مصر تبهر العالم بالانتصار الكبير فى معركة سيناء وتحقيق النهضة الشاملة
توجيهات رئاسية بإحداث نقلة نوعية فى الحياة بمحافظة شمال سيناء
مؤسسات الدولة جميعها تعمل على قلب رجل واحد من أجل تنمية "أرض الفيروز"
تنمية سيناء "رمز حقيقى" لانتصار الدولة على جحافل الإرهاب.. ورسالة قوية للجميع فى الداخل والخارج
الحكومة حريصة على أن يشعر المواطنون فى سيناء بأن الحياة أصبحت أفضل بالفعل
راهن كثيرون على أن مصر لن تستطيع الصمود فى معاركها التى قررت من خلالها تجاوز التحديات الكثيرة التى وضعت فى طريقها منذ ثورة الشعب المصرى العظيمة فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، لكن الشاهد يقول إن مصر انتصرت وبشكل مبهر فى كافة معاركها، والدليل صمودها واستمرارها وقدرتها على العمل المتواصل الذى لا ينقطع.
لقد نجحت مصر وانتصرت فى معركتها مع الإرهاب، وإذا احتج أحد بأن هناك عملية هنا أو عملية هناك، فإننا نؤكد أن مصر خاضت حربا شرسة ضد الإرهاب قدمت فيها آلاف الشهداء وأنفقت فيها مليارات الجنيهات، حتى نصل إلى هذه النتيجة وهى أن عملية هنا وعملية هناك فقط، بعد أن كنا نشهد عشرات العمليات كل شهر.
وفى تقديرى الشخصى فإن النجاح الأكبر والانتصار المكتمل هو الانتصار فى معركة التنمية، لن أتحدث بالطبع عن التنمية بشكل عام، ولكن عما حدث من تنمية حقيقية فى شمال سيناء، الأرض التى كان الإرهابيون يقصدونها ويسعون إلى السيطرة عليها لتكون ولاية لهم ينطلقون منها للسيطرة على مصر بالكامل.
تعمل الدولة المصرية بجد ودأب واجتهاد ومتابعة لتنمية شمال سيناء فى رسالة واضحة إلى الجميع بأن الدولة لن تترك شبرا من أرضها دون تنمية، وأن سيناء التى هى رمز للصمود سيكون لها نصيبها. كان هذا ما جعلنى أهتم بالاجتماع الذى عقده الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء منذ أيام لمتابعة خطط التنمية فى محافظة شمال سيناء. الاجتماع المهم حضره اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، واللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، واللواء محمد ربيع، قائد الجيش الثانى الميدانى، واللواء علاء عيسى، رئيس شعبة العمليات، واللواء أحمد إسماعيل، مساعد رئيس الهيئة الهندسية لتنمية شمال سيناء، والدكتور هشام الهلباوى، مساعد وزير التنمية المحلية للمشروعات القومية ، ومسئولو الوزارة والجهات المعنية. فى بداية الاجتماع أكد رئيس مجلس الوزراء أنه عقب الزيارة الأخيرة التى قام بها يرافقه عدد من وزراء الحكومة إلى محافظة شمال سيناء، كانت هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بإحداث نقلة فى أعمال تطوير المحافظة، سواء من خلال تحديث محاور الطرق، وكذا توفير الخدمات المختلفة، حتى يشعر مواطنو شمال سيناء بتحسن جودة الخدمات المقدمة لهم ، وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أنه سيتم البدء فى مدينة العريش، ثم يستمر العمل تباعًا فى باقى مدن وقرى المحافظة، ضمن الخطة المستهدفة للدولة لتنمية محافظة شمال سيناء.
واستعرض اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، الموقف التنفيذى لإستراتيجية تنمية محافظة شمال سيناء، والتى تستهدف تعزيز الاستفادة من الفرص والمقومات المحفزة للاستثمار بالمحافظة، موضحاً، فى الوقت نفسه، أن تنفيذ الإستراتيجية يتم وفق رؤية تشمل تحسين جودة الحياة للأهالى، عبر تحديث البنية التحتية، وكذا تطوير الخدمات الاجتماعية الأساسية، مثل: الخدمات التعليمية والصحية والرياضية والترفيهية، إلى جانب النهوض بخدمات الأنشطة الاقتصادية، من المجمعات الخدمية الحكومية، والمجمعات الزراعية، ودعم الأعمال والمشروعات الصغيرة.
وأوضح الوزير أن الإستراتيجية تتضمن تنمية المحاور الطولية والعرضية للمحافظة لربط التجمعات مع إقليم قناة السويس ومحافظة جنوب سيناء، وكذا تطوير التجمعات العمرانية القائمة، عن طريق توفير الخدمات الاجتماعية وخدمات البنية التحتية لما لها من دور تنموى مهم، فضلاً عن تنمية المحور الساحلى عن طريق إقامة منتجعات سياحية ساحلية وممشى سياحى، وإقامة تجمعات صناعية بالقرب من إقليم قناة السويس للعمل كمدن تكاملية مع مدن الإقليم، مع إنشاء محور لوجستى قائم على الموارد التعدينية الموجودة بالمحافظة وذات اتصالية بإقليم قناة السويس، بالإضافة إلى إنشاء تجمعات ريفية مقترحة بالقرب من التجمعات الحضرية لبناء المجتمعات العمرانية، وإنشاء محور للصناعات الثقيلة واللوجستية على الموارد التعدينية بالمحافظة، مع تنفيذ مناطق زراعية قائمة على الموارد المائية المتاحة، وتنمية نشاط الصيد والثروة السمكية.
كما استعرض وزير التنمية المحلية جانباً من جهود الدولة فى تنمية محافظة شمال سيناء، مشيراً إلى تنفيذ محطة تحلية مياه البحر بالعريش بطاقة 100 ألف م3/يوم، قابلة للتوسع إلى 300ألف م3/يوم، وأعمال تطوير مستشفى العريش العام، بما يتضمن استحداث مبنى لغسيل الكلى يحتوى على 88 ماكينة غسيل كلوى. وعرض الوزير أيضا جانباً من المشروعات فى مجالات دعم منظومة الكهرباء، ومنظومة المياه والشرب، ومنظومة الصرف الصحى، ورفع كفاءة الوحدات الصحية، وإنشاء عدد من المدارس التعليمية، ورفع كفاءة شبكات الطرق، وتطوير الأندية الرياضية، ورفع كفاءة مشروعات الإسكان، واستكمال منظومة الغاز الطبيعى، وتحسين منظومة النظافة بمدن وقرى المحافظة، وفى الوقت نفسه عرض وزير التنمية المحلية أيضا عدداً من المشروعات الاستثمارية المقترح تنفيذها بمحافظة شمال سيناء.
وخلال الاجتماع، وجه الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، الشكر لقيادة الجيش الثانى، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة على الجهود المبذولة، كما وجه الشكر لوزارة التنمية المحلية على التنسيق الذى يتم من أجل تنفيذ مختلف المشروعات فى القطاعات المختلفة، وتوفير الخدمات المتعددة للمواطنين. وعرض محافظ شمال سيناء المخطط الخاص بإقامة تجمعات تنموية حضارية تتماشى مع النمط السكنى الغالب لمواطنى المحافظة، مضيفاً أن تنفيذ هذا المخطط سيراعى الأنشطة السكانية لكل مركز من مراكز المحافظة، والتى تمتاز بالتنوع بما يتيح فرصاً لإنشاء تجمعات زراعية متكاملة، وأخرى تنموية حرفية، وثالثة للصناعات التعدينية، فضلاً عن مشروعات لتنمية الثروة السمكية وتعظيم الاستفادة منها. كما استعرض المحافظ عدداً من المشروعات المقترح تنفيذها فى محافظة شمال سيناء، سواء على صعيد تحسين جودة الخدمات المقدمة للأهالى، أو زيادة الفرص الاستثمارية وتوفير فرص العمل خاصة للشباب، مشيراً إلى أنها تتضمن أعمالا خاصة بتوفير التغذية الكهربائية اللازمة لتشغيل العديد من المشروعات الخدمية والتنموية، واستكمال منظومة الصرف الصحى فضلاً عن إنشاء منظومة لإدارة المخلفات الصلبة، وإقامة مراكز حضارية وتجارية متنوعة. من جانبه، أكد اللواء محمد ربيع، قائد الجيش الثانى الميدانى، وجود انسيابية حالياً فى دخول وخروج الأفراد من الأنفاق باتجاه شرق سيناء، وهناك تدفق كبير ملحوظ، ويتم التعاون بين الأجهزة الأمنية المختلفة فى هذا الشأن، كما يتم التنسيق بين الوزارات والأجهزة المعنية من جهة أخرى للعمل على زيادة الأراضى المستصلحة فى سيناء.
وأشار قائد الجيش الثانى الميدانى إلى أن هناك خطة تنموية تم إعدادها بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية، تتضمن حزمة من المشروعات المختلفة، ومن المقرر البدء قريبا فى التنفيذ. وفى الوقت نفسه، لفت اللواء محمد ربيع إلى أن هناك تعاونا بين المحافظة والأجهزة المعنية، وكذا رجال الأعمال، إلى جانب المشاركة الشعبية؛ وذلك من أجل تطوير ورفع كفاءة الطرق المختلفة، منوها فى هذا الصدد إلى مواصلة العمل لاستكمال أعمال التطوير، وأنه سيتم كذلك القيام بأعمال الدهانات المطلوبة لواجهات العمارات السكنية التى تأثرت بالأعمال التى تمت فى إطار مواجهة العمليات الإرهابية.
واستعرض اللواء محمد ربيع ما يتم من جهود بالتنسيق مع المحافظ، لعودة بعض مزارع الدواجن لعملها، وكذا بعض المناطق الصناعية بالمحافظة، مشيرا إلى أن هناك تعاونا مع بنكى مصر و"الزراعى المصرى" فى هذا الشأن.
فى ختام الاجتماع، وجه رئيس مجلس الوزراء بأن يكون هناك توافق بين الوزارات والأجهزة المعنية على المشروعات ذات الأولوية التى سيتم تنفيذها، وكذا ما يتعلق بخطة التطوير، على أن يكون ذلك موزعا على عدة مراحل فى التنفيذ، ومتضمنا التكاليف المحددة للمشروعات، بما يسهم فى تحسين وتوفير الخدمات المقدمة لسكان المحافظة فى مختلف المجالات. العمل كما ترون يسير بشكل طبيعى، تمارس الحكومة دورها فى توفير حياة أفضل للمواطنين، وفى الوقت نفسه تبعث برسالة للجميع بأن مصر انتصرت، طهرت سيناء من الإرهاب والآن تخوض معركة التنمية التى ستنتصر فيها أيضا.