الأربعاء 03 يوليو 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

آية عزت تكتب: « ست الهوانم.» . وداعًا دلال عبدالعزيز

أية عزت
أية عزت

"كان ياما كان" هنحكى قصة "بنت الأيام" الفنانة الجميلة الراحلة دلال عبدالعزيز، وكفاحها فى "الرحلة" للبحث عن "حلم الليل والنهار"، حيث جاءت الجميلة إلى"أبواب المدينة" القاهرة، بعد أن تركت مدينة الشرقية حيث وُلدت وترعرت فى الزقازيق وتخرجت فى كلية الزراعة هناك، وجاءت بحثًاً عن "حلم العمر كله" التمثيل، حيث الموهبة الجياشة التى تدفعها بشغف إلى بدء "رحلة المشاغبين".

فكانت فى البداية مثل "خميس يغزو القاهرة" لا تعرف شيئًا ولا تعرف من أين تبدأ، فكان "المطب"، بالتأكيد واجهت العديد من "أشباح المدينة" وكأنها في البداية "هاربة إلى الجحيم"، ولكنها كأي سيدة مصرية أصيلة وعنيدة لديها حلم فـ"لا تراجع ولا استسلام" فجاء حماسها من "نار"، وبدأت مشوار الـ"ألف ليلة وليلة" واستطاعت "اختطاف" الأنظار بعد أول عمل درامي "بنت الأيام" عام ١٩٧٧ وبعدها رشحها مخرجه الأستاذ (نور الدمرداش) في عدة مسرحيات.

أخدت الفن "كعب داير"، وكانت رحلتها الفنية رحلة "صعود بلا نهاية"، حيث كانت لديها "لهفة" قوية وغريبة بشهادة كل من عمل معها للتمثيل والنجاح، فوضعها المخرجون والمنتجون دومًا "تحت المراقبة" الفنية، ولكنها استطاعت تحقيق نجاح متواصل ووضع "بصمات فوق الماء"، فكانت "حديث الصباح والمساء" للجميع في الوسط الفني وجماهيرها التي أصبحت عريضة حيث لامست قلوب الجميع بأدوارها المؤثرة.

كانت الفنانة دلال عبدالعزيز في حبها للعلم مثل "النهر لا يحترق"، وقد ظهر ذلك واضحًا حيث استطاعت الحصول علي أكثر من مؤهل دراسي، بعد تخرجها فى كلية الزراعة جامعة الزقازيق، التحقت بكلية الإعلام جامعة القاهرة وحصلت على درجة البكالوريوس، ثم بعدها حصلت على بكالريوس اقتصاد وعلوم سياسية جامعة القاهرة، وبعدها تخرجت فى كلية الآداب جامعة القاهرة وحصلت على الليسانس من قسم اللغة الإنجليزية.

كانت تقدر قيمة العلم وتعلم جيدًا أن له ثمنا و"الثمن غالي"، فبدأت "عاصفة الشك" تراودها نحو مجالها، وقررت أن تفكر التفكير "العالمي" حيث لا عمل بدون دراسة كافية مستفيضة، فجاء أخيرًا التحاقها بأكاديمية الفنون بالهرم ودراستها هناك على الرغم من أنها كانت ممثلة مشهورة وتعمل في ذلك الوقت ولكن العلم "خير وبركة" من وجهة نظرها.

وأثناء عملها في إحدي المسرحيات أمام الفنان الكبير (سمير غانم)، استطاعت أمامه في البداية "إنقاذ ما يمكن إنقاذه" من هندامها؛ لأنها وقعت في حبه منذ اللحظة الأولي التي رأته فيها، فكان "المنعطف" في حياتهما، حيث اتبعت أسلوب "أفتح قلبك" للدنيا والحب، ودخلت معه في "مناقرة حرة" أخبرته فيها بحبها له وبأنهما سيتزوجان على الرغم من إقناعه لها بأن هذا مستحيل فهو يكبرها بعشرين عامًا، ولكنها أنهت هذه المناقرة بوضوح "يا أنا يا أنت" فقد وجدت "فلانتينو" حياتها ولن تتركه بسهولة.

ثم وقعا سويًا في "فخ السعادة الزوجية" وأتجوزوا "جوازة طلياني"، فكانت "نهاية رجل تزوج" من امرأة أحبته بصدق، وكان - رحمه الله- في كل لقاءاته الفنية يشيد بها ويقول "قسمتي ونصيبي" الحلو وربنا بيحبني عشان اتجوزت دلال، وهي دائمًا تردد عنه أنه هو "الرجل الذي أحبه"، "الحب أقوى" ودائمًا ينتصر، فـ"أين ذهب الحب" من أيامنا هذه؟ وقد جاء نتاج هذا الحب الذي كُلل بالزواج اثنتان من "أسيرات الحب" للفن، فكانت الفنانة الراحلة خير حافظة لـ"أسرار البنات" وطموحهما وأحلامهما، شجعتهما الأسرة ودعمتهما فنيًا ومعنويًا، فكان نتاج هذا الفنانة الجميلة المبدعة صاحبة الصوت العذب (دنيا)، وأختها الفنانة الجميلة صاحبة الدم الخفيف والطلة المبهجة (إيمي) كانت "أحلام البنات" مناظرة لوالديهما واستطاعتا  تحقيق نجاح مستحق ساحق والانتشار علي الساحة الفنية للشاشة المصرية.

أما عن دلال الإنسانة فيشهد لها الجميع من الزملاء الممثلين والأهل والأصدقاء وحتى "سابع جار"، أنها كانت سيدة طيبة "أصيلة" عطوفة من "ملوك الجدعنة"، صاحبة واجب مع الكل، و"أبدًا لم يكن لها" أي خلافات في الوسط الفني، بل كانت دائمة تقديم "خدمة إنسانية" إلى الجميع، وكانت "دموع صاحبة الجلالة" قريبة جدًا عند التحدث عن أي شيء إنساني أو مؤثر وقد ظهر ذلك واضحًا في كل حلقات البرامج التليفزيونية التي حلت ضيفة فيها.

عاشت الفنانة القديرة في الآونة الأخيرة "ساعات حرجة"؛ إثر إصابتها بوعكة صحية متأثرة بفيروس كورونا اللعين، وعاش معها جمهورها وأهلها وحبايبها "لحظات حرجة" أنتهت بوفاتها، فكان وقع هذا الخبر مثل "دقات على بابي" شديدة ومندفعة.

كان "لسه بدري" يا ست الهوانم، تركت لنا "دمعة على خد الزمن" بفقدانك، بعد "سنوات من الضحك والدموع" عهدناها معكِ في أعمالك.

تنويه هام

"شاءت الأقدار" و"تاهت بعد العمر الطويل" نجمة لن يكررها الزمن، رصيدها "الكبير أوي" من الأعمال الفنية، جعلني قادرة على سرد هذا المقال بأكمله، فكل ما بين علامتي تنصيص "" هو عمل من أعمالها الفنية، "دعوني أعيش" وأقول "حق ميت"، عشت يا دلال في الدنيا وأمتعتينا وأبدًا لن تموتي فينا، فـ"رياح الماضي" المحملة بعبق تراث أعمالك، ستبقى حية إلى الأبد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تم نسخ الرابط