الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: الشعراوي.. العائش في القلوب

الشورى

◄سيرته الطيبة تحلق في السماء.. ولا عزاء للأقزام

◄تربينا على وسطية الإسلام التى اعتمد عليها الشيخ الشعراوى فى تفسيره العصرى للقرآن الكريم

◄موسم الهجوم على الرموز.. أساليب خبيثة وخطط ممنهجة ينفذها أصحاب الأجندات 

◄مروجو الشائعات ظلموا الشيخ الجليل بعد وفاته لأسباب ليس لها وجود سوى فى خيالهم المريض

◄دفاع الأزهر ورده على الذين يهاجمون الشعراوى أخرس جميع الألسن ووضع حدًا للتجاوزات فى حقه

 

تابعت كما تابع الملايين من الشعب المصرى والعربى والإسلامى تلك الحملة الممنهجة التى تم تنفيذها مؤخراً عبر وسائل الإعلام بخبث شديد من خلال مجموعة من الأقلام التى احترفت وبشكل دورى القيام بالهجوم على الشخصيات العامة والمهمة والمؤثرة فى جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة.

والحق يقال فإننى شخصيًا شعرت بضيق شديد من هذا الهجوم الضارى الذى تعرض له فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى.. وسبب حالة الضيق التى أحاطتنى أن الرجل رحل عن عالمنا منذ سنوات طويلة وهو الآن بين يدى خالقه وهو وحده الذى يحاسبه على أى شيء، فهو بشر مثله مثل أى شخص قد يخطئ وقد يصيب.. وفى نهاية المطاف فإن الخالق جل شأنه قد وضع لكل شيء سبباً، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإننى وبصفتى من أبناء زفتى بمحافظة الغربية يتملكنى شعور بالارتباط الوجدانى بالشيخ الجليل، فحينما كنت صغيراً كنت أسمع عن الشيخ الشعراوى الذى تفصل بين بلدته "دقادوس" وبلدتنا "زفتى " مسافة قصيرة وكانت تتملكنا حالة من البهجة حينما كنا نسمع بزيارته إلى زفتى وهذا أمر لم يكن قاصراً على شخصى فحسب بل إن جموع الناس كان يتملكهم نفس الشعور وهذا الأمر كبرنا عليه أنا وأبناء جيلى فى زفتى لدرجة أنه كان بالفعل بمثابة المثل الأعلى للجميع، فمن منا لم تبهره أحاديث الشيخ الشعراوى التى كان يذيعها التليفزيون المصرى عقب صلاة الجمعة؟  ومن منا لم يشعر براحة نفسية لا أول لها ولا آخر وهو يستمع إلى تفسيره العصرى للقرآن الكريم بأسلوبه السهل البسيط القريب من عقول وقلوب الجميع؟

وفى تقديرى الشخصى فإن تلك الصورة الذهنية التى تعيش فى وجدان الناس فى كل مكان حتى الآن هى التى ظهرت أثناء الأزمة وصارت بمثابة حائط صد فى مواجهة تلك الحملة الشرسة التى شنتها بعض الأقلام المعروف انتماءاتها وتوجهاتها التى لا تخفى على أحد وخاصة أن تلك الأقلام من أصحاب الأجندات تحركها دوافع وأهداف غير سوية تستهدف فى المقام الأول هدم الرموز وإهالة التراب على كافة الجوانب المضيئة فى حياتنا.

والأمر الذى يستحق التقدير أيضاً هو هذا الموقف المشرف من جانب الأزهر الشريف فى دفاعه عن الشيخ الجليل والتصدى بقوة لتلك الأفكار المسمومة التى انساق وراءها البعض من أصحاب الفكر السطحى والذين نراهم دائماً يأكلون على كل الموائد ويعملون من أجل من يدفع أكثر.. ولكن ما صدر عن الأزهر الشريف أثلج القلوب وأعاد تصويب هذه المعادلة المقلوبة.. فقد نشر الحساب الرسمي للأزهر عبر موقع تويتر متحدثا عن "الشعراوي" بأنه وهب حياته لتفسير كتاب الله وأوقف عمره لتلك المهمة، وأوصل معاني القرآن لسامعيه بكل سلاسة وعذوبة ، كما جذب إليه الناس من مختلف المستويات وأيقظ فيهم ملكات التلقي.

وفي نفس السياق، رد الدكتور أسامة الأزهري مستشار الرئيس للشئون الدينية على اتهام البعض للشيخ محمد متولي الشعراوي بالتطرف.. موضحا أن هناك وجها مقبولا من النقد النزيه من أي شخص. وشدد "الأزهر" على أن هناك فرقا بين النقد العلمي النزيه والإهانة والتهجم والتسفيه، لذلك يجب ملاحظة حالة الهياج الهائلة ضد أي كلمة قالها الشيخ الشعراوي لمجرد الاختلاف في الرأي.. مضيفاً أنه لا شك في قدر المحبة والاعتزاز العظيم بشخصية الشيخ الشعراوي، وأنه ظهر في وقت كثرت فيه الجماعات المتطرفة لذلك وجد الناس فيه باباً من الرحمة يحميهم من التطرف.

إن هذا الرجل الذى قيل إن عليه تحفظات وهاجموا فكرة تقديم سيرته فى عمل مسرحى يتم عرضه خلال شهر رمضان المقبل، حصل على أعلى وسامين فى الدولة الأول وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام ١٩٧٦ .. والثانى وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام ١٩٨٣، إلى جانب أنه عين وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر فى منتصف السبعينيات، ولو لم يكن هذا الرجل محبا لوطنه ما حصل على تلك التكريمات،إلى جانب تكريماته من دول عربية مثل الإمارات والسعودية ،كما أن ظهوره فى برنامج أسبوعى على الشاشة المصرية الرئيسية طوال ربع قرن دليل كاف على عدم وجود تحفظات، ويجعلنا نسأل: أين هى التحفظات؟ أما أهم وسام حصل عليه فهو حب الناس.

يا من تهاجمون الشيخ الشعراوي كفاكم عبثاً برموزنا وكفاكم من هذا الانفلات والانحطاط الفكرى، فالشعراوى كان -ومازال- بما تركه من علم هو بمثابة حائط صد لحماية المصريين من الفكر المتطرف، فقد جمع شمل الجميع على تذوق القرآن الكريم، لذا فإن شخصيته كانت مشهداً للجمال والفهم وليس مشهداً للجاهلية ورفع السلاح وتكفير الناس وقطع رقابهم.

تم نسخ الرابط