◄أخطاء ومخالفات الدورات السابقة تهدد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ43
◄هل يستمع محمد حفظى رئيس المهرجان لصوت العقل ويعالج الأخطاء والسلبيات بعدما أصاب صناع السينما بخيبة أمل فى الدورة الأخيرة؟
◄غموض حول تجاهل نجوم الصف الأول لمهرجان "بلدهم" وعدم مشاركتهم فى تفاصيله وفاعلياته
◄لماذا لا يتم تحديد ضوابط للسير على "السجادة الحمراء" بعد أن أصبحت مستباحة لكل "من هب ودب"؟
◄مطلوب فورًا إعادة النظر فى طريقة اختيار المدعوين من الفنانين والنقاد والشخصيات العامة
هناك حكمة شهيرة تقول إنه ليس عيبًا أن نخطئ ولكن العيب كل العيب أن نستمر فى ممارسة هذا الخطأ.. تذكرت هذه الحكمة بمجرد أن بدأت كتابة هذا المقال الذى أتناول فيه مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى يجرى حاليًا الإعداد للدورة الـ٤٣ التى باتت على الأبواب، فما حدث خلال الدورات الأخيرة للمهرجان من أخطاء فادحة سوف تؤثر بالسلب على المهرجان الذى يعد بمثابة المهرجان الأقدم والأعرق فى المنطقة بالكامل.
وهنا أود أن تبادر إدارة المهرجان بإعادة النظر فيما حدث من أخطاء تنظيمية فادحة تناولتها من قبل وأعيد طرحها مجددًا حتى يتم تلافيها وتصويبها.
وأول هذه الأخطاء يتمثل فى فوضى دعوات حضور المهرجان التى يتم توجيهها لشخصيات وهمية لا علاقة لها من قريب أو بعيد فنفاجأ بتواجد أشخاص لا أحد يعرفهم بينما يغيب عن حضور حفلى الافتتاح والختام النجوم الكبار الذين يتم تجاهلهم عن عمد خاصة أنه وللأسف الشديد الذين يتولون مهمة اختيار المدعوين، وإرسال الدعوات ربما لا يعرفون أصلاً قيمة هؤلاء الكبار من الفنانات والفنانين الذين قدموا ومازالوا يقدمون للفن الكثير والكثير وبالتالى فإن ذلك ينعكس بشكل لافت للنظر على تلك الحالة من الفوضى العارمة التى تتسم بها حفلات افتتاح وختام المهرجان، وهى الفوضى التى تسيء للمهرجان وتقلل من قيمته خاصة فى نظر المؤسسات الدولية المعنية بشئون السينما والمهرجانات السينمائية.
أما السجادة الحمراء فحدث ولا حرج حيث إنها وخاصة خلال الدورات الأخيرة من المهرجان تحولت إلى "مولد وصاحبه غايب" والمؤسف فى الأمر أن كاميرات التليفزيون تنقل على الهواء مباشرة تلك السجادة الحمراء للمهرجان التى أصبح يقف عليها "كل من هب ودب" وهناك جانب آخر فى منتهى الخطورة يتعلق بالظهور فوق السجادة الحمراء وهو أن الغالبية العظمى من الفنانات أنصاف وأرباع الموهوبين يستثمرن السجادة الحمراء فى عرض أحدث ما لديهن من فساتين شبه عارية لدرجة أن البعض أطلق على السجادة الحمراء فى مهرجان القاهرة السينمائى أنها "ديفيله للأزياء" وهنا فإننى أهيب بإدارة المهرجان أن تضع معايير ومحددات واضحة يتم احترامها عند المرور على السجادة الحمراء احترامًا لقيمة مهرجان مهم استطاع أن يصبح واحدًا من أهم وأعرق المهرجانات السينمائية فى العالم منذ أن تم تأسيسه على يد جيل الكبار الذين حفروا فى الصخر من أجل أن يظل المهرجان كبيرًا وسط المهرجانات الكبيرة.
ولم تتوقف الأخطاء التى حدثت خلال الدورات السابقة عند هذا الحد بل إن هناك أيضًا مسألة فى منتهى الأهمية تتعلق بعدم التزام البعض بالإجراءات الاحترازية فعلى الرغم من أن معالى الوزيرة المبدعة د. إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة وفرت كافة الإجراءات الاحترازية والوسائل الوقائية التى من شأنها حماية رواد المهرجان من خطر الإصابة بفيروس كورونا فإن إدارة المهرجان فى كثير من الأحيان تتوانى فى الالتزام بهذه الإجراءات ولا تنفذها كما يجب أن يكون وبالتالى نكون أمام خطر حقيقى وأمام تصرف سلبى قد يؤثر على رغبة الجمهور فى الاستمتاع بالفاعليات المصاحبة للمهرجان .
وعلى ذكر "الفاعليات المصاحبة للمهرجان" فإنه وعلى مدى الدورات الثلاث السابقة أصيبت الفعاليات بحالة من الترهل والضعف الشديد من حيث نوعية الفاعليات ومن حيث المشاركين فيها أيضًا وهذا بالطبع إن دل على شيء فإنما يدل على أن من يتولى إعداد هذه الفعاليات ربما يكون يفتقد الاحترافية فى التفكير وفى الخلق والابتكار وهو ما ينعكس بشكل سلبى على مستوى الفاعليات المصاحبة للمهرجان .
لذا فإننى أكتب الآن مؤكدًا على مسألة مهمة جدًا هى أن ما حدث فى الدورات الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى أقدم وأعرق مهرجان فى المنطقة من خلل وضعف يعطينا مؤشرات تدفعنا لأن ننتبه إليها حتى لا تقع فيها إدارة المهرجان هذا العام، فمن حقنا أن نطالب بالمحافظة على المهرجان وعلى مكانته التى وصل إليها وأن نرتقى به ونتشبث بمفرداته الإيجابية ونصحح من أحواله السلبية، فلا أحد ينكر أن هناك تخبطا فى أسلوب الإدارة وحتى التنظيم وبرامج اختيار الأفلام والمسابقات الداخلية.
والسؤال الذى يفرض نفسه بقوة أيضًا فى نفس السياق هو: هل هناك اتفاق بين نجوم الشباب على مقاطعة المهرجان؟
إنها علامة استفهام كبرى، فهذه المقاطعة على مدار الأعوام الماضية تمثل وبكل تأكيد إشارة غريبة إلى أن هناك فجوة كبيرة بين الفنانين والمهرجان، رغم أن هؤلاء الفنانين يحرصون على الاحتفاء بالمهرجانات العربية التى فى حقيقة الأمر تمثل قيمة أقل بكثير من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى يحتل مكانة متقدمة بين المهرجانات السينمائية على مستوى العالم.
وبعد ما قمت بسرده من أخطاء فادحة تمت وبشكل متعمد على مدى الدورات السابقة للمهرجان فإن هناك تساؤلا كبيرا يطرح نفسه: لماذا كل ذلك يحدث على وجه الخصوص منذ تولى السيناريست محمد حفظى رئاسة المهرجان؟ أعتقد أن الإجابة لا أحد يعرفها إلا حفظى نفسه، فكما أشرت من قبل هناك نوعان من البشر حينما تتوفر لكل منهما الفرصة كاملة ويتم منحهما كافة الإمكانات الكفيلة بأن تجعلهما ملء السمع والأبصار وسط مناخ صحى يشجع على الإبداع والخلق والابتكار.. فإن النوع الأول تجده وقد تحول على الفور إلى«شعلة نشاط» ويمسك هذه الفرصة بكل ما أوتى من قوة ليصنع منها نجاحًا كبيرًا وكيانًا مهمًا فنجده يبذل قصارى جهده من أجل تحقيق نقلة نوعية فى العمل الموكل إليه القيام به وإدارة شئونه، بينما النوع الثانى نجده وقد تحول بقدرة قادر إلى معول هدم بتصرفاته البعيدة كل البعد عن النجاح والطموح لأن طموح هؤلاء يتوقف فقط عند «الشللية» والرغبة فى تحقيق مكتسبات شخصية بأى شكل من الأشكال.
لقد طرحت تلك التصورات حول المهرجان من منطلق غيرتى الشديدة على ريادتنا فى مجال صناعة السينما.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.