السبت 21 سبتمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

جريمة الإثيوبى المراوغ.. 350 ألف شخص يعيشون المجاعة فى "تيجراى" بسبب أبى أحمد

ابى احمد
ابى احمد

الأمم المتحدة: إقليم تيجراى يعيش أسوأ مجاعة عالمية منذ 10 سنوات عشرات الآلاف من الأطفال يعانون من سوء التغذية ويواجهون خطر الموت

قالت وكالة "رويترز" إن تحليلاً أجرته وكالات بالأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية خلص إلى أن الملايين فى إقليم تيجراى الإثيوبى يحتاجون إلى غذاء عاجل ودعم زراعى ومعيشى للحيلولة دون الانزلاق أكثر نحو المجاعة، مشيرة إلى أن نحو 350 ألف شخص يعيشون فى وضع المجاعة، واندلع القتال فى إقليم تيجراى بين القوات الحكومية الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراى التى كانت الحزب الحاكم فى المنطقة فى نوفمبر 2020، وتدخلت قوات من إريتريا المجاورة فى الصراع دعماً للحكومة فى أديس أبابا، وأسفر العنف عن مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف فى المنطقة الجبلية التى يعيش فيها ما يربو على خمسة ملايين شخص، فيما أودى العنف بحياة آلاف المدنيين وأجبر أكثر من مليونى شخص على ترك منازلهم فى المنطقة الجبلية.

وحتى الآن لا أحد يعرف عدد المدنيين أو المقاتلين الذين لقوا حتفهم طيلة أشهر من التوترات السياسية بين حكومة الرئيس الإثيوبى أبى أحمد وزعماء تيجراى الذين كانوا يهيمنون على الحكومة الإثيوبية، والتى تحولت إلى حرب فى نوفمبر الماضى.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، فقد حذر المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، من استمرار الاعتداء على العاملين فى المجال الإغاثى، مما يتسبب فى إعاقة الحركة الإنسانية واحتجازهم عند نقاط التفتيش العسكرية فى إقليم تيجراى الإثيوبى، مؤكدا أنه لا يزال يتعذر الوصول إلى العديد من المناطق فى منطقة تيجراى، وأضاف "دوجاريك" أنه "فى المناطق التى يمكن الوصول إليها، فإن الوضع مروع، بما فى ذلك أنظمة مياه غير فعالة ومحدودية المرافق الصحية أو انعدامها"، مشيرا إلى أن مستويات انعدام الأمن الغذائى وسوء التغذية وصلت إلى مستويات مقلقة، خاصة أن التقارير الميدانية الأولية من مدينتى أكسوم وعدوة فى المنطقة الوسطى تشيران إلى وجود علامات واضحة على المجاعة بين النازحين.

وتابع: "فى مجتمع محلى بالمنطقة الشمالية الغربية من تيجراى، لاحظ عمال الإغاثة الحاجة الماسة للطعام بعد حرق المحاصيل أو نهبها".

وأشار المسئول الأممى إلى أنه، رغم التحديات، يواصل الشركاء فى المجال الإنسانى توسيع نطاق الاستجابة فى أسرع وقت ممكن، موضحاً أنه تم الوصول إلى أكثر من 560 ألف شخص ومدهم بالمساعدات الغذائية، مما رفع عدد الأشخاص الذين تم الوصول إليهم منذ أواخر مارس إلى أكثر من 3.3 مليون شخص، من بين المستهدف وهو الوصول إلى 5.2 مليون شخص.

وشدد "دوجاريك" على أن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من التمويل للعمليات الإنسانية، لافتا إلى أن الأمم المتحدة تواصل دعوتها إلى وصول آمن ودون عوائق ومستدام لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية لمساعدة جميع الأشخاص المحتاجين.

وحذر منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، مارك لوكوك، من المجاعة فى منطقة تيجراى، لافتا إلى أن مئات الآلاف، أو أكثر، من السكان معرضون لخطر الوفاة، بسبب تدخل القوات الإثيوبية وقوات من إريتريا للسيطرة على المنطقة. وقال «لوكوك»، فى بيان، إن القتال دمر الاقتصاد والأعمال التجارية والمحاصيل والمزارع، فضلا عن عدم وجود خدمات مصرفية أو اتصالات فى المنطقة، حسبما أفادت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية. وأضاف: «نسمع بالفعل عن وفيات مرتبطة بالجوع، ويتعين على المجتمع الدولى أن يكثف جهوده، لاسيما من خلال توفير الأموال، إذ يوجد الآن مئات الآلاف من الأشخاص شمال إثيوبيا يعيشون ظروف مجاعة.. هذه أسوأ مجاعة شهدها العالم منذ عقد من الزمان، منذ أن فقد ربع مليون صومالى حياتهم فى المجاعة هناك عام 2011، وما يحدث الآن له أصداء مروعة للمأساة الهائلة التى حصلت فى إثيوبيا عام 1984».

وكان «لوكوك» رسم صورة قاتمة لتيجراى أواخر شهر مايو الماضى، منذ بدء الحرب، حيث نزح ما يقدر بمليونى شخص، وقتل وجرح مدنيون، فضلا عن انتشار الاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسى المقيت على نطاق واسع ومنهجى، بالإضافة لتدمير البنية التحتية العامة والخاصة الضرورية للمدنيين، بما فى ذلك المستشفيات والأراضى الزراعية. وأعلن برنامج الأغذية العالمى أن معظم سكان إقليم تيجراى فى إثيوبيا بحاجة إلى مساعدة غذائية عاجلة، مناشدا المانحين الدوليين تقديم 200 مليون دولار لتمويل برامجه الإنسانية فى هذا الإقليم.

وبحث مجلس الأمن الدولى الوضع فى إقليم تيجراى الإثيوبى، الثلاثاء الماضى، بعد تحذير أمريكى، إذ حثت ليندا توماس جرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، المجلس على عقد اجتماع علنى بخصوص المنطقة التى يمزقها الصراع فى إثيوبيا، حيث يعانى مئات الألوف من مجاعة، وفقا لوكالة رويترز للأنباء. وتساءلت «جرينفيلد»، فى لقاء عبر الإنترنت بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بهذا الخصوص: «مم نخاف؟ ما الذى نحاول إخفاءه؟»، مضيفة: «إخفاق مجلس الأمن غير مقبول، بحثنا أزمات طارئة أخرى فى اجتماعات عامة لكن ليست هذه الأزمة». وحذّرت الأمم المتحدة من أن عشرات آلاف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يواجهون خطر الموت فى مناطق يصعب الوصول إليها بالإقليم المضطّرب.

وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، فى تصريحات صحفية بجنيف: "من دون وصول الفرق الإنسانية لتعزيز استجابتنا، بات ما يقدر بأكثر من 30 ألف طفل، يعانون من سوء التغذية الشديد فى هذه المناطق التى يصعب كثيرا الوصول إليها، معرضين بشدة لخطر الموت".  

تم نسخ الرابط