الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

متابعينا الكرام كل عام أنتم بكل خير أتي شهر الخير والبركات اتي أفضل شهور العام ذاك الشهر الذي يمن الله تبارك وتعالي علينا به كل عام لتكن الفرصة للعودة إلي الله والاكازيون السنوي لمضاعفة الحسنات ومحو السيئات، ها نحن نستقبل الأسبوع الثاني من الشهر الفضيل الذي يُشعرنا في كل عام انه الضيف الاخف الذي يرحل سريعًا ولا نشعر به، فهيا بنا نُسرع إلي كل اعمال الخير قبل ان يمر رمضان لعلنا لا ندرك رمضان آخر.

وما دعاني أن أذكر نفسي وحضراتكم بفضل هذا الشهر المبارك ما أراه من مشهد مُخجل، أعتبره امتدادًا لسنوات من النصب على الوطن والمواطن، والتجارة به وبشعبه وثقافته وذوقه، ومسحًا لقيمه وعراقته بتلك الأعمال الدرامية الغير هادفة وتلك الاعلانات الوضيعة والبرامج المبتذلة والتافهة، أما آن الأوان ان تتوقف هذة السخافات وان تصل محطتها الأخيرة وأن تكون بعيدًا عنا نحن المصرين وان نُصدر بدلًا منها أعمالًا قيمة ترتقي بالذوق العام المصري والعربي.

وكما عهدنا مع حضراتكم لن نضع رؤسنا في الرمال وسنعترف نعم لدينا سلبيات، ويراها بكل وضوح كل محب عاشق لتراب وطنه، ولكن دعونا نكن ممن يتمسكون بالأمل، حتي النهاية وأن نضع أملنا في الله في صلاح الحال قريبًا، واعتقد انني شأني شأن الملايين من عشاق هذا الوطن ممن ينتمون انتماء حقيقي لهذا البلد غيورين عليه لا نقبل باستمرار هذا الوضع او الهرم المقلوب، سلمنا رقابنا لأرزقية وتجار الفن والذين تاجروا بكل شيء، ولهذا نرى ما نراه من انحطاط في كل شيء الذي ساد لعشرات السنين من الهدم لمصر وشعبها، بحجة حرية الأعمال الفنية والدرامية والحق أقول ان هذة المقولة في حد ذاتها تحتاج مراجعة وتقنين فحرية تعبيرك لا يجب ان تجور علي حريتي في رفض هذة الأعمال المبتذلة.

فها هي الأحداث والأزمات والمواقف تفرز وتظهر الأولويات، ومن يحتاج الوطن جهودهم، ومن كانوا لا فائدة منهم فاختفوا من المشهد وقت الأزمات والشدائد، فعندما حل "كورونا" اختفى اللصوص ممن ينهبون خير البلاد من وقت ومال، أؤلئك من من ينتمون إلي فئة المتسلقين، ولم يحتاج الوطن إلا المخلصين الكادحين كالفلاح والعامل والعالم والطبيب، وكل حاملي لواء العمل الشريف، ومعهم من يحفظون أمنه وحدوده، وما زاد على ذلك فهو غث وعبء لا حاجة لنا به.

وللأمانة زيادة اعداد مسلسلات رمضان ظاهرة ليست بالجديدة حيث تمتلئ شاشات التليفزيونات في شهر رمضان بالمسلسلات، وكأن شهر رمضان شهر القرآن، والإكثار من الأعمال الصالحة، قد تحول إلى منافسة بين القنوات الفضائية، لإفساد الشهر المبارك وإبطال تلك الأعمال والحسنات التي يحاول جمعها الصائم في هذا الشهر الكريم.

تشعر انه قد اتفق المنتجون وأصحاب القنوات على أنْ ينفقوا المليارات ويملؤوا القنوات بالمسلسلات والبرامج في هذا الشهر الكريم، وكأنَّه سباق يتسابقون فيه على نشر هذه المسلسلات بما فيها من رقص وعري وألفاظ ومعاصي وغيرها، ونسوا أن هذا الشهر قد خصصه الله –سبحانه وتعالى– للعبادة وقراءة القرآن والتقرب إلى الله وجمع أكبر عدد من الحسنات، لعل الله يغفر لنا ذنوبنا ويرحمنا في هذا الشهر المبارك.

وربما ان من هؤلاء المنتجون وأصحاب القنوات لا يفهمون أنهم بهذه الأعمال يسيئون لدينهم وللمسلمين في هذا الشهر المبارك، وهذا من مظاهر “اللخبطة” في الدين التي نعاني منها والتي تصور للبعض أنه يمكن للمسلم أن يقضي بعض أوقاته في الطاعة وبعضها في “أشياء أخرى”. 

إن مناشدة هؤلاء أن يتقوا الله فينا فيما يعملون وفيما يقدمون للناس أمر ضروري، لأن الإعلام مسئولية ورسالة وكل من يدعو الناس لأي أمر، سيُوقف غدًا بين يدي الله ويُسأل عما قدمه، إن كان خيرًا فله أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة، وإن كان شرًا فعليه وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة.

أتذكرون معي، ان مسلسلات رمضان وغيره عندما لم يكن بها ابدًا اي تجاوزات عندما كانت المسلسلات تناقش قضايا هامة لا قضايا البلطجة والدعارة والمخدرات عندما كنا نشاهد أعمالًا تبني الذوق العام وتُرسخ القيم، لا تلك التي لا تهتم إلا بجني المال، عندما تركنا أنفسنا لمنتجي السبوبة وممثلي الغبرة وبرامج الاستخفاف بعقول المشاهدين مشاهد مبتذلة لهزار بايخ ضمن مقلب لا لأحد إلا المشاهد والحل بيد الدولة لضبط ايقاع المجتمع ومنظومة قيمه التي تنهار بترك هذا السفه.

وانا ضد هذة الأصوات التي تروج أن هناك اجهزة تحكم "ريموت كنترول"ولك الحرية في الإختيار وهذا بكل أسف ما هو إلا استخفاف وتحايل، فنحن لسنا على نفس القدر من الفكر والثقافة والوعي والسن والطموح، فعلي الدولة ان تتحمل مسؤوليتها تجاه شبابها وتمنع مثل هذة التفاهات علي ان تدعم الدولة الدراما الهادفة كتلك القصص البطولية الوطنية او الدراما الإجتماعية المخاطبة كل فئات المجتمع، علي ان نقاوم تجار السبوية، فهم مجموعة متسلقة استباحت الوطن وقيمه، وتاجرت بكل شيء وهاهم الان يعيشون افضل عيشة ويلعبون بالملايبن في بلد يئن به عدد ليس بصغير من سكانه تحت وطأة الفقر والمرض.

ومع كل هذا فيبقى الخيار الأخير حيث تقع المسئولية الكبرى على كل مسلم أن يحرص دينه ويحرص صيامه وطاعاته بأن لا تفسد بأي عمل من الأعمال، كل مسلم مسئول عن تصرفاته، وأنت الذي بيدك “ريموت كنترول” بالفعل، وعليك ان تختار ولابد أن تتحكم فيما تشاهد وتسمع، وانت الذي ستُحاسب لانك لم تمنع نفسك وأهلك منه وديننا يستحق أن نكون على وعي وانتباه وحرص بحيث لا نخدشه ولا نبطل أعمالنا الصالحة. 

ولا ينبغي أن نغتر ببعض المسميات، فليست هذه المسلسلات تسلية للصائم، أو ترويح عنه في ليالي او ايام رمضان إنها ببساطة تصرفه عن الطاعة إن لم تفسد عليه الطاعة من الأساس إننا إذا استشعرنا هذه المسئولية فسنعلم أن دورنا مهم ومؤثر، فلو قاطعنا هذا العبث وهذا الباطل الواضح فستركد هذه المسلسلات والبرامج، فنحن الذين نساهم في ترويجها وزيادتها وانتشارها على هذا النحو المؤسف، ولنتذكر أن الصائم مأمور بحفظ لسانه وجوارحه عن جميع المخالفات.

عزيزي القارئ آن الأوان أن نقاوم مسلسلات وبرامج الدمار الشامل في رمضان وغيره.

تم نسخ الرابط