الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

مبادرات الدولة تكشف حجم التحديات فى مواجهة الفيروس اللعين 

من الملاحظ أن أعداد الإصابات بفيروس كورونا تزايدت بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية، الأمر الذى قابله تحذيرات مشددة من قبل الأطباء والخبراء والمسؤولين من سرعة الانتشار حال التقاعس والتهاون فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية من قبل المواطنين. وأعتقد أن تزايد الإصابات - غير المقلق حتى الآن - رفع مستوى المخاوف لدى الخبراء والمسئولين، فوجدنا تصريحات كثيرة تحمل تحذيرات من التهاون والاستهانة، وتدعو للحذر الواجب، وفى نفس الوقت تحمل رسائل أمل فى السيطرة، وأن الأعراض بسيطة مقارنة بالموجات السابقة، لكن الحديث عن سرعة الانتشار مؤكد من الجميع.  فمن الأحرى الآن دق ناقوس الخطر والاستعداد للعبور الآمن من هذه الموجة حتى لا تكون موجة قاسية، وحديثى هنا للدولة مطالبا بضرورة التشديد على تنفيذ الإجراءات الوقائية واتخاذ القرارات المناسبة، وللأمانة، حققت طفرة حقيقية خاصة فى توفير اللقاحات أو فيما يخص التطعيم خلال الأيام الماضية، فتم بالفعل تطعيم نسب كبيرة ومبشرة من الموظفين والعاملين فى الجهاز الإدارى للدولة، وكذلك انتشار قوافل للتطعيم تجوب المحافظات والقرى دون الانتظار إلى الرسائل المرسلة بتحديد موعد أخذ اللقاح، إنما تطعيم كل من سجل على موقع وزارة الصحة، وكذلك تحرك الجامعات الفعلى فى تطعيم كل طلابها قبل انطلاق العام الدراسى الجديد.  والأحرى أيضًا الأخذ بنصائح وإرشادات الأطباء والخبراء، بضرورة اتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية سواء بأهمية ارتداء الكمامات، وتحقيق التباعد الاجتماعى فى الشارع وأماكن العمل، وعدم التكدس والازدحام فى المواصلات وأثناء التسوق، والالتزام بالنظافة الشخصية، وشرب المياه بشكل كافٍ، والتعرض الدائم والمتجدد للشمس، والحرص على التغذية السليمة لتقوية جهاز المناعة. إن مخاوف المصريين من الفيروس "تراجعت بشكل كبير" منذ بداية أزمة الوباء فى مارس 2020، وسط تحذيرات من المسؤولين وخبراء الأمراض الصدرية والأوبئة من دور "الأمان الزائف" فى إحداث موجة إصابات جديدة تصعب السيطرة عليها. ورصد مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء المصرى، فى استطلاع رأى شمل نحو ألف شخص "أكبر من 18 عامًا"، تسجيل شهر أغسطس الماضى أعلى "معدل اطمئنان" بين المصريين بشأن خطورة كورونا وذلك منذ ظهور الوباء فى مصر مارس 2020. وأوضح استطلاع الرأى أن نصف من شاركوا "لا يرون كورونا خطرًا على الإطلاق حاليًا"، وذلك بواقع 44.3%. ووفق الاستطلاع الذى يتم إجراؤه شهريًا منذ بدء الأزمة، بلغت نسبة من لا يرون الفيروس خطرًا على الإطلاق فى السابق 7% فقط خلال مارس 2020، أما من يرون كورونا خطرًا، فسجلت نتائج الاستطلاع أن نسبتهم 49.2%، وهى أدنى نسبة تسجل منذ انتشار كورونا بمصر، حيث كانت النسبة السابقة 69.8% خلال سبتمبر 2020، و81.3% لدى بدء انتشار الوباء. ووفقًا لتقرير وزارة الصحة، فإن الموجة الرابعة من كورونا ستكون مختلفة عن سابقتها وأقل حدة، بشرط التزام المواطنين بالتسجيل للحصول على اللقاح، لأن اللقاحات تعمل على الحد من انتشار العدوى والسيطرة على الفيروس، فضلًا عن دورها فى تخفيف حدة الأعراض وجعلها بسيطة ومتوسطة بدلًا من كونها خطيرة، وتخفيف الضغط على المنظومة الصحية. وختامًا، كلنا أمل فى الله أولًا، وفى التزام المواطنين ثانيًا، وفى قدرات الدولة ثالثًا، لكن ما يبشر حقًا أنه أصبح لدينا خبرات فى التعامل مع الفيروس اكتسبناها خلال الموجات السابقة، فيكفى وجود حالة لدى المواطنين من الثبات وحسن التصرف وعدم الذعر مثلما كان الحال فى الموجة الأولى والثانية، الأمر الذى يساهم قطعًا فى تقليل الضغط على المستشفيات ويساعد المنظومة الصحية للقيام بمهمتها، ويقلل من الإصابات والوفيات، فكل ما علينا الآن هو اتباع خطة العبور الآمن التى تتلخص فى اتباع الإجراءات الاحترازية والتغذية السليمة والإسراع فى التطعيم، واتخاذ القرارات المناسبة من قبل الدولة سواء باستخدام قرارات إدارية للمواجهة والسيطرة، وتوفير اللقاحات والتوسع فى مراكز التطعيم، وتحديث بروتوكولات العلاج، حتى يقضى الله أمرا كان مفعولًا.

تم نسخ الرابط