"خربش الكارت".. ننوس عين أمه
الأراجوز .. هو اختصار اسم الإعلامى المثير للدهشة ، هو نفسه يحب هذا الاسم ويردده كثيرا ويحاول الترويج لبرامجه بهذا الاسم بل يتعمد عندما لا يجد من لا يتهمه به أن يتمادى فى "التلكيك" لترديده على نفسه.
هو ليس إعلاميا كما يصفه البعض بل فعلا هو أراجوز وأقصد هنا باستخدام هذا اللفظ أجمل ما فيه وهو أن هناك دائما من يحركه ويتحكم فى نبرة صوته واتجاهات نظراته وزاوية ميله وانفعالاته .. أراجوز لمجموعة الإعداد التى كانت الجنود المجهولة فى كل ما كان يضحكنا ونسخر من أنفسنا بسببه.. أراجوز بالفعل يعشق امتداد الأصابع إلى ملابسه وحسب الضغط عليه واسم الإصبع الذى يتعامل معه ينفذ ما هو مطلوب منه بكل سعادة وإتقان.
ربما يفهم البعض أننى أحاول انتقاده أو مواكبة بعض الآراء والأقلام التى قررت الهجوم عليه بسبب خياناته الكثيرة لمصر والمصريين، لكن بالعكس.. أنا منذ البداية أعرف ما هو دور هذا الإعلامى الشهير وموهبته وأعلم أنه لن يكون سوى منولوجست مختلف يغنى ما يشبه أغنية "هابطل السجاير" لترددها مصر كلها وراءه ثم يكررها من جديد ليمل الجميع من موسيقاه وكلماته غير المسلية ثم ينتقل بعد ذلك ليتحول إلى إعلامى على طريقة الإعلانات والميكروباصات.
أعلم أيضا أن زمن الأراجوز قد انتهى مثله مثل موضة بنطلونات "الشارلستون" قد ننظر لمن يرتديها اليوم بسخرية وهستيرية ضحك وهو نفسه ما فعلناه عندما شاهدنا أولى حلقات الإعلامى الساخر.. سخرية وضحك استمرت أطول مما كان هو نفسه يتوقع لدرجة أنه لم يصدق نفسه وبدأ بالفعل يصدق أن الأراجوز سوف يعود هو والشارلستون والووكمان لكن حساباته رغم أنها كانت دقيقة للغاية إلا أنه نسى أمرا واحدا هو.. الشعب المصرى هو المستقبل الأخير.. نسى أنه نفس الشعب صاحب كل التناقضات التى لا يتخيلها أصحابها أنفسهم .. الشعب الذى ينهال ضربا على حرامى الأتوبيسات وهو نفسه الذى يتدخل لإنقاذه من الضرب بحجة أنه غلبان وأكيد بيسرق علشان يأكل عياله.. الشعب الذى يسرق فيه البعض الأحذية من المساجد وعندما يشتد بهم الضيق يهرولون لتقديم أحذيتهم صدقة لنفس المسجد.. هذا الشعب الملول والمتقلب والفاهم كشف كثيرا من الأقنعة التى ارتداها البعض فقط لكسب مشاعر المصريين والتربح من ضحكاتهم أو أحزانهم.. هذا الشعب الذى كان يتجمع لمشاهدة البرنامج الساخر على المقاهى والكافيهات وأحيانا الشوارع وهو نفسه الذى صفق عندما تابع التشويش على حلقاته قبل نهايته.. هذا الشعب الذى ردد إفيهات الأراجوز على صفحات الفيس بوك وتويتر وهو نفسه الذى تهكم بنفس الإفيهات عليه عندما سرق مقالا لكاتب صهيونى فى جريدة معروفة. الشعب المصرى يا عم الأراجوز الذى يسعد كثيرا بهذه الصفة لن يتسامح مطلقا فى مشاعره التى أهنتها بالتطاول على رموزه من نيويورك التى دخلتها بجنسيتك الأمريكية وهى الجنسية التى يستحيل معها الشعور بالمصريين وأوجاعهم وما يسعدهم وما يحترمونه ، وعليه لابد أن يتم حرمان الأراجوز من أكثر لقب يسعده وهو "الأراجوز" ولنبحث معا عن وصف جديد للرجل الذى أسعدنا جميعا وأتعسنا جميعا وتقاضى الملايين على خفة دمه وذكائه وتركنا نحن لنبحث عن أراجوز جديد.. لكن هذه المرة سوف نتأكد من أن جواز سفره أخضر.. يعنى مصرى مش هجين !