العباس السكرى يكتب: عادل إمام زعيم لا يتكرر فى الزمن إلا مرة واحدة
عادل إمام زعيم لا يجود به الزمن إلا مرة واحدة، هو وجه مصر الدائم وسفيرها فى جميع الأقطار والأنحاء.. حكاية طويلة بدأت فى مهد ثورة 52، عندما أصبح الشعب هو صاحب المعالى والسمو، ورئيس الجمهورية كان فلاحا مصريًا، والمرأة شغلت مقاعد وزارية.. حياة الزعيم هى حكاية مصر من الملكية لجمال عبد الناصر لأنور السادات لـ حسنى مبارك حتى الرئيس السيسى.. حكاية الزعيم عادل إمام تحتاج لمؤرخ يحكى عنه وعن عصره ومصره.
وكأن القدر أراد له أن يكون زعيمًا.. سواء شاء هذا النجم الكبير أم أبى.. فلم يُكتب لأحد الخلود فى الفن، كما كُتب للزعيم عادل إمام.. عاش حياته نجمًا فى السينما والمسرح، حتى عندما طرق باب الدراما كان نجمها الأول.. سبقته أجيال وخرجت معه أجيال وأعقبته أجيال.. لكن لم يستمر منهم أحد، وبقى وحده متفردا على القمة، عادل إمام النجم الذى "قَلَب الدنيا" بطولها وعرضها، وشغل بال كثيرون، لم يلتفت لشىء سوى عمله وفنه وسار بمبدأ المتنبى: "أنامُ ملء جفونى عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصمُ".. حتى صار زعيما وتجاوز رتبة فنان.
عادل إمام الزعيم والنجم الأكثر والأكبر شهرة صنع فنا يعكس كل قضايا المجتمع العربى، سواء فى أفلامه أو مسرحياته أو مسلسلاته، نجح فى كل شىء، لذلك اكتسب شهرة وشعبية جارفة عربيا وعالميا، أغلب رؤساء الدول كرموا عادل إمام واحتفوا به، بل يعتبرون زيارة الزعيم لأى دولة عربية شرف لها، الجمهور يحملون سيارته على الأعناق، يلقون عليه القبلات والسلام والتحية بدهشة وحب، بعض جمهوره فى الدول العربية لا يصدقون إن هذا الرجل "من لحم ودم" مثل البشر، ويتزاحمون عليه ليلامسوه بمجرد دخوله بلادهم، وعند وجود أى مصرى فى دولة عربية يكون السؤال الدائم من فم الجمهور العربى: "أنت من مصر طب بتشوف عادل إمام"؟، ومع ذلك فى بلدنا القاهرة الساهرة الساحرة لا نجد تمثالا واحدا للزعيم، أسوة بالكبار عبد الوهاب وعبد الحليم ونجيب محفوظ وأم كلثوم، لا نجد ميدانا يحمل اسمه رغم أنه أشهر نجم عربى عرفته الشعوب، فى ظاهرة لن تتكرر ولا بعد ألف عام، وليس صحيحا ما يقال: "إن البلد ولادة" فلم نر على مدى السنوات الطويلة من سد مكانة عبد الوهاب أو أم كلثوم أو فطين عبد الوهاب أو عبد الحليم حافظ أو نجيب محفوظ وغيرهم من الرموز.