عمل متواصل ليلا ونهارا، يدهشنى ويجعلنى أتساءل: هل مصر فى طريقها إلى تغيير حقيقى من أقصاها إلى أدناها فعلا؟.. دعونى أقول أعزائى القراء إن ما يحدث يفوق الخيال والواقع وكل أشكال الزمان والمكان، لقد قررت مصر فجأة أن تبدل وجهها، وتفتح أحضانها لشعبها وناسها، وكانت مبادرة حياة كريمة، هى أولى الخطوات وأهمها لتحقيق ذلك. ويعجبنى فى الرئيس عبد الفتاح السيسى أنه رجل جريء، مغوار، يقدم على أى شيء ولا يعرف كلمة مستحيل، وهذا هو القائد الذى كنا نتمناه ونحلم به وننتظره منذ سنوات طويلة.
لذا أتابع عن كثب ما يحدث من خلال هذه المبادرة القومية العظيمة والاستثنائية، وتنمية المراكز الأكثر فقرًا على مستوى الجمهورية ومعالجة نقص الخدمات بها، فكما تم الإعلان عنه، فإن الأهداف الإستراتيجية للمبادرة هى تحسين المعيشة والاستثمار فى البشر من خلال الحماية والرعاية الاجتماعية، سكن كريم، ووعى مجتمعى، إلى جانب تحسين مستوى خدمات البنية الأساسية والعمرانية (صرف صحى، مياه شرب، رصف طرق) علاوة على تحسين جودة خدمات التنمية. وهو ما أراه يتحقق بالفعل إذ تعمل المبادرة على إنعاش التنمية الاقتصادية بقرى الريف، كما يسهم تنفيذ المشروعات فيها فى توفير فرص عمل لأهاليها وضمت مساهمات وزارة التنمية المحلية فى مكون التنمية الاقتصادية توفير الأراضى المطلوبة لإقامة مجمعات حرفية، وذلك بالتنسيق مع هيئة التنمية الصناعية وجهاز تنمية المشروعات، فضلاً عن إطلاق تطبيق "فرصتك فى قريتك" على الهواتف الذكية فى ديسمبر الماضى، بالتعاون بين وزارة التنمية المحلية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة بمصر، لربط الشباب بفرص التنمية الاقتصادية داخل مراكزهم وقراهم، وكذا البوابة الإلكترونية "أيادى مصر" لمشروعات المرأة المصرية. كما تم توفير أكثر من 27 ألف فرصة عمل بتمويلها 3429 مشروعاً بتكلفة حوالى 537 مليون جنيه من خلال صندوق التنمية المحلية و"مشروعك"، والذى تمكن من توفير حوالى 27 ألف فرصة عمل بتمويل 2737 بإجمالى قروض 530 مليونا، ومن المستهدف تنفيذ 13 مجمعاً صناعياً، تضم 4311 وحدة صناعية، بإجمالى تكلفة استثمارية 9.4 مليار جنيه، وحسب إعلان جهاز تنمية المشروعات، مسبقا، فإنه قد تم رصد مليار و400 مليون جنيه لتخصيصها ضمن مبادرة حياة كريمة بالمرحلة الأولى بالمبادرة، وخلال أشهر قليلة يتم توزيع 650 مليون جنيه، فى تمويل 25 ألف مشروع، وتوفير حوالى 45 ألف فرصة عمل فى القرى المستهدفة فى المرحلة الأولى ضمن مبادرة حياة كريمة.
إضافة إلى المبادرة الرئاسية لتشغيل الشباب، التى تحمل عنوان "مصنعك جاهز للترخيص"، والتى تعدُ حلاً تنموياً لتشجيع الاستثمارات ودعم المستثمر الصغير، وإتاحة الفرصة لانطلاق القدرات الإبداعية، إلى جانب توفير فرص العمل، وتعميق التصنيع المحلى بهدف الارتقاء بالصناعة المصرية. وفى إطار ذلك تم إطلاق أكثر من مبادرة لدعم الطاقات البشرية ورفع كفاءتها، من بينها مبادرة "مهنتك مستقبلك" للتدريب المهنى بالقرى والنجوع. وتوفير وحدات متنقلة للتدريب على مهن الخياطة، وتركيبات الكهرباء، والسباكة، والعمل على تمكين المرأة، بجانب تحقيق الشمول المالى والتدريب المهنى والتمويل الميسر للمشروعات الصغيرة، كما تحقق المبادرة "الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية" بتوطين الصناعة المصرية والمشتريات، وإنشاء مجمعات حرفية.
وحسب تصريحات للدكتورة إسراء على، عضو بمؤسسة حياة كريمة، أن المؤسسة تتكون من أكثر من قطاع، وهناك قطاع خاص بالفئات المستهدفة، وهذا القطاع يضم المرأة وذوى الإعاقة والأيتام، مشيرة إلى أن هناك إستراتيجية كاملة قائمة على منهج علمى بمحاور مختلفة فيما يتعلق بالمرأة، حيث إن هناك محورا خاصا بالتمكين الاقتصادى، وآخر خاصا بالتوعية، ويتم عمل رصد على أرض الواقع على الحالات التى تحتاج لتمكين اقتصادى، ويتم عمل مشروعات لها، وهى ليست قروضا وإنما منح كامل، ويتوقف ذلك على إمكانياتها وقدراتها ومهاراتها.