محمود الشويخ يكتب:" العالم يبدأ من هنا " كيف عاد منتدى الشباب من جديد؟
- ما تفاصيل النسخة القادمة فى شرم الشيخ؟.. وسر توقف الحدث الكبير طوال الشهور الماضية
- لماذا يحرص الرئيس على حضور جميع الجلسات؟.. وما دور شباب "البرنامج الرئاسى" فى التنظيم؟
- من يحضر فى الدورة المقبلة؟.. وتفاصيل الشروط.. وكواليس الملفات المطروحة على المائدة
- ماذا قدم المنتدى فى النسخ الماضية؟.. واعترافات قادة العالم عن دوره العظيم
كان هذا الأسبوع مصريا بامتياز.
حققت بلادنا، على مدار الأيام الماضية، انتصارات كبرى، من جلاسجو الأسكتلندية؛ منح العالم مصر شرف استضافة الدورة المقبلة لمؤتمر المناخ.. وفى فرنسا فتح الجميع آذانه للاستماع إلى كلمة الرئيس السيسى فى مؤتمر باريس الدولى حول ليبيا.
وكان لابد لهذه الانتصارات أن تتوج بالإعلان المهم عن عودة منتدى شباب العالم للانعقاد من جديد فى شرم الشيخ، مدينة السلام، بعد أن أوقفت جائحة كورونا دورية انعقاد المنتدى كل عام، إذ تأجلت النسخة الماضية بفعل الإجراءات الاحترازية للسيطرة على انتشار الفيروس القاتل.
ولقد استقبلت هذا الإعلان بسعادة شديدة - برغم أننى لا أفضل حضور المنتدى وأستمتع بمتابعته على الشاشة - فعودة هذه المنصة الحوارية فرصة عظيمة لأن نسمع بعضنا البعض ويتحاور شبابنا مع شباب العالم ويعرض لنا الرئيس، كما عودنا، آخر المستجدات داخليا وخارجيا، خاصة فى ظل حرصه على حضور مختلف الجلسات.
فقد أصبح منتدى شباب العالم بحق منصّة فعّالة أسّسها مجموعة من الشباب الواعد، ليرسل رسالة سلام وازدهار ووئام، ويقدّمها إلى العالم أجمع؛ حيث يشارك شباب من جميع أنحاء العالم فى محفَل دولى ثرى وشاب، للتعبير عن آرائهم والخروج بتوصيات ومبادرات، فى حضور نُخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة.
ثم إن شبابنا أمام فرصة للتواصل مع كبار صانعى القرار والمُفكّرين حول العالم، كما أنه فرصة للتعرف على مجموعة متنوّعة من الشباب الواعد من مختلَف الجنسيات حول العالم، شباب لديه الحلم والإرادة والتصميم على إحداث تغيير حقيقى فى عالم اليوم وعالم الغد.
وتعقد النسخة الرابعة من المنتدى فى الفترة من 10 إلى 13 يناير المقبل بمدينة شرم الشيخ، تحت رعاية الرئيس السيسى، فيما تم فتح باب التسجيل للشباب الراغبين فى الحضور من مصر وكافة دول العالم لمدة شهر كامل بداية من 15 نوفمبر الجارى.
وعقدت النسخة الأولى من منتدى شباب العالم فى الفترة من 4 إلى 10 نوفمبر 2017، بحضور 3200 مشارك شاب من 113 دولة، وشارك أكثر من 222 متحدثًا من أكثر من 64 دولة فى جلسات متعددة، وتم عقد مناقشات لمناقشة القضايا والموضوعات العالمية فى إطار المسارات الرئيسية الثلاثة: السلام والتنمية والإبداع.
وخرج منتدى شباب العالم 2017 تحت شعار "نحن نحتاج للحديث"، لتسليط الضوء على ضرورة وجود نقاش مفتوح بين الشباب من جميع أنحاء العالم لإعطاء رسالة سلام ورخاء، وركزت هذه النسخة على الحاجة إلى مكافحة الإرهاب ومنع الجماعات الإرهابية من الوصول إلى الأسلحة التى تهدد الدول.
ومن بين المتحدثين الرئيسيين فى المنتدى – الذى شهد 46 جلسة و70 ساعة عمل - كانت لمياء حاجى بشار ناشطة حقوق الإنسان والناجية الإيزيدية من تنظيم داعش.
وتضمن برنامج المنتدى 6 أركان رئيسية: قضايا الشباب العالمية، التنمية المستدامة، ريادة الأعمال والتكنولوجيا، الحوار الثقافى والحضارى، تطوير قادة المستقبل بالإضافة إلى ذلك شهد المنتدى محاكاة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
أما التوصيات فشملت: دعوة اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم تحت الإشراف المباشر لمكتب رئيس الجمهورية إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتحويل المنتدى إلى مركز دولى للحوار العربى الإفريقى بين شباب العالم بهدف تفعيل الحوار فيما بينها لتحقيق السلام والتنمية، ودعوة وزارة الخارجية بالتنسيق مع جميع الهيئات المعنية فى الدولة والمنظمات والمؤسسات الدولية التى ترأسها الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى اعتماد قرارات نموذج محاكاة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذى ينفذه شباب مصر والعالم وتنفيذه فى منتديات المستقبل لجميع المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية، ودعوة اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم بالتنسيق مع أجهزة الدولة ومؤسساتها إلى عقد المنتدى سنويًا فى نوفمبر فى شرم الشيخ، ودعوة وزارات الثقافة والآثار والتعليم العالى والبحث العلمى والتخطيط إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لإنشاء مركز للتكامل الثقافى يهدف إلى تفعيل آليات التعارف والتقارب بين الثقافات بين شباب العالم من أجل تحقيق مبدأ: التكامل بين الحضارات والثقافات.
وشملت أيضا: دعوة اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم بالتنسيق مع جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية إلى إنشاء مركز الشباب المصرى- الإفريقى والذى يهدف إلى توفير الرعاية لقدرات الشباب لشعوب القارة الإفريقية فى جميع المجالات، ودعوة مجلس أمناء الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب إلى تنفيذ خطة للتبادل الأكاديمى والثقافى مع جميع الأكاديميات والمعاهد ومراكز التدريب المقابلة لها وتخصيص عدد من المقاعد للطلاب من الدول العربية والإفريقية والآسيوية واللاتينية، ودعوة اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم إلى تشكيل لجنة خبراء من جميع أنحاء العالم لوضع إستراتيجية دولية لمعالجة قضايا الهجرة غير القانونية والتطرف والأمية واقتراح إستراتيجية للمناقشة من خلال الأنشطة التى تنفذها ..بدأ المنتدى فى بداية 2018، ودعوة وزراء التعليم العالى والبحث العلمى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتنسيق مع الأكاديمية المصرية للبحث العلمى والجامعات المصرية إلى إنشاء مركز إقليمى لرعاية الابتكار التكنولوجى الذى يوفر الدعم العلمى والمالى لمبتكرى التكنولوجيا من العرب والدول الإفريقية، ودعوة اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم لاستضافة وفود الشباب من جميع أنحاء العالم لعقد ورش العمل والندوات طوال عام 2018 حول مختلف القضايا والموضوعات التى نوقشت خلال المنتدى وتفعيل جميع آليات الاتصال الحديثة لضمان أوسع قاعدة مشاركة فى الحوار بين الشباب فى جميع أنحاء العالم، ودعوة رئاسة مجلس الوزراء المصرى بالتنسيق مع الوزارات المعنية إلى إنشاء مركز إقليمى لدعم ريادة الأعمال وتمويل المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر.
أما النسخة الثانية فعُقدت النسخة الثانية من منتدى شباب العالم فى الفترة من 3-6 نوفمبر 2018، وانخرط أكثر من 5000 شاب من جنسيات وخلفيات مختلفة فى التواصل.
وواصل المنتدى فى نسخته الثانية التأكيد على دوره باعتباره منصة للشباب للتعبير عن آرائهم حول التحديات العالمية التى تواجه عالمنا اليوم من منظور الشباب، وقدم العديد من الفرص للشباب للمشاركة من خلال اللجان والموائد المستديرة وورش العمل، بالإضافة إلى ذلك، مُنح الشباب مجالًا لتطبيق الموضوعات التى تمت مناقشتها بطريقة تعليمية توضيحية من خلال العديد من الأحداث الجانبية التى تم تنظيمها خلال منتدى شباب العالم 2018.
وجمع المنتدى 141 متحدثًا و241 مشاركًا فى ورشة العمل، بالإضافة إلى 72 من النحاتين و201 من رواد المسرح، كما ضم 169 مشاركًا فى القمة العربية- الإفريقية النموذجية.
واشتملت الفعاليات على 17 حلقة نقاش مع ما مجموعه 26 ساعة عمل، 2 مائدة مستديرة مع ما مجموعه 3 ساعات عمل، 7 ورش عمل لما مجموعه 31 ساعة عمل، 6 محادثات عارضة مع ما مجموعه 9 ساعات عمل، وبلغ مجموع هذه الجلسات 32 جلسة مع 141 متحدثا.
وتناول المنتدى قضايا وموضوعات مثيرة للجدل مثل الأمن المائى فى أعقاب تغير المناخ، جدول أعمال 2063: إفريقيا التى نريدها، تضييق الفجوة بين الجنسين فى سوق العمل، وفرص العمل فى عصر الذكاء الاصطناعى (منظمة العفو الدولية).
وضمت التوصيات: إعلان أسوان عاصمة للشباب الإفريقى لعام 2019 ، حيث سيتم عقد ملتقى الشباب العربى والإفريقى لمناقشة أهم القضايا والتحديات التى تواجه الشباب فى القارة الإفريقية والمنطقة العربية، وإقرار إعلان شرم الشيخ لتكون مدينة للتكامل العربى- الإفريقى واعتماد الإعلان كوثيقة رسمية، ستقدمها وزارة الخارجية إلى جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقى لتكون نموذج محاكاة السلام فى العالم. يأتى ذلك وفقًا لإحدى توصيات القمة العربية والإفريقية النموذجية، ودعوة الأكاديمية الوطنية للتدريب إلى تطوير آليات تنفيذية لتدريب الشباب العربى والإفريقى فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال إطلاق برنامج القيادة الرئاسية الإفريقية، على أن تدعم الدولة المصرية وجميع مؤسساتها مبدأ الحفاظ على الحياة ومكافحته للإرهاب وتأثيراته المباشرة والجانبية كحق أساسى من حقوق الإنسان، وتأسيس مجموعة عمل مشتركة من المنتدى العالمى للشباب لتقديم الدعم المالى والمعنوى إلى ضحايا الإرهاب فى جميع أنحاء العالم.
كما شملت: تشكيل مجموعة بحثية تحت إشراف اللجنة المنظمة لمنتدى الشباب العالمى لدراسة إيجابيات وسلبيات الاستخدام المفرط لمنصات وسائل التواصل الاجتماعى. يجب على هذه المجموعة تطوير رؤية شاملة وآليات تنفيذية لتعظيم فوائد منصات التواصل الاجتماعى ثقافياً وفكريًا وعلميًا، بالإضافة إلى تقليل تأثيرها السلبى، ودعوة المؤسسات والهيئات المصرية بالتنسيق مع اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم إلى تنفيذ حملة توعية على جميع المستويات السياسية والإعلامية على الصعيدين الإقليمى والدولى، لرفع وعى الشباب والجمهور بخطورة قضية الأمن المائى ووضع ذلك على جدول أعمال المجتمع الدولى، وإطلاق مبادرة دولية لتدريب 10,000 شاب مصرى وإفريقى كمطورين للألعاب والتطبيقات الإلكترونية على مدار السنوات الثلاث المقبلة، بالإضافة إلى دعم إنشاء 100 شركة متخصصة فى هذه المجالات فى مصر وإفريقيا، ودعوة جميع المؤسسات والهيئات المصرية إلى إنشاء مركز إقليمى لريادة الأعمال فى مصر لتقديم الدعم للشركات الناشئة فى مصر وبلدان المنطقة، وتشكيل لجنة إدارية، تضم النحاتين المشاركين، إلى "إحياء ذكرى الإنسانية" فى مدينة شرم الشيخ.
وتحويلها إلى مؤسسة دولية تهدف إلى الحفاظ على مبادئ الإنسانية ودعم ضحايا العنف والإرهاب، ودعوة مجلس الوزراء إلى تشكيل لجنة تضم وزارات التضامن الاجتماعى والشؤون الخارجية بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية لإعداد رؤية شاملة لتعديل القانون المنظم لعمل المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى داخل مصر.
سيتم تنفيذ ذلك من خلال دراسة تجارب دولية مماثلة وإجراء جلسة مع الشباب لتقديمها إلى البرلمان.
وعقدت النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم فى مدينة شرم الشيخ فى الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر 2019 بمشاركة أكثر من 7000 شاب.
وناقش المنتدى فى نسخته الثالثة موضوعات الأمن الغذائى، والبيئة والمناخ، وسلسلة الكتل، والذكاء الاصطناعى، والاتحاد من أجل المتوسط، وتمكين المرأة، والفن والسينما، وشهدت النسخة الثالثة للمرة الأولى إطلاق منصة INSPIRE. D للشخصيات الشبابية الملهمة، وحاضنات أعمال منتدى شباب العالم WYF LABS، إضافة لاستمرار فعالياته التى انطلقت فى النسخة السالفة 2018، مثل مسرح شباب العالم، والمنطقة الحرة FREEDOM.E.
كما شهد المنتدى نموذج محاكاة الاتحاد من أجل المتوسط (MUFM) لدعم الشباب فى منطقة البحر المتوسط. كما شهد النموذج مشاركة ممثلين لدول الاتحاد من أجل المتوسط والبالغ عددهم 43 ممثلًا، لتحقيق أهداف التنمية البشرية والاستقرار والتكامل الإقليمى.
أما التوصيات فكانت: إطلاق مبادرة إفريقية للتحول الرقمى والتميز الحكومى بالتعاون مع الاتحاد الإفريقى ومعمل الأمم المتحدة الإفريقى لرعاية الإبداع التكنولوجى، والدعوة لإطلاق مبادرة إفريقية لمكافحة القرصنة الرقمية لتأمين المعلومات شديدة الحساسية لتكون حائط صد ضد محاولات الاختراق الرقمى، وإنشاء منصة إلكترونية عربية إفريقية للمرأة تتضمن مكتبة رقمية لكل الدراسات والأوراق البحثية والتقارير الخاصة بالمرأة، إبراز المبادرات النسائية الناجحة وتدعيمها ودعم سبل تمويلها، والدعوة لإنشاء اللجنة الأورمتوسطية لمكافحة الكراهية على الفضاء السيبرانى لتعمل على دراسة مقترحات خطاب الكراهية والتطرف والتنمر على مواقع التواصل الاجتماعى بما يتوافق مع المعايير الدولية، ودعوة الأمم المتحدة لتبنى بروتوكول دولى لمكافحة خطاب الكراهية والتنمر عبر وسائل الشبكة الدولية ووسائل التواصل الاجتماعى، وقيام الأكاديمية الوطنية للتدريب بمصر بوضع الآليات التنفيذية لإطلاق البرنامج الرئاسى لتدريب الشباب الأورمتوسطى على القيادة، والدعوة لتنفيذ مبادرة الاتحاد الإفريقى 2021 لخلق مليون وظيفة.
هذا إلى جانب إطلاق مبادرة بحثية للجامعات الإفريقية للتركيز على مختلف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة ودراسة سبل الاستفادة منها لحل مشكلات القارة، وإطلاق مبادرة لدعم مطورى تطبيقات "لوكتيشن" فى المجالات المختلفة لدعم أهداف التنمية المستدامة بالتعاون مع المنصة التى أطلقها منتدى شباب العالم لتشجيع الشباب، وإطلاق مبادرة بعنوان الفن من أجل الإنسانية وإقامة معرض رسمى حى يعمل من خلاله الفنانون على تجسيد الهوية الخاصة لبلادهم المختلفة والقيام بعمليات تشكيلية مستوحاة من بلادهم، وإنشاء مراكز لتبادل المعلومات بين الدول ودعوة المؤسسات التعليمية والاقتصادية لدعم المبتكرين حول العالم.
إننا أمام دورة استثنائية تستعد لاستقبالها مدينة شرم الشيخ، بحضور عدد كبير من الشباب من مختلف الجنسيات، مع توقعات بحضور من قادة الدول فى هذا المحفل الكبير.. وبكل تأكيد نتوقع تنظيما على أكمل وجه، كما خرجت النسخ السابقة، بفضل جهود جهات الدولة المعنية والشباب وعلى رأسهم شباب البرنامج الرئاسى.
ودائما وأبدا.. تحيا مصر.