الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية تنظم ندوة "غزة.. أين الضمير الإنساني؟"

الشورى

دعوة الحكماء وأحرار العالم من يهود ومسيحيين وغيرهم وكافة النخب بالوقوف مع القضية الفلسطينية

 

 

مطالبة المجتمع الدولي بالوقف الفوري للعدوان على فلسطين وسرعة إدخال المساعدات 

 

 

استنكار الإبادة الممنهجة والمجازر الوحشية تجاه شعب فلسطين ورفض حملات التهويد الموجهة للمسجد الأقصى الشريف

 

 

نظمت الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية برئاسة الشيخ مهاجري زيان، يوم الجمعة الموافق 27 أكتوبر 2023 ندوة افتراضية موسعة تحت عنوان: "غزة ... أين الضمير الإنساني؟"، وذلك بمشاركة نخبة من المتخصصين في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية وعدد من الرموز في مجالات مختلفة.

 

وقد شارك في الندوة كل من الشيخ  مهاجري زيان رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية، جنيف سويسرا، وقد كان مقررا أن يشارك الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين الشرعيين ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية - فلسطين، لأنه اعتذر قبل دقائق من اللقاء نظرا للقاء طارئ مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، وقد أناب عنه سماحة القاضي عبد الله حرب، كما شارك الإعلامي عبد الحفيظ دراجي المعلق الرياضي ومقدم البرامج في الجزيرة الرياضية - قطر، البروفيسور مصطفى عثمان إسماعيل أستاذ في جامعة حمد بن خليفة قطر. وزير خارجية السودان الأسبق، الدكتور رؤوف سلطي اختصاصي في جراحة المسالك البولية ورئيس جمعية حقوق الأطفال للرعاية الصحية - جنيف سويسرا، المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس - فلسطين تعذر عليه الدخول لأسباب تقنية و أرسل كلمته مسجلة.

 

كما شارك في الندوة الأستاذة الدكتورة هدى درويش أستاذ ورئيس قسم الأديان المقارنة ومديرة مركز الدراسات الإسرائيلية في جامعة الزقازيق - مصر، والأستاذ خالد جودة شاعر فلسطيني وعضو المجلس الاستشاري للهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية (النمسا) تعذر عليه المشاركة بسبب القصف على غزة أهله و ذويه كلهم في غزة واستشهد منهم 50 شهيد، الدكتور القس ثروت قادس أستاذ الحوار الديني والثقافي ألمانيا، والدكتورة ميادة ثروت مستشارة الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية رئيسة قسم مد الجسور بين الشعوب وتعزيز الأخوة الإنسانية - مصر، والأستاذة جاكلين عاطف مكرم سيدراك باحثة في مجال الحوار الديني الإسلامي / المسيحي ألمانيا) وقد تعذر عليها المشاركة بسبب ضعف الإنترنت .

 

وقد افتتحت الندوة بآيات الذكر الحكيم للقارئ الشيخ عبد الرازق الشهاوي الفائز بالمسابقة العالمية للقرآن الكريم بمركز متقدم، ثم تلتها كلمة الشيخ مهاجري زيان رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية وجاء نصها: "

بسم الله الرحمن الرحيم

 

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.. أحييكم بتحية الإسلام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

اسمحوا لي في البداية أن أتوجه إليكم كل واحد منكم باسمه وجميل وسمه بالشكر على استجابتكم للمشاركة في هذا الندوة الدولية، كأساتذة متدخلين أو متابعين، والتي أتمنى أن تكون -هذه الندوة- صوتا للحق ورسالة للمجتمع الدولي لوقف الحرب وحماية الأطفال والنساء والصحفيين و الأطباء من القتل والدمار، وسببا لسرعة التدخل الدولي لوصول المساعدات الغذائية والدواء والوقود للمحاصرين من الفلسطينيين في قطاع غزة، الذي يعاني من الدمار والقصف الوحشي منذ أسبوعين.

 

وأضاف الشيخ مهاجري زيان: نجتمع لنتحدث بل لنعيش مأساة إنسانية بقلوبنا وعقولنا من خلال مشاركاتكم بآرائكم وأفكاركم المتنوعة، فعلا نحن في ظروف استثنائية، تدمير غزة بأطقمها الطبية و الإعلامية، والإصرار على قتل الأبرياء، وتشريد العديد من الأسر والعائلات، اليوم العالم بأسره في محنة كبيرة بسبب ما يحدث في فلسطين، هذا يدل على أهمية ومركزية قضية فلسطين.

 

أيها الحضور الكريم:  نحن نتبنى وندعو ونؤمن بأن ما يجمع البشرية من قيم مشتركة، كفيل بإحلال السلام في هذه المعمورة، ندعو إلى اعتماد هذه القيم عمليا وليس خطابيا، فمصداقية الدعوة إلى تلك القيم لا تُعرف إلا في الأزمات والمواقف الحقيقية، صدمنا كيف يُعامل الفلسطينيون بمكيالين مختلفين، بينما يتعامل الغرب مع أزمات أخرى بشكل مختلف تماما، وما قضية أوكرانيا عنكم ببعيد.

 

وأشار رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية أن هذا يجعلنا نتساءل: أين هي تلك القيم الإنسانية والشعارات العالمية (حقوق الإنسان) عندما يتعلق الأمر بفلسطين؟، نحن هنا لندعم حقوق الإنسان والعدالة، دعونا نعمل معًا للتوجيه نحو التغيير والعدالة للعالم بأسره وللشعب الفلسطيني أولا

 

وأضاف الشيخ مهاجري زيان في كلمته: السادة الحضور ... إن حرب الإبادة والدمار الشامل الذي أودى بحياة الآلاف يستدعي أن يتحرك المجتمع الدولي بسرعة البرق لفرض وقف القتال وحماية المدنيين وعلاج المصابين وإدخال المساعدات التي تتكدس على معبر رفح...

 

وفي هذا الإطار أوجه التحية للأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو جوتيرش الذي ذهب للحدود وعقد مؤتمرا صحفيا على الحدود بالقرب من معبر رفح البري الذي يفصل مصر عن غزة ويعد نقطة الدخول الوحيدة للمساعدات والرئة التي يتنفس منها أبناء غزة، كما أوجه التحية لكل الدول التي بادرت بإرسال مساعدات للفلسطينيين وأطالب المجتمع الدولي لبذل كل الجهد والعمل على سرعة دخول المساعدات والوقود والمستلزمات الطبية لتشغيل المستشفيات وعلاج آلاف المصابين.

الحضور الكريم ...

 

لقد حرصت الهيئة الأوروبية على عقد هذه الندوة انطلاقا من رسالتها ودورها، ولذلك فقد وجهنا دعوة المشاركة لنخبة من المتخصصين في عدة مجالات، وكان حرصنا على التنوع وأن يشارك معنا عدد من الحضور حتى من غير المسلمين لكونهم رموزا في مجالهم، لأن هدفنا بالفعل هو أن يصل صوتنا للحكماء والعقلاء في العالم لوقف الحرب وإحلال السلام، لأنه لا يمكن بأي من الأحوال أن يقبل أحد بالقتل وقصف المستشفيات والمعابد وقصف المدنيين العزل.

 

الحضور الكريم..

 

وحتى لا أطيل عليكم فإن الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية تكرر دعوتها لإحلال السلام ووقف الحرب على غزة، وتؤكد رفضها لتهجير الفلسطينيين وتطالب باحترام قرارات الشرعية الدولية .. ونناشد حكماء العالم بالتدخل قبل فوات الأوان.

وقد أصدرت الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية بيانا في ختام فعاليات الندوة أكدت فيه أنه متابعة ومسايرة لأحداث القرن بقصف شعب أعزل، أرض الأنبياء، في فلسطـــين المحتلة -بالصوت والصورة على المباشر- بالصواريخ وكل أنواع الراجمات، وقطع كل أسباب الحياة من ماء و أكل و دواء ووقود وكهرباء...أمام أعين كل الدول والمنظمات الأممية والإقليمية والمحلية.

 

فإننا في الهيئة الأوربية للمراكز الإسلامية - بعد تشكيل لجنة متخصصة من أبناء الجالية- نتابع باهتمام بالغ تطور الأحداث في فــــلسطين عموما وغزة والمسجد الأقصــــــى المبارك خصوصا، في ظل تزايد وتعاظم اعتداءات الاحــــــــتلال الإسرائيلي وتكرارها يوميا على النساء والأطفال وعموم المدنيين لتشمل الإعلاميين ومؤسساتهم، وبتفنن مُمنهج كأننا في هــــــــــوليوود.

 

 بل والأمر يزداد توسعا بالاعتداء على دور العبادة من مساجد وكنائس، بعد هدم وإبادة المستشفيات ومَن فيها، لتتوسع الدائرة لتشمل - في الدول الحليفة للكيان المحتل- بالتضييق و الاعتداء على المنصفين و العقلاء وأصحاب القيم النبيلة في العالم من صحفيين ورياضيين وصناع محتوى ومؤثرين، وكأننا في دورة تدريبية عالمية لنشر وتعميق الكراهية والكيل بمكيالين على المباشر؛ وهي وصمة وبصمة عار في جبين البشرية، ستبقى لعنتها على مر الأجيال، لا تمحوها حضارة ولا مدنية ولا أي تطور ما.

في هذا السياق فإن" الهيئة الأوربية للمراكز الإسلامية"، ونظرا لتواصل برنامج السياسة القمعـــــية والجائـــرة اتجاه شعبنا وإخواننا الفلسطينيين نؤكد على التالي :

1- نكرر ونؤكد إدانتنا وبشدة لتصعيد الاحتلال الإسرائيلي بالتفنن في حرب الإبادة الممنهجة والمجازر الوحشية بالاعتداءات المتنوعة والتنكيل المتعمد الذي يتعرض له شعبنا الأعزل وإخواننا الضعفاء في فلسطين، وكل حملات التهويــــد الموجهة للمسجد الأقصى الشريف

2  - نعتبر و نَعد ما يحدث في فلسطين المحتلــــة من ردود الفعل البسيطة من المواطنين في مواجهة جيش مدجج بالسلاح و مدعم من القوى النووية الكبرى هو رد طبيعي للجرائم التي يقوم بها الكيـــان المحــــتل الغاشــــم، ونعتبره دفاعا مبررا عن النفس ضد استعمار غاصب للأرض وللوطن والمقدسات الإسلامية والمسيحية، و الانعتاق من الاستعمار يوجب التضحية وفي ثورات الشعوب الحرة عبرة، وثورة الجزائر أنموذجا للاقتداء.

 

3 - نندد ونرفض أية حلول تكرس حتمية سياسات التهجير، بدل إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية في تمكين شعبها من إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف.

4- نُصر ونُــلح على ضرورة توحد صفوف كل القوى الفلســـــطينية والحساسيات والجهات الرسمية والتجنيد التام -على الأقل في هذه المرحلة- لحماية الشعب الفلســـــطيني وإتاحة حق الحياة له، ثم حق بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. 

5- نجدد ونؤكد مطالبتنا للمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الكاملة- القانونية والإنسانية والأخلاقية- لما يحدث في فلسطـين المحتلــــة، وندعوه من جديد إلى وقف سياسة ازدواجية المعايير والموازين في دعم الكيــــان المحتـــــل ضد الشعب الفلسطـــيني الأعزل. وعلى - المجتمع الدولي - العمل على إحقاق الحقوق الفلسطينية بإقامة دولة مستقلة.

 

6 - نطالب ونتوسل لكل إخواننا وأشقائنا العرب والمسلمين بضرورة الالتفاف حول القضية الأم والمركزية، وتقديم كل الدعم للشعب الفلسطيـــني الشقيق والأعزل في نضاله ومقاومتـــــه المشروعة في الدفاع عن نفسه كما كان الشأن في القرن الماضي في الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي (1954 إلى1962)، وفي جنوب أفريقيا ضد التمييز العنصري و الأبارتايد (1948 إلى 1990) وغيرها من دول العالم... 

7 - نناشد ونأمل من كل أحرار العالم من يهود ومسيحيين وغيرهم من الملل والمعتقدات وكافة نخب العالم من مثقفين وعلماء وفنانين ورياضيين ومفكرين، بواجب الوقوف مع القضية الفلسطينية الإنسانية، وكفاح شعبها، وإنقاذهم من أجل الحد الأدنى من الحياة والكرامة.

8 - ندعو ونطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية ومجلس الأمن لتحمل مسؤولياته في الوقف الفوري للعدوان الهمجي على شعبنا في قطاع غزة المحاصر، و تقديم المساعدات الإنسانية، بفتح ممرات إنسانية آمنة، وتمكين الهيئات الإنسانية الأخرى لمباشرة عمليات إغاثة عاجلة و شاملة، وإجبار الاحتلال على الرضوخ للإرادة الأممية.

 

9 - نطالب وبإلحاح المنظمات الإنسانية للإسراع في تقديم المساعدات اللازمة والمتنوعة لشعبنا في غزة، ونجعل مصر المحروسة أمام واجبها الإنساني الراقي والأخلاقي النبيل المعهود منذ قرون.

 

10 - نُذَكِّـــر وندعو بتحريك "الملف" أمام المحكمة الجنائية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان للنظر في جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني والأعراف الدولية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، ورفض الازدواجية في معالجة الأزمات والحروب والخروقات الدولية.

 

 

11 - نبارك ونشد على مواقف بعض رموز العالم من ملوك ورؤساء وزعماء وعلى رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة (السيد أنطونيو غوتيريش) في الوقوف مع نضال الشعب الفلســــطيني وحقه في الحياة وفي دولة مستقلة عاصمتها القـــــــدس الشريف، على حدود الرابع من حزيران لسنة 1967، والعمل على وقف العدوان فورا وتقديم الإغاثة المطلوبة للمدنيين.

 

12 - ننصح وندعو الشعوب العربية والإسلامية وعلماءها وأحرار العالم للتحرك والضغط السلمي لأجل رفع الحصار على قطاع غزة الأسير، ووقف العدوان المستمر ونصرة القضية الفلســــــــطينية وبيان عدالتها، وترجع القضية المركزية للأمة بكل زخمها إلى الواجهة.

 

ورحم الله الشهداء ونسأل له تعالى الشفاء للمصابين.

عاشت فلسطين عزيزة منصورة، والشكر والتحية لأبناء الجالية المسلمة في أوروبا.

 

(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ؛ إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ؛ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) سورة الانبياء 105-107.

تم نسخ الرابط