◄سيظل ٢٥ يناير رمزاً لبطولات رجال الشرطة الذين دافعوا عن الكرامة فى الإسماعيلية
◄رجال الداخلية على العهد باقون فى حربهم ضد الإرهاب لتظل مصر بلد الأمن والاستقرار
◄وزير الداخلية يوجه التحية إلى الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وقدموا بطولات الشرطة أمس واليوم
◄"الداخلية" تلتزم بمبادئ ومعايير حقوق الإنسان وتضعها إطاراً أساسياً لسياساتها ومهامها الأمنية
تابعت كما تابع الملايين من أبناء الشعب المصرى الاحتفالية الكبرى التى أقامتها وزارة الداخلية احتفالا بعيد الشرطة ال ٧١، تلك الاحتفالية التى أعادت إلى الأذهان أبطال رجال الشرطة الذين دافعوا عن كرامة مصر ضد المحتل الإنجليزى فى ٢٥ يناير ١٩٥٢، وهو ما جعل هذا اليوم بحق ليس عيدا للشرطة فحسب ولكن عيداً لمصر كلها. واستمعت -كما استمع الملايين من الشعب المصرى- للكلمة التى ألقاها وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، وهى الكلمة التى رحب فيها بالسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، معبراً عن أصدق معانى الترحيب وكل الاعتزاز والتقدير لتشريفه احتفال هيئة الشرطة بالذكرى الحادية والسبعين لمعركة الإسماعيلية المجيدة والتى تجسد ملحمة وطنية أحاطتها مشاهد مضيئة.. من نضال شعب أبى عندما تكاتف رجال الشرطة مع الفدائيين على امتداد مدن القناة وفاء لوطن عظيم .. ودفاعاً عن العزة والكرامة فسقط منهم شهداء ومصابون ضربوا أروع الأمثلة فى الشجاعة والتضحية. أهمية هذه الكلمة أن وزير الداخلية وضع فيها النقاط فوق الحروف ورسم صورة واضحة لما تقدمه الشرطة التى واجهت - كما قال - فى تلك المرحلة من مراحل النضال الوطنى .. عدوا ظاهر الهوية فتسابقوا بدافع من الانتماء والمسئولية مع أبناء الشعب لمقاومة المستعمر غير مبالين بقوته التى تفوقهم عددا وعتادا، ويسطر التاريخ للشرطة المصرية دورها الفعال على مر العصور فى كل معارك التحرير ومواقف النضال. واليوم وفى تعهد واضح يقول وزير الداخلية : وعقب مرور سبعة عقود يؤكد أبناؤكم من رجال الشرطة على تحملهم المسئولية فى حماية أمن الوطن والوقوف بالمرصاد لعدو غير ظاهر يسعى لاستهداف وعى أبناء الوطن وتضليل أفكاره عبر ما يسمى بحروب الجيل الرابع والخامس. ثم يرسم وزير الداخلية خريطة لما عليه الأوضاع الآن، قال : تدرك وزارة الداخلية حجم التحديات التى أفرزها محيط إقليمى ودولى شديد الاضطراب يموج بالصراعات والتوترات التى ألقت بظلالها السلبية على شعوب العالم وانعكست على حياتهم اليومية والاجتماعية وهنا تنطلق جهود أجهزة الوزارة لتتكامل مع جهود أجهزة الدولة لفرض مظلة الأمن والاستقرار عبر تحقيق الاستباق الأمنى وجودة الأداء الشرطى محاطة بوعى شعبى يساند تلك الجهود ويدعمها، ويأتى فى مقدمة التحديات الأمنية .. آفة الإرهاب والأفكار المتطرفة ومخططات نشر الشائعات والفوضى حيث يتخذ رجال الشرطة إلى جانب رفقائهم بالقوات المسلحة مواقعهم لإجهاض مساعى التنظيمات الإرهابية ومن يروج لها ويدور فى فلكها لاستعادة تماسكها وتوازنها الذى فقدته عبر الضربات الأمنية الحاسمة وتجفيف منابع تمويلها وتعى أجهزة الوزارة ضرورة استمرار اليقظة الأمنية والقراءة الدقيقة لحركة وأنماط الأنشطة الإرهابية والإثارية إقليميا ودوليا واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع امتدادها إلى داخل البلاد. واستكمالا لمنظومة المواجهة الشاملة للإرهاب أشار اللواء محمود توفيق إلى أن الوزارة تتخذ العديد من الإجراءات بالتنسيق مع نخبة من علماء الدين والاجتماع لتصحيح أفكار المحكوم عليهم من العناصر الإرهابية إلى جانب المشاركة فى إعداد برامج وفق أسس علمية لحماية المجتمع من المفاهيم المتشددة باعتبارها الحاضن الرئيسى لإفراز الإرهاب . ليس الإرهاب وحده الذى تواجهه الوزارة، فقد حققت الإستراتيجية الأمنية المعاصرة نقلة نوعية فى مواجهة مخاطر الجريمة المنظمة عبر الوطنية بكافة أنماطها ونجحت فى توجيه العديد من الضربات الأمنية للبؤر الإجرامية التى تعمل فى مجال الهجرة غير الشرعية والإتجار غير المشروع بالأسلحة والذخائر وغسل المتحصلات المالية الناجمة عن تلك الأنشطة، وفى إطار سياسة الوزارة لحماية المجتمع من سموم المخدرات التى تعد إحدى أدوات تدمير المجتمعات فقد أبرزت نتائج التحليل الإحصائى لعمليات ضبط المواد المخدرة وكمياتها ارتفاع معدلات محاولات إغراق البلاد والمنطقة بالمخدرات التقليدية والتخليقية استغلالا لما يشهده محيطنا الإقليمى من تداعيات سياسية وأمنية وتحرص أجهزة المكافحة والمعلومات بالوزارة على الرصد المبكر لتلك المحاولات والتصدى لها فى مهدها وتوجيه الضربات الأمنية الاستباقية لها والتنسيق الفاعل مع القوات المسلحة لمنع تسربها أو تحويل الأراضى والمنافذ المصرية لمحطة للتهريب إلى الدول الأخرى. ويضيف وزير الداخلية : ويمتد مسار الجهود الأمنية لتحقيق مفهوم الأمن الشامل إلى مكافحة الجريمة الجنائية بشتى صورها ويأتى الانخفاض المتميز والمتتالى لمعدلات ارتكاب الجريمة نتاجا للجهود المضنية والأداء المتميز لرجال الشرطة إلى جانب مساندة شعبية فاعلة وجهود الدولة فى القضاء على المناطق السكنية غير الآمنة والتى كانت تشكل بيئة حاضنة لمختلف أشكال الجريمة، وعلى التوازى تحرص الوزارة على التصدى الحاسم .. للظواهر الإجرامية المستحدثة التى تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة عبر تحديث الإمكانيات الفنية والتقنية ومواصلة الارتقاء بالخبرات الوظيفية المتخصصة فى مجال مكافحة الجرائم المعلوماتية وكذا التوسع فى مقار تلقى بلاغات المواطنين عن مختلف صور تلك الجرائم وفحصها فنيا بأقسام تكنولوجيا المعلومات بكافة مديريات الأمن كما تواصل الأجهزة الأمنية رصد وإجهاض الأنشطة الإجرامية للعصابات الدولية التى تستهدف السوق المصرفى المصرى واتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين غطاء أمنى للمعاملات المالية للمواطنين، كما تضطلع أجهزة الوزارة بمواصلة تطوير قدراتها وتكثيف جهودها .. فى مجال مكافحة جرائم انتهاك حقوق الملكية الفكرية وذلك إنفاذا لدورها الجوهرى فى تطبيق محاور الإستراتيجية القومية للملكية الفكرية والتى تم إطلاقها بتوجيه رئاسى لتحقيق أقصى حماية لتلك الحقوق وتمكين مؤسسات الدولة .. من إدارة الحقوق الفكرية المملوكة لها بما يعظم العائد منها. ولم ينس وزير الداخلية الإشارة إلى ملف حقوق الإنسان، حيث اتخذت وزارة الداخلية مبادئ ومعايير حقوق الإنسان .. إطاراً لسياساتها ومهامها الأمنية ومن بينها تحويل السجون العمومية إلى مراكز نموذجية للإصلاح والتأهيل تطبق فيها فلسفة عقابية وإصلاحية حديثة على المحكوم عليهم والتى أثبتت عقب مرور عام على تطبيقها نجاحاً نوعيا فى مجال تقويم النزلاء سلوكياً ومهنياً للعودة كعناصر صالحة فى المجتمع عقب الإفراج عنهم كانت محل إشادة على المستوى المحلى والإقليمى والدولى . وتقوم الوزارة بجهود حثيثة لاستكمال جوانب المنظومة وصولا لإغلاق باقى السجون العمومية التقليدية والتى سيكون لها بعيد الأثر فى حماية المجتمع من أخطار تنامى الجريمة. وعن الدور المجتمعى الذى تقوم به الوزارة قال الوزير: تحرص أجهزة الوزارة باعتبارها جزءا من نسيج هذا المجتمع على التوسع فى أداء دورها المجتمعى التكافلى لرفع العبء عن كاهل أهلنا من محدودى الدخل وتطوير خدماتها الأمنية للمواطنين واستحداث نظم خدمية لذوى الهمم وكبار السن إضافة إلى تبنى برنامج طموح لتأهيل أبنائنا من سكان المناطق الحضارية ليكونوا جيلاً جديداً يسهم فى بناء بلادهم وهو ما انعكس على تعميق التلاحم الإنسانى بين الشعب والشرطة. وختم وزير الداخلية كلمته بقوله : أتوجه بتحية تقدير واعتزاز لأرواح شهدائنا الأبرار من رجال الشرطة الأبية وقواتنا المسلحة الباسلة مع خالص الدعاء لمصابينا الأبطال باستكمال الشفاء حتى يعودوا لصفوف العطاء والمسئولية. وهذه هى الرسالة الأساسية التى كانت فعاليات الحفل كلها تؤكد عليها وهو ما أشار إليه للرئيس عبد الفتاح السيسى، فقد دفعت مصر ثمنا غاليا من دماء أبنائها الشهداء لتستقر وتصبح فى أمن وأمان، وهو ما يدعونا جميعا إلى أن نحافظ على هذا الوطن حتى لا يضيع أو يطمع فيه أحد.