الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب: اسمعوا لـ"السيسى"..كيف ينهى الرئيس الحرب فى السودان؟

محمود الشويح - صورة
محمود الشويح - صورة أرشفية

- لماذا تستضيف القاهرة قمة "دول الجوار"؟.. ومن يحضر من الرؤساء والقادة والأفارقة؟

- ما سر تدخل الرئيس لإنهاء الكارثة الكبرى؟.. وتفاصيل جهود وقف القصف.

- دبلوماسية إسكات البنادق.. الخطة المصرية للسلام بين البرهان وحميدتى.

قلت لكم أكثر من مرة إن الحل فى القاهرة.. وكان بعض قاصرى النظر و"المركوبين عقليا" من الإخوان يدعون أن دور القاهرة قد ولى زمنه وفات!

قلت لكم.. لا عبور لأى أزمة فى المنطقة إلا من هنا.. وكان هؤلاء يشوشون على ما نقول ويدعون بالباطل.

استغلوا استضافة إحدى الدولة مباحثات هدنة فى السودان ومضوا يقولون: “انظروا.. إنهم يتولون قيادة المنطقة وحل أزماتها بدلا منا.”.

وقد أرى أن أى حل دون مصر لن يدوم!

وهو ما جرى بالفعل.

فقد انهارت الهدنة قبل أن تبدأ أصلا.. وبات القتال فى كل الشوارع وأغلب المناطق فى السودان.

ومنذ اللحظة الأولى، وليس فى هذا أية مجاملة، تتحرك مصر بهدوء ودون ضجيج دون إحلال السودان.. ليس فقط لاعتبارات الإخوة.. بل لأننا هنا فى مصر أكبر المتضررين من هذه الأزمة.

لكن البنادق – وأقصد بنادق المتحاربين – لم تسمع لصوت العقل.. وخرجت الطلقات.. لتصيب قلب السودان.. قبل أن تستقر فى قلب أحد الضحايا.. من هذا الطرف أو ذاك.

وكان ضروريا أن تتدخل مصر بكل قوة.

وقد كان.. فها هى القاهرة تستضيف مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالى والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة فى السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.. وذلك فى ظل الأزمة الراهنة فى السودان، وحرصاً من الرئيس عبد الفتاح السيسى على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السودانى، وتجنيبه الآثار السلبية التى يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.

تأتى هذه القمة بعد أيام من استقبال الرئيس السيسى السيد “مالك عقار”، نائب رئيس مجلس السيادة السودانى والوفد رفيع المستوى المرافق له، وذلك بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.. حيث استمع الرئيس - خلال اللقاء - إلى عرض لتطورات الأوضاع فى السودان فيما يتعلق بمسار الأزمة الراهنة، حيث أوضح نائب رئيس مجلس السيادة مجريات الجهود الرامية لتسوية الأزمة، وعلى النحو الذى يحافظ على وحدة وتماسك الدولة، فضلًا عن سبل التعاون والتنسيق لإيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الإغاثة.

وأشاد بالمساندة المصرية الصادقة والحثيثة، للحفاظ على سلامة واستقرار السودان فى ظل المنعطف الحرج الذى يمر به، ومن بين ذلك استقبال أبناء السودان فى وطنهم الثانى مصر، معربًا عن تقدير بلاده للدور الفاعل لمصر بالمنطقة والقارة الإفريقية بأسرها. 

وخلال اللقاء.. أكد الرئيس أن مصر كانت، وستظل دائمًا، سندًا وعونًا للسودان الشقيق، خاصةً خلال الظروف الدقيقة التى يمر بها، أخذًا فى الاعتبار الروابط التاريخية بين الشعبين والمصلحة الإستراتيجية المشتركة التى تجمع البلدين الشقيقين.. مشددا على أن وقف الاقتتال وإطلاق النار بشكل دائم وشامل، وبدء عملية الحوار السلمى بما يفضى إلى تحقيق إرادة الشعب السودانى فى الأمن والاستقرار والتنمية، هى الأولويات التى ينبغى تكثيف الجهود من أجل تنفيذها، مؤكدًا قيام مصر ببذل أقصى الجهد لتحقيق التهدئة وحقن الدماء ودفع مسار الحل السلمى، ودعم مصر الكامل للسودان وتماسك دولته، ووحدة وسلامة أراضيه.

وقد وضع الرئيس السيسى محددات وروشتة واضحة للحل فى السودان.. عندما شارك مؤخرا فى اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقى حول السودان على مستوى رؤساء الدول والحكومات بكلمة عبر “الفيديو كونفرانس”.. إذ أكد أولا أن استقرار السودان الشقيق، والحفاظ على وحدة أراضيه، وتماسك مؤسساته، سيكون له نتائج إيجابية ليس فقط على الشعب السودانى، ولكن على الأطراف الإقليمية كافة. 

ثم إنه ثمّن – باسم مصر - جهود مفوضية الاتحاد الإفريقى، بقيادة رئيس المفوضية “موسى فقيه”، للتعامل مع الأزمة السودانية، والتى كان أبرزها، الاجتماع الموسع الذى عقد على المستوى الوزارى، يوم "20" أبريل الماضى وأثمر عن تشكيل آلية، تضم الأطراف الفاعلة، ومن بينها مصر. . وقال: إن الجهود المبذولة فى إطار الاتحاد الإفريقى، تأتى مكملة لمسارات أخرى، ومن ضمنها جامعة الدول العربية التى أقرت قمتها الأخيرة، تشكيل مجموعة اتصال وزارية عربية، للتعامل مع الأزمة، وكذا جهود تجمع الإيجاد والاتفاقيات التى تم التوقيع عليها خلال مفاوضات "جدة"، ونصت على الالتزام بوقف إطلاق النار، وفتح الطريق لنفاذ وتوزيع المساعدات الإنسانية، وسحب القـوات مــن المسـتشفيات والمرافـــق العامـــة، وهى المسارات، التى يتعين أن تقوم على معايير موحدة ومنسقة يدعم بعضها البعض، وتؤسس لخارطة طريق للعملية السياسية تعالج جذور الإشكاليات، التى أدت إلى الأزمة الحالية وتهدف إلى مشاركة موسعة وشاملة، لجميع أطياف الشعب السودانى.

وهنا أكد سيادته الأهمية القصوى للتنسيق الوثيق مع دول الجوار، لحلحلة الأزمة واستعادة الأمن والاستقرار بالسودان باعتبارها طرفا أصيلا ولكونها الأكثر تأثرا بالأزمة، والأكثر حرصا على إنهائها، فى أسرع وقت.. ومن ثم فقد اضطلعت مصر بمسؤوليتها باعتبارها دولة جوار رئيسية لجمهورية السودان  من خلال تكثيف التواصل، مع الأطراف الفاعلة كافة، والشركاء الدوليين والإقليميين للعمل على إنهاء الوضع الجارى واستندت مصر فى تحركاتها، إلى عدد من المحددات التى نأمل أن تأتى الجهود الإقليمية والدولية متسقة معها، أهمها:

– أولًا: ضرورة التوصل لوقف شامل ومستدام لإطلاق النار وبما لا يقتصر فقط على الأغراض الإنسانية.

– ثانيًا: وجوب الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية فى السودان والتى تعد العمود الفقرى، لحماية الدولة من خطر الانهيار.

– ثالثًا: إن النزاع فى السودان، هو أمر يخص الأشقاء السودانيين. ودورنا كأطراف إقليمية، مساعدتهم على إيقافه، وتحقيق التوافق حول حل الأسباب، التى أدت إليه فى المقام الأول. وتؤكد مصر فى هذا الصدد، احترامها إرادة الشعب السودانى، وعدم التدخل فى شئونه الداخلية، وأهمية عدم السماح بالتدخلات الخارجية، فى أزمته الراهنة.

– رابعًا: إن التداعيات الإنسانية للأزمة السودانية، تتجاوز حدود الدولة وتؤثر على دول الجوار، التى يتعين التنسيق معها عن قرب. 

أيضا التزمت مصر بمسؤولياتها فى هذا الشأن، عبر استقبال حوالى "150" ألف مواطن سودانى حتى اليوم بجانب استضافة حوالى "5" ملايين مواطن سودانى، تتم معاملتهم كمواطنين.. ولذا دعا الرئيس الوكالات الإغاثية والدول المانحة، لتوفير الدعم اللازم لدول الجوار، حتى يتسنى لها الاستمرار فى الاضطلاع بهذا الدور.. مؤكدا استمرار مصر فى بذل كل الجهود من أجل إنهاء الأزمة الحالية بما فى ذلك عبر دعم جهود الاتحاد الإفريقى، وجميع الآليات القائمة لإنهاء الصراع الحالى وكذلك مواصلة التنسيق، مع كافة الشركاء والمنظمات الإغاثية، لدعم جهود توفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسودان، للتخفيف من الوضع الإنسانى المتدهور.

ومن هنا وفى هذا الإطار تأتى قمة دول الجوار برعاية وتنظيم مصر.. وبإذن الله أتوقع أن تصدر عنها قرارات مهمة تسهم فى إنهاء حمام الدم ووقف مأساة هذا البلد المبتلى بأبنائه.

حفظ الله مصر والسودان من كل شر.

ودائما وأبدا تحيا مصر.

 

 

تم نسخ الرابط