◄بإرادة سياسية "حاسمة" وإدارة تنفيذية "حكيمة" يتحقق العصر الذهبى للصعيد
◄الدولة تتجه بكل قوتها نحو تطوير وتحديث محافظات الصعيد فى جميع المجالات
◄المشروعات القومية العملاقة تقتحم جميع محافظات الوجه القبلى.. والاستثمارات الحكومية تصل إلى ٩٢ مليار جنيه فى عام واحد
◄فى ظل الجمهورية الجديدة.. وجه الحياة يتغير فى الصعيد والأحلام تتحقق على الأرض
لسنوات طويلة كان الصعيد بمحافظاته بعيدا عن الاهتمام، بل لم يكن على خارطة تفكير الحكومات المتعاقبة، وكان طبيعيا أن تكون محافظاته من المحافظات الأكثر احتياجا وفقرا، حيث لا تنمية تصل إليها ولا استثمارات تعرفها ولا مسئولون يفكرون فيها.
الوضع تغير الآن تماما، فلم نعد نعيش عصر الإهمال للصعيد، بل أصبحنا فى عصر يقدر المواطن المصرى فى كل مكان دون تمييز، وعندما ننظر على خريطة الصعيد الآن سنجد أنه بالفعل يعيش أزهى عصور تنميته. لقد كانت الزيارة التى قام بها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى السبت الماضى لافتة، تحديدا عندما تمت الإشارة إليها فى البيان الرسمى الصادر عن مجلس الوزراء أنها تأنى استعدادا للافتتاحات الرئاسية. ما حدث فى الزيارة كان مؤشرا على ما سيحدث بعدها، فقد قام الدكتور مصطفى مدبولى بجولة تفقدية فى محافظة أسوان؛ فى إطار متابعته للموقف التنفيذى لعدد من المشروعات، استعدادا للافتتاحات الرئاسية المرتقبة لهذه المشروعات، رافقه الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، وعدد من القيادات التنفيذية.
فى مستهل زيارته للمحافظة، شدد رئيس الوزراء على أن القيادة السياسية تولى اهتماماً خاصاً بالمشروعات التى يتم تنفيذها فى محافظات الصعيد، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، يتابع بنفسه، وبشكل دورى، معدلات تنفيذ هذه المشروعات.. وقال رئيس الوزراء : يوجد تكليف واضح من الرئيس بسرعة الانتهاء من المشروعات التى تخدم أهالينا فى الصعيد فى المجالات المختلفة ، وأشار إلى أنه فى هذا الصدد ترأس اجتماعا لمتابعة الموقف الحالى للمشروعات التنموية والخدمية الجارى تنفيذها بالمحافظة، وجهود التعامل مع الأمطار الغزيرة التى تعرضت لها أسوان مؤخراً كما ناقش الاجتماع سبل تعزيز المقومات السياحية والأثرية الاستثنائية التى تتمتع بها المحافظة.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولى: نشهد الآن مشروعات عملاقة فى محافظات الوجه القبلى، وأبرزها مشروع "بنبان" لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، والذى نال نصيبا كبيرا من الإشادة الدولية، وحصل على جوائز عالمية تعكس أهميته، كما أن المشروع هو دلالة واضحة على أن الحكومة المصرية تمضى فى اتجاهها نحو دعم مشروعات الطاقة النظيفة المتوافقة بيئيا.
وبدأ رئيس الوزراء جولته بتفقد أعمال تطوير الطرق المؤدية إلى مصنع "كيما2"، ثم قام عقب ذلك بجولة موسعة داخل المصنع الذى يعد أحد المشروعات الصناعية الكبرى فى صعيد مصر، باستثمارات تقترب من 12 مليار جنيه.
واطلع رئيس الوزراء على معدلات سير العمل بالمصنع، وخلال ذلك تمت الإشارة إلى أن الطاقة التصميمية للمصنع تبلغ 1575 طن/يوم من سماد اليوريا، و1200 طن/يوم من الأمونيا، ويوفر أكثر من 2000فرصة عمل. ثم انتقل الدكتور مصطفى مدبولى لتفقد الأعمال الجارية فى مدينة أسوان الجديدة، التى تقام على مساحة 22 ألف فدان، ووفقا للمخطط العام للمدينة، فإنها تضم عددا من المناطق السكنية، ومناطق الاستثمار، ومناطق خدمية إقليمية، ومحاور خدمية وترفيهية، إلى جانب المنطقة الصناعية، والقرية الأولمبية.
واطلع رئيس الوزراء على الموقف التنفيذى لمشروعات الإسكان الاجتماعى بمدينة أسوان، كما تم الانتهاء من عدد من المبانى الخدمية: التعليمية، والصحية، والدينية، والترفيهية، ومبنى الخدمات الحكومية، إلى جانب الانتهاء من الحديقة الشاطئية، والمسرح المكشوف.
كما تفقد الدكتور مصطفى مدبولى أعمال تطوير الكورنيش بمدينة أسوان الجديدة.
وفى ختام جولته فى أسوان، أشاد رئيس الوزراء بمعدلات تنفيذ المشروعات بالمحافظة، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، التى قام بها نهاية الشهر الماضى للمحافظة، أعطت دفعة قوية لمعدلات إنجاز المشروعات بالمحافظة، مجددا التأكيد على الأولوية القصوى التى توليها القيادة السياسية لتنفيذ المشروعات التى تخدم أهالينا فى الصعيد فى مختلف المجالات، ويأتى على رأسها المبادرة الرئاسية "حياة كريمة".
بعد يومين فقط من هذه الزيارة التى كانت تمهيدية، بدأت الافتتاحات تتوالى للمشروعات فى الصعيد، وهى الافتتاحات التى يشهدها الرئيس، فى تأكيد مباشر على اهتمامه بالصعيد وتنميته وتغيير وجه الحياة فيه، ومنح مواطنيه ما افتقدوه لسنوات طويلة من حقوق.
اهتمام الدولة بالصعيد ليس وليد اليوم، فالمشروعات التى يتم افتتاحها يتم العمل فيها منذ سنوات، ثم إنها كانت نتاج فكر وتخطيط وهو ما يمكن أن تطلعنا عليه التقارير الحكومية الرسمية التى تتحدث عن الاستثمارات الحكومية فى محافظات الصعيد. فى آخر تقرير صادر عن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية نقرأ حجم الاستثمارات الحكومية الموجهة لأقاليم الصعيد بخطة العام المالى الحالى 21/2022.
تقول الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية إن خطة التنمية تولى اهتماماً خاصاً بالسياسات والبرامج المكانية التى تستهدف تحقيق التقارب فى مستويات المعيشة والدخول بين الأقاليم بمعالجة الفجوات التنموية القائمة، ودفع جهود التنمية بما يتوافق ومقومات وخصائص وأولويات كل إقليم، مؤكدة إعطاء الخطة أهمية كبيرة لتنمية محافظات الصعيد لإحداث تنمية حقيقية ملموسة وسريعة من شأنها تحسين جودة الحياة وتوفير فرص العيش اللائق والكريم.
وأشارت السعيد" فى التقرير الصادر عن الوزارة إلى أن الخطة توجه استثمارات حكومية قدرها 92.4 مليار جنيه خلال عام 21/2022 لتنمية محافظات الصعيد، ويستحوذ إقليم جنوب الصعيد على النسبة الأكبر من هذه الاستثمارات بنسبة 55.2% بقيمة 51 مليار جنيه، ويليه إقليم وسط الصعيد بقيمة 22.1 مليار جنيه بنسبة 23.9%، فى حين تشكل الاستثمارات الحكومية لإقليم شمال الصعيد نسبة 20.9% بقيمة حوالى 19.3 مليار جنيه.
وفيما يتعلق بالاستثمارات الموجهة لإقليم جنوب الصعيد أوضح تقرير وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن محافظة أسوان تستحوذ على النسبة الأكبر من الاستثمارات الموجهة للإقليم بنسبة 28,6% وتليها محافظة سوهاج بنسبة 25,7% ثم محافظتا قنا والبحر الأحمر بنسب متقاربة 18,2% و 18% على التوالى وفى المركز الأخير محافظة الأقصر بنسبة 9,4%.
وتبلغ الاستثمارات الحكومية المخصصة لمحافظة أسوان نحو 14,6 مليار جنيه، يستحوذ قطاع الخدمات الأخرى على النسبة الأكبر منها 56%، يليه قطاع الصرف الصحى بنسبة 11,5%، ثم قطاعا النقل والتخزين والخدمات الصحية بنحو 9,3% ، 8% على التوالى.
أما محافظة البحر الأحمر فيبلغ إجمالى الاستثمارات الحكومية المخصصة لها نحو 9,2 مليار جنيه، يستحوذ قطاع البترول الخام على النسبة الأكبر منها بنحو 32,3%، يليه قطاع الخدمات الأخرى بنسبة 20,8%، ثم قطاع الكهرباء بنسبة 20,6%، وبالنسبة لمحافظة قنا فيبلغ إجمالى الاستثمارات الحكومية المخصصة لها نحو 9,3 مليار جنيه، يستحوذ قطاع الخدمات الأخرى على النصيب الأكبر من إجمالى الاستثمارات بنحو 54,6%، يليه قطاع الصرف الصحى بنسبة 13,9%، ثم الخدمات التعليمية بنسبة 9,8%.
ويبلغ إجمالى الاستثمارات الحكومية المخصصة لمحافظة سوهاج نحو 13 مليار جنيه يستحوذ قطاع الخدمات الأخرى على النصيب الأكبر منها بنسبة 60,2%، يليه قطاع الصرف الصحى بنسبة 16,8%، ثم قطاع الخدمات التعليمية بنسبة 8,3%، ويخص محافظة الأقصر نحو 4,84 مليار جنيه ويأتى قطاع الخدمات الأخرى على رأس القطاعات الموجه إليها الاستثمارات بالمحافظة بنسبة 47,4%.
وحول الاستثمارات الموجهة لإقليم شمال الصعيد أشار التقرير إلى أن محافظة المنيا تأتى فى المركز الأول بقيمة 8,4 مليار جنيه بنسبة 43,5% من جملة الاستثمارات الموجهة للإقليم، ويستحوذ قطاع الخدمات الأخرى فى المحافظة على النسبة الأكبر من قيمة الاستثمارات بنسبة 70%، ويليه قطاع الصرف الصحى بنسبة 11%.
وتأتى فى المرتبة الثانية محافظة بنى سويف ويخصها 5,6 مليار جنيه بنسبة 29% من جملة الاستثمارات الموجهة لإقليم شمال الصعيد، ويأتى قطاع الخدمات الأخرى فى مقدمة القطاعات بنحو 37% من جملة الاستثمارات الموجهة للمحافظة، وتأتى محافظة الفيوم فى المرتبة الثالثة ويخصها نحو 5,3 مليار جنيه بنسبة 27,5% من قيمة الاستثمارات الحكومية الموجهة للإقليم.
بالنسبة للاستثمارات الموجهة لإقليم وسط الصعيد أوضح التقرير أن محافظة أسيوط تستحوذ على النسبة الأكبر من جملة الاستثمارات بنسبة 61,2% بقيمة 12 مليار جنيه، ويستحوذ قطاع الخدمات الأخرى على النسبة الأكبر من جملة الاستثمارات الموجهة للمحافظة يليه قطاع الصرف الصحى ثم قطاع النقل والتخزين. تأتى فى المرتبة الثانية محافظة الوادى الجديد بنسبة 38,8% وبقيمة تبلغ نحو 7,6 مليار جنيه، ويستحوذ قطاع الكهرباء على النسبة الأكبر من جملة الاستثمارات المستهدفة الموجهة لمحافظة الوادى الجديد بنسبة 34,3%. التخطيط والتنفيذ للنهوض بالصعيد فى كل محافظاته ليس كلاما يطلق فى الهواء إذن، ولكنه برامج تحولت إلى مشروعات حقيقية على الأرض، يستفيد منها بشكل مباشر مواطنو الصعيد، الذين يرون على الأرض ما تقدمه الدولة لهم.
حقاً.. إن الصعيد يدخل عصرا جديدا، يمكننا أن نطلق عليه اسم عصر الصعيد "السعيد"، وهو اسم له تجلياته على الأرض التى جاءت بإرادة سياسية وبإدارة تنفيذية يعمل كل من يشترك فيها وعينه على أن يكون هذا الوطن فى المقدمة دائما.
