محمود الشويخ يكتب: " أهل الله " ماذا يفعل السيسى فى رمضان؟
يحب الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم بصوت الشيوخ محمد رفعت وعبدالباسط عبدالصمد والطبلاوى
يفضل من المنشدين الشيخين سيد النقشبندى ونصر الدين طوبار.. وشيوخه المفضلون إسماعيل صادق العدوى والشعراوى
دعاؤه فى السجود: "اللهم اجعلنى من أهل الله".. ويضع على الحائط المواجه لمكتبه الآية "١٠١" من سورة يوسف
يعمل ما يزيد على ١٢ ساعة يوميا تبدأ من بعد صلاة الفجر.. ويحرص على الإفطار مع الأسرة فى أول أيام الشهر الكريم
هو إنسان بسيط لم تزده المسئولية إلا بساطة وتواضعا.. يسعد بقدوم رمضان.. يطربه الشيخ محمد رفعت.. ويأخذه الشيخ عبدالباسط عبدالصمد إلى عالم آخر.. يحب الاستماع للنقشبندى وطوبار.. ولا شيء يوازى سعادته بالإفطار مع الأسرة.. هذا ليس حديثا عن "الرئيس" عبدالفتاح السيسى بل عن "المواطن" عبدالفتاح السيسى أولا.. المواطن المصرى الذى عاش طفولته فى حى الجمالية.. حيث رائحة الإسلام الصافى.. فنشأ إنسانا متدينا متفتحا يعرف الإسلام على حقيقته فكتب الله على يديه النجاة لنا وللوطن قبلنا.
قد يعتقد البعض أن "رمضان الرئيس" يختلف عن "رمضان الشعب".. وهذا ليس صحيحا على الإطلاق.. فالرئيس السيسى لا يزال محتفظا بكل شيء كما هو بعد توليه المسئولية.. لم يزد شيئا.. بل قد تكون قلت الراحة والبهجة مع المهام العظام التى يحملها على كتفيه.. لكن رمضان قد يكون فرصة لهذا الرجل العظيم، الذى لا يتوقف عن العمل أبدا من أجل نهضة مصر، لكى يجلس مع أحفاده وأبنائه على مائدة إفطار.. أو يتفرغ لقراءة ما تيسر من كتاب الله وهو أمر يحرص عليه بشكل دائم منذ صغره.
وقد يكون من المناسب هنا وأنا أتحدث إليكم عن "المواطن" عبدالفتاح السيسى أن أتوقف معكم قليلا أمام بعض المعلومات.. التى ربما تنشر لأول مرة.. فضغط معارك الوطن والصعاب التى نواجهها جميعا فى مشروعات إعادة بناء الدولة المصرية ربما أعاقنا عن أن نتقرب من "الرئيس الإنسان".. لكن رمضان قد يكون فرصة لنا لأن نفعل ذلك.
يحب الرئيس السيسى الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ الطبلاوى، ويرتبط من المنشدين بالشيخين سيد النقشبندى ونصر الدين طوبار.
وقد لاحظت نفس التأثر بهؤلاء الشيوخ العظام لدى السيدة انتصار السيسى قرينة الرئيس، ففى حوارها مع الإعلامية إسعاد يونس، على شاشة "dmc"، تحدثت عن أصوات القراء الذين تحب أن تسمع لهم، وقالت إنها تُحب سماع القرآن الكريم بصوت الشيخ مصطفى إسماعيل، والحصرى، والطبلاوى، مضيفة: "كل دول أصواتهم روعة وجميلة".
أما الشيوخ المفضلون لدى الرئيس، فهو مستمع جيد للشيخ إسماعيل صادق العدوى، والشيخ محمد متولى الشعراوى وإن كان بدرجة أقل.
وقصة "شيخ الرئيس" الشيخ إسماعيل صادق العدوى، المتوفى فى يناير من العام ١٩٩٨، تستحق أن تروى، فقد كان إمامًا وخطيبًا للجامع الأزهر، قبل الشيخ محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الراحل، وقبلها إمامًا وخطيبًا لمسجد سيدى أحمد الدرديرى بحى الباطنية فى القاهرة.
لدى الشيخ إسماعيل– الملقب بالشيخ المصارع لأنه حقق انتصارات عديدة فى رياضة المصارعة الرومانية- المفتاح الأول لتدين “عبدالفتاح السيسى”، فقد كان الرجل مالكى المذهب يفتى على المذاهب الأربعة، وكان قطبًا من أقطاب الصوفية فى مصر، على «الطريقة الخلوتية»، عن والده الشيخ صادق العدوى، وعن شيخه عبداللطيف القتورى.
ومما يروى عنه أنه كان شديد الكشف الربانى، وموضع احترام وتقدير لدى كثير من زعماء الدول الإسلامية والعربية، وأنه كان يرج المنبر والقلوب من شدة خطبه وقتها.
ومن بين أبرز المشاهد فى حياته خلعه من الجامع الأزهر وتولية الشيخ محمد سيد طنطاوى، فقد كان يفسر قوله تعالى: « وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ »، فى درس التفسير الذى كان يلقيه كل يوم اثنين، وكان ذلك مساء يوم الاستفتاء على تجديد فترة ولاية «مبارك» الثالثة.
أراد الرجل أن يتحدث فى الموضوع ولو تعريضًا، لكن الآية التى يفسرها لا تمت من قريب أو بعيد للسياسة، فاحتال بقوله: «كنت أركب القطار مع فضيلة الشيخ البنا رحمه الله، وجاءت محطة وصولنا، فقال لى الشيخ البنا: يا شيخ إسماعيل، القطار والسفر كالحياة والموت والمناصب، إذا جاءت محطتك لا بد من نزولك، ثم أخذ يركز ويشدد ويعيد ويكرر على هذا المعنى بهذه العبارة، قائلا باللغة العامية: «يعنى إذا جت محطتك انزل، كفاية علينا كده انزل، خلاص محطتك جت انزل، ولا عايز تركب محطتك ومحطة غيرك»، وقد ضج المسجد بعد أن وصل المعنى الذى يريده الشيخ، ومن هنا عاد إلى منزله بعد أن وشى به البعض.
ولعب الشيخ إسماعيل دورًا مهمًا فى حياة «السيسى»، فقد كان حريصًا على الاستماع لخطبه، وبرامجه، ويمكن أن نقول إنها شكلت الوعى الدينى له ونفس الأمر– وإن كان بدرجة أقل – بالنسبة للشيخ الشعراوى.
وفى "المساحة الإيمانية" لدى الرئيس، نذكر أنه حينما سئل فى حوار أجرته معه صحيفة «الأهرام» بعد ترشحه لرئاسة الجمهورية: «أى دعاء تردده فى السجود؟»، أجاب: «اللهم اجعلنى من أهل الله»، وهو يضع على الحائط المواجه لمكتبه الآية «101» من سورة يوسف: « رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ».
ويلجأ الرئيس السيسى إلى الله دائما طلبا للعون والمدد فى مواجهة كل الصعاب.. وليس أدل على ذلك من دعائه الشهير الذى يحرص على ترديده منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد: «اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً اللهم إنى أعوذ بك من شر نفسى، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربى على صراط مستقيم».
وبينما يميل كثيرون إلى الراحة فى رمضان فإن الرئيس السيسى، وكما أصفه دائما رجل لا يحب الراحة، ومن ثم فإنه يعمل ما يزيد على ١٢ ساعة يوميا تبدأ من بعد صلاة الفجر التى يحرص عليها دائما.. وهو يقضى نهار رمضان فى عقد اجتماعات مع مسئولى الدولة على جميع المستويات لمتابعة آخر تطورات المشروعات القومية التى تمتد من أقصى البلاد إلى أقصاها بجانب مستجدات جائحة كورونا.. فضلا عن متابعة العمل داخل الدولة لتوفير احتياجات المواطنين خلال الشهر الكريم ومنع حدوث أى أزمات فى السلع الغذائية والإستراتيجية مع توفيرها بأسعار مخفضة.
وبالطبع لا ينسى الرئيس محدودى الدخل والفقراء أبدا.. ولا يمكن له أن يخذلهم فهو السند و"الضهر" الذى يحميهم، ومن هنا كان توجيهه لصندوق تحيا مصر بزيادة حجم أنشطته خلال الشهر الكريم لصالح دعم الأسر الأولى بالرعاية، وذلك بالتعاون والتكامل مع أجهزة الدولة المعنية ومؤسسات المجتمع المدنى، خاصةً فى إطار مبادرة "حياة كريمة" وما تشمله من برامج متنوعة فى كافة المجالات، وكذلك تكثيف نشاط الصندوق فى توفير السلع الغذائية الأساسية اللازمة للفئات الأكثر احتياجاً، وإتاحتها فى مختلف محافظات الجمهورية بالكميات المناسبة.. وهذا إلى جانب توجيهه الحكومة بزيادة عدد منافذ توزيع السلع فى سلسلة معارض "أهلًا رمضان" إلى 2100 معرض لتوزيع السلع الغذائية الأساسية ذات الجودة العالية بكافة أنواعها، وذلك تلبيةً لاحتياجات المواطنين قبل حلول شهر رمضان المعظم، وأن يتم تطبيق نسب تخفيض ملائمة على تلك السلع تمشيًا مع سياسة الدولة بتخفيف العبء عن شرائح المواطنين الأكثر احتياجًا.
ولقد وضع الرئيس السيسى، على مدار السنوات الماضية، مجموعة من الطقوس المميزة خلال شهر رمضان لكن جائحة فيروس كورونا قد أوقفتها العام الماضى.. ومن بين هذا الطقوس الإفطار مع رجال الجيش والشرطة.. فلا زلنا نتذكر مشهد الرئيس وهو يتناول الإفطار فى أحد الكمائن مع رجال الشرطة.
وبالطبع الطقس الأهم، والذى توقف العام الماضى، هو إفطار الأسرة المصرية، الذى أصبح تقليدا سنويا يشارك فيه مختلف الفئات من الشعب، وبدأ منذ عام 2015 واستمر حتى عام ٢٠١٩ حيث توقف العام الماضى بسبب كورونا.. ونسأل الله أن يعود هذا الطقس فى شهر رمضان مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية.. فهذه مناسبة مهمة يتحدث فيها الرئيس ليطمئن المصريين على أحوال بلدهم.
وختاما..
إننى أتوجه بخالص التهنئة للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.. وأقبّل يد كل جندى بطل يقف الآن فى أرض القتال مدافعا عن الأرض والعِرض.. وأتوجه بكل الشكر والتقدير لكل ضابط شرطة يسهر حتى نظل آمنين.. أما مناشدتى الخاصة فهى للشعب المصرى بأن نحافظ على الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع انتشار الفيروس بدرجة أكبر خلال هذا الشهر فلنبتعد عن العزومات والتجمعات حتى تمر هذه الأزمة بسلام.. ورسالتى الثانية للشعب: ثقوا فى قيادتكم فى جميع الملفات ولا تخافوا أبدا مهما كانت التحديات والصعاب.. فقد اجتزنا ما هو أصعب والقادم أفضل إن شاء الله.
أما رسالتى الأخيرة فهى للخونة الذين باعوا أوطانهم بثمن بخس.. الآن هل عرفتكم قيمتكم؟.. فقط ورقة يستخدمها البعض ضد الوطن وحين يأتى موعد الخلاص منها يلقى إلى أقرب صندوق قمامة.
حمى الله مصر بحق هذه الأيام المباركة.. وسلاما يا بلادى.