محمود الشويخ يكتب: "عاش الرجال " اللواء عباس كامل فى ليبيا.. " مهمة جديدة ناجحة "

- بتوجيهات من الرئيس.. رئيس المخابرات العامة يبحث مع الدبيبة والمنفي تعزيز العلاقات الثنائية والتطورات المحلية والإقليمية.

- اللواء عباس كامل يزور بنغازي وينقل لـ"حفتر" إشادة الرئيس بجهود الجيش الليبي في تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب.

على اتساع الإقليم يتحرك رجال مصر لحماية الأمن القومى للبلاد، فى غزة كانت لنا اليد العليا، وفى المصالحة مع قطر حققنا ما أردناه، وطلبت تركيا، من أكبر رأس، أن تتصالح معنا، وفى كل الملفات حققنا نجاحات موازية.

فى ليبيا، تتعامل مصر بحنكة شديدة، وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي "الخط الأحمر" الذى دخلت ليبيا بعده إلى عهد جديد، فاختار الفرقاء "الحل السياسى" وابتعدوا عن "الحلول العسكرية"، فبات الآن لدينا حكومة وطنية وطنية ومجلس رئاسى، والإثنان يحظيان باعتراف وتوافق ليبي ودولى.

ومع هذا التطور المهم تتابع مصر عن قرب التطورات على الأرض، وفى هذا السياق، وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وصل، أمس، اللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، إلى العاصمة الليبية طرابلس، في زيارة تهدف إلى تعزيز علاقات التعاون المشترك ودعم العملية السياسية والاستقرار في ليبيا.

وأكد اللواء عباس كامل - خلال الزيارة - وقوف الرئيس السيسي ومصر خلف الشعب الليبي الشقيق وحكومته، التي تسعى إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا.

كما أكد الرئيس أهمية دعم جهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، مشيدًا، في هذا الصدد، بالدور الذي تضطلع به لجنة (5 + 5) العسكرية للحفاظ على استقرار الأوضاع الداخلية من خلال إجراءات بناء الثقة التي أنجزتها، مشددًا على أهمية جهود المصالحة الوطنية الليبية باعتبارها أحد ركائز الاستقرار.

ودعا الرئيس المؤسسات الليبية المعنية إلى الإعداد للانتخابات القادمة للقيام بواجبها الوطني حيال ليبيا وتجاوز تلك المرحلة الدقيقة من عمر ليبيا، مجددًا دعم مصر لإجراء الانتخابات الليبية في مواعيدها المقررة، باعتبارها السبيل لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي يتطلع إليها الشعب الليبي الشقيق.

وفى التفاصيل، استقبل رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، وكبار المسئولين الليبيين، اللواء عباس كامل، وذلك في مقر مجلس الوزراء بالعاصمة طرابلس.

كما التقى رئيس المخابرات العامة مع محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، حيث نقل تحيات وتقدير الرئيس السيسي للحكومة الليبية، وتأكيده على وقوف مصر خلف الشعب الليبي الشقيق وحكومته في جهودها الرامية إلى تجاوز هذه المرحلة الدقيقة وتحقيق ما يتطلع له الأشقاء في ليبيا، كما استعرض الجانبان آخر التطورات المحلية والإقليمية والأمنية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

من جانبه، أعرب عبد الحميد الدبيبة عن عميق شكره وتقديره لمصر رئيسًا وشعبًا على المواقف الداعمة لليبيا في كافة المحافل وتطلعه للارتقاء في مستوى العلاقات والتعاون الثناني، بما يتماشى مع عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.

وبتوجيهات من الرئيس السيسى وصل اللواء عباس كامل إلى مدينة بنغازي استكمالا لزيارته التى استهلها بزيارة العاصمة الليبية طرابلس فى إطار الجهود المصرية لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين.

والتقى رئيس المخابرات العامة المصرية خلال زيارته لبنغازي بالمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطنى الليبيى، حيث أعرب اللواء عباس كامل عن تقدير مصر لجهود وتضحيات أبناء الجيش الليبى فى محاربتهم للإرهاب وحفاظهم على مقدرات الشعب الليبي، ومؤكدا على استمرار الجهود المصرية لدعم الاستقرار بليبيا، مشيرا إلى أهمية المؤسسة العسكرية الليبية فى تأمين الاستحقاقات القادمة وفى مقدمتها الانتخابات العامة المقررة.

من جانبه أكد المشير حفتر تقديره العميق للاهتمام الذى يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي لليبيا والدور المؤثر الذى تلعبه مصر من أجل إنجاح الجهود السياسية وإعادة الاستقرار في ليبيا.

ولقد توقفت أمام قراءة مهمة للزيارة طرحها اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الذى اكد أن الزيارة تؤكد مدى ما توليه القيادة السياسية المصرية من أهمية كبيرة لدعم العلاقات الثنائية مع دولة ليبيا الشقيق في هذه المرحلة شديدة الأهمية التي تسعى مصر فيها مع القوى الداعمة لاستقرار ليبيا إلى إعداد الساحة الداخلية الليبية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية وذلك قبل إجراء الانتخابات المقررة في ديسمبر من العام الجاري 2021.

وأوضح أن هذه الزيارة المهمة جاءت في إطار سياسة التواصل القائم حاليًا بين الدولتين والتي تعكس بوضوح حرص مصر على توجيه رسائل مهمة إلى الشعب الليبي والمجلس الرئاسي والحكومة الليبية بأن مصر حاضرة ومشاركة معهم في كل وقت بكافة إمكانياتها لدعمهم ومساعدتهم، حيث أن كل ما يهم مصر في المقام الأول أن تعود ليبيا دولة وطنية قوية موحدة مستقرة تضيف بقوة وإيجابية إلى الرصيد العربي.

ولفت إلى حرص رئيس المخابرات العامة على نقل رسائل واضحة من الرئيس عبد الفتاح السيىسي إلى كل من رئيس المجلس الرئاسي الدكتور محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، بأن مصر مستعدة تمامًا لتقديم كافة خبراتها في المجالات المختلفة، وأنها جاهزة لوضع كافة الاتفاقات الثنائية التي تم التوصل إليها من قبل بين الدولتين موضع التنفيذ ولاسيما في الجانب الاقتصادي والتجاري والمجالات المختلفة للبنية التحتيه خاصة أن ما تملكه مصر من خبرات في هذا الشأن سوف يؤدي إلى إحداث طفرة في الوضع الاقتصادي الليبي.

وشدد على أن الفترة الأخيرة قد شهدت تطورًا نوعيًا في العلاقات الثنائية بين الدولتين سواء من خلال الزيارات التي قامت بها القيادات الليبية إلى مصر ولقاءاتهم مع الرئيس السيسي، أو تلك الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء المصري إلى ليبيا في أبريل الماضي وهو الأمر الذي يمهد المجال أمام مزيد من التواصل مستقبلاً على أعلى المستويات بهدف خدمة تطلعات الشعب الليبي وتحقيق المصالح المشتركة للدولتين.

واعتبر اللواء محمد إبراهيم، من ناحية أخرى، أن التحرك الذي قام به رئيس المخابرات العامة، بين كل من طرابلس وبنغازي واللقاءات التي تمت مع كافة القيادات الليبية ومع المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي، يعد ترجمة حقيقية للموقف المصري الذي عبر عنه الرئيس السيسي، حيث أكد على الدور الحيويى للمؤسسة العسكرية الليبية في حماية مقدرات الشعب الليبي والإشادة بالجهود التي قام بها الجيش الوطني الليبي في مجال تحقيق الاستقرار الداخلي ومكافحة الإرهاب.

وأضاف أنه ومن المؤكد أن مصر سوف تظل منخرطة بهذه الإيجابية في الملف الليبي، خاصة أن الأزمة الليبية تحتل أولوية في اهتمامات الأمن القومي المصري، مشيرًا، في هذا الصدد، إلى أن مصر لن تترك أي فرصة لدعم الموقف الليبي من كافة جوانبه، حيث شارك الرئيس السيسي، في مؤتمر برلين الذي عقد في يناير 2020، ثم أطلق المبادرة الليبية / الليبية، أو ما يعرف باتفاق القاهرة في يونيو 2020 ، ومن المقرر أن تشارك مصر في مؤتمر برلين / 2 الذيى سوف يعقد خلال الفترة القريبة المقبلة.

وقال اللواء محمد إبراهيم إن مصر سوف تحرص على أن تؤكد موقفها بأن الحل الوحيد المطروح للأزمة الليبية يتمثل في التسوية السياسية التي تتطلب من بين أهم متطلباتها أن تتوحد كافة أطياف الشعب الليبي في مواجهة أي أطماع خارجية ، كما أن التوصل إلى تسوية نهائية تتطلب ضرورة إخراج كافة الميليشيات والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية.

هذه زيارة تستحق التوقف أمامها كثيرا، فى توقيتاتها، والملفات التى جرى مناقشتها، وتستحق أيضا كل التحية لـ"رجال الظل" الذين عاهدوا الله على حماية أمن مصر القومى.