◄قدم أوراق اعتماده كأحد أفضل اللاعبين فى العالم بأدائه المتميز وتصرفاته النبيلة
◄الصحافة العالمية تشيد بهدفه الأسطورى الأخير وتصفه بأنه تخطى "رونالدو" و"ميسى"
◄"مو" يوجه تحذيرًا للبشرية ويطالب بحماية البيئة فى احتفال عالمى بحضور الأمير ويليام دوق كامبريدج
◄تم اختياره من بين مشاهير العالم لتسليم الجائزة الأولى للأشخاص الذين يحاولون إنقاذ الكوكب
◄المدير الفنى لفريق ليفربول يمتدح نجمه الخارق ويعتبره "أفضل لاعب بالكوكب"
تغمرنى مشاعر الفخر والاعتزاز وأنا أكتب الآن عن واحد من أبناء بلدى بمحافظة الغربية، هو فخر العرب، النجم الأسطورى محمد صلاح أو "مو صلاح" كما يلقبه البريطانيون أو"الأسطورة" كما تلقبه الصحافة العالمية التى قالت عنه مؤخراً إنه تفوق على "رونالدو" و"ميسى" صاحبى الجماهيرية الطاغية على مستوى أنحاء العالم.
أعجز فى أن أصف بكل دقة الشعور بالفخر الذى سيطر على كل حواسى حينما كنت أتابع مثل الملايين من كافة أنحاء العالم تلك الحالة من التألق والنجومية التى ظهر عليها محمد صلاح جناح فريق ليفربول وهو يرفع اسم مصر عالياً فى حفل جوائز "إيرث شوت" الذى أقيم مؤخراً فى العاصمة البريطانية لندن بحضور الأمير ويليام وزوجته حيث ألقى النجم المصرى خطابًا وجه فيه تحذيرًا للبشرية مطالبا العالم أجمع بحماية البيئة.
وكان الأمير ويليام دوق كامبريدج قد وجه الدعوة إلى محمد صلاح لحضور ذلك الحفل، الذى يُقام فى لندن للمرة الأولى حيث تم إنشاء هذه الجوائز السنوية من قبل دوق كامبريدج لمكافأة الأشخاص الذين يحاولون إنقاذ الكوكب بشتى الطرق المختلفة حيث إنه من المقرر كل عام وعلى مدى العقد المقبل، سيتم منح جائزة قدرها مليون جنيه إسترلينى لكل 5 مشاريع تعمل على إيجاد حلول للمشاكل البيئية على كوكب الأرض.
ونظراً للتقليد المتبع فى الحفل بأن يتولى كل شخص مدعو لذلك الحفل مسؤولية تقديم جائزة من الجوائز المخصصة، فقد تم اختيار مهاجم ليفربول محمد صلاح ليقدم أول جائزة لهذه المسابقة "إيرث شوت" وعلى وجه الخصوص الفائز فى فئة إحياء محيطاتنا.
وبالطبع فإن كل مصرى بل كل عربى شاهد وتابع وسمع محمد صلاح وهو يقف على منصة الحفل، وكان فى الخلفية أصوات إيحائية للمحيطات وتحت قدميه مياه، تجسيدًا للفقرة التى يقدمها شعر بكل تأكيد بسعادة وشعور بالفخر بهذا الشاب البسيط الذى يتمتع بكافة مقومات النجومية والتألق حتى فى طريقة إلقاء كلمته ونطقه للغة حيث إنه ووسط حالة من التصفيق الحار له من الحضور قال "أنا سعيد لتواجدى هنا فى ذلك الحفل المذهل والرائع، أنا متحمس لذلك لأننى نشأت بجوار المياه، مياه البحر المتوسط".
وتابع أيضاً : "المياه عنصر حيوى بالنسبة لنا، وللكوكب بأكمله، البحار والمحيطات، قد يكون هناك بلاستيك أكثر من الأسماك فى المحيط ما لم نفعل شيئًا تجاه هذا الآن وهذا أمر مرعب، ولكن تم العثور على وسائل بارعة لإعادة إحياء محيطاتنا".
وكان محمد صلاح أكثر حضوراً وهو يقدم المتنافسين الثلاثة على تلك الجائزة، حيث تخصص كل شخص منهم فى ابتكار حل لإنقاذ المياه موضحاً أن هناك فريقا من أمريكا يقاتلون لحماية 30 % من محيطات العالم بحلول عام 2030، وكورال فيتا فى جزر الباهاما الذين يعملون لإنقاذ الشعاب المرجانية فى العالم، إلى جانب فريق أسترالى يعمل على إعادة الحياة إلى سواحلنا.
وفاز فى النهاية كورال فيتا من جزر البهاما، وهو مشروع يُديره اثنان من أفضل الأصدقاء الذين يزرعون المرجان فى جزر الباهاما، وهو مصمم لاستعادة الشعاب المرجانية المحتضرة فى العالم باستخدام خزانات خاصة، وطوروا طريقة لتنمية المرجان بمعدل أسرع 50 مرة مما يأخذه فى الطبيعة.
والحق يقال فإن هذا الحضور الرائع والراقى الذى اتسمت به مشاركة محمد صلاح فى هذا الحفل غير أن هناك أمرا آخر يستحق أن أتوقف أمامه أيضاً وأنا أكتب عن محمد صلاح حيث إنه وقبل هذا الحفل بيوم واحد فقط تغنت الصحف العالمية بهدف "مو صلاح" نجم وهداف ليفربول أمام واتفورد فى اللقاء الذى جمع بينهما ضمن منافسات الجولة الثامنة من بطولة الدورى الإنجليزى الممتاز، على ملعب فيكارج رود فقد سحق ليفربول واتفورد بخماسية، منها هاتريك للنجم البرازيلى فيرمينو، وهدف لساديو مانى من صناعة محمد صلاح، ولم يكتف الفرعون بصناعة الهدف بل أحرز أيضاً هدفاً أسطوريا جديداً حافظ به على كونه هداف الدورى الإنجليزى برصيد 7 أهداف مناصفة مع جيمى فاردى، نجم ليستر ليستى.
فقد وضعت صحيفة «ليفربول إيكو» صورة لمحمد صلاح من مباراة وعلقت عليها: «الأعظم فى العالم، يورجن كلوب يُشيد بالمذهل صلاح بعد هدف رائع» ، على جانب آخر، جاء عنوان صحيفة إكسبريس كالتالى: «صلاح الأفضل بالعالم، كلوب يمتدح لاعبه المميز».. واختارت صحيفة «ستار» البريطانية الصورة ذاتها التى وضعتها إكسبريس، وعلقت هذه المرة: "سوبر صلاح هو الأفضل بالعالم، يورجن كلوب يمتدح نجمه الخارق ويصفه بأفضل لاعب بالكوكب". ووفقًا لموقع «Whoscored» المتخصص فى الإحصائيات، شارك صلاح فى مباريات أكثر من ميسى ورونالدو حتى الآن، حيث بدأ نجم الريدز الموسم من بدايته مع الفريق فى الوقت الذى تأخرت فيه مشاركة رونالدو مع مانشستر وميسى مع باريس بعد انتقالهما عقب انطلاق الموسم بعد ختام مسيرة الأول مع يوفنتوس والثانى مع برشلونة فى الصيف الماضى.
وعلى مستوى الدورى، شارك صلاح فى 8 مباريات مقابل 4 لرونالدو، من بينها مباراة كبديل و2 لميسى واحدة أساسى وأخرى بديل فى الدورى الفرنسى. ووصل إجمالى دقائق مشاركات صلاح 720 دقيقة مقابل 190 لميسى و393 لرونالدو حتى الآن. سجل صلاح 7 وصنع 4 مقابل 3 لرونالدو ولم يسجل ميسى فى الدورى حتى الآن كما لم يصنع أى منهما أهدافًا.
وعلى مستوى معدل التسديدات فى كل مباراة تفوق كريستيانو بفارق بسيط حيث، سدد صلاح بمعدل 4.1 كل مباراة مقابل 4.2 لرونالدو و3 لميسى. وفى نسبة التمريرات الصحيحة، تفوق ميسى بـ85.4% مقابل 84.3 لرونالدو و80.4 لصلاح. وتفوق رونالدو فى ألعاب الهواء ونجح فى استخلاص بمعدل 0.6 كرة كل مباراة مقابل 0.4 لصلاح و0.3 لميسى.
وتوج صلاح بجائزة رجل المباراة 3 مرات مقابل واحدة لرونالدو ولم يحققها ميسى مع باريس حتى الآن. وحصل صلاح على تقييم 8.21/10 بناء على أدائه فى الموسم الحالى من الموقع، مقابل 7.03 لميسى و6.94 لرونالدو.
فى السياق ذاته، أشاد يورجن كلوب، المدير الفنى لفريق ليفربول، بالمستوى الرائع الذى يقدمه النجم المصرى محمد صلاح مع الريدز خلال الفترة الأخيرة ولم تتوقف أصداء الهدف الأسطورى عند هذا الحد بل انفجرت وسائل التواصل الاجتماعى بالإثارة بعد الهدف، وقال جيمى كاراجر أسطورة ليفربول إن محمد صلاح البالغ 29 عامًا هو الأفضل فى العالم الآن.
وحتى نضع أيدينا على حجم الإنجاز الذى حققه محمد صلاح على المستوى الدولى علينا أن نعود إلى الوراء قليلا. لنعرف أنه من مواليد مدينة بسيون بمحافظة الغربية عام 1992. نشأ فى ظل ظروف مادية صعبة اضطرته للتخلى عن حلمه فى الدراسة الجامعية، ولكنه لم يستسلم ونجح فى تحقيق نجاح ترددت أصداؤه فى العالم أجمع.
بدأ حياته الكروية فى نادى المقاولون العرب، وبعدها انتقل مباشرة إلى أوروبا للانضمام إلى فريق بازل السويسرى. وبعدها تنقل محمد صلاح بين عدة فرق إيطالية وإنجليزية، قبل أن يحط الرحال فى فريق ليفربول الإنجليزى، حيث تألق فى صفوفه خلال موسمه الأول، متصدرًا لائحة هدافى الدورى الإنجليزى خلال مرحلة الذهاب.