محمد فودة يكتب: السقوط فى "بئر الترند"
◄الوسط الفنى فى أسبوع.. أحداث ساخنة ومحاولات فاشلة لركوب الترند
◄حسن شاكوش يتاجر بـ"سمعته" ليظل داخل دائرة الضوء
◄الحياة الخاصة لم تعد أسراراً شخصية وسط فوضى "الترند"
◄وفاء مكى وميار الببلاوى والنبش فى الماضى بحثاً عن "ترند وهمى" على جثة الضحايا
◄المشاهير وحياتهم الخاصة تحت رحمة مرضى "السوشيال ميديا"
أتابع باهتمام بالغ ما يدور فى الوسط الفنى من أحداث، وخلال هذا الأسبوع كانت هناك أحداث ساخنة شغلت مواقع التواصل الاجتماعى، حيث تباينت تلك الأحداث وتنوعت بشكل لافت للنظر، فقد توقفت طويلاً أمام بعض الأحداث المهمة التى بنيت جميعها حول البحث عن الترند من قبل بعض الأطراف، وإن كنت أرفض تماما تدخل السوشيال ميديا السافر فى حياة الناس على هذا النحو، فهذه الطريقة لا يجب أن يتم تجاوزها مهما كانت الظروف ومهما كانت الدوافع، هذا ليس له معنى سوى أنه نوع من محاولات ركوب الترند على حساب الخوض فى حياة هذا أو ذاك، وهو ما يرفضه الواقع، والمجتمع، ورغم أننى دائما أؤكد أن كل ما يحدث فى دوائر السوشيال ميديا يؤكد أن هناك تدميرا ممنهجا للخصوصية التى تقودنا بالتالى لتدمير خصوصية الآخرين، لكننى لا أبرىء بعض النجوم الذين يتخذون من حياتهم الخاصة وسيلة للبقاء فى الأضواء، فهم أكثر فئة من فئات المجتمع أصبحت فى مرمى نيران السوشيال ميديا وتحت سيطرة الترند، هى فئة النجوم والمشاهير، وسط حالة كبيرة من الانفلات الأخلاقى.
ورغم تحفظى على ما يدور فى الساحة الفنية من افتعالات واضحة لركوب الترند، فإننى أؤكد أن ما يحدث الآن عبر السوشيال ميديا تحوّل بالفعل إلى خطر حقيقى، لأنه ببساطة شديدة يضرب المبادئ الراسخة فى مقتل، بل أصبح لديه القدرة على أن يحول حياة الناس إلى جحيم لا يطاق، فما تطالعنا به السوشيال ميديا بشكل شبه يومى بعيد كل البعد عن أخلاقيات المجتمع المصرى، ويمثل انعكاسًا طبيعيًا لحالة الانفلات التى تتسم بها مواقع التواصل الاجتماعى وفى مقدمتها بالطبع «فيسبوك»، الذى أراه بمثابة مأساة حقيقية لا يمكن بأى حال من الأحوال السكوت عنها، لأن ما تتداوله تلك المواقع شىء يدعو للدهشة ويبعث فى النفس الشعور بالانزعاج الشديد، لأنه فى حقيقة الأمر ترمومتر يشير إلى تغيير جذرى حدث خلال السنوات الأخيرة فى سلوكيات وأخلاقيات المواطن المصرى. ولقد توقفت طويلا أمام انفصال مطرب المهرجانات حسن شاكوش عن زوجته، وما صحبته تلك الأزمة من نشر محادثات شخصية فيما بينهما على الملأ وعلى صفحات التواصل الاجتماعى، وعقب هذه الأزمة تذكر الجمهور حركة السجود التى سجدتها زوجة حسن شاكوش يوم زفافها امتنانا بجمعها مع مطرب المهرجانات حسن شاكوش فى منزل الزوجية، وتصاعدت الأزمة بعد أن كلف والد زوجة حسن شاكوش محاميا بتقديم بلاغ ضد زوج ابنته بمباحث الإنترنت متهمًا إياهً بالاستيلاء على إيصال أمانة بقيمة 500 ألف جنيه، والمشغولات الذهبية، وأنه أرسل له رسائل تهديد عبر رسائل على مواقع التواصل الاجتماعى، وبالفعل توجه شاكوش إلى النيابة العامة، ونفى جميع التهم الموجهة إليه، ومنها طرد زوجته من منزل الزوجية، وسرق قائمة المنقولات منها، وإيصال أمانة بقيمة مؤخر الصداق، وذكر محامى شاكوش أن موكله "حسن شاكوش" اتهم زوجته "ريم طارق" ووالدها بأنهما شهرا به، وقاما بتزوير محرر رسمى بأنها لم يسبق لها الزواج؛ حيث قامت الزوجة بإخفاء البيانات، مؤكدًا أن المأذون حصل على البيانات من حسن شاكوش وريم طارق بشكل منفرد لكل منهما، وبطاقة ريم مكتوب فيها آنسة، ولم تقدم قسيمة الطلاق للمأذون، لافتا إلى أن موكله لم يكن يعلم أن الزوجة ريم طارق سبق لها الزواج؛ لذلك تقدم شاكوش بمحضر رسمى ضد زوجته يتهمها فيه بتزوير بياناتها، لافتًا إلى أن حسن شاكوش لجأ لرفع قضايا ضد زوجته من أجل إثبات حقه، وأبدى محامى حسن شاكوش، استعداده الجلوس مع محامية ريم طارق (زوجة شاكوش)؛ من أجل الانفصال وديًا بين الطرفين؛ لحل هذه القضية، والتوصل إلى حل يرضى الطرفين.
وردت محامية زوجة حسن شاكوش على تصريحات مطرب المهرجانات والتى تؤكد عدم علمه بزواج زوجته من قبل، قائلة: "إزاى يوم الفرح معرفش إنها متزوجة، وفى تلفيق كبير، وهم وقعوا فى المصيدة وهناخد إجراءات قضائية ضده وطليق زوجة حسن شاكوش، عشان نعرف هو طالع لوحده متبرع، ولا حد شجعه، ومش بستبعد حاجة، واللى يجيى يقول معرفش إن هى متزوجة دى هرتلة"، كل هذا التراشق بين شاكوش وزوجته أصبح حديث الناس طوال هذه الأيام سواء على السوشيال ميديا أو فى الإعلام، وهذه التوافه من الأمور بالطبع تعود بنا للخلف. وعلى نفس وتيرة ركوب الترند ومحاولات جذب الأضواء خرجت علينا ميار الببلاوى لتجدد الحديث عن قضية الفنانة وفاء مكى بعد مرور 23 عاما على القضية، وقالت إن وفاء مكى استغاثت بى وأخبرت زوجى أنه حتى لو سيطلقنى سأذهب وأقول ما أعرفه سواء تم الأخذ بشهادتى أم لا، أنا رأيت الفتاتين بصحة جيدة بعد ترك منزل وفاء مكى، وأضافت :"فى اليوم التالى عند ذهاب زوجى إلى عمله وجد ورقة فى صندوق البريد مكتوبا فيها لو عاوزة ابنك يتدبح اشهدى مع وفاء مكى، وزوجى أخذ الورقة ولم يخبرنى بها وأخذنى وسافرنا إلى سوريا بحجة أن جدته مريضة وحتى هذا اليوم أنا محتفظة بورق السفر وموعد سفرى وعودتى إلى مصر، خلال سفرى حكم على وفاء مكى، ووقتها لم يكن هناك مواقع تواصل اجتماعى ولم أقرأ الجرائد وأعرف بالقضية ولم أتوقع أن يتم الحكم فيها سريعا، وبعد الحكم فى القضية عاد بى زوجى إلى مصر، وصدمت عندما عرفت بما حدث ورأيت التبرعات التى تذهب إلى والد الفتاتين وما يقال عن وفاء مكى، صممت على الذهاب والإدلاء بشهادتى لكن زوجى وقتها أخبرنى بما حدث وقال إنه كان يحمينى أنا وابنى، وجوزى قالى لو عاوزة ابنك يتدبح اتفضلى روحى وقالى خلاص اتحكم فى القضية ومش هعرف أعمل حاجة وأنا ربنا يسامحنى مقدرتش أعمل حاجة"، وفجأة تراجعت الفنانة ميار الببلاوى عن تصريحاتها حول براءة الفنانة وفاء مكى، فى قضية تعذيب الخادمتين التى هزت مصر، وأكدت أن وفاء مكى عذبت الخادمتين، متعجبة من دفاع وفاء عن نفسها حول براءتها، وكتبت ميار الببلاوى منشورا، عبر حسابها الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، قالت فيه: اللهم لك الحمد ربنا ظهر الحقيقة من شاهد عيان، وكده أنا كنت بأنب ضميرى على الفاضى، سؤال إيه اللى بتعمليه ده يا وفاء، أنا قلت إن فى موقف حصل لكن كده أتحسمت كفاية بقى، ملقتيش حد تدوسى عليه غيرى وتمثلى البراءة، أو علشان أنا مش بتاجر بالموضوع ورافضة أتهم بإنى بجرى ورا ترند، وأفضل ألف معاكم على القنوات والمواقع بالشكل المستفز دا"، وأضافت :"أنا قلت شكوكى وموقف حصل، وكان ولا هيقدم ولا يأخر سؤال فين دليل براءتك دا؟، أنا قلت للناس إنه حصل كذا فقط، واللى حصل دا ملوش أى قيمة خالص بعد شهادة الشاهد دا، وبعد مقريت التحقيقات والتقارير قد إيه أنا كنت هبلة، فى كل مكان تكذبى وإنتِ عارفة إنك مش مظلومة، وأنا أتاكدت إنك مذنبة، والحكم عين الحقيقة كده لما جولى مكنوش جايين من عندها، وكده المخدمتية كذابة، شاهد العيان ده ريح قلبي، اخرسى بقى، لا وليكى عين تكذبى وتقولى إنك بريئة، وقال كمان مش مسمحانى إخس"، بينما استنكرت وفاء مكى تصريحات ميار الببلاوى، مشيرة إلى أن الهدف منها الترند، قائلة: "ما ينفعش تطلع تقول بكل إرادتها قدام الرأى العام إن معها دليل براءتى من 23 سنة ومش عارفة تنام وضميرها مش مريحها وتانى يوم ترجع فى كلامها دى بتلعب بالسوشيال ميديا وعايزة تطلع ترند".
أعتقد أن كل هذا يحدث بدافع الترند، وللحق فإن المبالغة المفرطة فى صناعة "الترند" أصبحت مرضا مزمنا ينهش فى جسد المشاهير وحياتهم، وهذا يأتى عكس مجريات الأمور، فإن أثر "الترند" يصنع مردودا سلبياً وليس إيجابيا، والنتيجة هى غرق الناس فى مجتمع افتراضى موازٍ يصنعه "الترند" بكل أسف.