الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

تراث كل أمة هو رصيدها الباقى، ومدخرها المعبر عما كانت عليه هذه الأمة من تقدم  وحضارة، والأمم بماضيها قبل أن تكون بحاضرها، وفرق بين أمة لها موروث وحضارة وأمة ليس لها موروث ولا حضارة، فالأولى تعيش قوية راسخة بتراثها وحضارتها، والثانية تتخطفها حضارات متباينة، إن التاريخ هو وعاء الخبرة البشرية، هو العلم الخاص بالجهود البشرية، هو المحاولة التى تستهدف الإجابة عن الأسئلة التى تتعلق بالإنسان فى الماضى وتستشف منها جهود المستقبل. 

إن تاريخنا الفرعونى نسيج تراث ضخم عريض عريق متصل، قل أن يتوافر مثله لشعب من شعوب الأرض وأن لذلك من عوامل الطبيعة ومن خصائص شعبنا وعقيدته ووفائه وأمانته، وحده ثم من مشيئة القدر أخيرا ما لا حيلة لنا فيه، وتاريخ الإنسانية ما زال يذكر لشعبنا العظيم العملاق ما قدم من يدى دنياه للعالم فى ماضيه من خير، وما أذاع فى أقطار الشرق والغرب من نور العلم والمعرفة.  وشعوب العالم تعرف لهذا الشعب المصرى الأصيل أمانته على تراثها ووفائه لهذا التراث واحتفاظه بما تركت الأجيال على أرضه الوفية من ودائع الحضارات يدافع عنها ويرعاها ويصونها فى صدق وعفاف وصبر وإيمان ويبذل فى سبيل ذلك من ذات نفسه ما لم يطق شعب من شعوب الأرض على مثله صبرا.

لقد بهرت حياة الشعب المصرى القديم بما فيها من جلائل الأعمال وضخامة التراث أبصار الناس وعقولهم فى شرق الدنيا وغربها، وما أكثر جهود العلماء والمؤرخين فى سبل البحث فى حضارة فراعنة وادى النيل، ولما كان تاريخ هذه الشعوب طويلا وعريضا وتحقيق هذا التاريخ يتطلب من الباحثين فيه والعاملين عليه علما واسعا، وثقافة عريضة غزيرة وليس مجرد عواة ومغامرين وباحثين عن الشهرة.  لقد سئم التاريخ من هؤلاء الناس الذين لا يملون من زمن إلى زمن ومن دهر إلى دهر الحديث عن آثار مصر وخاصة الأهرامات بغير علم، ألا يعلموننا أن الملك لله يورثه من يشاء من عباده، وقد منّ الله على المصريين بهذه الحضارة فى وقت كانت مصر سيدة الممالك دون منازع، ومصر كانت قلب العالم ورأسه ونيل مصر خير أنهار الدنيا وشعبها. فكيف يتحدثون عن آخرين ساهموا فى بناء هذه الحضارة، من هم وأين كانوا ومن أى مكان حضروا، وأى محاولة للإساءة إلى تاريخ مصر وحضارتها سوف نتصدى لها بكل قوة، هذا عبث، وضرورى أن يقف فى وجههم كل المصريين حتى لا يصدقهم أحد ولا يتأثر بما يقولون ويكتبون ولأن التهاون فى إظهار الحق وإقامة العدل ظلم ليس بعده ظلم، إن التاريخ صادق لا يعرف الكذب وعلينا التصدى لمن يحاولون الإساءة إلى تاريخنا أن نعلم أن حسن النية شيء وحسن التقدير شيء آخر والمرء قد تحسن نيته ولكنه يخطئ التقدير واليقظة هامة الآن لأن البعض يدس على التاريخ ما ليس فيه.

ومصر هى أم الدنيا وقلبها، وهى صاحبة الفضل على كل بلاد العالم، فهى رغم كل عظمتها فإن الدراسات أكدت أن أغلب تاريخ الفراعنة قد ضاع، ما بالكم لو لم يضع هذا التاريخ؟ لقد كانت حضارتنا المصرية لغزا، وفى كتابه يقول الدكتور سيد كريم صاحب دراسة لغز الحضارة الفرعونية، إن المومياوات ما زالت تخفى الكثير من أسرارها، فعند وضع التاريخ الفرعونى تحت جهاز حساب الزمن، وجد أن هناك خللا حسابيا كبيرا فى حساب تاريخ الحضارة الفرعونية، وكان تحديد التاريخ الزمن للأسرات وتسلسلها من المعضلات التى واجهت الكتاب والمؤرخين طوال العصور الماضية حيث يرى البعض أنه بدأ فى الفترة ما بين 3500 و3300 قبل الميلاد، ويرى البعض أن عصر الأسرات  بدأ ما بين عامى 4700 و4500 قبل الميلاد وحددوا عدد الملوك الذين حكموا خلال تلك الفترة بما لا يقل عن ستمائة ملك وحاكم وقد أجمع مؤرخو العصر الحديث على ترجيح كفة الفريق الأول وأنهم يرون أن الفريق الثانى كان متأثرا بكتابات الكاهن المصرى، لذا مع مرور الزمن سنتأكد أكثر وسندهش من الحضارة المصرية القديمة وسيتأكد العالم كله أنها مهد الحضارات وبذلك نقطع الشك والبلبلة التى حاول ويحاول البعض أن يصورها ويحدثها فى محاولة بقصد نسب مقومات الحضارة المصرية إلى الحضارات الأخرى.

تم نسخ الرابط