الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
د يمنى أباظة
د يمنى أباظة

كانت المرأة فى أوروبا حتى أوائل القرن العشرين متخلفة فى كل شيء ويمكن أن يقال إن مجتمعات الغرب ظلت قرونا طويلة مجتمعات يسودها الرجال وليس للمرأة فيها مكان على الإطلاق والذى يزور المتحف البريطانى يتأمل صور النساء العاملات بمناجم الفحم وقد فرض عليهن السير مثل الحيوانات فى داخل المناجم، وفى فرنسا كان لأصحاب الأراضى حقوق امتلاك النساء قبل زواجهن، وكانت أوضاع المرأة فى أمريكا حتى أواخر القرن التاسع عشر لا تقل امتهانا عنها فى أوروبا فكانت النساء فى الحضر والريف أشبه بالمتاع ويعاملن كما لو كن سلعا تباع وتشترى حتى إن المراجع الطبية الأمريكية سجلت أن نصف النساء العاملات فى العالم الجديد كن مصابات بالعدل الرئوى نتيجة للإرهاق الزائد والبيئة السيئة التى كن يعشن فيها.

وقد بدأ تمرد المرأة الغربية على هذه الأوضاع السيئة من النصف الأول من القرن التاسع عشر غير أنه كان تمردا مقهورا تسيطر عليه دائما يد حديدية تتمثل فى السلطة الحاكمة التى تتشكل من الرجال أصحاب السلطة الحقيقية فى تلك المجتمعات التى بدأت الثورة الصناعية تجردها من كل عاطفة إنسانية أو وازع اجتماعى وبينما كانت المرأة القريبة تلاقى كل هذا الهوان فى تلك العصور فى المجتمعات الغربية كانت المرأة فى الشرق تتمتع بكل الحقوق فقد نالت المرأة فى ظل الإسلام حقوقا مشروعة لم يسبق إليها دستور ولا قوانين بشرية فأعلى كرامتها واحترم آدميتها وساوى بينها وبين الرجل على أساس انفصالها من رحم واحد. 

يقول الله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ ". وفى إطار المساواة حمل الإسلام كلا من المرأة والرجل جزاء عمله فجعل بذلك للمرأة مسئولية مستقلة عن أعمالها وساوى بينها وبين الرجل فى الثواب والعقاب على هذه الأعمال، وقال الله تعالى: "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا"، وفى العصر الحديث طالب قاسم أمين بتحرير المرأة وسار على منهج رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك ومحمد عبده وقد أصدر كتابه "تحرير المرأة" عام 1898 ثم كتابة "المرأة الجديدة" عام 1900، وعند اندلاع ثورة 1919 اندفعت المرأة لتشارك فى المظاهرات وسقطت حميدة خليل شهيدة ضمن أول قائمة شهداء الثورة وفى مارس عام 1919 قامت ثورتان للنساء وقادتهما السيدة هدى شعراوى وغيرها من السيدات وفى  القنال سنة 1951 استشهدت أم صابر أول فلاحة تسقط برصاص الاستعمار، على أن القهر والتسلط الذى عاشت فيه المرأة الغربية ردحا طويلا من الزمن لم يستمر وقد اتخذت الأمم المتحدة يوم 8 مارس يوما للمرأة العالمى.

كانت مدينة شيكاغو فى الولايات المتحدة إحدى كبرى المدن الصناعية فى ذلك وهو اليوم الذى قامت فيه عاملات مصانع شيكاغو عام 1880 بمظاهرة للمطالبة بمساواتهن بالرجال فى الأجور والتمتع بالحقوق الإنسانية فى الإجازات مدفوعة الأجر وفى العلاج وفى التأمين ولكن اتحادات أصحاب العمل رفضت مقابلة الوفد النسائى المنتخب من القاعدة العمالية وقبل الظهر انتظمت العاملات بأحد المصانع الكبرى وفى مظاهرة سلمية خرجت تعبر عن مطالب النساء فأبلغ صاحب المصنع سلطات المدينة وفى الطريق انضمت إليها مجموعة نسائية لكن قبل وصولها إلى مقر الاتحاد تصدت لها السلطات وأطلق الجنود نيران بنادقهم على النساء العزل، سقطت ثمانى عشرة امرأة وذاعت أخبار هذه المذبحة وكان لها ردود فعل على جميع التجمعات النسائية التى أخذت تعقد المؤتمرات والاجتماعات فى أوروبا وأمريكا عقد أول مؤتمر نسائى فى المكسيك ثم كوبنهاجن بالدنمارك فى نفس الشهر، وأعلن يوم 8 مارس من كل عام يوما عالميا للمرأة تخليدا لذكرى المذبحة فى شيكاغو شهيدات الحرية ويعتبر هذا اليوم أيضا نقطة انطلاق متجددة لنضال المرأة وكفاحها فى كل مكان. 

وأى نعم قد تكون المرأة حققت الكثير من حقوقها، وقطعت شوطا طويلا ولكننا حتى الآن لم نبلغ غاية الطريق ولم نحقق كل الطموحات، وما زلنا فى عهد السيد الرئيس عبد  الفتاح السيسى نأمل فى تحقيق ذلك، بل إنه يتحقق بالفعل.

تم نسخ الرابط