محمد فودة يكتب: عمرو دياب.. "ساحر" الأغنية العربية
◄ "قاهر الزمن" لا يتوقف عند النجاح فقط.. ويمتلك "خلطة سرية" لا يعرفها غيره
◄ أغانيه "إكسير الحياة".. وإبداعه مصدر إشعاع دائم للنجاح
◄ الهضبة يكتب تاريخًا جديدًا لنجوميته ويكتسح "الترند" بأحدث أغنياته "اللى يمشى يمشى"
لم يكن "الميجا ستار" عمرو دياب فى يوم من الأيام مجرد مطرب عادى أو مجرد رقم فى قائمة نجوم الأغنية المصرية، لسبب بسيط هو أنه كان ومازال فنانًا من طراز فريد وصاحب أفعال لا أقوال، وهو ما ترتب عليه أنه سيظل فى نظر عشاق الأغنية العربية بمثابة "قاهر الزمن" وحائط الصد الأول وصمام الأمان للأغنية النظيفة فى مواجهة موجة الإسفاف والانحطاط الموسيقى والغنائى وطوفان التفاهة وإعصار الأغانى الهابطة. إذ يمثل عنوانًا مهمًا للنجومية الحقيقية فهو دائمًا ما يلقن أشباه المطربين درسًا فى كيف يكون الغناء، ليس هذا فحسب بل إنه يؤكد لجمهوره دائمًا أن النجومية الحقيقية لم تأت من فراغ وإنما هى نتيجة عناصر وخلطة سرية لا يعرف مكوناتها أحد غيره. فبعد طرحه ثانى أغنيات ألبومه الجديد "اللى يمشى يمشى" احتل صدارة الترند وبدأ الجمهور يردد كلماتها فى كل مكان، وكأن عمرو دياب قد أراد أن يؤكد لنفسه ولمحبيه ولجمهوره العريض فى مصر والعالم العربى أنه لا يقف عند نقطة بعينها بل إنه لا يعترف أصلاً بالسنين أو بالزمن فقد استطاع بذكائه المعهود أن يجبر الجميع على الاستمتاع بما يقدمه من أغانٍ تدخل القلوب بلا استئذان.
وللحق فإن أغانى عمرو دياب جميعها وليس أغانيه الجديدة فقط قد تحولت إلى ما يشبه "إكسير الحياة" بالنسبة لكل الجمهور الذى يهرع وراء أغانيه وينتظر طرح أغنيات ألبومه بفارغ الصبر فبعد أن طرح الهضبة عقب عيد الفطر مباشرة أغنية "هتدلع"، من كلمات محمد القاياتى، لحن محمد يحيى، وتوزيع أحمد إبراهيم، وحققت نجاحا منقطع النظير. طرح أيضًا أحدث أغنياته "اللى يمشى يمشى" كلمات تامر حسين، لحن مدين، توزيع توما، ميكساج وديجيتال ماستر أمير محروس، وبمجرد طرحها تصدر ترند يوتيوب وجوجل وتويتر كعادته.
وتقول كلمات الأغنية: - اللى يمشى يمشى.. عينى على ناس أمِنتها إتأذيت مِنها بعدها - نزلوا مِن نظرى مش هقول عُذرى دول عالم عارفه نفسها - قلبى ولا طيبته نِفعته واللى يوم سِكنُه موته - دُنيا بتعرى ياما بتورى كله على قد نيته - اللى يمشى يمشى زى بعضه يبقى فضىّ سكة للى بعده - فى الندالة ناس كتيرة عدوا دول ما شاء الله حُب مِين ده كله منفعه - كله بقى عنده أقنعه مين بقى برىء مين إدعىّ مين هستثناه؟ - اللى حبونا مثلوا واللى وعودونا كسلوا يوفوا بوعودهم - والله يسعدهم واللى له طريق يكمله اللى ملىّ ايده مِننا - إفتكر نفسهُ حلمنا فِهمهُ على قده الغرور واخده - لِسه معرِفش طبعنا اللى شاف نفسه وإفترىّ - واللى بيبيعنى فى الدرىّ واللى مديت له إيدى وصفيتله - طبعه هو المُشكلة أرمى ورا ضهرى كُل ده ايه اللى يجبرنى على كده - ياللا أشوف نفسى حبة مِن نفسى فى اختيار أحلى مِن كده
واللافت للنظر أن الهضبة بهذا الاكتساح كأنه أراد أن يكتب تاريخًا جديدًا للنجومية كما ينبغى أن تكون فتصدر "الترند" وظهر اسمه فى أكثر من منصة من منصات التواصل الاجتماعى وأيضًا عبر محرك البحث "جوجل" الذى جاءت أكثر الكلمات بحثًا من جانب المستخدمين "اللى يمشى يمشى" وفى موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" احتل هاشتاج الأغنية الأكثر تداولا، وهناك مفاجآت كبيرة سيقدمها الهضبة لجمهوره خلال هذا الصيف، حيث أعلن الشاعر بهاء الدين محمد عن تحضيره لعدد من الأغنيات مع الهضبة عمرو دياب فى ألبومه الجديد، والتى وصفها بالمفاجآت، وكتب على حسابه على "فيس بوك": "إلى جماهير حبيبى وحبيبكم عمرو دياب ..أنا مع الهضبة إن شاء الله واستنوا مفاجآت غير متوقعة خالص جدًا قوى".
إننى على يقين من أن الهضبة سيظل دائمًا "فى القمة" ليس هذا فحسب بل إنه سيظل أيضًا فنانا كبيرا صاحب تاريخ طويل ومشوار مع الأغنية جدير بالاحترام وهو ما يجعله يستحق وعن جدارة أن يصبح أيقونة وأسطورة الغناء ليس فى مصر فقط بل فى المنطقة العربية أيضًا كما أنه كان ولا يزال وسيظل النجم الأوحد الجدير بالتقدير والحب والاحترام، وهو ما يجعلنى على يقين من أننى وبينما أكتب عن عمرو دياب فكأننى أتناول جانبًا مهمًا من جوانب الفن المصرى وأحد الأعمدة الرئيسية فى دنيا الغناء والطرب الحقيقى وأعتقد أن هذه الصفات هى التى ساهمت بشكل كبير فى تأهيله للحصول على جوائز عالمية من قبل منها على سبيل المثال "ميوزيك أوورد" المصنفة فى مقدمة الجوائز العالمية التى لا يحصل عليها إلا المطرب المجدد أو صاحب البصمة المتميزة فى مجال الموسيقى والغناء.
لذا فإننى أقولها وبكل صراحة إن عمرو دياب هو بحق حارس قلعة الأغنية المصرية وحامى حمى الريادة، وهذا فى تقديرى لم يأت من فراغ أو أنه وليد الصدفة بل هو نتيجة مجهود كبير يبذله بشكل دائم ليظل باستمرار محافظًا على لياقته البدنية والفنية والإنسانية أيضًا لأن من يقترب من عمرو دياب يتأكد أنه يولى اهتمامًا خاصًا بالجوانب الإنسانية ويعطى لفنه وموهبته كل وقته وهو ما ينعكس بشكل إيجابى على ما يطرحه من ألبومات متحديًا الظروف المحيطة ومتحديًا الحروب التى يتعرض لها والتى يتم خلالها استخدام جميع الأساليب للشوشرة عليه وعرقلة مسيرته الفنية.
وإحقاقًا للحق فإن عمرو دياب ليس فى حاجة إلى شهادة من أحد على نجوميته الطاغية لأن أغنياته تجبر الجميع دون استثناء على احترامه وتقديره على هذا الفن الرائع الذى يتدفق منه تمامًا مثل البئر التى كلما اغترفنا منها الماء نجدها وقد امتلأت أكثر وأكثر بالماء العذب، هكذا هو حال قاهر الزمن وهكذا حال الأغنية المصرية فطالما يعيش بيننا نموذج النجم عمرو دياب فإن الأغنية المصرية ستظل بخير وفى الصدارة كما كانت من قبل لأنه يمتلك موهبة حقيقية تمامًا مثل الذهب.
فأينما يكون فهو ذهب ومهما تعرض لعوامل الزمن فإن الذهب يظل على بريقه ولا يصدأ أبدًا، وأعتقد أن قيمة عمرو دياب أنه يعرف مساحات الثراء فى الأغنية المصرية وكيف يجدها ويدعمها ويحتفظ دائمًا بشبابها حتى تصل إلى الناس طازجة دافئة بدون شوائب وهذا سر خلود أغانيه، فكل أعماله تعيش مع الآذان والوجدان.. نجح عمرو ببراعة فى الوصول إلى أعلى حالات الأغنية المصرية شكلًا ومضمونًا فمنذ بداية مشواره كان همه الأول والأخير هو تحديث الطرب المصرى سواء من ناحية الموسيقى أو اختيار الكلمات الحميمية التى تعبر عن شباب مصر فى تطوير دائم ولهذا فهو يفاجئنا بكلمات أغانيه التى تصل لكل المحبين، ونعيش معها فى حالة حب دائم فهى تمثل العشق والوداع والفراق، هو ساحر لا يتوقف عند نجاح أو يرضى بأى تألق.