محمد فودة يكتب: الطاقة الإيجابية.. بوابة التنمية وتطور المجتمع
◄قصص النجاح الملهمة تبث الطاقة الإيجابية وتصنع المعجزات
◄نحن فى حاجة إلى تنمية الشعور الوطنى بداخل الشباب لخلق أجيال جديدة تتحمل المسئولية
◄عودة القيم والأخلاق التى نشأنا عليها هى السبيل الوحيد لنهضة الأمة
◄الأسرة والمدرسة ودور العبادة "خط" الدفاع الأول للتصدى للأفكار المتطرفة
وسط هذا الكم الهائل من ضغوط الحياة والمشاكل اليومية التى فى كثير من الأحيان لا يكون لنا يد فيها تصبح "الطاقة الإيجابية" وبكل تأكيد هى المصدر الأهم لمنحنا القدرة على تجاوز أية منعطفات سلبية فى الحياة ، فالطاقة الإيجابية تصنع المعجزات وتمنحنا شعورا جارفا بالإحساس بالرضا والتفاؤل وبالتالى يصبح كل منا أداة مهمة فى خلق تنمية حقيقية فى المجتمع الذى يشهد الآن حالة حراك وتحول نحو الحياة الكريمة التى تعمل الدولة وبكامل طاقتها من أجل تحقيقها لكافة جموع الشعب وخاصة فى المناطق الأكثر احتياجاً.
نعم الطاقة الإيجابية ليست ضرباً من ضروب الخيال وإنما هى الطاقة التى تمنح الإنسان التفاؤل والشعور بالحب، والرغبة فى العطاء بلا حدود ، فهى الروح الداخلية التى يشعر بها الإنسان عندما يكون مستقراً من الناحية النفسية حيث تمنحه شعوراً بأنه يمتلك طاقة كبيرة تحركه نحو مستقبل أفضل وحياة أجمل إلى جانب القدرة على مواجهة جميع التحديات والصعاب والتغلب عليها وفى هذا السياق فإن الطاقة الإيجابية تعتمد اعتماداً أساسياً على التفكير الجيد والإيجابى وطرد كافة الأفكار السلبية والسيئة من الذهن. لذا فإننى أرى ضرورة إفساح المجال أمام الطاقة الإيجابية لتصبح بمثابة أسلوب حياة حيث اهتم علماء النفس كثيراً بهذا الشأن وأكدوا فى العديد من الأبحاث والدراسات العلمية أن للطاقة الإيجابية العديد من الفوائد للإنسان فهى تمنح الشعور بالأمل والتفاؤل كما تمنح الشعور بالسعادة وتُحسِّن طريقة ووسائل التواصل مع الأشخاص الآخرين وتعمل على تحسين طبيعة العلاقات الاجتماعية بين الأشخاص وأيضاً تقى الإنسان وتحميه من الإصابة بالأمراض والاضطرابات النفسية وتزيد من مستوى جاذبية الشخص وقبوله من الأشخاص الآخرين وتزيد من الثقة بالنفس والاعتزاز بها وترفع من مستوى قدرة الإنسان وإنجازاته ودافعيته لتحقيق أهدافه وطموحاته كما تساهم أيضاً مساهمة كبيرة فى امتلاك الإنسان مهارات أفضل للتأقلم مع الشدائد والصعاب التى قد يمر بها ، وتحقق للفرد انخفاضاً فى معدلات الاكتئاب ومستويات التوتر والقلق وتعمل على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية وتُقلِّل من خطر الموت نتيجة الإصابة بأمراض القلب.
كما تُسهِم الطاقة الإيجابية فى بناء المجتمع وتماسكه وانتشار المحبة بين أبنائه. ومن هذا المنطلق تبرز أمامنا مسألة فى منتهى الأهمية هى ضرورة توعية الشباب من خلال قصص النجاح الملهمة التى تبعث فى النفس الشعور بالانتماء للوطن والإحساس بأهمية التمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة التى تميزنا عن سائر شعوب العالم ، فقصص النجاح فضلاً عن أنها تطلق العنان للطاقة الإيجابية فهى تحفز وتحمس الشباب على الارتباط بالوطن وبالتالى حماية تلك الإنجازات التى تجرى الآن فى جميع ربوع الوطن فضلاً عن ذلك فهى تمنح القدرة أيضاً على مواجهة الأفكار المتطرفة التى يبثها "أهل الشر" من أجل خلق حالة من الفوضى بين أفراد المجتمع.
والحديث عن التثقيف والتوعية يقودنا إلى مسألة أراها فى منتهى الأهمية تتعلق بدور الأسرة الذى ينبغى أن يتم جنباً إلى جنب مع المدرسة ودور العبادة, فهذا الثلاثى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يقوم بدوره دون أن يكون ذلك بشكل جماعى فما فائدة ما تقوم به المدرسة طالما تهمل الأسرة الدور المنوط بها؟ وهل يمكن أن تؤثر دور العبادة فى شخص نشأ فى أسرة مفككة وتعلم فى مدرسة تفتقد أبسط قواعد التربية والتعليم؟!
أقولها مراراً وتكراراً.. نحن أحوج ما نكون الآن لنشر ثقافة الطاقة الإيجابية فى حياتنا والعمل بشكل جاد على إعادة إحياء القيم والمبادئ النبيلة التى من شأنها خلق مجتمع متماسك قادر على مواكبة هذا التطور الهائل الذى يشهده المجتمع بحكم التطور السريع فى كافة جوانب الحياة.
وهنا أود الإشادة بتلك المبادرات التى يتم إطلاقها من حين لآخر والتى تستهدف فى المقام الأول الحفاظ على هويتنا الأصيلة وإعادة إحياء القيم النبيلة فى حياتنا ، تلك القيم التى ترتبط ارتباطاً وثيقاً ببث الطاقة الإيجابية فى النفوس دون أن تكلفنا أية أعباء فضلاً عن أنها لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تكلفنا فوق طاقتنا.
خلاصة القول: نحن أمام حقيقة مؤكدة هى أن الطاقة الإيجابية ليست رفاهية أو أنها نوع من الكماليات بل هى ضرورة مهمة من شأنها أن تغير حياتنا تغييراً جذرياً وشاملاً نحو الأفضل بإذن الله.