قال محمد عمر الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون الدولية إن هناك 2.8 مليار مستخدم نشط شهريًا على Facebook، و1.3 مليار على WeChat، و1 مليار  على TikTok،  خلال جائحة Covid-19، نما عدد مستخدمي الإنترنت بسرعة عندما هاجر الناس والشركات عبر الإنترنت، مما أدى إلى عملية تحول رقمي نتيجة لذلك، تقوم المنظمات والبنية التحتية - من شبكات الكهرباء وشبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية وإدارات الشرطة إلى البنوك والمستشفيات والمدارس - بتجميع كميات هائلة من البيانات لتوفير قيمة للمستخدمين.

وأضاف "عمر " بينما تتيح التكنولوجيا الرقمية الاتصال والراحة والكفاءة، فإن الاستخدام الواسع لجمع البيانات والتحليلات في القطاعات الاجتماعية والمالية والصناعية والعسكرية كشف عن ضعف الفضاء الإلكتروني بطرق لم يسبق لها مثيل، وتهديدات الأمن السيبراني - سواء من فرد أو منظمة أو نقابة عالمية - لديها القدرة على الإضرار بالمصالح الخاصة والعامة، وزعزعة استقرار النظام الدولي، وتعريض السلام العالمي للخطر.

ولفت الكاتب الصحفي إلى أنه عند مناقشة الفوضى المحتملة نتيجة للمنافسة بين دولتين تعملان بالطاقة النووية، قال الدبلوماسي الأمريكي المخضرم هنري كيسنجر : "لن يستخدم أي من الجانبين أسلحة الدمار الشامل لأن الخصم كان دائمًا قادرًا على إلحاق مستوى غير مقبول من الدمار ردا على ذلك"، وكان افتراض كيسنجر أن الدول تعرف من هم خصومها، ويمكنها حتى إن يكون لديها إشارات لهجمات محتملة وتستعد لها، لذلك كانت استراتيجية الردع فعالة.

الفضاء الإلكتروني موجود إلى حد كبير على الإنترنت باستثناء الشبكات المخصصة

ويرى "عمر " أنه لسوء الحظ، لم تعد هذه العملية الحسابية تعمل في الفضاء الإلكتروني بعد الآن،  وأن الفضاء الإلكتروني موجود إلى حد كبير على الإنترنت، باستثناء الشبكات المخصصة، يتفاعل معظم المستخدمين والأجهزة الذكية ويتبادلون المعلومات بحرية في الفضاء الإلكتروني.

الدول ذات السيادة لديها القليل من الولاية القضائية السيادية على الإنترنت

وأكمل الكاتب الصحفي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بدأت الولايات المتحدة في الترويج لمفهوم "السيادة الفائقة للشبكة"، بحجة أن الدول ذات السيادة لديها القليل من الولاية القضائية السيادية على الإنترنت، ويجب أن تنتمي إلى سكان العالم وأن تكون منصة الحرية والديمقراطية، ويتمثل جوهر هذه النظرية في معارضة سيادة الفضاء الإلكتروني من خلال تعزيز الهيمنة على الفضاء الإلكتروني، والتي أرست الأساس لإطار سياسة الإنترنت الأمريكية.

المنافسة بين القوى العظمى في الفضاء السيبراني بين الولايات المتحدة والصين تحمل أهمية استراتيجية هائلة لكلا البلدين

ويؤكد "عمر" تحمل المنافسة بين القوى العظمى في الفضاء السيبراني بين الولايات المتحدة والصين أهمية استراتيجية هائلة لكلا البلدين يتمثل الهدف الأساسي لواشنطن وبكين في هذه المنافسة في استخدام التفوق في القدرات الإلكترونية لصالحهما الجيوسياسي.

القدرة السيبرانية الأساسية تكمن في القوة التكنولوجية المتراكمة للدولة في رقائق أشباه الموصلات وأنظمة تشغيل الكمبيوتر وأدوات التصميم الإلكتروني 

ويعتقد الكاتب الصحفي أن القدرة السيبرانية الأساسية تكمن في القوة التكنولوجية المتراكمة للدولة في رقائق أشباه الموصلات وأنظمة تشغيل الكمبيوتر وأدوات التصميم الإلكتروني، والتي تمهد الطريق للحوسبة عالية الأداء والذكاء الاصطناعي والجيل التالي من شبكات الإنترنت والاتصالات المحمولة.

لهذا السبب، فإن تصعيد التنافس بين القوى العظمى بين أمريكا والصين، من الحرب التجارية إلى حرب التكنولوجيا، قد تركز على المنافسة في تلك التقنيات التأسيسية المتقدمة، وأصبحت موارد مهمة للسيادة الوطنية، والتنمية الاقتصادية، والأمن القومي.

المنافسة لا تتعلق بالتقييس التقني فحسب بل انتقلت أيضًا إلى الساحة السياسية

وشدد محمد عمر  أن هذه المنافسة لا تتعلق بالتقييس التقني فحسب بل انتقلت أيضًا إلى الساحة السياسية، ويتصارع الطرفان على القواعد واللوائح الخاصة بإدارة عمليات نقل البيانات وتخزين البيانات، وإن استراتيجية الولايات المتحدة لاحتواء تقدم الصين في مجال أشباه الموصلات هي مظهر واضح لهذه المنافسة.