الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

أين شعارات "على القدس رايحين شهداء بالملايين " و"خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود"؟.. فعلا تجار دين

فى البداية لابد وأن نؤكد أن القدس تلك الأرض المباركة بنص القرآن الكريم (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ). وقوله تعالى (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا). وعلى هذه الأرض المباركة كانت رحلة الإسراء والمعراج (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ). وفى تلك الرحلة الرمزية تأكدت مكانة الأرض المباركة واستمرارية رسالة التوحيد عندما أمّ النبى محمد صلى الله عليه وسلم الأنبياء، دليل على أن قيم الأديان واحدة مهما اختلف الرسل والأنبياء،  "  لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا " وطريقة فى الدعوة، إلا أن الهدف الأسمى عبادة الله وتحقيق سعادة الإنسان فى الدارين الأولى والآخرة.

لقد كانت القدس قبلة المسلمين الأولى فى الصلاة، والمسجد الأقصى المبارك هو ثالث الحرمين، وإليه تشد الرحال- بعد المسجد الحرام والمسجد النبوى الشريف. وتلك دلالات على مكانة عظيمة وشرف كبير لا يدانيه شرف، يجعل المدينة مقدسة مباركة أرض المحشر والمنشر. َلذلك فإن أهميتها إنسانية وليست عربية فحسب.. ومن واجب الضمير الإنسانى والعالمى التحرك لحمايتها من أى عدوان أو محاولات لطمس هويتها ودلالتها الرمزية أو الانتقاص من مكانتها الروحية. نناشد أتباع الديانات جميعا ودعاة التسامح والمتشدقين بالحوار بين أهل الأديان. ويجب أن ترتقى الدول والمجتمع الإنسانى بأسره إلى مستوى النزاهة والإنصاف ويدفع الظلم والقوة الغاشمة عن تلك الأرض المباركة. إن كتالوج التعامل مع اشتباكات الفلسطينيين مع جنود الكيان الصهيونى فى شوارع القدس وغزة  واضح ومكرر، المنتمون لجماعة الإخوان يهتفون "خيبر خيبر يا يهود وجيش محمد سوف يعود"، و"الأقصى نادى يا صلاح الدين"، ولكنهم لا يتحركون أبدا لتحرير الأقصى، ولا يطلقون رصاصة واحدة فى صدر جندى إسرائيلى، ولا ينشرون فتاوى تبيح وتحرض رجالهم على الجهاد ضد إسرائيل، رغم أن الجماعة بمكتب إرشادها بإعلامييها وشيوخها لا يملون يوما من التحريض وإصدار الفتاوى التى تبيح لعناصرهم الإخوانية حق قتال جنود الجيش والشرطة فى مصر، وتخريب أكشاك الكهرباء وغيره، باختصار يهتف الإخوان فقط للأقصى ولكنهم يمولون ويسلحون خلايا نوعية مثل حسم لقتل جنود الجيش والشرطة فى مصر.

لا يختلف السلفيون كثيرا عن الموقف الإخوانى، مع كل اشتباك جديد فى أرض القدس المحتلة يكتفى السلفيون بالدعاء لدولة الخلافة وكيف أنها طوق النجاة الوحيد، مع تكثيف الدعاء فى المساجد على النصارى واليهود، لا أعلم ما علاقة النصارى بالأمر ولكنهم يفعلون، وفى نفس الوقت لم نرَ فتاوى من السلفيين ولا تمويلا ولا تجنيدا لشباب يقاتلون جنود الكيان الصهيونى، مثلما نرى فتاواهم وأموالهم وجهدهم لتجنيد شباب مسلم للقتال فى سوريا وليبيا والعراق. نحفظ هذا الكتالوج تماما، ونعرف أن عنوانه الواضح هو استغلال جماعات الإسلام السياسى على مدى السنوات الطويلة الماضية للقضية الفلسطينية دون تقديم العون والدعم والمساعدة لها أو لأهل فلسطين، هم يقتاتون على دماء شهداء فلسطين من أجل البقاء فى مربع الصورة الواضح، هم يتاجرون بالقضية الفلسطينية ويتباكون ويحركون المظاهرات وأدواتهم الإعلامية بشعارات أين الحكام العرب والصمت العربى دون أن يفسروا لنا لماذا يحركون ميليشياتهم الإخوانية أو الداعشية المسلحة للقتال فى سوريا والعراق وليبيا وسيناء ولا يحركونها لإنقاذ القدس التى يبكون عليها أمام الرأى العام؟!

الإخوان فى هذه المرة لم يكتفوا بهتافات خيبر خيبر يا يهود، بل اجتهدوا لاستغلال اشتباكات أهل غزة مع جيش الاحتلال الإسرائيلى للضرب فى مصر، مصر فقط وليس أى دولة أخرى، عبر نشر نغمة نشاز فى فضائيات ومواقع الإخوان تعاير الشعب المصرى بأن دولتهم لا تتحرك لإنقاذ غزة وتحريض الشعب المصرى وتشكيكه فى قواته المسلحة بلحن معتاد هو أين الجيش المصرى مما يحدث فى القدس؟ وهنا تصبح وقفة التأمل فى الخطاب الإخوانى التحريضى والمشكك ضرورية .. حتى جاءت  لحظة  الحسم ومن خلال اتصالات مصرية مكثفة  مع الأطراف الدولية لحث إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار، وتلقى الرئيس السيسى اتصالين خلال الأيام الماضية تناولت الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية، الأول من الرئيس الأمريكى جو بايدن، الذى أعرب عن تقديره وتثمينه لجهود الرئيس السيسى الحثيثة مع جميع أطراف القضية وهى التحركات التى تتسم بالاتزان والحكمة من أجل تحقيق الأمن والسلام للمنطقة بأسرها، وهو ما يرسخ دور مصر التاريخى والمحورى فى الشرق الأوسط وشرق المتوسط وإفريقيا لدعم الاستقرار وتسوية الأزمات، وهو الدور الذى تدعمه وتعول عليه الإدارة الأمريكية فى المساهمة فى احتواء التصعيد الحالى ووقف العنف.. وهو ما تحقق رغم أنف تجار الدين وأصحاب الشعارات الزائفة.. ولنا عودة.

تم نسخ الرابط