• الدراما الوطنية تفضح عورات الإرهابيين بثلاثية "الاختيار2 وهجمة مرتدة والقاهرة: كابول"
• "اللى مالوش كبير" و"لعبة نيوتن" و"الطاووس" و"المداح" الأفضل فى الدراما الاجتماعية
• "ملوك الجدعنة" و"ضد الكسر" و"نجيب زاهى زركش" و"قصر النيل" يحتلون قائمة الأسوأ هذا العام
• "أحسن أب" و"خلى بالك من زيزى" و"فارس بلا جواز".. مسلسلات لم يسمع عنها أحد
• "نسل الأغراب" و"موسى" و"ضل راجل" و"كوفيد 25" دراما الرقص على السلالم
انتهى سباق الدراما الرمضانية، ولم تنته بعد ردود الأفعال التى تباينت بشكل لافت للنظر، حيث أصبحت الصورة مكتملة وواضحة وضوح الشمس حول تقييم المسلسلات التى شاركت فى الموسم الرمضانى الكبير هذا العام ، وهى المسلسلات التى تنوعت وبشكل لافت للنظر ما بين الوطنى والاجتماعى والأكشن.
وعلى الرغم من أننى تناولت من قبل "الرابحون والخاسرون" من النجوم فى هذا الموسم الا أننى اكتب هذا المقال لأقوم من خلاله برصد قائمة الأفضل والأسوأ من حيث المسلسلات نفسها، وقبل الدخول فى التفاصيل فإننى وبكل مصداقية أكاد أجزم أن أفضل مسلسلات الموسم هى الدراما الوطنية التى عكست لنا صورة حقيقية من الواقع، ليس هذا وحسب بل أنها استطاعت وبشكل لمسه الجميع أن تفضح الجماعات المتطرفة وتكشف زيفهم وادعاءاتهم المضللة وقدمت لنا صورة رائعة لبطولات رجال الشرطة، وصقور المخابرات المصرية وتمثل ذلك بوضوح فى ثلاث المسلسلات هى: "الاختيار 2" و"هجمة مرتدة" و"القاهرة كابول".
كما أن هناك أعمالا اجتماعية حققت نجاحا كبيراً أيضاً على رأسها مسلسلات "اللى مالوش كبير" و"لعبة نيوتن"، وفى نفس الوقت نجد هناك مسلسلات اخرى تصدرت قائمة الأسوأ من بينها "ملوك الجدعنة" لمصطفى شعبان وعمرو سعد، و"أحسن أب" لعلى ربيع، و"نجيب زاهى زركش" للنجم يحيى الفخرانى، و"ضد الكسر" لنيللى كريم و"حرب أهلية" للنجمة يسرا.
وحينما أقوم برصد الأفضل والأنجح فإنه لابد أن أبدأ بالحديث عن مسلسل "الاختيار٢" للنجمين كريم عبد العزيز وأحمد مكى، الذى حمل بداخله عناصر نجاح منقطع النظير، فالعمل منذ عرض جزءه الأول خلال رمضان الماضى استطاع ان يخلق حالة من الشعور بالانتماء كما خلق روحا جديدة سرت بين جموع الشعب المصرى تمثلت فى هذا الاصطفاف والالتفاف الواضح حول قواتنا المسلحة الباسلة فى حربها ضد الإرهاب، وجاء الجزء الثانى هذا العام ليقدم لنا الجانب الآخر المضيء فى العمل الوطنى المشرف والمتمثل فى بطولات أبناء جهاز الشرطة المصرية جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة فى مواجهة العناصر الإرهابية والتكفيرية التى كانت تخطط لخراب هذا البلد، واستطاع بالفعل أن يكون العمل هو الأول والأفضل فى السباق الرمضانى، ففى كل ليلة يجبرنا نجوم المسلسل على الشعور بالفخر والانبهار بتلك البطولات التى كان يقدمها رجال الشرطة من أجل حماية المواطنين دون أن نشعر بذلك وهو ما يترجم على ارض الواقع الشعا الذى حمله المسلسل وهو (رجال الظل) فقد كانوا يخوضون حربًا مع عدو داخلى يعيش بيننا ربما فى نفس الشارع أو فى نفس العمارة التى نعيش فيها، وهنا أتوقف خصيصا عند الحلقة الـ 25 من مسلسل "الاختيار 2" التى تطرقت لحادث الواحات، الذى حدث فى يوم الجمعة 20 أكتوبر 2017، وراح ضحيته 16 شهيداً وأصيب آخرين من رجال الشرطة، وكشف المسلسل مدى بسالة رجال الشرطة المصرية الشرفاء وتصديهم لأعداء الوطن بكل قوة وبسالة وحب لتراب الوطن، حيث عرضت الحلقة حادث الواحات واستشهاد ضباط المأمورية، وعلى رأس شهداء الواحات أحمد فايز جسده "أحمد سعيد عبد الغنى، وأحمد جاد جسد دوره "أحمد رفعت"، وباقى الضباط فى المأمورية، بعدما تم التعامل معهم بأسلحة ثقيلة وصواريخ وار بى جى تسبب فى تفجير المدرعات وإصابة الضباط قبل إطلاق الرصاص عليهم من قبل التكفيريين، وأظهرت المشاهد تمركز أحد الإرهابيين فوق تبة، وبمجرد أن رأى المأمورية أخبر قائده أبو حاتم، ليأخذ الإرهابيين وضع الاستعداد فوق التبة للهجوم على مركبات المأمورية، ورصدت الحلقة وصول التكفيريين إلى مدرعات الشرطة بعد تفجيرها واستشهاد شهداء حادث الواحات.
ولا يسعنى إلا أن أتوجه بتحية عظيمة لكل شهدائنا الأبرار فى حادث الواحات وهم: المقدم أحمد فايز، والمقدم محمد وحيد حبشى، والمقدم أحمد جاد، والعميد امتياز إسحاق، والنقيب أحمد طارق زيدان، والرائد أحمد عبد الباسط محمد، والنقيب كريم فرحات، والرائد محمد عبد الفتاح سليمان، والنقيب عمرو صلاح، والنقيب أحمد حافظ شوشة، ومجند بطرس سليمان مسعود، ومجند محمود ناصر رجب، ومجند حسن زين العابدين محمد، مجند عمرو فرغلى أحمد.
وفى نفس السياق يمكننى القول إن الأعمال الوطنية لها نصيب الأسد فى النجاح والتفاف الجمهور لمشاهدتها حيث نجد أن مسلسل "هجمة مرتدة" لأحمد عز وهند صبرى يحظى بنسب مشاهدة ونجح فى توصيل رسالته للمشاهد فقد تناول أحد ملفات المخابرات المصرية، ليؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن هناك طفرة ونقلة نوعية فى دراما رمضان، خصوصا فى المسلسلات التى تاخذ الطابع الوطنى، وأيضا مسلسل "القاهرة: كابول" لطارق لطفى وفتحى عبد الوهاب وخالد الصاوى، فهو محاولة درامية جديدة لفهم التطرف والتوعية بخطورة الإرهاب وفضحه، وقد نجح الأبطال فى توصيل الرسالة عن جدارة وبشكل فاق كل التوقعات وهو ما يثبت ان المشاهد متعطش بالفعل لتلك النوعية من الاعمال الدرامية .
ومن الأعمال الاجتماعية التى استطاعت وعن جدارة ان تكون فى صدارة قائمة الأفضل هذا العام مسلسل "اللى مالوش كبير" فقد نجح صناع العمل فى تقديم دراما اجتماعية تتسم بالإيقاع السريع فى الأحداث وهذا الايقاع السريع جعل العمل ككل بعيد كل البعد عن الشعور بأى ملل ومن جانب آخر فإن اختيار الأبطال جاء موفقًا للغاية فعلى رأسهم ياسمين عبدالعزيز والنجم أحمد العوضى، ووجه القمر دينا فؤاد، والنجم خالد الصاوى واستطاع هذا الرباعى الرائع تقديم عمل تكتمل فيه كافة عناصر المتعة والإثارة والتشويق ووجد المشاهد نفسه مجبرًا وبكامل إرادته على متابعته للاستمتاع بوجبة درامية دسمة وسط هذا الكم الكبير من المسلسلات.
وفى هذا الاطار اود الاشارة الى ان وجه القمر دينا فؤاد اثبتت وبما لا يدع مجالاً للشك أنها تمتلك بالفعل مقومات النجومية وان دورها فى المسلسل كان مؤشراً قوياً على أنها قادرة بالفعل على القيام بأدوار البطولة، فقط هى تحتاج الى دور قوى ومساحة كبيرة ففى هذه الحالة تستطيع ان تخرج ما بداخلها من موهبة فانا على يقين من أنها تمتلك موهبة واراهن دائما على تلك الموهبة التى ستظعها فى الصدارة دائماً وهو ما اتوقعه لها خلال الفترة المقبلة.
أيضا مسلسل "لعبة نيوتن" للنجمة منى زكى استطاع ان يكون فى قائمة الأفضل هذا العام، حيث حقق نجاحًا كبيرا منذ بدء عرضه، وحصل على ردود فعل قوية وإشادات كبيرة من جانب نقاد الفن، وجمهور مواقع التواصل الاجتماعى، ونجحت منى زكى فى استعادة مكانتها فى الدراما بعد غياب 5 سنوات عن تقديم الدراما التلفزيونية لتؤكد أنها ما زالت قادرة على المنافسة وتقديم عمل اجتماعى بجودة عالية، ويعد المسلسل بمثابة المحطة الأبرز بين خطوات منى زكى فى الدراما والتى وصلت من خلالها إلى مرحلة النضج الفنى.
ومن الاعمال الاجتماعية ايضا التى حققت رد فعل كبير يأتى مسلسل "الطاووس" للنجم جمال سليمان وسهر الصايغ، فهذه النوعية من الدراما تجذب المشاهدين خاصة انه يتناول قضية قريبة الشبه باحداث جرت فى المجتمع بالفعل وما تزال عالقة فى الاذهان على الرغم من ان المسلسل لم يوضح انه يتناول هذه القضية بشكل صريح الا ان الاحداث تتشابه بشكل كبير فى احداث قضيه شهيرة عاشها المتجمع بكامل تفاصيلها الدقيقه وما زالت تداعياتها مستمرة حتى الان.
وبرز ايضاً مسلسل "المداح" كواحد من الأعمال الدرامية المهمة والهادفة، التى تضع يدها على قضية مهمة وهى سلوك الانسان واختياراته بين الخير والشر، والحق يقال ان حمادة هلال استطاع بالفعل ان يثبت قدراته التمثيلية الى جانب كونه مطرباً كبيراً له جمهوره.
وعلى الرغم من ان الحديث عن الاعمال التى لم يحالفها الحظ واحتلت قائمة الاسوأ هذا العام امر ليس بالسهل خاصة ان الاعمال من هذا النوع كثيرة الا أننى اوجزها فى أن الاعمال التى تتصدر قائمة الأسوء هذا العام هى مسلسل "ملوك الجدعنة" للنجمين مصطفى شعبان وعمرو سعد، ولا أعرف كيف نجمين بحجمهما يغامران على هذا النحو بهذه المغامرة غير المحسوبة ويقدمان نسخة سيئة للحارة المصرية، حتى طريقة "اللوك" الذى ظهرا من خلاله غير موفق بالمرة وتسبب فى خلق حالة من الرفض بل و الاشمئزاز فى قلوب جمهور كل منهما، وأتمنى أن يعيدا حسابتهما من جديد.
ونفس الحال بالنسبة لمسلسل "نجيب زاهى زركش" بطولة الفنان الكبير يحيى الفخرانى الذى يعد من أيقونات شهر رمضان، لكن هذا العام لم يكن موفقا فى المسلسل بسبب سوء النص المكتوب الذى اتسم بالمط والتطويل وغياب الرؤية الفنية، وكان يجب على "الفخرانى" أن يدقق فى اختياراته جيدا قبل أن يتورط فى تقديم نص سىء بهذا الشكل.
وفى قائمة الأسوأ أيضا يأتى مسلسل "حرب أهلية" للنجمة يسرا فهو عمل فنى باهت لا يليق بحجم نجومية يسرا ولا مكانتها الفريدة كملكة متوجة على الدراما منذ سنوات طويلة، كما أخفق مسلسل "ضد الكسر" لنيللى كريم بشكل كبير، واحتل قائمة الأفشل فى دراما رمضان، ومن سوء حظ نيللى كريم أن مسلسلها لم يقوى أصلًا على المنافسة منذ الحلقة الأولى، وهو ما أعتقد أنه كان سببًا رئيسيًا فى تقبلها لصدمة فشل المسلسل وانضمامه لقائمة الأعمال الدرامية الخاسرة، التى أخرجها الجمهور من حلبة المنافسة مبكرا.
ومن الأعمال التى فشلت فشلاً ذريعاً مسلسل "أحسن أب" لعلى ربيع، الذى لم يسمع عنه أحد، فما يقدمه المسلسل لا يمت للفن ولا للكوميديا بأى صلة بل انه مجرد مشاهد ارتجالية واداء ضعيف يبعث فى النفس حالة من الاشمئزاز، وهذا العمل ملىء بالعبارات التافهة والتمثيل المفتعل والاستظراف بشكل ممل، ونفس الأمر ينطبق على مسلسلات "خلى بالك من زيزى" لأمينة خليل، و"قصر النيل" لدينا الشربينى فبعد توهجها خلال السنوات الماضية أخفقت كل منهن هذا العام فى خطف أنظار الجمهور بشكل لافت للنظر ويدعو للتساؤل هل العيب فيهن ام العيب فى اذواق الجمهور التى بكل تأكيد تغيرت واصبحت تتجه نحو الافضل.
وبينما أتحدث عن الأفضل والأسوء هناك أعمال حققت رد فعل ولكنها لم تحقق النجاح المرجو منها، ولم توفق فى النجاح الكبير رغم الجهد المبذول فيها وعلى رأسها مسلسل "نسل الأغراب" بطولة النجمين أحمد السقا وأمير كرارة، ومن إخراج محمد سامى، فعلى الرغم من محاولات المخرج محمد سامى أن يقدم عملا مكتملا به نجوم يقدمون مبارزة تمثيلية شيقة فيما بينهم، لكن يبدو أن رسالة المسلسل لم تصل للجمهور على النحو الأكمل، لذلك أدعو الجمهور أن يشاهد هذا العمل مرة وأثنين وثلاثة كى يفهم الرسالة التى أراد صناع العمل توصيلها.
ومن ناحية اخرى فإنه ورغم أن الفنان محمد رمضان استطاع أن يرسم لنفسه خطًا مختلفًا يسير عليه ليقترب أكثر من الجمهور خصوصا فى مسلسلات شهر رمضان، الا أن مسلسله "موسى" لم يحظى بمثل نجاحاته السابقة فى الدراما وكأن العمل ينقصه شىء، وإن كنت أرى أن محمد رمضان بالفعل نجم متميز إلا أنه ليس له نصيب فى أن يحظى مسلسله هذا العام بالنجاح الكبير.
ونفس الحال ينطبق على النجم ياسر جلال فهو يحتل مكاناً مرموقاً بين نظرائه من الفنانين لكن مسلسله "ضل الرئيس" هذا العام، جاء مخيبا للآمال ولم يحقق ردود الفعل والنجاحات المتوقعة، وكأنه يلازمه سوء طالع هذا العام، فى حين أن العمل ينتمي إلى نوعية المسلسلات الدرامية الاجتماعية والشعبية ويناقش العديد من صراعات ومشكلات المجتمع المختلفة وتدو أحداثه في عدد من المناطق الشعبية، وهى التيمة المفضلة لدى كثيرين من الجمهور، وأيضا مسلسل "كوفيد 25" للنجم يوسف الشريف لم يلقى النجاح المتوقع رغم أنه لأول مرة يخوض تجربة الـ15 حلقة فى رمضان، وهى تجربة جديدة ومختلفة، ورغم نجومية غادة عبد الرازق ومكانتها فى الدراما الا أن مسلسلها "لحم غزال" لم يحقق صدى واسع عند جمهورها، أما مسلسل "بين السما والأرض" بطولة هاني سلامة ودرة ويسرا اللوزي، ومسلسل "فارس بلا جواز" بطولة مصطفى قمر، فهى مسلسلات لم يسمع عنها أحد، وبالطبع فإنه بقليل من الاجتهاد والتركيز يمكن أن يكون صناع هذه الاعمال خلال العام المقبل أفضل من الآن بكثير.