◄الدولة تهدى للعالم أكبر مدينة متكاملة للثقافة والفنون فى العاصمة الإدارية الجديدة
◄البنية الأساسية للمشروع تجذب المستثمرين لإقامة مدينة ثقافية ترفيهية عالمية
◄المشروع القومى لبناء الإنسان فى أولوية أهداف مدينة الثقافة والفنون
◄المدينة تعتمد على أحدث الوسائل التكنولوجية للمساهمة فى تنوير وتثقيف العالم
أتأكد يوماً بعد الآخر أننا نمضى على الطريق الصحيح فى تنمية بلدنا والسير به إلى الأمام فلم يمض يوم دون أن يتم الإعلان عن مشروع جديد أو فكرة جديدة، فالأفكار لا تتوقف، والخطط ليس لها حدود ، والجهود المخلصة فى أداء المسئولين تملأ كافة قطاعات الدولة، فالجميع يعملون على قدم وساق وفى سباق من أجل الإنجاز . كما لا يمضى يوم إلا وأثق أن الحرب النفسية التى يشنها الخصوم ضدنا كان هدفها تعطيلنا وزرع العقبات فى طريقنا، حتى لا نصل إلى غايتنا، فقد كانوا يشككون فى كل شيء، ومن بين ما كانوا يرددونه أن التنمية لا تسير فى اتجاه الإنسان، وأن المشروعات تهتم بالحجر ولا تهتم بالبشر. تذكرت هذا الكذب الكامل عندما كنت أتابع اللقاء الذى تم بين الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وعدد من المستثمرين. وهو اللقاء الذى تم بعده الإعلان عن مقترح لإقامة مدينة ترفيهية وثقافية متكاملة فى العاصمة الإدارية الجديدة.
رئيس الوزراء أكد على ترحيب الحكومة بكافة الأفكار الجديدة، والاهتمام ببحث ودراسة وتقييم مختلف المشروعات المقترح تنفيذها ضمن إطار مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والمدن الجديدة بوجه عام، وطالب ببحث أوجه وطبيعة التعاون فى المشروع، والتمويل المحدد له، خاصة أن تكلفة هذا المشروع ضخمة جداً، مضيفاً أن العاصمة الإدارية تتمتع بعد أن أصبحت منطقة استثمارية "أ" بعدد من المميزات التى يقررها قانون الاستثمار، والتى تجعلها تحظى بفرص واعدة لجذب الاستثمار فى مختلف المجالات. المستثمرون الذين حضروا اللقاء مع رئيس الوزراء عرضوا من جانبهم تقريراً حول المشروع الذى يستهدف إقامة مركز ترفيهى ضخم بالعاصمة الإدارية الجديدة، يكون نقطة جذب سياحية جديدة وحديثة ومنارة تستقطب من ينشد سياحة الثقافة والفنون والترفيه من زوار مصر ومواطنيها، بحيث تنافس العديد من الأسواق السياحية فى الإقليم، وتضمن استعادة الريادة المصرية فى مجالات القوة الناعمة. وأكد المستثمرون من جانبهم أيضا أن هذا المشروع العملاق يقوم على الاستفادة من الإمكانات الهائلة التى يتم إنشاؤها فى العاصمة الإدارية الجديدة من حدائق ودور فنية مثل الأوبرا والمسارح، وذلك عبر صياغة وتنفيذ خطة إستراتيجية متكاملة ومستدامة لتنظيم الفعاليات والمهرجانات الفنية العالمية والمحلية، من خلال إبرام شراكات مع مدن ومراكز الترفيه العالمية لإتاحة بيئة ترفيهية كاملة تحفز الاستثمار وتدعم الفنون، إلى جانب إقامة أحداث فنية لكبار النجوم وفرق الغناء الشهيرة محلياً وعربياً وعالمياً وكذا عروض ترفيهية عالمية ومهرجانات فنية وثقافية وشعبية تحاكى ما يقام فى عواصم العالم الشهيرة.
وأضاف المستثمرون أن التصور المقترح يتضمن إنشاء عدد من الحدائق الثقافية والترفيهية المفتوحة والمغلقة، على أن يتم تجهيزها لاستقبال الفعاليات والجمهور المستهدف، وذلك بالتعاون مع كبرى شركات الحدائق الترفيهية العالمية من أجل تنفيذ الأحداث الفنية الجاذبة بمعايير عالمية محترفة تواكب أحدث التقنيات العالمية فى هذا المجال. الفكرة تتضح أمامنا تماما الآن، فلولا البنية الأساسية التى تم الانتهاء من تجهيزها فى العاصمة الإدارية الجديدة، لما كان هناك إمكانية ليس فى تنفيذ مثل هذا المشروع فقط، بل فى التفكير فيه من الأساس، لكن ولأن هناك إمكانيات متاحة، فكر المستثمرون فيه بجدية، وعرضوه على مجلس الوزراء الذى أكد دعمه لمثل هذه المشروعات الجادة فالعاصمة الإدارية الجديدة مدينة متكاملة، وكان لوجود مدينة للفنون والثقافة دور مهم فى جذب المستثمرين للاستثمار فى مشروعات فنية وثقافية عالمية، وهى فرصة عظيمة لابد من استغلالها للترويج للسياحة الثقافية فى مصر، فلدينا الكوادر القادرة على تنظيم مهرجانات واحتفاليات عالمية يشارك فيها نجوم العالم فى مختلف الفنون ومن مختلف الثقافات. ولا زلت أتذكر تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن هناك إطارًا واعدًا للتعاون الثقافى بين مصر وفرنسا فى ضوء قرب افتتاح مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة وما تحتويه من صروح ثقافية ضخمة وفريدة، وكذلك المتحف المصرى الكبير، الذى يعد الأكبر فى العالم. كان ذلك خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى لجان إيف لودريان، وزير خارجية الجمهورية الفرنسية، وذلك بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، وكذلك السفير الفرنسى بالقاهرة .. وقتها قال السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء شهد متابعة عدد من الموضوعات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية الإستراتيجية بين مصر وفرنسا، والتى شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، خاصةً على الصعيد الاقتصادى والتجارى والعسكرى والأمنى، وكذلك تبادل الرؤى ووجهات النظر فى إطار التنسيق المنتظم بين مصر وفرنسا تجاه القضايا الإقليمية فى شرق المتوسط والقارة الإفريقية. وحتى نعرف حدود وإمكانيات مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة فقد تم إنشاؤها لتكون منارة جديدة للإبداع والفكر فى إطار رؤية جديدة ومبتكرة لإعلاء صوت الفن والثقافة.
وهى كذلك إضافة نوعية وكيفية للثقافة المصرية بمضمونها الشامل تم تنفيذها على مساحة 127 فدانًا وتضم دار أوبرا ستكون الأكبر فى مصر والشرق الأوسط، وتضم قاعة رئيسية تصل سعتها إلى 2150 فردًا ومقامة وفقًا لأحدث التقنيات الهندسية من إضاءات تخصصية وأنظمة صوتية وميكانيزم للمسارح إلى جانب مسرح للموسيقى تصل سعته 1200 فرد ومؤهل وفقًا للمعايير الدولية لاستقبال الحفلات الموسيقية العالمية ومسرح للدراما. ومن المعروف كذلك أن مدينة الفنون والثقافة، والمشروعات التى تتضمنها ستكون بمثابة عودة لريادة الإبداع واستعادة روح الثقافة المصرية الأصيلة، ومن المقرر أن يتم افتتاحها بشكل رسمى بالتزامن مع نقل الوزارات والبرلمان للعاصمة الإدارية الجديدة كما أن العمل متواصل ليل نهار داخل هذا المشروع الضخم. ولأهمية مدينة الثقافة والفنون فقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتفقدها ، واطلع خلال الجولة على الموقف التنفيذى لتلك المشروعات، وأثنى على مستوى الأداء الإنشائى والهندسى لمدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة. وحتى نتعرف على المدينة أكثر وعن قرب، فإننى سأضع أمامكم أهم المعلومات عن هذه المدينة العملاقة، فقد صممت وفقا لأعلى المواصفات العالمية وأرقى التصميمات المعمارية، وستكون بمثابة منارة للإبداع الفنى والفكرى والثقافى للمنطقة، وتقام على مساحة حوالى 127 فدانا، وتضم مجموعة متكاملة من المسارح وقاعات العرض المتنوعة، وتحتوى على صالات السينما والأوركسترا الموسيقية وبيت العود ومكتبات، وتتضمن متحف العاصمة ومتحف الفن، وتحتوى على معارض فنية لكافة أنواع الفنون من الرسم والنحت والمشغولات اليدوية، وبها ملحق به مسرح مفتوح يسع لحوالى 20 ألف متفرج، وتضم غابة شجرية ومسجدا يسع لقرابة 600 مصلٍ، وبها ملحق به عدد من المبانى الخدمية المتنوعة، وتعد دار الأوبرا الجديدة جزءا أساسيا من مدينة الفنون والثقافة، ودار الأوبرا الجديدة ستكون أكبر دار للأوبرا فى الشرق الأوسط، وتحتوى دار الأوبرا على قاعة رئيسية تسع ما يقرب من 2200 فرد، وتضم دار الأوبرا مسرحين للموسيقى والدراما، وتحتوى دار الأوبرا على مركز الإبداع الفنى ومتحف الشمع.
زيارة الرئيس للمدينة كانت فى نوفمبر الماضى ويومها قال العميد خالد الحسينى، المتحدث باسم العاصمة الإدارية الجديدة، إن المدينة الثقافية بالعاصمة الإدارية الجديدة أحد المشروعات الهامة والكبيرة فى المرحلة الأولى، والتى تشمل عدة مشروعات سكنية وثقافية ورياضية والحى الحكومى. وأضاف "الحسينى" أن المدينة ستكون منارة لكل الفنون والثقافة فى الوطن العربى، حيث تحتوى على الأوبرا والمسرح والمتحف، مشيرًا إلى أن مساحة المدينة 100 فدان، ونسبة الأعمال بها تجاوزت 90%. ومن بين ما يجب أن نسجله هنا هو ثناء الرئيس على مستوى الأداء الإنشائى والهندسى لمدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، والذى يعكس التناغم بين مختلف مؤسسات الدولة المعنية فى هذا الصدد، مؤكدا أن الشعب المصرى ينظر بعين التقدير للجهود الكبيرة المبذولة فى تلك المشروعات العملاقة، كما يتطلع إلى استكمال مسيرة البناء والتنمية فى مصر، وهو الأمر الذى يتطلب تكاتف كافة الجهود لتحقيق آمال المصريين فى مواكبة سير الحضارة والعبور بوطنهم وبالأجيال الحالية والقادمة إلى مستقبل وواقع متطور على أساس من العلم والتخطيط الدقيق وأعلى درجات التنفيذ وجدارة الأداء. إننا بالفعل نعيش عصرا جديدا، يتم فيه بناء الإنسان المصرى، ومما لا يخفى على أحد أن الثقافة والفنون روافد أساسية فى بناء الإنسان، وهو ما تحرص عليه الدولة المصرية الآن وتعمل على تنفيذه بكفاءة عالية، ثم إن هذا المشروع يمثل استعادة مصر مجد قوتها الناعمة.