محمود الشويخ يكتب:«الحلم يتحقق ».. كيف حقق السيسى المعجزة فى "شرق العوينات"؟
- لماذا قال الرئيس "ما حلم به من سبقونا بـ20 عاماً استطعنا بفضل الله تحقيقه اليوم"؟
- أسرار دخول مصر موسوعة "جينيس" بأكبر مزرعة نخيل تمور وأكبر حوض سحب مياه فى العالم.
- هكذا حقق "القائد" نظرية "لن يكون القرار من رأسنا.. إلا إذا كان الأكل من فأسنا".
كان المشهد عظيما.. هناك فى الحدود الجنوبية الغربية.. وتحديدا فى "شرق العوينات"، على بعد 365 كم جنوب واحة الداخلة بمحافظة الوادى الجديد.
هذه دولة تعلن أن مستقبلها بيدها.. لن تترك شيئا للظروف.. ولن تسمح للآخرين بالتحكم فى مصيرها.. فكما يقولون "اللى أكله من فاسه.. قراره من راسه"..
وهذا القائد قراره من رأسه.. ومعياره الوحيد هو مصلحة شعبه وبلده وأمنه القومى.
ومن هنا فقد كان حريصا.. منذ توليه مهام المسئولية- ولا يزال حتى هذه اللحظة- على أن يعمل بكل الحرص لتحقيق الأمن الغذائى لمصر وصولا إلى الاكتفاء الذاتى.
فلم يكتف بما أقامه من مشروعات زراعية هى الأضخم فى تاريخ مصر.. بل يبحث دائما عن المزيد.. فها هو يشهد افتتاح موسم حصاد القمح ومصنع إنتاج البطاطس فى شرق العوينات بمحافظة الوادى الجديد، حيث يعد هذا المشروع ثانى أكبر مشروع زراعى عملاق بجنوب مصر، لزراعة القمح بمساحة تتجاوز 186 ألف فدان.
هل أقول كلاما بلا دليل؟
لا والله.. فهذه ليست عادتى معكم أبدا.. فهذا اللواء أركان حرب توفيق سامى توفيق، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، يكشف أن إجمالى الأراضى التى جرى استصلاحها حتى نهاية عام 2022، يقدر بحوالى 460 ألف فدان، وذلك بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى لزيادة الرقعة الزراعية.
ومن بين الأراضى التى جرى استصلاحها 190 ألف فدان فى منطقة شرق العوينات، على مرحلتين.. أن المرحلة الأولى من عام 1999 حتى 2012، وكانت 80 ألف فدان فى منطقة "عوينات 1"، ومن عام 2014 حتى نهاية عام 2022 تمت إضافة 110 آلاف فدان فى منطقتى "عوينات 2" و"عوينات 3"، كما تمت إضافة ما يزيد على 20 ألف فدان فى كلٍ من الفرافرة وعين دالة.. ومخطط إضافة من 200 إلى 250 ألف فدان فى توشكى مع نهاية العام الجارى، من خلال استصلاحها بواسطة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والشركة الوطنية للمقاولات.
وفى نهاية العام الحالى سيكون إجمالى الفدادين المستصلحة فى توشكى حوالى 500 ألف فدان، فضلا عن أن الشركة تخطط لاستصلاح مزيد من الأراضى الزراعية عام 2024 بمنطقة العوينات، والمخطط يهدف إلى استصلاح 148 ألف فدان ليصل إجمالى المستصلح حوالى 280 ألف فدان بنهاية عام 2024.
أيضا من المخطط استصلاح 150 ألف فدان إضافية فى توشكى، ليصل عدد الفدادين المستصلحة فى عام 2024 من 600 إلى 650 ألف فدان.
وقد أسهمت الشركة الوطنية لاستصلاح واستزراع الأراضى أيضًا فى زراعة 410 آلاف فدان بمحاصيل إستراتيجية.
ويجرى حاليًا حصاد ما يزيد على 300 ألف فدان قمحا، فى شرق العوينات وفى توشكى 150 ألف فدان، وفى عين دالة 4 آلاف فدان، وفى الفرافرة 4 آلاف و500 فدان، وإجمالى الإنتاجية من 700 إلى 750 ألف طن.
بل إن المستهدف هذا العام إضافة 230 ألف فدان؛ فى العوينات 30 ألف فدان، وفى توشكى 200 ألف فدان، ليصبح إجمالى المساحة 530 ألف فدان، ما يعطى إنتاجية بما يزيد على مليون طن قمحا.
وقد كانت لحظة تاريخية بامتياز والرئيس يشهد حصاد القمح، ليؤكد مهندس زراعى مختار جمال محمود من الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، المسئول عن حصاد محصول القمح من مزرعة توشكى، أن إجمالى المساحة المنزرعة من المحصول فى توشكى وصل إلى 150 ألف فدان، تم حصاد 30 ألفا منها حتى الآن، ويجرى حصاد مساحة 120 ألفا.
أما مهندس زراعى إبراهيم نصر إبراهيم من ذات الشركة، والمسئول عن حصاد محصول القمح من مزرعة الفرافرة، فقال إنه تمت زراعة 4500 فدان من المحصول، وتم حصاد 1000 فدان منها حتى الآن، ويجرى استكمال حصاد 3500 فدان.
وقال مهندس زراعى مصطفى نصر بشارى، من الشركة، والمسئول عن حصاد محصول القمح من مزرعة عين دلة، إنه تمت زراعة 4 آلاف فدان قمحا، وتم حصاد 1200 فدان منها حتى الآن، ويجرى استكمال حصاد 2800 فدان.
أما الدكتور ياسر عبد الحكيم المستشار الزراعى لجهاز «مستقبل مصر»، المسئول عن حصاد محصول القمح من مشروع «مستقبل مصر»، فأعلن أنه تم استصلاح 420 ألف فدان، وتمت زراعة 300 ألف فدان للموسم الحالى، عبارة عن 70 ألف فدان للقمح بغرض إكثار التقاوى وإنتاج الخبز، تم حصاد 10 آلاف فدان منها، ويجرى استكمال حصاد 60 ألفا.
وأضاف أنه تمت زراعة 90 ألف فدان بنجر سكر و50 ألف فدان ذرة شامية، و25 ألف فدان بطاطس و25 ألف فدان أشجار فاكهة، مشيرا إلى أنه تمت أيضا زراعة عدد من المحاصيل على مساحات تتراوح بين 2000 فدان و 10 آلاف فدان، وهى «الطماطم والبصل والثوم والفاصوليا البيضاء والفول السودانى».
وتابع إنه تمت زراعة عدد من المحاصيل، كل محصول على مساحة 1000 فدان، بغرض إجراء التجارب والبحوث عليه قبل التوسع فى زراعتها، وهى محاصيل الألياف، مثل محصول الكتان، ومحاصيل الزيوت مثل دوار الشمس وفول الصويا، ومحاصيل الأعلاف مثل الذرة الرفيعة والبرسيم وفول الصويا، ومن محاصيل الخضر البسلة والجزر والكنتالوب والبطيخ.
وقال مهندس زراعى محمد حسن الغامرى من قطاع الأمن الغذائى، المسئول عن حصاد محصول القمح من مزرعة النوبارية، إنه تمت زراعة 5 آلاف فدان من محصول القمح، وتم حصاد 2000 فدان منها حتى الآن، ويجرى استكمال حصاد مساحة 3 آلاف فدان.. وذكر المهندس محمد جمال غريب من شركة «مودرن فارم للاستثمار الزراعى»، بالتعاون مع شركة «مصر العليا» لاستصلاح الأراضى، والمسئول عن حصاد محصول القمح من مزرعة وادى الشيح بمحافظة أسيوط، إنه تم زراعة 1000 فدان بمحصول القمح، تم حصاد 200 فدان منها حتى الآن، ويجرى استكمال حصاد 800 أخرى.
وفى نفس المكان.. كان هناك إنجاز آخر حيث أعلنت موسوعة «جينيس» أن مصر حطمت الرقم القياسى بأكبر مزرعة نخيل تمور فى العالم بمساحة 137 ألف كيلو متر مربع، وأكبر حوض سحب مياه فى العالم بكمية 245 ألف متر مكعب.
أيضا تفقد الرئيس السيسى مصنع إنتاج البطاطس بشرق العوينات، حيث استمع إلى شرح على "ماكيت" تناول مكونات المشروع والعملية الإنتاجية والطاقة التخزينية.
واستمع الرئيس السيسى إلى شرح من وزير الزراعة واستصلاح الأراضى السيد القصير حول مشروع زراعة محصول دوار الشمس، الذى يستخدم فى إنتاج الزيوت، وإنتاج مصر من المحصول، فى إطار التوجيهات بتقليص معدلات الاستيراد وزيادة المنتج المحلى من الزراعات والمحاصيل الإستراتيجية.
واستمع أيضا إلى شرح مفصل عن المشروع المقام على مساحة 70 فدانا، والذى يضم 32 عنبرا للتخزين، بسعة 64 ألف طن، والمقامة على 9 أفدنة ، بالإضافة إلى ثلاجة لحفظ البطاطس وسير ناقل من ثلاجات الحفظ إلى خط الإنتاج.
ويشتمل المشروع أيضا على خط إنتاج للبطاطس المهروسة، بطاقة إنتاجية 10 أطنان، بالإضافة إلى ثلاجة حفظ المنتج النهائى، المقامة على مساحة 1300 فدان، بسعة 6 آلاف طن، مكون من 8 عنابر تخزين، كل مخزن سعته 750 طنا لكل عنبر، وملحق بها 8 أرصفة لتحميل المنتج النهائى للمستخدمين إلى جانب منطقة خدمات صناعية، مقامة على مساحة 9 أفدنة.
وتشمل منطقة الخدمات غرفة طلمبات وخزانات لمياه الرى والشرب ومكافحة الحريق، ومحطة معالجة مياه الشرب، ومحطة معالجة مياه الصرف، مع توصيل الكهرباء من أربعة خطوط تغذية رئيسية، وتوفير 12 مولدا كهربائيا بطاقة احتياطية، بالإضافة إلى مناطق خدمية وسكنية للعاملين مقامة على مساحة 14 فدانا.
وأكد وزير الزراعة أنه لا توجد مشكلة فى تصدير البطاطس خلال العام الجارى، مضيفا: " لأول مرة نصل إلى إنتاج 6.5 مليون طن من البطاطس الطازجة رغم ظروف الأزمة الروسية- الأوكرانية".
وأوضح أن روسيا استوردت خلال العام الجارى 380 ألف طن من البطاطس المصرية، مقابل 270 ألف طن فى العام الماضى، لافتا إلى أن التصدير يسير بشكل جيد رغم الأزمة الروسية - الأوكرانية التى لم تؤثر على صادرات مصر الزراعية.
وعقب استماع الرئيس السيسى لشرح مفصل على "الماكيت"، يوضح المراحل المختلفة من مشروع شرق العوينات، توجه إلى متابعة حصاد القمح والبطاطس، باعتبارهما من المحاصيل الإستراتيجية .
واستمع إلى شرح من المهندس أحمد عودة، نائب رئيس المجموعة لمشروعات البنية التحتية بشركة السويدى إليكتريك، الذى قال: "إنه طبقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوطين صناعة أجهزة الرى المحورى، قامت الشركة بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بإنشاء مصنع على مسطح 120 ألف متر فى منطقة العين السخنة، بطاقة إنتاجية حوالى 2500 جهاز فى السنة ".
وأضاف أن الشركة نجحت خلال العام الماضى فى إنتاج 10 أجهزة سيتم إحضارها لمنطقة شرق العوينات، وتم الاطمئنان على كفاءة الإنتاج والتشغيل، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الإنتاج بالمصنع تمت بنجاح.
واستمع الرئيس، كذلك، إلى شرح تفصيلى عن حصاد محصول القمح بشرق العوينات، وتوجه بعدها إلى مصنع إنتاج البطاطس لتفقد خطوط الإنتاج، حيث استمع إلى شرح من عمرو السماك، المدير التنفيذى لشركة (أوبتيما سوليوشن)، المتخصصة فى تصميم وإنشاء المصانع الغذائية.
وقال "السماك" إن أول مرحلة بمصنع البطاطس هى مرحلة الفرز الخارجية، حيث يضم المصنع 6 شركات عالمية حديثة متخصصة فى صناعة البطاطس، ويتم الفرز بطاقة 100 طن بطاطس، فيما تبلغ سعة التخزين 200 طن.
واستعرض مراحل تصنيع البطاطس، والتى تبدأ بالغسيل ثم إزالة الحصى، ثم إعادة الغسيل مرة أخرى، لافتا إلى أن المياه المستخدمة فى المصنع يتم إعادة فلترتها مرة أخرى من أجل ترشيد الاستهلاك.
وأضاف: "عقب الانتهاء من مرحلة الغسيل تتم إزالة قشرة البطاطس بواسطة البخار، ثم يلى ذلك مرحلة الفرز الإلكترونى، ثم مرحلة تدريج البطاطس، ثم التقطيع والفرز عن طريق الكاميرات لكى تكون مطابقة للمواصفات العالمية، وتليها مرحلة السلق ثم التجفيف والتعبئة، والتى تتم بصورة أتوماتيكية".
وشاهد الرئيس السيسى بعض منتجات المصنع من البطاطس، واطلع على شهادات الجودة و"الأيزو" وسلامة الغذاء والدروع التى منحت للشركة المصنعة.
وقد تحدث الرئيس أيضا بكلمات مهمة خلال الافتتاح.. حيث أكد أن «ما حلم به من سبقونا استطعنا بفضل الله تحقيقه اليوم، عبر الاستفادة من خبرات المتخصصين لتنفيذ ما تم تخطيطه فى السابق».. وقال إن مسئولين سابقين منذ أكثر من 20 عاماً، كانوا يحلمون بتنفيذ ما تم تنفيذه حالياً، لكن لم يتحقق وقتها، مشيراً إلى أنه «بفضل الله سبحانه وتعالى كان لنا النصيب فى تحقيقه».
وأضاف: «أى تخطيط تقوم به الدولة يتم تنفيذه من خلال متخصصين»، معتبراً أن «المسئولين السابقين لم يوفقوا فى تنفيذ ذلك نظرا لعوامل أخرى غير التخطيط، وعندما تم التعامل مع هذه العوامل خلال الأربعة أعوام الماضية، تحقق المستهدف، وتم زراعة الأرض والحصول منها على إنتاج».
يحق لنا جميعا أن نفخر بما تحقق.
ودائما وأبدا.. تحيا مصر.