محمد فودة يكتب: تامر حسنى.. هكذا يكون الفنان
◄دخل عالم الفن وهو يمتلك بركان من الأحاسيس متسلحًا بمناعة ضد الهزيمة
◄يكتب ويلحن ويغنى ويمثل.. فاستحق أن يكون متميزًا بين أبناء جيله
◄قدم أفلامًا سينمائية ناجحة فأصبح من أبرز نجوم السينما الغنائية بعد أفلام "العندليب"
◄أتوقع النجاح لفيلمه الجديد "مش أنا" ليحقق أعلى الإيرادات كما فعل فى آخر أفلامه السينمائية
◄مواقفه الإنسانية كثيرة ولا يمكن تجاهلها
◄انتقدته من قبل بسبب حرصى على نجوميته وإيمانى المطلق بموهبته الحقيقية
يظل تامر حسنى بالنسبة لى الإنسان النبيل صاحب المواقف الإنسانية، والفنان ذو الموهبة الكبيرة، حتى وإن كنت وجهت له من قبل انتقادات لاذعة اعتراضًا على بعض تصرفاته لم أكن أوافقه فيها، لأن انتقادى له لم يكن من منطلق التجريح فى شخصه أبدًا وإنما انطلاقًا من كونى أخًا وصديقًا ليس هذا وحسب بل موجهًا وناصحًا وذلك لإيمانى المطلق بنجوميته وموهبته الحقيقية، فقد كنت ولازلت من أشد الداعمين له بل وفى طليعة المؤمنين بموهبته وبقدرته على استثمار تلك الموهبة حتى يظل دائمًا فى المقدمة وهذا ليس كلامًا إنشائيًا بل سبق وكتبت عنه بالفعل الكثير من المقالات التى تناولت فيها العديد من الجوانب الإيجابية المتعلقة بنجوميته كما تناولت أعماله الفنية الناجحة، وكنت شاهدًا على نجاحاته التى حققها أمام عينى سواء فى مصر أو فى العديد من أقطار الوطن العربى، فالحق يقال تامر حسنى يمثل طاقة فنية متفجرة كما أنه حينما يغنى نجده حريصًا كل الحرص على أن يدفع اسم مصر عاليًا.
لقد دخل تامر حسنى عالم الفن متسلحًا بالموهبة الكبيرة والتحدى والإصرار وكأن بداخله بركان من الأحاسيس المتصارعة وبداخله أيضًا مناعة ضد الهزيمة، ويحسب له أنه منذ البداية كان لديه إصرار على ألا يقلد أحدًا وألا يكون مثل غيره، ولهذا نجده وقد تحمل النقد الذى كثيرًا ما يكون لصالحه، وتسلح بموهبته لتقديم فن راقى يليق بجمهوره وذلك بضمير وطنى وحب حتى صار الفن هو كل حياته وكل كيانه.
ولا أنكر أبدًا أن تامر حسنى استطاع أن يرسخ أقدامه بعد مشوار من الجهد والعمل واللافت للنظر أنه بعد عدة أفلام سينمائية ناجحة قدمها، فإنه صار فى صدارة قائمة أهم فنانى السينما الغنائية بعد العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، فهذه الأفلام سكنت فى وجدان ومشاعر الناس بهدوء وعمق وألفة، وهو ما يدفعنى لأن أتوقع النجاح أيضًا لفيلمه الجديد "مش أنا"، هذا الفيلم الذى كتبه تامر بنفسه فى تحدى جديد لموهبة أخرى ألا وهى كتابة السيناريو.
فالقصة تدور حول شاب يدعى حسن والذي يجسد دوره، وهو شخص مصاب بمرض نفسي ودائم التواجد مع والدته الفنانة سوسن بدر لأنها مريضة وفى حاجة للرعاية والإهتمام، ويشاركه البطولة نخبة من الفنانين المتميزين منهم: "حلا شيحا، سوسن بدر، ماجد الكدوانى، شيرين، فايز المالكى" ومجموعة أخرى من الفنانين بالإضافة إلى عدد من ضيوف الشرف منهم الفنان محمد عبدالرحمن، والفيلم من إخراج سارة وفيق.
وأعتقد أن نجاح هذا الفيلم الجديد لتامر حسنى سيكون استمرارًا لنجاحاته السابقة حيث أنه أصبح يحقق أرقاما قياسية فى الإيرادات ليس فى مصر فقط بل فى جميع دور السينما بالوطن العربى التى تعرض أفلامه، وهناك مسألة مهمة أيضًا تتعلق بتامر حسنى وهى لأنه كاتب أغان وملحن أيضًا فهو شديد الحساسية نحو اختيار الأقرب من نماذج الكلمات التى تجسد مفاهيم الشباب، والتى من شأنها صنع مناخ فنى نفسى شديد الروعة، ولم يكن يكتفى بأن تكون أغنية للجمهور المصرى فقط، بل هو حريص على أن تتخطى أغنيته حواجز الخريطة من وطن إلى وطن، ولهذا تجول تامر فى أنحاء الوطن العربى، وقدم أغنياته فى حفلات ناجحة فى سوريا والإمارات والسعودية وخاصة المغرب التى أحتفى به الجمهور فى حفلاته بصورة لم تحدث من قبل لدرجة أنه حطم الرقم القياسى بحفلاته البارعة، ولهذا تجول تامر فى أنحاء البلدان الشقيقة، وكان القاسم المشترك الأعظم للنجاح فى الحفلات التى غير من شكلها، وتمكن من استقدام أحدث الآلات والأساليب التكنولوجية العالمية، ويحسب لتامر أنه تمكن بهدوء من تطوير الحفلات الموسيقية الغنائية ونقلها من الجانب المحلى الكلاسيكى إلى أن صارت حفلات موسيقية استعراضية، أعادت لنا هيبة المسرح الغنائى بمعناه الشامل.
ولن أكون مبالغاً فى القول بأن المواقف الإنسانية لتامر حسنى تستوقفنى دائمًا حيث تتجسد فيها بوضوح أهمية أن يكون الفنان قدوة لجمهوره وأن يكون مثلاً أعلى بالنسبة للمواطن العادى، فرأيناه مؤخرًا وقد فاجأ فتاة تدعى "ندى" والتي تعانى من ورم سرطانى في يدها، بتحقيق حلمها برؤيته وسماع صوته، وعندما تواصلت أسرة "ندى" وبعض المقربين، مع النجم تامر حسنى، فاتفق معهم على اصطحابها للأستوديو الخاص به، وبمجرد رؤيته انتابتها حالة من السعادة وشاركها في غناء أغنية "مبطلناش إحساس".
كما كان أول الداعمين للفنان شريف دسوقي عقب الإعلان عن بتر ساقه إثر إجرائه عملية جراحية، ونشر تامر حسني وقتها رسالة له على حالته الخاصة بموقع "إنستجرام"، قائلا: "ألف سلامة يا أستاذ شريف، ألف سلامة عليك يا فنان یا محترم"، أنا معاك ومش هسيبك وكلنا معاك ومش هنسيبك وربنا اللي قبل الكل معاك".
وإحقاقًا للحق فإن مواقف تامر حسنى الإنسانية كثيرة ولا يمكن حصرها، ولعلنى أتذكر منها، موقفه مع اليوتيوبر مصطفى حفناوي، إذ قدم تامر حسني الدعم له، عندما كان في العناية المركزة إثر إصابته بجلطة بالمخ، حيث كان تامر يعلم أن مصطفى حفناوي من أشد المعجبين به ولم ينس تامر صديقه وطلب من جمهوره الدعاء له بالشفاء، وعند رحيله نعاه بكلمات مؤثرة، ومواقفه فى مستشفى السرطان، إذا أهدى تامر حسني، مستشفى سرطان الأطفال ٥٧٣٥٧، أغنية جديدة تحث على التفاؤل والأمل، كما تبرّع بأجره الشخصي لصالح المستشفى، وأسس غرفة عناية مركزة للأطفال المرضى، وخلال وجوده عضوًا في لجنة تحكيم برنامج "the voice kids"فشل أحد الأطفال في لفت انتباه اللجنة، وبعدما علم تامر أن الطفل تعرض لحادث أسفر عن بتر إحدى يديه، أعد تجهيزه مفاجأة له، كما استجاب لمناشدة الإعلامية دعاء صلاح، مُقدمة برنامج "مع دودي"، الذي يُعرض على قناة "النهار"، وقابل "منة الله محمد"، ضيفة البرنامج، والتي تُعاني من فقدان البصر، لتحقيق حلمها ورفع روحها المعنوية، ولا أحد ينسى وقوفه بجانب الفنان طارق فؤاد الذى أكد أن تامر هو الفنان الوحيد الذي يطمئن عليه بعد علمه بتدهور حالته الصحية، وعرض عليه تامر التكفل بعلاجه على نفقته الخاصة، وعندما أطلق أب استغاثة عبر أحد البرامج التلفزيونية يطالب فيها بعلاج ابنه الذي يعاني ضعف السمع، ويتطلب عملية زرع قوقعة، فوجئ القائمين على البرنامج بتواصل تامر معهم وإعلانه التكفل بعلاج الطفل المصاب، كما احتفل سابقًا هو وزوجته بسمة بوسيل، بيوم عيد الأم داخل مستشفى قصر العيني، حيث قدم عدد كبير من أغنياته للأمهات بالمستشفى، وتمنى الشفاء لكل الأمهات المرضى.
من أجل كل هذه المواقف وغيرها قررت الكتابة عن تامر حسنى الإنسان والفنان أيضًا وأود التأكيد إنه كلما كانت تصرفات الفنان تتسم بالالتزام فإنه يصبح بذلك عاملاً قويًا لخلق مناخ صحى فى المجتمع المحيط به بصفة عامة، ومثالاً للعطاء.