنون والآداب إلى جانب رعاية المبدعين وحماية إنتاجهم وتوفير وسائل التشجيع اللازمة لذلك، وتبلغ قيمة الجائزة، التى تعلن الدكتورة إيناس عبد الدايم، الأحد المقبل، عن تفاصيلها تحت رعاية حرم رئيس الجمهورية السيدة انتصار السيسى - 200 ألف جنيه بحد أدنى فى مجالات الثقافة، ومثلها فى مجالات الفنون، وما يستحدث فى مجالات الإبداع والابتكار فى الثقافة والفنون، ويُمنح كل فائز لقب «حائز على جائزة الدولة للمبدع الصغير» بقرار من وزير الثقافة، كما ينشر المجلس الأعلى للثقافة أعمال الفائز على نفقته.
وفى دورتين متتاليتين من معرض القاهرة الدولى للكتاب نجحت الدكتورة إيناس عبدالدايم فى إخراج المعرض بصورة مشرفة شهد بها الجميع، خاصة دورة اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب التى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى بالمقر الجديد فى مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وحلت عليها جامعة الدول العربية كضيف شرف، والدكتور ثروت عكاشة والدكتورة سهير القلماوى شخصيتى الدورة، وأقيمت بمشاركة 35 دولة عربية وأجنبية بإجمالى 750 دار نشر عربية وأجنبية و 1274 ناشرا، ونفس النجاح تحقق فى الدورة الـ 51، التى أقيمت فى الفترة من 22 يناير حتى 4 فبراير 2020، بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية فى القاهرة الجديدة، وحلت دولة السنغال ضيف شرف المعرض، فى إطار رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، وشخصية المعرض المفكر الراحل جمال حمدان، وبلغ عدد الأجنحة المصرية والعربية والأجنبية 808أجنحة، بزيادة 86 جناحا على العام الماضى، وعدد الناشرين والجهات الرسمية 900 دار نشر بزيادة 153 دارا على العام الماضى، وبلغ عدد الناشرين المصريين 393 ناشرا، والعرب 255، مع تنظيم 900 فعالية بمشاركة 38 دولة.
فضلاً عن ذلك فإن الدكتورة إيناس عبدالدايم أشرفت على نجاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية للموسيقى والغناء، مهرجان المسرح المعاصر والتجريبى ، ملتقى القاهرة الدولى للخط العربى ، مهرجان سماع الدولى للإنشاد والموسيقى الروحية ، مهرجان الطبول الدولى ، إعادة إحياء بينالى القاهرة الدولى للفنون التشكيلية ، إقامة الدورة التأسيسية لبينالى القاهرة الدولى لفنون الطفل ، مهرجان الفنون والفلكلور الأفروصينى بالتعاون مع وزارتى الشباب والرياضة والسياحة، وحين جاءت جائحة فيروس كورونا كان للدكتورة إيناس عبدالدايم دور كبير فى دعم جهود الدولة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك عبر المبادرة الإلكترونية "خليك فى البيت.. الثقافة بين ايديك"، التى تم إطلاقها فى 24 مارس 2020، واستهدفت المبادرة بث المواد الثقافية والفنية، التى تمثل كنوز أرشيف الإبداع الوطنى والمعرفى التراثى والمعاصر والمتواجدة بمكتبات قطاعات الوزارة، على قنواتها بـ"اليوتيوب" وموقعها الرسمى على شبكة الإنترنت، بهدف تشجيع المواطنين على البقاء فى منازلهم من أجل منع عدوى "كورونا"، وبلغ عدد الفعاليات الثقافية الإلكترونية أكثر من 970 نشاطا ثقافيا ضمن مبادرة «أون لاين»، زارها أكثر من 25 مليون زائر، وتفاعل منهم أكثر من مليون و600 ألف مشاهد، فيما اشترك بقناة الوزارة على موقع «يوتيوب» أكثر من 100 ألف و290 مشتركا، بإجمالى أكثر من 200 ألف و930 ساعة مشاهدة.
ونظمت الوزارة، تحت إشراف الدكتورة إيناس عبدالدايم، 85 ألف نشاط إلكترونى وواقعيًا فى محافظات مصر خلال عام 2020، استفاد منها 6 ملايين و300 ألف مواطن، وذلك عقب إعلان تعليق الأنشطة فى الربع الأول من العام.. وأتاحت الوزارة عددًا ضخمًا من إصداراتها على موقعها الإلكترونى، وذلك للاطلاع والتحميل مجانًا، واستفاد من تلك الإصدارات مليون و300 ألف شخص، كما جرى تقديم أكثر من 49 ألف نشاط ما بين مسرحيات وندوات وأمسيات فنية وفكرية وأفلام تسجيلية وعروض المبادرات شاهدها 5 ملايين مواطن فى مصر والعالم.
كثيرة هى الإنجازات التى حققتها الوزيرة الدكتورة إيناس عبدالدايم، وربما لا تكفى المساحة هنا لحصرها بطبيعة الحال، لكن كان هذا مجرد جزء يسير مما قدمته هذه السيدة المبدعة، وهو ما نعتبره بمثابة "حيثيات" منحها "وسام الاحترام" عن جدارة واستحقاق.