◄"سيدة الإبداع" إيناس عبدالدايم تتحدى "كورونا" بأفكار خارج الصندوق فى أنشطة المعرض
◄رئيس الوزراء يفتتح الدورة الـ 52 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب ويؤكد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية
◄القيادة السياسية تؤمن بدور الثقافة فى تشكيل الوعى وبناء الإنسان
◄الدولة تقدم الدعم المستمر للأنشطة الثقافية من أجل مواجهة الأفكار المتطرفة
◄مبادرة "ثقافتك كتابك" تضم مئات العناوين من دور النشر لحث رواد المعرض على اقتناء الكتب
بداية أود التأكيد على مسألة فى منتهى الأهمية تتعلق بفيروس كورونا المستجد، فمن المؤكد أن هذا الفيروس لن يختفى سريعاً وأن تداعياته سوف تبقى بيننا بعض الوقت، لذا فإنه من الضرورى بل ومن الذكاء التعامل مع هذا الوضع على هذا الأساس لأنه بالفعل أصبح أمرا واقعا وبالتالى علينا البحث عن أفكار جديدة ومبتكرة وتكون خارج الصندوق، وأن يتم ذلك فى جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة .
وهنا فإننى أحيى سيدة الإبداع الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، على تلك الأفكار غير المسبوقة التى تم الإعلان عنها تزامناً مع انطلاق الدورة ٥٢ من معرض القاهرة الدولى للكتاب والتى تميزت جميعها بأنها أفكار مستحدثة الهدف منها فى المقام الأول هو مواجهة تداعيات تلك الجائحة التى ألقت بظلالها على مختلف أنحاء العالم، وفى نفس الوقت كانت هذه الأفكار بمثابة إعلان عن ميلاد مرحلة جديدة من العمل يتم خلالها تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة فما يتم الآن ما كان يمكن بأى حال من الأحوال مجرد التفكير فيه منذ ١٠ سنوات ولو كان أحد قد تحدث عنه فإنه سيكون مجرد قصص وحكايات من وحى الخيال العلمى ولكن هذه المفردات أصبحت الآن حقيقة مؤكدة وأمرا واقعا حيث العمل "أون لاين" تحول وكأنه جزء أساسى من أساسيات الحياة .
فها هو جناح الهيئة العامة المصرية للكتاب فى المعرض يضم استعراضا للبوابة الإلكترونية التى تم تجهيزها لحجز تذاكر دخول المعرض أون لاين كما أنها تتيح لأى زائر من خارج المعرض تفقد أجنحته والتجول بأرجائه "افتراضيا" من خلال تطبيق تم تجهيزه وفق أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا فى مختلف أنحاء العالم.
لقد افتتح الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، يرافقه الدكتورة إيناس عبد الدايم والدكتور هيثم الحاج رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، فعاليات الدورة الثانية والخمسين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب التى تقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية تحت شعار "فى القراءة حياة" وذلك بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات وسوف يستمر حتى 15 الشهر الحالى.
وكان لافتاً للنظر فى هذا الافتتاح أننا فى بداية مرحلة جديدة تماماً من عمر المعرض الأقدم والأشهر فى المنطقة العربية وهو ما نلمسه بشكل واضح فى تصريحات رئيس الوزراء الذى استهل جولته بالمعرض بالتأكيد على أن الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى رئيس الجمهورية تشهد حراكاً ثقافياً غير مسبوق يتمثل فى الجهود المبذولة لإثراء كافة مناحى الحياة الثقافية على مستوى الجمهورية، إيماناً من الدولة والقيادة السياسية بالدور المهم الذى تقوم به الثقافة، باعتبارها إحدى الآليات الفاعلة فى تشكيل الوعى وبناء الإنسان ومواجهة الأفكار المتطرفة.
والحق يقال فإن الجميع يشهد ويقر بأن الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولى للكتاب تأتى فى ظل ظروف استثنائية يشهدها العالم بأسره تتمثل فى أزمة انتشار فيروس كورونا، التى فرضت علينا جميعا ضرورة التعامل معها، والتغلب على تداعياتها السلبية، وهو ما قامت به الدولة فى مختلف القطاعات، ومن بينها الثقافة، التى نجحت بشكل ملحوظ فى رقمنة العديد من أنشطتها، كما استطاعت نقل مختلف الأنشطة والفعاليات الثقافية افتراضياً للجمهور المتلقى، ولاسيما النشء والشباب. ومن أهم وأبرز ما تضمنته دورة المعرض هذا العام أنه، وفى أثناء جولته بمعرض الكتاب، أزاح رئيس الوزراء الستار عن مبادرة "ثقافتك كتابك" التى ارتبطت بالدورة الـ 52 للمعرض وتضم مئات العناوين من دور النشر وقطاعات الوزارة بواقع ١١ ناشراً والتى لا يتجاوز فيها سعر الكتاب ٢٠ جنيهاً وذلك لحث المواطنين ورواد المعرض على اقتناء الكتب وتشجيعهم على القراءة كما تتضمن المبادرة أيضاً تنظيم عدد من الأنشطة الافتراضية من خلال المنصة الإلكترونية الخاصة بالمعرض.
لقد استوقفتنى تصريحات سيدة الإبداع الدكتورة إيناس عبد الدايم التى أشارت فيها إلى أن هذه الدورة تشهد مشاركة 1218 ناشرًا مصرياً وعربياً وأجنبياً من 25 دولة، كما تتضمن إطلاق المنصة الإلكترونية لأول مرة، وبها أول معرض كتاب افتراضى موازٍ بتقنية "D 3"، حيث يتم بث جميع الفعاليات والأنشطة افتراضياً على المنصة حفاظًاً على السلامة والصحة العامة للجمهور.
ولفتت الدكتورة إيناس عبد الدايم الانتباه إلى مسألة غاية فى الأهمية هى أن حجز تذاكر المعرض والحصول عليها يتم بالمجان هذا العام، مع الحرص على زيادة عدد أيام المعرض دعماً لصناعة النشر والكتاب، لافتة إلى أن المنصة الرقمية المستحدثة تشمل كافة التفاصيل والخدمات التى تهم زوار المعرض، مثل إمكانية الحصول على الإصدارات من خلال البحث عن الكتب ودور النشر المشاركة، إلى جانب أجندة الأنشطة والفعاليات التى ستجرى افتراضيًا (أون لاين)، وخريطة المعرض، وجولة افتراضية محاكاة للواقع داخل قاعات المعرض، كما تضم المحتوى الرقمى، وخطوات التسجيل للحصول على تذكرة الزيارة.
ولفتت إلى أنه سيتم إقامة غرفة عمليات دائمة للمعرض وخدمة دعم فنى وخدمة عملاء "أون لاين" على المنصة وعلى تطبيق "الواتس آب"، وكذلك تخصيص مسار خاص وسريع لكبار السن وذوى القدرات الخاصة، والسماح لهم بالدخول بصحبة مُرافق من جميع بوابات الدخول، مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية المتعارف عليها؛ حرصاً على الصحة العامة، ومنها ارتداء القناع الطبى، وقياس درجة الحرارة، والمرور عبر بوابات التعقيم ومسافات التباعد الآمنة، كما تم تحديد حدٍ أقصى للطاقة الاستيعابية لكل قاعة عرض من القاعات الأربع ومراعاة مسافات التباعد بين أجنحة العارضين.
تجدر الإشارة إلى أن معرض هذا العام يقام على مساحة 80 ألف متر مربع، ويبلغ عدد الأجنحة به 756 جناحاً، تضم 823 دار نشر، حيث يبلغ عدد الناشرين المصريين (نشر عام) 344 دار نشر، وعدد الناشرين المصريين (كتاب أجنبى) 40 ناشراً، وعدد الناشرين المصريين (كتاب الأطفال) 47 دار نشر، وعدد الناشرين المصريين (وسائل تعليمية) 27 دار نشر، وعدد الناشرين المصريين (كتاب إسلامى وتراث) 98 دار نشر، وعدد مكتبات سور الأزبكية 49 مكتبة، وعدد الناشرين (كتاب صوتى).
كما يشارك فى المعرض هذا العام 25 دولة من مختلف قارات العالم، ويشمل فعاليات مهمة وبارزة فى البرنامج الثقافى فى سبعة مسارات.