◄ "الاختيار ٢" يضع كريم عبد العزيز وأحمد مكى فى المقدمة.. وهبوط أسهم الفنان الكبير يحيى الفخرانى
◄ ياسمين عبد العزيز ومنى زكى و"وجه القمر" دينا فؤاد يتصدرن قائمة الأفضل لنجمات الدراما هذا العام
◄مسلسل نيللى كريم لم يحالفه الحظ فى النجاح.. ومسلسلات ياسر جلال وغادة عبد الرازق وهانى سلامة تاهت وسط "الزحام"
◄ مصطفى شعبان وعمرو سعد يقدمان صورة سيئة للحارة الشعبية.. ورامز جلال يواصل الاستخفاف بعقول المشاهدين
◄خالد الصاوى "عملاق تمثيل".. وحمادة هلال يتألق مع "المداح".. وريم سامى من الوجوه الصاعدة
على الرغم من هذا الكم الهائل من الأعمال الدرامية التى تعرض على الشاشة خلال أيام الشهر الفضيل، والتى يستقبلها المشاهد على مدار اليوم، فإننى استطعت تكوين وجهة نظر تجاه المشهد الدرامى، كما استطعت أيضاً أن أضع يدى على الأعمال الجيدة والنجوم الأكثر تألقاً، وتمكنت من تحديد نقاط الضعف والقوة فى هذه الأعمال الدرامية، وكما اعتدت خلال شهر رمضان من كل عام أن أسجل انطباعاتى حول الأعمال التى تم عرضها، فأرصد فى هذه السطور تصورى للصاعدين والهابطين فى محاولة لتقديم بانوراما عامة حول مستوى تلك الأعمال والقيام بترتيبها حسبما حققته من إعجاب الجماهير. وحينما نتحدث عن الأعمال التى تحظى بأكبر نسبة مشاهدة فإننى أتوقف كثيراً أمام مسلسل "الاختيار٢" فهو المسلسل الذى يحقق نسبة مشاهدة عالية ليس فى مصر فقط، بل فى كل أرجاء الوطن العربى، فنحن أمام عمل كبير استطاع بالفعل أن يحقق نجاحا منقطع النظير وفى كل ليلة يجبرنا نجوم المسلسل على الشعور بالفخر والانبهار بتلك البطولات التى كان يقدمها رجال الشرطة من أجل حماية المواطنين دون أن نشعر بذلك، فالنجمان كريم عبد العزيز وأحمد مكى يعزفان لحنا رائعا من حيث الأداء، وخطفا قلوب وأعين الجمهور، وللحق فإن العمل أثبت بما لا يدع مجالاً للشك نجومية كريم عبد العزيز، فهو صاحب حضور قوى وتكمن قوته وسلاسته فى بساطة أدائه للشخصية ذات التفاصيل المركبة وهو ما اتضح للجمهور، وكذلك النجم أحمد مكى الذى فرق معه هذا الموسم الرمضانى وأعاد له بريقه من جديد حيث نجح مكى فى تقديم أداء استثنائى فى حلقات "الاختيار 2" بعدما غير جلده تماما، ما جعله يتصدر الموسم بجانب النجم كريم عبد العزيز.
وإذا أردنا الحديث عن نجمات البطولات النسائية هذا الموسم فنجد اسم النجمة ياسمين عبد العزيز فى المقدمة، حيث تنافس بقوة بمسلسل "اللى مالوش كبير" من أجل الاحتفاظ بمكانتها التى استطاعت أن تصنعها لنفسها خلال السنوات الماضية بالوقوف فى صدارة نجمات رمضان، فقد تألقت ياسمين عبدالعزيز فى مسلسل "اللى مالوش كبير" عبر شخصية "غزل"، كما لفت نظرى تألق وجه القمر دينا فؤاد فى مسلسل "اللى مالوش كبير" عبر شخصية "قدرية" بنت البلد المتزوجة من "سيف الخديوى" والتى نجحت فى رسم صورة حقيقية للشخصية تتشابه مع كل امرأة مصرية، فقد أمسكت "وجه القمر" دينا فؤاد بخيوط الصنعة وتمكنت بالفعل من تجسيد الشخصية بإحساس عالٍ وبقدرة فائقة على الأداء من حيث ملامح الوجه والتعبير بنبرات الصوت الذى يتناسب مع كل مشهد.
ورغم قلة مساحة الدور فإنها أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها تمتلك قدرات تمثيلية هائلة، وأنها تغترف من المخزون الإستراتيجى للموهبة الفنية التى بداخلها، وأرى أنها فنانة تمتلك أدواتها التى تؤهلها لأن تكون فى صدارة البطولات النسائية، وتتحمل مسئولية البطولة المطلقة بمفردها، وقد يتهمنى البعض بالتحيز لـ"وجه القمر" لكنى مؤمن تماما بموهبتها بل إننى على يقين تام من أنها لا تزال تمتلك الكثير والكثير من القدرات الإبداعية، وسوف تثبت الأيام القادمة أنها تستحق أكثر من ذلك لتصبح فى الصفوف الأولى بموهبتها وذكائها الفطرى الذى أراهن عليه دائماً.
أما مسلسل "لعبة نيوتن" للنجمة منى زكى، فقد لعب فى منطقة خاصة به، وتباينت ردود أفعال الجمهور بين مؤيد ومعارض، وربما جاء ذلك لعدة أسباب منها أن القصة لم تقدم من قبل حيث تتناول موضوعاً جديدا كما يخوض أيضا فى مسألة العلاقات بين الجنسين، وللحق فإن النجمة منى زكى بذلت مجهودا كبيرا، وجاء عودها حميدا بعد غياب 5 سنوات عن الدراما التلفزيونية وكأنها أرادت أن تستكمل نجاحاتها السابقة التى حققتها من قبل فى "أفراح القبة"، وإن كانت ردود الأفعال المتباينة ظلمت منى زكى لكن هذا لا يمنع أنها وصلت إلى مستوى رفيع ودرجة عالية من الأداء فى "لعبة نيوتن".
كما شهدت دراما رمضان تألق النجمة الشابة ريم سامى فى مسلسل "نسل الأغراب" وقدمت شخصية "فاطمة" بتمكن، وأراها نجمة صاعدة بكل المقاييس، وكذلك جميلة عوض، كما سعدت بتجربة النجمة روجينا فى أولى بطولاتها المطلقة فهى تمتلك موهبة كبيرة ولديها الكثير لتقديمه وجاء مسلسلها "بنت السلطان" توثيقا لموهبتها وأدائها القوى، كما نافست النجمة زينة بقوة فى الموسم بمسلسلها "كله بالحب"، وظهر مدى اجتهادها فى العمل، وحققت من خلاله نجاحا، ولم يعد أمامها خيار آخر غير الحفاظ على هذا النجاح وسط هذا الكم الهائل من المنافسة الشرسة التى تشهدها الساحة الفنية.
ونرى هذا العام مولد نجومية الفنان أحمد العوضى، فرغم الدور الذى رسمه له السيناريست المبدع عمرو محمود يس، فإن "العوضى" أدى دوره بتمكن وظهر مدى اجتهاده فى رسم ملامح شخصية "سيف الخديوى" بحركاته ولزماته المختلفة وكأن الدور خلق من أجله أو تم تفصيله خصيصا له، وتقبله الجمهور كنجم واعد ننتظر منه الكثير خلال السنوات المقبلة.
أما النجم خالد الصاوى فقد كان دوره فى مسلسل "اللى مالوش كبير" حالة خاصة من الإبداع لفنان عملاق تمثيل يعرف جيداً كيف يجسد الشخصية التى يقدمها بإحساس صادق، ولم أستغرب من حالة الإبداع التى بدا بها فى العمل، لأنى أعرف جيدا قدراته الإبداعية وموهبته الاستثنائية، كما نجح النجم حمادة هلال فى تقديم حالة درامية مختلفة وشديدة الثراء بمسلسله "المداح"، من إخراج أحمد سمير فرج، فالعمل مختلف، ويشكل تجربة فريدة فى مسيرته الفنية، خصوصا فى الدراما التلفزيونية التى اعتاد على تقديمها فى الفترة الأخيرة، ونجح حمادة هلال من خلال مسلسل "المداح" فى فرض نفسه بقوة فى المنافسة الشديدة، واستطاع أن يجذب شريحة كبيرة من الجمهور لمتابعته، وبرز "المداح" كواحد من الأعمال الدرامية المهمة والهادفة، والتى تضع يدها على قضية مهمة هى سلوك الإنسان واختياراته بين الخير والشر، وجاء أداء حمادة هلال واقعيا بشكل كبير جدا ومؤثرا وبعيدا عن التكلف والمبالغة، فهو يعتمد فى كل مشهد على الأداء السهل والبسيط، أما النجم محمد إمام فقد حقق نجاحا مقبولا بمسلسله "النمر" واعتمد على بعض مشاهد الأكشن وتوليفة الإثارة والتشويق وهو عادة ما يجذب المشاهد ويحقق رد فعل.
ورغم حبى الكبير للنجمين أحمد السقا وأمير كرارة وأيضا المخرج محمد سامى، وحرصى على متابعة أى عمل يقدمونه فإن مسلسلهم "نسل الأغراب" خالف التوقعات الإيجابية التى كنا نأمل أن يحققها، على الرغم من أن المخرج المبدع محمد سامى حاول جاهدا أن تكون هناك مبارزة تمثيلية شيقة بين نجوم العمل وقصة جديدة ومختلفة، لكن يبدو أن رسالة المسلسل لم تصل للجمهور على النحو الأكمل، وجاء العمل يحمل قدرا من "الأفورة" بسبب الأداء المبالغ فيه، ما وضعهم فى موقف حرج وسط المنافسة الشديدة، ورغم أنه يحسب للمخرج محمد سامى سيطرته على إدارة "اللوكيشن" وعلى جميع الممثلين بحجم هؤلاء النجوم الذين يضمهم العمل، وإبداعه فى الديكورات والشكل العام إلا أن هناك بعض الأشياء طغت على حساب أشياء أخرى، ما أحدث الخلل بين العمل والجمهور المتلقى، لذلك أدعو الجمهور أن يشاهد هذا العمل مرة واثنتين وثلاثا كى يفهم الرسالة التى أراد المخرج محمد سامى توصيلها، وهنا لا أنكر أبدا مجهود المخرج محمد سامى وكذلك نجوم العمل وكنت ومازلت من المعجبين بأداء النجم أحمد السقا، الذى استطاع بمجهوده وموهبته الحقيقية أن يحفر لنفسه مكانًا متميزًا وسط أبناء جيله، بل استطاع أن يضع اسمه فى صدارة نجوم الصف الأول.
ولا أنكر صدمتى فى النجم ياسر جلال الذى لم يسمع أحد عن مسلسله "ضل راجل"، والكارثة الحقيقية أن المسلسل لم يكن ضمن المسلسلات الخاسرة فحسب، بل لم يذكره أحد على الإطلاق سواء الجمهور أو النقاد، رغم أن ياسر جلال من وجهة نظرى يحتل مكاناً مرموقاً بين نظرائه من الفنانين ويظهر بمواصفات النجم الحقيقى فى مسلسله "ضل راجل" لكن العمل لم يحقق النجاح المرجو منه مثل أعماله السابقة "رحيم" أو "ظل الرئيس"، وهذا لا يمنع أن نقول إننا سنرى ياسر جلال فى أعمال قادمة وهو يسير بخطوات واثقة ويعود لتألقه، فهو لديه قدرة كبيرة على تجسيد الأدوار بحرفة عالية، كما أفل نجم محمد رمضان عبر مسلسل "موسى" ولم يلاق الصدى الذى يحققه كل عام، وإن كنت أرى أن محمد رمضان بالفعل نجم متميز إلا أنه ليس له نصيب فى أن يحظى مسلسله هذا العام بأى نجاح وسط هذا الحضور الكبير من المنافسة وكأنه يلازمه سوء طالع هذا العام، وللأسف الشديد سقط النجمان مصطفى شعبان وعمرو سعد فى فخ الأعمال التى تنتقص من نجوميتهما، فعلى الرغم من أن وجودهما فى عمل درامى دليل على نجاحه فإن مسلسلهما "ملوك الجدعنة" يعد سقطة كبيرة فى مشوارهما الفنى وجاء مسيئا لشكل وصورة الحارة الشعبية، ولم يكونا موفقين لا من حيث الأداء ولا الاختيار.
وكعادة كل عام يصر رامز جلال على تصدير المستوى الفنى التافه ببرنامجه الذى لا يحتوى على أى مضمون أو معلومة مفيدة، ومجرد استعراض لبعض العناصر التى تعتمد على الإبهار فى الصورة من أجل جذب المشاهد نحو مشاهدته، ورغم أنه يحقق نسب مشاهدة عالية كما يعد أكبر برنامج جاذب للإعلانات، فإن محتواه مكرر و"مفبرك" وتحول رامز لظاهرة فى الاستظراف والاستخفاف بالعقول من أجل حفنة دولارات، فلا هم له سوى كسب المزيد من المال حتى وإن كان ذلك على حساب الذوق العام أو أخلاقيات المهنة.
وشهدت الدراما الرمضانية هذا العام هبوط نجوم بعضهم كان ملء السمع والأبصار، فرغم تفاؤلى الكبير بعودة نجم الدراما يحيى الفخرانى هذا العام، فإنه أخفق فى المنافسة بسبب النص المكتوب والذى اتسم بالمط والتطويل وغياب الرؤية الفنية، وكان يجب على الفخرانى أن يدقق فى اختياراته جيدا فلا أرتضى أن مسلسلا يحمل اسم قيمة بحجم يحيى الفخرانى يتوه وسط «زحمة» ما يتم عرضه من مسلسلات، ولا يشعر به أحد، وحينما ننظر إلى مسلسل "حرب أهلية" بطولة النجمة يسرا نجده باهتاً ولم يحقق أى نجاح بل ساهم فى «خفوت» نجومية يسرا التى تعد نجمة لها مكانتها بين قلوب المشاهدين فيسرا نجمة من نجمات مصر اللاتى يتمتعن بجماهيرية كبيرة تقديراً لمشوارها الطويل أمام الكاميرا فهى ورغم ضعف مستوى "حرب أهلية" فإنها فنانة من الطراز الأول.
كما أن مسلسل "ضد الكسر" لنيللى كريم أخفق بشكل كبير ولم يقدم أى جديد، ومن سوء حظ نيللى كريم أن مسلسلها لم يقو أصلًا على المنافسة منذ الحلقة الأولى، وهو ما أعتقد أنه كان سببًا رئيسيًا فى تقبلها لصدمة فشل المسلسل وانضمامه لقائمة الأعمال الدرامية الخاسرة، التى أخرجها الجمهور من مجرد البقاء فى جو المنافسة، ولم تجتهد نيللى سواء فى طريقة الأداء أو المحتوى وعادت بهذا المسلسل إلى مرحلة ما قبل "بـ 100 وش" الذى وضعها فى مصاف النجمات الأوائل، قبل أن تخفق هذا العام بـ "ضد الكسر" وأصبحت نيللى قابلة للكسر وليست ضده، أما النجمة غادة عبد الرازق فقد ظلت محتفظة بنجوميتها على الرغم من أن مسلسلها "لحم غزال" لم يحظ بنسبة عالية من المشاهدة وسط هذا الكم الهائل من الأعمال الدرامية المعروضة، كما أن هناك أعمالا تاهت فى الزحام مثل "بين السما والأرض" لهانى سلامة، و"قصر النيل" لدينا الشربينى.
ولأن شهر رمضان يعد من أهم شهور العام التى يتم خلالها تقديم مواهب جديدة وبداية لبزوغ نجومية عدد من المبدعين فقد شهدت دراما رمضان تألق المخرج الموهوب مصطفى فكرى مخرج مسلسل "اللى مالوش كبير"، فعندما شاهدت المسلسل رأيت نفسى أمام مخرج بدرجة فنان حقيقى وموهوب له مدرسته الخاصة فى الإخراج، واستطاع أن يحجز لنفسه مكاناً متميزا بين المخرجين الصاعدين كما أنه مخرج يحب الممثل الذى يقف أمامه، ويظهره فى أحسن صورة، بجانب مدير التصوير أحمد زيتون الأكثر من رائع والذى يعد مسلسل "اللى مالوش كبير" بمثابة لحظة ميلاد حقيقية له وسطوع اسمه بهذا الشكل ليصبح أحد أهم وأفضل مديرى التصوير فى الدراما الرمضانية لهذا العام، وكذلك المخرج الموهوب أيضا محمد سلامة مخرج مسلسل "موسى" فهو موهبة واعدة ومخرج متميز استطاع بحرفية أن يرسم صورة مميزة للمشاهدين فى الفترة الزمنية التى يدور بها المسلسل، والمخرج تامر محسن مخرج مسلسل "لعبة نيوتن" الذى يعد إضافة حقيقية لصناعة الدراما فهو مخرج واعٍ وملم بجميع التفاصيل الصغيرة والكبيرة، والمخرج حسام على مخرج مسلسل "القاهرة كابول" مخرج متميز ويعى جيدا صنعته الإخراجية.
وفى النهاية أوجه الشكر لجميع العاملين فى صناعة الدراما، على مجهودهم الكبير لتحقيق سعادة الجمهور فى العالم العربى، ولم أقصد الإساءة أو الانتقاص من أحد، وما دفعنى إلى الكتابة بهذا الشكل هو البحث عن الأفضل دائماً، فهؤلاء الذين تناولتهم فى المقال نجوم كبار أعتز بهم وأقدر لهم نجوميتهم.