أدمعت قلوبنا قبل أعيننا حادث راح ضحيته شابة في مقتبل العمر لم تُكمل عامها الثامن عشر رحلت بسبب رعونة سائق توك توك قرر الدخول في سباق مع الجميع ليحظي بزبائن أكثر ويزيد من سرعته ليضاعف رزقه فكان نتيجته أن تسبب في موت شابة ومأساة أسرة والسبب شاب أرعن غير مسؤول ولا أحد يعلم كم سائق توك توك في أنحاء مصر يُعرض حياة الناس للخطريوميًا وكم ينجوا منهم وكم يموت، في ظاهرة بُحت أصواتنا ونحن ننادي بأعلي الصوت ارحمونا من عذاب التوك توك وقننوه قبل أن يفتك بكل شيء، من قيم وأحلاق ومن وصناع مهرة فضلًا عن إزهاق أرواح والفاعل توك توك.
الواقعة التي حدثت في مركز زفتي بمحافظة الغربية، عندما استقلت الضحية شهد الدنديطي وزميلتها شهد الشاذلي، من قرية سندبسط، وكلاهما في العقد الثاني من العمر، استقلتا مركبة توك توك لتصلان به إلى مقر الدرس الخاص بهما في مدينة زفتى، في مسافة لا تتجاوز كيلومترين فإنطلق سائق التوك توك بسرعة جنونية واجتاز مركبتي توك توك من اليمين واليسار ثم فوجئ بعربة (كاروه) حديدية مفتوحة الجوانب أمامه، فإصطدم بقوة فى العربة، أمام أحد المستشفيات الخاصة داخل القرية، فتوفيت الفتاة على الفور، جراء الصدمة حيث اخترق الحديد جسدها، وأصيبت الأخرى وتم نقلها لتلقي العلاج، ليخيم الحزن والوجع والحسرة والوجيعة على مركز ومدينة زفتى بمحافظة الغربية، ويتجمع أهالى المركز والمدينة، وتخرج قرية سندبسط عن بكرة أبيها رجال وسيدات وشباب وحتى الأطفال، خرجوا جميعًا متشحين بالسواد والحزن في مشهد جنائزي مهيب، لتوديع شهد محمود الدنديطي، الطالبة بالثانوية العامة، والتي أُطلق عليها "شهيدة العلم" بعدما لقت حتفها في حادث أليم خلال ذهابها من قريتها سندبسط إلى مدينة زفتى، لتحصيل دروسها اليومية المعتادة، إلا أن القدر جعل رعونة سائق توك توك يتسبب في إنهاء حياتها بسيره بسرعة جنونية، رحم الله الفقيدة وألهم أهلها الصبر والسلوان.
شهد الدنديطي "شهيد العلم"، لم تكن الأولي ولن تكون الأخيرة طالما ظلت هذه المركبة المسماه بالتوك توك دون ضبظ أز ربط في كل أنحاء مصر -إلا مارحم ربي- وعند حديثنا مع المسؤولين يكون رده أنه ظاهرة تجتاح المحافات كلها دون إستثناء ولي إقليمه فقط في إصرار غريب من بعض المسؤولين علي إهمال وتناسي مصيبة كبيرة وكارثة غير عادية تهدد كل شيء وليس الأرواح فقط فهي تهدد المهن الحرة والتظام العام وعشوائية في كل شيء وضرب عرض الحائط بكل القوانيين بحجة أنه توك توك، ولا أوراق له لنحاسبه وأن حاولنا السيطرة عليه يهربون من رجال المرور المسؤولين وقد يعرضون أنفسهم والمسؤولين نقسهم للخطر فتجد لجنة المرور تستوقف الجميع وتسمح لهم بالمرور كأنهم لديهم تصريح بقتل كل شيء بحجة أنهم توك توك، وما هو الإجراء الذي سيُتخذ معهم فلا قانون لهم وهوعذر أقبح من ذنب نسمعه من مسؤولين في محافظات عدة.
فما ما ان ظهر التوك توك في شوارع مصر حتي وجدنا فريقين بين مؤيد ومعارض وظل الفريقين احدهما يساند الفكرة وأنها تفتح المجال لفرص عمل للشباب واحدهما يرفضها لسوء تنظيمها حتي وصلنا إلي ان أصبحت المركبة ذات الثلاث عجلات المسماه بـ التوك توك، طاعون العصر مفسد الشوارع وحركة المرور المصرية والعامل المشترك فى أغلب الجرائم منذ ظهوره فى مصر، وأضحت هذة المركبة الجديدة تضرب بعرض الحائط كل القواعد المرورية والإنسانية فالسير عكس الاتجاه اسلوب حياة ويقف قائده في نهر الطريق ويحمل الركاب بالجملة ويجعل من الضوضاء السمعية أسلوب حياة وكل هذا دون أدني رقابة أو ضوابط تحكمه حتى ان بعضنا أصبح يوجه نقده وسبه لغير الملمين بقوانيين المرور بوصفه أنه سائق توك توك، معاناة وضرب الحائط بكل قوانيين الحياة العامة والمرورية أمر طبيعى ومألوف لما لا ولا أحد يعلم من بداخل هذة المركبة لا رسميًا ولا شعبيًا، بل وبات حل مشكلة التوك توك هو جزء من الحل الشامل لمشكلة المرور وان كان التوك توك له منافع كثيرة منها حل مشكلة الانتقال فى القرى والمناطق الشعبية التى تكون الطرق فيها ضيقة جدًا أو غير ممهدة ويخلق فرص عمل لعدد كبير من الباحثين عن العمل الى جانب قلة التكلفة فى استخدامه وقلة تلويثه للبيئة الا انه صدر مشاكل عديدة فيحتاج لضوابط وترخيص رسمي واضح كأي مركبة مع منع الأطفال والمسجلين من قيادته خاصة انه يستخدم احيانًا في جرائم خطف حقائب السيدات والاعتداء علي الفتيات من طالبات المدارس والمشكلة انه لا يحمل أي أرقام مما يجعل المجرم يهرب بجريمته ولا يمكن القبض عليه ولابد أن تقوم المحافظات وادارات المرور بالرقابة علي التوك توك وعمل خطوط سير له في المناطق الشعبية والعشوائية والترخيص له مع حظر خروجه للشوارع الرئيسية.
وصدر التوك توك إلينا مشكلة كبيرة تمثلت في هجر أغلب اصحاب المهن لمهنهم بحثًا عن الكسب السريع والذي وصفه لي بعضم بالهمل الأنظف والأريح فعمال البناء والمحارة والسباكة والمعمار وأفران الطوب والمزارعين والعديد من المهن ترك مهنته باحثًا عن العمل علي توك توك أو حتي شرائه ليعمل عملًا اكثر راحة واقل جهدًا وباتت معظم المهن البسيطة والحرف اليدوية في خطر لان التوك توك يخطف اصحاب هذة المهن ويمنحهم دخلًا أعلي ومجهودًا أقل.
وتكمن أسباب المشاكل التى يتسبب فيها التوك توك فى عدم وجود رخصه للتوك توك وعدم وجود لوحة مرور ( رقم ) خاص به وعدم وجود رخصة مع السائق الذى يعمل عليه وكذلك عدم خضوع سائقه لأى نوع من أنواع الرقابة والمراقبة بل وعدم تطبيق أى نوع من قوانيين المرور عليه وتعدد إستخدامه من قبل بعض المنحرفين والمسجلين فى أعمال غير قانونية وعليه فما هى الضوابط التى تحكم هذة المركبة التى تسير فى أغلب شوارع مصر وليست محافظة دون اخري؟ فهذه الأسباب اذا توفرت لوسائل النقل الأخرى ستكون هى الأخرى فى حالة فوضى شديدة لاتقل عن فوضى التوك توك، فعدم وجود ارقام للتوك توك يؤدي لمشاكل عديدة منها عدم القدرة علي التعرف علي مرتكبي بعض الحوادث باستخدام التوك توك والهروب دون توقف ولا أحد ينكر أنه حل مشاكل الكثير من الشباب العاطل الذي كان يجلس علي المقاهي فكل توك توك يعمل عليه اثنان من السائقين ويحقق دخلا من 120 إلى 180 جنيها في الوردية الـ 8 ساعات.
أنا لست ضد منح الشباب فرص عمل ولكن مرحبًا بسائق التوك توك الذي خرج ليعمل لا الذي خرج لقتل كل شيء من أخلاق وسلوك وإسلوب وسلوكيات وصدر تحرش وقتل وسرقة وخطف وإغتصاب ومخدرات وبلطجة وبكل أسف الوصول للمجرم يكون بمنتهي الصعوبة آن الأوان أن نوقف نزيف الأخلاق والسلوكيات والدماء المتسبب فيهم التوك توك، فأصبحت هذه المركبة مكمن خطورة شديدة علي المجتمع وغض الطرف عن هذه المصيبة جريمة لن تغفرها لنا الأجيال القادمة ….
رحم الله شهد ورزق أهلها الصبر والسلوان … والفاعل توك توك