محمد فودة يكتب: "السوشيال ميديا" ترسم ملامح سباق الدراما الرمضانية مبكرًا
◄ انشغال النجوم بتصوير أعمالهم ترك الساحة لرواد السوشيال ميديا للتأثير على الجمهور
◄النجوم الكبار لا تشغلهم معارك السوشيال ميديا "الوهمية" فهم واثقون من جمهورهم
◄الأعمال الوطنية أدخلت الرعب فى قلوب أعداء الدولة وحركت مشاعر العداء على مواقع التواصل الاجتماعى
◄"الاختيار ٢" حجز مكاناً فى الصدارة لتعطش الجمهور للأعمال الوطنية
◄"نسل الأغراب" يستمد قوته من نجومية وكاريزما "السقا" و"كرارة"
◄اسم يحيى الفخرانى وتاريخه الطويل يمنحه "صك" التفرد فى الكوميديا الاجتماعية
◄محمد رمضان استثمر نجاح أعماله السابقة وقدم نموذجاً جديداً ليرضى جمهوره
◄ حرب "التريند" تشتعل قبل بدء عرض أول الأعمال المشاركة فى السباق الرمضانى
على الرغم من أننى كتبت من قبل الكثير والكثير من المقالات التى أشرت فيها إلى خطورة السوشيال ميديا خاصة حينما يتم التعامل معها بلا ضوابط تحكم روادها الذين حولوها إلى ساحة لارتكاب كافة الموبقات والتصرفات اللأخلاقية فإننى لم أكن أتصور على الإطلاق أن تتوحش منصات التواصل الاجتماعى على هذا النحو الذى نراها عليه الآن وتتحول إلى ما يشبه الوكر الذى تمارس من خلاله كافة الأفعال المشينة والمنافية للآداب، فقد فوجئت مؤخرًا وبينما كنت أتابع عن قرب ملامح السباق الدرامى الرمضانى بكم كبير من المغالطات والحروب غير الشريفة التى يقف خلفها بالطبع جهات لا تحب لنا الخير ولا تتمنى لنا أن نستمتع بأى شيء جميل حتى لو كان هذا الشيء عبارة عن مسلسل درامى.
فقبل بدء شهر رمضان وحتى قبل عرض أولى حلقات هذا المسلسل أو ذاك انهالت علينا عبر منصات التواصل الاجتماعى كميات من الهجوم الشديد على بعض المسلسلات مصحوبا بسيل من التعليقات التى تتناولها فى محاولة خبيثة للتشكيك فى قدرتنا الإبداعية على تقديم هذا الكم الكبير والمتميز من الأعمال الرمضانية التى أعتقد أنها قادرة على أن ترضى كافة الأذواق وتتناسب مع جميع الأعمار وتدخل البيوت دون الخوف من تقديم محتوى غير لائق كما كان يحدث من قبل فى الأعمال الدرامية التى كانت تمتلئ بكافة أشكال وألوان العنف والقتل والبلطجة، فالحق يقال إننا هذا العام أمام موسم درامى مختلف تمامًا عن الأعوام السابقة وهذا فى تقديرى الشخصى يرجع إلى قدرة مايسترو الإنتاج المنتج الكبير تامر مرسى على ضبط إيقاع العملية الإنتاجية سواء من خلال ما تقدمه الشركة المتحدة أو من خلال الشراكات التى تمت بينها وبين الشركات الإنتاجية الكبرى لنصبح أمام منظومة عمل متكاملة تسعى بكل همة ونشاط من أجل تقديم محتوى درامى متنوع لذا فإنه وبلا شك تختلف أعمال دراما رمضان هذا العام عن غيرها من الأعوام السابقة، حيث يتميز بعضها بروح الوطنية، وأخرى بروح التجديد مما يجعلنا أمام موسم رمضانى ساخن ومنافسة شرسة بين النجوم فضلاً عن ذلك فإن الموسم الدرامى الرمضانى هذا العام يتميز بالتنوع فى "التيمة" الإبداعية ما بين دراما وطنية واجتماعية وصعيدية ورومانسية.
إن ما فعلته السوشيال ميديا مؤخرًا هو ببساطة شديدة أنها استغلت انشغال نجومنا الكبار بتصوير أعمالهم من أجل اللحاق بالسباق الرمضانى ونصبت نفسها حكمًا وقاضياً وأصدرت أحكامها على تلك الأعمال حتى قبل أن ترى النور وبالطبع فإنه ليس مستغربًا أن نفاجأ بكل هذا الهجوم على بعض الأعمال خاصة حينما يأتى هذا الهجوم أو ذاك من أشخاص يعز عليهم أن يرونا نستمتع بعمل وطنى مثل "الاختيار ٢"، لأنه وبكل تأكيد الجزء الثانى من ملحمة "الاختيار" سيكون الأهم والأعمق من بين المسلسلات المعروضة، حيث يتضمن قصة جديدة من سجل بطولات الشرطة المصرية "رجال الظل" والتى ستظل النموذج والقدوة التى يجب على كل ابن وكل إنسان أن يحتذى بها، وهذا ما يجعلنى على يقين من نجاح الجزء الثانى من المسلسل خاصة أن العمل نجح بالفعل فى خلق حالة من الانتماء للوطن حيث التف حوله مختلف الفئات العمرية الصغار والكبار على حد سواء، والجزء الثانى من بطولة النجمين كريم عبدالعزيز، وأحمد مكى، ومن تأليف هانى سرحان، وإنتاج شركة سينرجى، وإخراج بيتر ميمى، وأعتقد أن وجود اسمى كريم عبدالعزيز وأحمد مكى كافٍ كما لا يخفى على أحد أن مسلسل الاختيار يسبب وجعًا وألمًا لأعدائنا وخصومنا فى كل مكان، فقد شاهدنا بأعيننا كيف أوجع المتآمرين والمشوهين للقوات المسلحة حينما تم عرض الجزء الأول فى رمضان الماضى. وفى نفس السياق يسير مسلسل "هجمة مرتدة" حيث يتناول أحد ملفات المخابرات المصرية، ليؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن هناك طفرة ونقلة نوعية فى دراما رمضان، خصوصًا فى المسلسلات التى تأخذ الطابع الوطنى، وهذا المسلسل يشارك فى بطولته أحمد عز وهند صبرى وهشام سليم، تأليف باهر دويدار وإخراج أحمد علاء.
أما مسلسل "القاهرة كابول" فهو ثالث المسلسلات التى تدور فى إطار الدراما الوطنية وهو محاولة درامية جديدة لفهم التطرف والتوعية بخطورة الإرهاب وفضحه، حيث يعتمد فى أحداثه على 3 شخصيات رئيسية هم الإعلامى ويجسده النجم فتحى عبدالوهاب، وضابط الأمن الوطنى ويجسده النجم خالد الصاوى، وشخصية الإرهابى والذى يجسده النجم طارق لطفى، فضلًا عن الأدوار الأخرى للنجوم حنان مطاوع ونبيل الحلفاوى تأليف عبدالرحيم كمال، ومن إخراج حسام على.
وبينما نتناول الأعمال الدرامية الرمضانية فإننى أرى أن النجم الكبير يحيى الفخرانى سيظل حالة درامية خاصة جدًا ومتفردة فى الفن المصرى وهو ما يجعلنى أضعه خارج المنافسة لأنه يلعب فى منطقة تخصه هو وبعيدة كل البعد عن التقييمات والمنافسة مع أحد فأعماله دائماً يكتب لها النجاح، وفى هذا العام يعود الفخرانى بمسلسله "نجيب زاهى زركش" إلى خوض السباق الرمضانى بكل ما أوتى من قدرات إبداعية فعلى الرغم من أن هذا المسلسل ينتمى للنوع الكوميدى فإنه وبكل تأكيد ليس كوميديا عادية بل هى الكوميديا التى تقدم على طريقة الفخرانى ويشارك فى بطولته كل من هالة فاخر وأنوشكا وشيرين ومحمد الصاوى وفتوح أحمد، وهو من إخراج شادى الفخرانى.
وعلى الرغم من هذا الزخم فى الأعمال فإنه سيظل للنجوم الكبار كلمتهم التى بكل تأكيد سوف تحسم السباق لصالحهم فمن الأعمال الدرامية المهمة والتى تعرض خلال السباق الرمضانى والمتوقع فوزها مسلسل "نسل الأغراب" للنجمين أحمد السقا وأمير كرارة، اللذين يعملان تحت إدارة مخرج قوى هو محمد سامى وهو نفسه كاتب النص الدرامى، وقد نجح قبل ذلك فى مسلسل البرنس وأثبت أنه مؤلف متمكن قبل أن يكون مخرجًا متمرسًا ومحترفًا، وهذا العمل فى الحقيقة من المتوقع له النجاح الساحق، وهو يشير إلى موسم درامى سيكون على صفيح ساخن، وهو فرصة كبيرة وواضح منها أن الكثيرين من النجوم يغامرون بأدوار جديدة، مثل أمير كرارة الذى يجسد شخصية من الصعيد بعد أدوار متعددة ومتتالية عن شخصية الضابط، والحقيقة هذا الأمر يحسب لكرارة بجرأته، فالفنان لابد أن يكون جريئًا ومجربًا دائمًا، يبحث دائمًا عن كل ما هو جديد وغير معتاد.
وعلى ذكر أسماء النجوم فإنه يحضرنى الآن أيضًا اسم النجم محمد رمضان الذى دائمًا نجده يفاجئ الجميع بأعماله الدرامية، وهو ما يجعلنى أتوقع أن ينجح فى "خطف" المشاهدين كعادته وجذبهم نحو مسلسله الذى تدور أحداثه فى الخمسينيات مرورا بالستينيات، أثناء الاحتلال البريطانى لمصر، والعمل من تأليف ناصر عبدالرحمن وإخراج محمد سلامة.
واستمرارًا للنجاحات التى يحققها النجم ياسر جلال كل عام باختيارات موضوعات مختلفة وجذابة، فإننى أتوقع له أن ينجح بمسلسله "ضل راجل" الذى حقق البرومو الخاص به ردود فعل واسعة فور أن طرحته الشركة المتحدة المنتجة للمسلسل الذى ينتمى إلى نوعية المسلسلات الدرامية الاجتماعية والشعبية ويناقش العديد من صراعات ومشكلات المجتمع المختلفة وتدور أحداثه فى عدد من المناطق الشعبية، تأليف أحمد عبدالفتاح ومن إخراج أحمد صالح.
ونفس الحال ينطبق على مسلسل "النمر" وهو العمل الدرامى الجديد للنجم محمد عادل إمام، والذى تدور أحداثه فى إطار من الأكشن والغموض، وعادة ما تحقق مسلسلات محمد إمام نجاحًا خصوصًا أن إمام يتعاون مع المؤلف محمد صلاح العزب والمخرجة شيرين عادل اللذين تعاون معهما من قبل فى مسلسل "هوجان".
ومن الأعمال التى تعتمد على التيمة الشعبية مسلسل "ملوك الجدعنة" للنجمين مصطفى شعبان وعمرو سعد، وهى التيمة التى تميل إليها فئة كبيرة من الجمهور، ولأول مرة يلتقى مصطفى وعمرو معاً فى عمل درامى، مما يؤكد أن النتيجة ستكون مرضية لجمهورهما، خاصة أن العمل تدور أحداثه حول شخصين يواجهان العديد من المصاعب ويتربص بهما شخص بمثابة العدو لهما ويدخلان معه فى صراع. نحن بالفعل أمام وجبة درامية بطعم رمضان سوف نستمتع بها بكل تأكيد خاصة أن القائمة تطول لتشمل أعمالا أخرى لنجوم كبار سوف يقول الجمهور كلمته الأخيرة عنهم بعد عرض حلقات من تلك الأعمال التى تتسم بالتنوع.