◄كيف استطاع "حكمدار القطاع المصرفى" تحقيق المعادلة الصعبة والاستفادة من مبادرات البنك المركزى برغم جائحة كورونا؟
بداية ينبغى التنويه إلى أننا نسير نحو مناخ اقتصادى دولى يقوم على الحرية والمبادرة الفردية والمنافسة وتعزيز دور القطاع الخاص وإفساح المجال لقوى السوق لتقوم بدورها فى تخصيص الموارد والانتقال بدور الدولة من دور المشارك فى العملية الاقتصادية إلى دور المنظم لها، وفى الوقت الذى يتراجع فيه دور البنوك فى اقتصاديات الدول الصناعية المتقدمة كنتيجة لتلك التحولات الجارفة، تستمر بعض البنوك فى لعب دور أكثر عمقا وأهمية ضمن اقتصاديات الدول النامية ودول التحول الاقتصادى، فوجود نظام مصرفى يمكن الاعتماد عليه لايزال مطلبا ملحا وحيويا بسبب أهمية الدور الذى يلعبه. ومن بين تلك بعض البنوك التى كانت تحتاج إلى إعادة هيكلة بنك القاهرة الذى كانت للدولة إرادة حقيقية لعملية التطوير المصرفى داخل البنوك الرئيسية، فكان لإسناد مهمة إدارة هذا البنك لأحد القيادات المصرفية البارزة المحاسب طارق فايد، الذى تمتد خبراته داخل القطاع المصرفى لأكثر من ٢٥ عاما، حيث إنه عمل بالعديد من المؤسسات العالمية والمحلية داخل مصر وخارجها. وقد كان عام 2020 تحدياً كبيراً نجح القطاع المصرفى المصرى فى اجتيازه وبجدارة من خلال التخفيف من التداعيات الاقتصادية الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، وكشفت نتائج أعمال بنك القاهرة خلال عام 2020 قوة أدائه المالى وانتشاره الجغرافى وتنوع محفظته الائتمانية وتميز كوادره البشرية، التى تعد أحد أهم ركائز نموه ونجاحه. وتحسباً للآثار الاقتصادية المترتبة على جائحة فيروس كورونا استمر البنك فى اتخاذ التدابير والإجراءات الاستباقية بتدعيم رصيد المخصصات بحوالى 2.4 مليار جنيه وهو ما يفوق ضعف ما تم تكوينه فى عام 2019، وذلك ضمن إجراءات التحوط التى اتخذها البنك لإدارة المخاطر فى ظل التأثر بالظهور المفاجئ للأزمة مدعومة بالإدارة الاستباقية والمتزنة لمختلف أنواع المخاطر. والحقيقة أن المؤشرات الإيجابية فيما يخص التزام العملاء بسداد التزاماتهم المالية رغم استمرار جائحة كورونا والتى تتضح من خلال نسبة القروض غير المنتظمة التى بلغت 4% عام 2020، يؤكد إيجابية مؤشرات جودة الأصول.
ولعب فايد ورفاقه على تعزيز وتنمية المحفظة فى قطاعات مختلفة مثل تمويل الشركات الكبرى والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بالإضافة إلى التجزئة المصرفية حيث بلغ إجمالى نسبة القروض إلى الودائع 57% بنهاية ديسمبر 2020 مقارنة بـ 52% بنهاية ديسمبر 2019، وارتفعت محفظة الشركات الكبرى لتصل إلى نحو 44 مليار جنيه بنهاية عام 2020 بنسبة زيادة قدرها 10% مقارنة بنهاية عام 2019، كما ارتفعت محفظة قروض التجزئة بنحو 8.8 مليار جنيه بمعدل نمو 34.4% عن العام المالى 2019 ليصل إجمالى المحفظة إلى نحو 34.5 مليار جنيه بنهاية عام 2020. وانطلاقاً من الدور الحيوى الذى تمثله المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر فى تحقيق أهداف التنمية، حقق البنك نتائج متميزة فى تمويل هذا القطاع بتحقيق نسبة نمو 6% فى نهاية شهر ديسمبر2020 مقارنة بنهاية شهر ديسمبر 2019، حيث بلغ إجمالى المحفظة 14.7 مليار جنيه فى نهاية العام 2020، مقابل 13.9 مليار جنيه فى نهاية ديسمبر عام 2019، هذا بالإضافة إلى زيادة عدد مراكز الأعمال المتخصصة فى خدمة عملاء الشركات الصغيرة والمتوسطة ليبلغ 30 مركزا فى كافة أنحاء الجمهورية.
وفيما يتعلق بمحفظة ودائع العملاء، حقق" فايد" نمواً بلغ 12 مليار جنيه بمعدل 8% لتقفز من 151 مليار جنيه إلى 163 مليار جنيه بنهاية 2020 نتيجة قيام البنك بتقديم باقة متنوعة من المنتجات المبتكرة والتى تتناسب مع احتياجات العملاء المختلفة. وفى إطار جهود البنك المتواصلة فى مجال التحول الرقمى التى يحرص البنك على تطبيقها منذ بداية عام 2018، نجح البنك فى إطلاق باقة متنوعة من الخدمات والمنتجات الرقمية، ومن أبرزها الموبايل البنكى والإنترنت البنكى واللتان شهدتا طفرة فى عدد العملاء المشتركين بالخدمة خلال عام 2020 وصولاً إلى 67 ألف عميل بنسبة نمو بلغت 570% مقارنة بعام 2019، إلى جانب إعادة هيكلة محفظة "قاهرة كاش"، حيث ارتفع استخدام العملاء للمحفظة من بضعة آلاف معدودة لتتجاوز قاعدة العملاء 500 ألف عميل بنسبة استخدامات تتخطى 10% والتى تعد أعلى من المستهدفات التى حددها البنك المركزى. واستمراراً لجهود البنك لتطوير خدمات الدفع الإلكترونى، حصل بنك القاهرة على رخصة البنك المركزى المصرى للسداد الإلكترونى عبر ماكينات نقاط البيع "POS"، التى تعد إضافة جديدة لباقة المدفوعات الرقمية التى يطرحها البنك لعملائه وتنوع مصادر القبول الإلكترونى، كما شهدت خدمات السداد الإلكترونى عبر رمز الاستجابة السريع QR-Code تحقيق معدل نمو شهرى يصل إلى 39% تقريباً بإجمالى عدد تجار يصل إلى "34,514" تاجر حتى نهاية 2020، كما استفاد البنك من المبادرة المطروحة من البنك المركزى المصرى فى يونيو 2020 وقد تم تفعيل تجار جدد لم يكن لديهم أى من وسائل الدفع الإلكترونى بنسبة 54% من إجمالى عدد التجار الذين تم الاستحواذ عليهم حتى نهاية عام 2020. كما شهد عام 2020 توقيع اتفاقية تعاون مع مؤسسة "اتصالات مصر" يقوم بموجبها البنك بإدارة المحفظة الإلكترونية للشركة - باعتباره الشريك البنكى- لتقديم مجموعة من أفضل الخدمات البنكية وأكثرها جودة لتناسب العملاء من مستخدمى المحفظة، ليرتفع إجمالى عدد العملاء المستفيدين من خدمة الدفع عبر الهاتف المحمول لدى بنك القاهرة لكل من محفظتى "قاهرة كاش" و"اتصالات كاش" ليتخطى حاجز 2 مليون عميل. وفى مجال بطاقات الائتمان، بلغ إجمالى عدد البطاقات بنهاية عام 2020 نحو136 ألف بطاقة بزيادة قدرها 33% وبرصيد يقدر بنحو 576 مليون جنيه بنسبة زيادة قدرها 55% عن عام 2019، فيما بلغ إجمالى محفظة بطاقات الخصم والمدفوعة مقدما بأنواعها فى نهاية الربع الرابع من عام 2020 نحو 2.4 مليون بطاقة بزيادة مقدارها 9% مقارنة بنهاية ديسمبر عام 2019.وتزايد الإقبال على استخدام البطاقات اللاتلامسية لدى التجار بنسبة زيادة مقدارها 137% مقارنة بنهاية ديسمبر عام 2019. ويجرى العمل على تأسيس شركة للمدفوعات الرقمية والإلكترونية مما يسهم فى دعم خطط التوسع فى مجال التحول الرقمى والشمول المالى. كما قام البنك بافتتاح أول فرع رقمى، مع الاستمرار فى التوسع الجغرافى من خلال افتتاح الفروع الجديدة وتطوير الفروع القائمة حيث تبلغ شبكة فروع البنك 241 فرعا ووحدة مصرفية بمختلف محافظات الجمهورية، للوصول للعملاء أينما كانوا، وتقديم الخدمات المصرفية لهم بأعلى مستوى من الكفاءة والجودة بما يواكب أحدث المعايير المطبقة عالمياً، كما بلغ عدد ماكينات الصارف الآلى للبنك بنهاية عام 2020 نحو 1050 ماكينة، ومن المستهدف إضافة 700 ماكينة صارف آلى جديدة بنهاية 2021. ودعماً للشمول المالى، شارك البنك فى فعاليات الاحتفال باليوم الدولى للشباب من خلال تقديم باقة متنوعة من العروض التشجيعية التى تستهدف جذب شريحة واسعة من العملاء، خاصة الشباب والمرأة، إلى جانب إصدار حساب جارى مخصص لخدمة منظومة المعاشات بالتعاون مع الهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية لتحويل مكافأة نهاية الخدمة والمعاشات للعاملين بالقطاع الحكومى. وتركزت سياسة البنك خلال عام 2020 فى مجال العمل المجتمعى على دعم العديد من القطاعات ومن أبرزها مبادرات التدريب والتشغيل من خلال توفير فرص العمل لمختلف شرائح المجتمع وخاصة الشباب والمرأة المعيلة ومنها تقديم 2000 قرض حسن للشرائح الأكثر استحقاقاً وتوفير مشروعات إنتاجية لذوى الاحتياجات الخاصة، وتبنى مشروع "المهنة الواحدة" بإحدى قرى محافظة قنا، ودعماً للقطاع الطبى قام البنك بتطوير وتجهيز عدد كبير من المستشفيات وإمدادها بالأجهزة الطبية فى شتى محافظات الجمهورية ومنها مستشفيات جامعة القاهرة ومستشفى بنها الجامعى ومستشفى أهل مصر للحروق ومؤسسة د. مجدى يعقوب للقلب وغيرها، وفى مجال الحفاظ على البيئة أطلق البنك مبادرته " bGreen والتى ساهمت فى تنفيذ مشروعات بيئية عديدة أبرزها مبادرات تنظيف الشواطئ ونشر الوعى البيئى بين الطلاب داخل 150 مدرسة، وغيرها، إلى جانب إطلاق قوافل الخير والشتاء كاعتياد سنوى يتبناه البنك، وفى مجال التعليم، قام البنك بتقديم منح دراسية للطلاب المتميزين بالجامعات الأهلية الجديدة والأكاديمية البحرية وجامعتى زويل والنيل. ودعماً للقطاع الرياضى حرص البنك على دعم الأبطال الرياضيين فى مختلف المجالات، بالإضافة للمشاركة فى مبادرة "دراجتك..صحتك" بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، كما قام البنك بدعم المشروعات التى يقوم بتمويلها "صندوق تحيا مصر"، وخلال أزمة كورونا، قام البنك بضخ 40 مليون جنيه ضمن مبادرة اتحاد بنوك مصر، وتجهيز مبنى للحجر الصحى للمصابين، إلى جانب توفير أجهزة تنفس صناعى للمصابين وأطقم وقائية للأطباء والممرضين بالمستشفيات الأكثر احتياجاً، مع تقديم المساعدات الغذائية لـ22 ألف أسرة من العمالة غير المنتظمة، والمشاركة فى رعاية مبادرة وزارة الشباب والرياضة لرفع درجة الوعى بين المواطنين بمحطات مترو الأنفاق والسكك الحديدية بالإجراءات الوقائية اللازمة للحد من انتشار الفيروس.
هذا وقد أعلنت وكالة CI Rating للتصنيف الائتمانى تأكيد تصنيف بنك القاهرة بدرجة B+ مع نظرة مستقبلية مستقرة، والذى يعد أعلى تصنيف ائتمانى تمنحه الوكالة لبنك مصرى استناداً إلى مواطن القوة التى يتمتع بها البنك ونجاحه فى تحقيق معدلات ربحية مرتفعة، إلى جانب ارتفاع معدل العائد على الأصول، وقاعدة الودائع المرتفعة التى يمتلكها البنك. وقد شهد عام 2020 تصدر بنك القاهرة لتصنيفات كبرى مؤسسات التقييم العالمية تقديراً لما حققه من أداء متميز فى مختلف قطاعات العمل المصرفى بالبنك ومنها جوائز مجلة "The European" العالمية كـ"أفضل بنك مصرى فى "إدارة الخزانة" ..وفى مجال تقديم "معاملات الصرف الأجنبى"..وأدوات الدخل الثابت" وإدارة السيولة" لعامى 2020/2021، وجائزة "Global Finance Magazine" كأفضل أمين حفظ محلى "Best Sub-Custodian in Egypt" لعام 2020، كما حصدت مجموعة الخزانة وأسواق المال أيضاً المركز الأول فى تصنيف مجلة International Business باعتباره الأفضل فى "معاملات الصرف الأجنبى" و"إدارة الخزانة" لعام 2020. وفى مجال التجزئة المصرفية، حصل البنك على جائزة أفضل ابتكار فى الخدمات المصرفية للأفراد فى مصر من مجلة International Banker، كما حصلت محفظة قاهرة كاش على جوائز مؤسسة "ماستر كارد" العالمية لما حققته محفظة الهاتف المحمول "قاهرة كاش" من أداء متميز على مدار عام 2019، باعتبارها "المحفظة الأسرع نمواً" و"الأعلى نمواً فى عدد المعاملات"، كما استحوذت "قاهرة كاش" على المركز الثالث من حيث الحصة السوقية لحجم المحفظة على مستوى البنوك المقدمة لخدمة المحافظ الإلكترونية، إلى جانب حصول المحفظة على جائزة مجلة Global Economics كأفضل محفظة رقمية فى مصر لعام 2020.وأعلنت International Finance Magazine حصول البنك للعام الثانى على التوالى على تصنيفى الأفضل فى «معاملات الصرف الأجنبى» و«المعاملات المصرفية الدولية»، كما تصدر البنك تصنيف "الأفضل فى المسئولية الاجتماعية" و"الأكثر استدامة بشمال إفريقيا" من مجلتى "Global Economics" و"International Investor” العالميتين، وجوائز مجلة Global Brands كـ "أفضل العلامات التجارية من حيث التفاعل مع العملاء"، و"أفضل مبادرات المسئولية المجتمعية لتمكين المرأة فى مصر"، كما حصل البنك على جائزة مجلة The Banking Executive الصادرة عن الاتحاد الدولى للمصرفيين العرب باعتباره"البنك الأسرع نمواً وتطوراً لعام 2020 . كل تلك الإنجازات والنجاحات التى حققها قبطان " القطاع المصرفى الفذ طارق فايد تجعلنا نقف أمام تلك الحالة غير النمطية لنؤكد للجميع أننا نملك آلة اقتصادية تجعلنا نواجه أى تحديات داخلية وخارجية.. وللحديث بقية.