الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: الأسوأ والأفضل فى دراما رمضان 2022

الشورى

◄"الاختيار3" يحطم الأرقام القياسية فى التميز والتألق بلا منافس

◄رامز جلال يسقط فى بئر الفشل الذريع.. وأحمد مكى يقضى عليه بـ"الضربة القاضية”

◄ "فاتن أمل حربى" ضجيج بلا طحين.. ونيللى كريم تعيش أسوأ حالاتها الفنية

◄  "الكبير أوى6" يتربع على عرش الكوميديا.. وعمرو سعد يخطف الأضواء بمسلسل "توبة"

◄  ارفعوا أيديكم عن ريهام حجاج فهى صاحبة تجربة درامية مليئة بالتفاصيل

◄  أمير كرارة لم يحالفه الحظ فى "العائدون".. ومحمد رمضان يجب أن يراجع نفسه فى سيناريوهات أعماله

◄ غابت الفوازير عن الشاشة فلم تكتمل البهجة فى الموسم الرمضانى الحالى

يومان فقط وينتهى سباق الدراما الرمضانية بعد موسم درامى لم يكن الأفضل على الإطلاق، وهو ما يجعلنى أتساءل: أين ذهبت الدراما التى كنا ننتظرها من رمضان إلى رمضان؟ وهل هذه الأزمة تتعلق باختلاف أذواق صناع الدراما أم أنها تتعلق بتدنى القدرات التمثيلية لدى بعض الفنانين؟ فقد كانت المفاجأة الكبرى بالنسبة لى ولقطاع كبير من المشاهدين أن نجومًا كبارا لهم مكانتهم الفنية وأسماؤهم رنانة قد حصدوا لقب "الأسوأ" هذا العام فى حين نجد فنانين لم يكن متوقعًا أن يحققوا نجاحًا كبيرًا قد أصبحوا فى صدارة المشهد واستحقوا أن يكونوا الأفضل وفى الصدارة بمجهودهم وبقدرتهم الفائقة فى تجسيد الأدوار التى يقدمونها. ومازلنا أيضًا نعانى من غياب فوازير رمضان التى كانت فى وقت من الأوقات أحد أهم وأبرز ملامح التليفزيون المصرى خلال شهر رمضان ومن فرط أهميتها وقوتها كان يتبارى فى تقديمها نجوم الفن فى العصر الذهبى فلم تقتصر تلك الفوازير على النجمتين الشهيرتين "نيللى وشيريهان" فقط، بل كانت هناك أيضًا فوازير سمير غانم المعروفة بـ"فطوطة" ويحيى الفخرانى وسمير صبرى وسماح أنور وهالة فؤاد وصابرين. وللحق فإننى لم أبذل مجهودًا كبيرًا فى تحديد هؤلاء الذين يمكن أن نلقبهم بالأفضل أو الأسوأ، فمع اقتراب انتهاء الموسم أصبح معروفًا وبسهولة شديدة من هم الذين يستحقون تلك الألقاب وعن جدارة، وهنا أضع يدى على مسألة فى غاية الأهمية تتمثل فى أن الأعمال الجيدة والتى تستحق المشاهدة قليلة جدًا، وأصبحت معروفة لدى المشاهدين منذ الأيام الأولى من شهر رمضان، بينما تكتظ الشاشات بأعمال درامية بعضها يتناول موضوعات سطحية وبعضها يعانى من عدم وجود فكرة أصلًا، وقبل الدخول فى رصد الأسوأ والأفضل فإننى وبكل مصداقية أكاد أجزم بأن أفضل مسلسلات الموسم هى الدراما الوطنية التى عكست لنا صورة حقيقية من الواقع. ليس هذا فحسب بل إنها استطاعت وبشكل لمسه الجميع أن تفضح الجماعات المتطرفة وتكشف زيفهم وادعاءاتهم المضللة وقدمت لنا الصورة واضحة وحقيقية. وحينما أقوم برصد الأفضل والأنجح فإنه لابد أن أبدأ بالحديث عن مسلسل "الاختيار3 القرار"، الذى حمل بداخله عناصر نجاح منقطع النظير ليصبح الحصان الرابح والبطل الرئيسى على مستوى الدراما العربية وليس فى مصر فقط، فالعمل بأجزائه الثلاثة يعد أهم ملحمة درامية فى تاريخ الدراما العربية عبر سنواتها الأخيرة، وقطعة فنية شديدة الروعة يفوح منها عبق الوطنية والارتباط بقواتنا المسلحة ورجال الشرطة المصرية الذين كانوا ومازالوا صمام الأمان للدولة المصرية. وجاء الجزء الثالث ليكشف للشعب المصرى ما كان يحاك من مؤامرات ضد الدولة المصرية من الداخل ومن الخارج، وتناول أخطر 96 ساعة فى تاريخ مصر الحديث، ووثق المسلسل جنبًا إلى جنب مع الدراما بمقاطع حية بالفيديو اعترافات قيادات الإخوان بالصوت والصورة على أنفسهم والتى كشفت نواياهم الخبيثة، وحجم المؤامرة التى كانت تقوم بها جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات المتطرفة التى كانت تدعمها، حيث إن التسجيلات الخاصة بالإخوان والتى يتم عرضها فى نهاية كل حلقة من المسلسل بالصوت والصورة، كشفت عن وجه الجماعة الإرهابية الحقير. وإحقاقًا للحق فقد برع نجوم مسلسل "الاختيار3" فى تجسيد الملحمة كما ينبغى أن يكون وعلى رأسهم الفنان ياسر جلال، الذى يستحق أن يكون فى صدارة قائمة النجوم الأفضل فى دراما رمضان، حيث أثبت بما -لا يدع مجالًا للشك- أنه يمتلك موهبة قوية بالفعل، واستطاع بقدراته التمثيلية الفائقة أن يتسرب داخل قلوب المشاهدين ليقدم جانبًا مهما سواء وطنيًا أو إنسانيًا فى تكوين شخصية الرئيس، وأعتبره يغرد منفردًا خارج السرب بتجسيده شخصية الرئيس عبدالفتاح السيسى على هذا النحو من الروعة والجمال. وفى قائمة الأفضل هذا العام يأتى مسلسل "الكبير أوى" الذى أعاد أحمد مكى مرة أخرى لعرش النجومية، حيث استطاع العمل أن يحقق نجاحًا كبيرًا ويلم كل العائلات المصرية وقت الإفطار عند عرضه، ليثبت مكى أن الفنان الحقيقى صاحب الموهبة والقدرات الإبداعية يستطيع أن يصل للقمة بتطويره واجتهاده والمذاكرة ودراسة الشخصية، ولم يقتصر المسلسل على نجاح مكى فقط بل كل من شاركوه العمل وعلى رأسهم الفنانة الصاعدة رحمة أحمد، التى برعت فى تقديم دور "مربوحة" باحترافية، ونجح المخرج أحمد الجندى فى إدارة فريق عمله ببراعة. كما نجح أيضًا مسلسل "مكتوب عليا" للنجم أكرم حسنى، واستطاع أن يجذب شريحة كبيرة من الشباب لمتابعته وهو ما ظهر فى ردود الأفعال على المسلسل وتحقيقه نجاحًا كبيرًا فى الشارع المصرى. كما نجح مسلسل "توبة" للنجم عمرو سعد، فى خطف الأضواء، ومنذ بدء عرض حلقاته لفت انتباه رواد مواقع التواصل الاجتماعى بصورة كبيرة وأصبح حديث "السوشيال ميديا" وتصدر الترند. ورغم أن عمرو سعد يشارك فى السباق الرمضانى كل عام بمسلسل جديد، فإنه استطاع أن يحتل الصدارة بسهولة هذا العام حيث إن نجاح المسلسل بدأ مع عرض أولى حلقاته واستمر هذا النجاح فى التزايد والصعود حتى وصل للقمة. وهذا النجاح لم يأت من فراغ بل هو نتيجة حبكة درامية مميزة ومثيرة ومشوقة فى كل التفاصيل والأحداث التى تخص "توبة" الشاب الهارب من القاهرة إلى بورسعيد ويجمع بين حرفة الخراطة وفتح الخزائن بطرق غير قانونية ومع مرور الأحداث يدخل فى معارك وتحديات مع "سيد الأجنبى" يجسده ببراعة ماجد المصرى، ويتم قتل زوجته "لقى" أسماء أبواليزيد وتتصاعد الأحداث حلقة تلو الأخرى، حتى ينتقم توبة من سيد الأجنبى وكل رجاله، ومن جديد أثبت النجم عمرو سعد موهبته الكبيرة وأنه فنان بمعنى الكلمة قادر على تقديم كل أنواع الدراما حيث قدم دوره ببراعة وصدق من ناحية الدراما وأيضًا من ناحية الكوميديا وإلقاء الإيفيهات التى باتت حديث الناس فى الشوارع. وبعيدًا عن التربص والتنمر والقيل والقال على مواقع التواصل الاجتماعى، فإن مسلسل "يوتيرن" يحظى بنسبة مشاهدة عالية ومتابعة كبيرة من جمهور العائلات وربات البيوت ويعد من أفضل مسلسلات شهر رمضان هذا العام. فالعمل يحتوى على دراما اجتماعية رائعة موجودة فى أغلب البيوت ويضم توليفة مميزة من النجوم على رأسهم النجم الكبير توفيق عبدالحميد الذى كان الجمهور متشوقًا لرؤيته طوال السنوات الطويلة الماضية، والذى ظهر عبر شخصية دور والد "يارا" ريهام حجاج، وهو نموذج للأب الواعى والمحب لابنته والذى يدعمها ظالمة كانت أو مظلومة. وللحق فإننى أقف مندهشًا أمام كل الافتراءات على النجمة ريهام حجاج، وبالتزامن مع عرض مسلسلها "يوتيرن" تتعرض لهجوم شرس من أصحاب النفوس الضعيفة وكتائب السوشيال ميديا لا لشىء سوى لأنها تعمل فى صمت وتجتهد فى تقديم دورها كبطلقة مطلقة، تستحق أخذ فرصتها لتثبت وجودها على الشاشة. وللحق فإنها يومًا بعد الآخر تؤكد أنها صاحبة موهبة قوية فقد استطاعت أن تفرض نفسها بموهبتها على مائدة دراما رمضان للعام الثالث على التوالى، ففى كل عمل جديد تثبت أنها تحترم جمهورها ومن هنا تحرص على تنويع أدوارها والتدقيق فى اختيار الشخصيات التى تقتحم بها قلوب المشاهدين بأدائها الصادق وملامحها المعبرة عن الشخصية التى تمثلها. فشخصية "يارا" التى تقدمها هذا العام فى "يوتيرن" تختلف تمامًا عن "نور وقمر" فى "كل ما نفترق"، وتختلف كليًا عن "دنيا" فى "لما كنا صغيرين"، فـ"يارا" ضابط ملاحة تتخلى عن حلمها من أجل زوجها "يوسف" ويجسده ببراعة أيمن قيسونى، الذى يجعلها تنهى علاقتها بصديقها المقرب وابن خالتها وزميلها فى العمل "خالد" يجسده كريم قاسم، ظنًا منه أنه مغرم بها وخلال كل هذه المنعطفات الدرامية نجحت ريهام فى تجسيدها ببساطة وسلاسة بعيدًا عن الافتعال، وللحق ورغم الجدل الدائر حول المسلسل فإن ريهام تتفوق فى كل عمل فنى تقدمه وتحظى بمتابعة كبيرة وأتوقع لها حضورا أقوى كل عام. ولعل النجاح الكبير وغير منقطع النظير لمسلسل "الاختيار 3" ظلم مسلسلات أخرى تستحق المشاهدة ومنها مسلسل "العائدون" للنجم أمير كرارة والذى لم يحالفه الحظ فى النجاح للعام الثانى على التوالى فبعد إخفاقه العام الماضى بمسلسل "نسل الأغراب"، كان لزامًا عليه أن يطور من نفسه فى الأداء ليعيد ثقة المشاهد من جديد، لكنه لم يحقق النجاح المرجو منه، وكذلك النجم محمد رمضان فعلى الرغم من موهبته الكبيرة فإن سيناريو مسلسل "المشوار" جاء بطيئًا للغاية وأحداثه اتسمت بالملل والرتابة وللأسف لم يوفق المخرج الكبير محمد ياسين فى صناعة مسلسل يليق باسمه واسم النجم محمد رمضان وبالطبع فإن مشاهدات مسلسل الاختيار أثرت على الأعمال الأخرى المشاركة فى الموسم. وفى قائمة الأسوأ يأتى مسلسل "فاتن أمل حربى" فهو عمل فنى باهت أثار كثيرًا من اللغط دون فائدة وكأنه ينطبق عليه المثل القائل "ضجيج بلا طحين"، كما ظهرت نيللى كريم فى المسلسل كعادتها مكتئبة وحزينة وفى أسوأ حالاتها الفنية حتى أصابت المشاهد بالملل لتسجل بهذا المسلسل إخفاقها الثانى على التوالى عقب إخفاقها العام الماضى بمسلسل "ضد الكسر" واحتل قائمة الأفشل فى دراما رمضان، ومن سوء حظ نيللى كريم أن مسلسلها فاتن أمل حربى لم يقو أصلًا على المنافسة بعد عرض الحلقات الأولى، وهو ما أعتقد أنه كان سببًا رئيسيًا فى تقبلها صدمة فشل المسلسل وانضمامه لقائمة الأعمال الدرامية الخاسرة، التى أخرجها الجمهور من حلبة المنافسة مبكرًا. أما برنامج "رامز موفى ستار" والذى يقدمه رامز جلال فقد سقط سقوطًا ذريعًا، وأظنه سقوطًا بلا رجعة، بعد عزوف كل الجماهير عن متابعته والتفافهم حول مسلسل "الكبير أوى 6" بديلًا عنه وتمكن مكى من القضاء على رامز بالضربة القاضية، وأعتقد أن الجمهور مل من متابعة هذه السخافات التى يصدرها كل عام بنفس المعنى، وأكاد أجزم بأن صناع هذا البرنامج قد نجحوا وعن جدارة فى أن يتربعوا على قمة مستنقع السطحية والانزلاق فى وحل التفاهة والضحالة. والمفارقة أن رامز يتعمد إهانة زملائه عامًا بعد آخر مقابل حفنة من الدولارات وكأنه ينفذ حملة منظمة وممنهجة تستهدف فى المقام الأول إهانة الفن المصرى والاستهانة بالفنانين المصريين وإظهارهم على هذا النحو من التفاهة والسطحية فضلاً عن إصراره على تقديم الوجه القبيح لهؤلاء الفنانين من خلال هذا الكم الهائل من الألفاظ الخارجة التى تخدش الحياء العام.

تم نسخ الرابط